رغم مرور الزمن وتوالي السنين سيظل يوم التاسع عشر من مارس الذي مر بالأمس، يوما فارقا في تاريخ مصر الحديث، ففيه استعادت مصر جزءا عزيزا من أرضها بعد معركة تفاوضية شاقة ومضنية، بل بالغة الشدة والقوة علي المستويين السياسي والدبلوماسي، امتدت لأكثر من سبع سنوات كاملة. بالأمس وافق الذكري السابعة والعشرين لتحرير طابا، وعودتها لأحضان الوطن الأم، بعد حرب مفاوضات شرسة وضارية، بذل فيها المفاوض المصري أقصي ما يستطيع من جهد وعلم وخبرة، مدفوعا بحبه لوطنه واصراره العظيم علي التمسك بأرضه، حتي استطاع بتوفيق من الله اثبات حق مصر في استرداد طابا، باعتبارها جزءا من التراب الوطني الذي لا يمكن ولا يجب التفريط في حبة رمل واحدة منه. وللأجيال الشابة من الأبناء والأخوة الذين لم يعاصروا هذه اللحظات المجيدة من تاريخ الوطن، نقول إن الرجال الذين ضمتهم اللجنة القومية لطابا، التي شكلها الرئيس الأسبق حسني مبارك لإدارة والإشراف علي معركة التفاوض، كانوا علي قدر المسئولية الجسيمة الملقاة علي عاتقهم، وأداروا المعركة بكل الوعي والحكمة والإصرار علي تحقيق النصر. وقد ضمت اللجنة أربعة وعشرين عضوا من خيرة وكبار الدبلوماسيين والخبراء العسكريين، برئاسة الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية الأسبق،...، وكان من نجومها وخبرائها الكبار الدكتور وحيد رأفت والدكتور مفيد شهاب والدكتور يونان لبيب رزق، ود.أحمد القشيري، ود.محمد أمين المهدي، ود.سميح صادق، ود.يوسف أبوالحجاج، ود.صلاح عامر، د.محمد الشناوي، ود. طلعت الغنيمي، د.جورج صعب والسفراء أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق، ومهاب مقبل، ومحمد بسيوني، وحسن عيسي، وأحمد أبوالخير، وحسين حسونة، ووجيه حنفي، ومن العسكريين اللواء محسن حمدي وفاروق لبيب، ومحسن عبدالحميد، ومحمد عبدالفتاح، وفتحي نجيب،...، وقد رأس الدكتور نبيل العربي لجنة مشارطة التحكيم وكان ممثلا لمصر أمام هيئة التحكيم في جنيف،...، وكلهم كانوا بحق ابطالا يستحقون كل التكريم والاحترام من كل المصريين.