تسلمت وزارة الأشغال العامة مجمع المصالح الحكومية المعروف ب "مجمع التحرير" ، بميدان الحرية ( ميدان التحرير حاليا ) ، و الذي يعد من أضخم المباني الحكومية في مصر ، إذ يقل ارتفاعه أربعة أمتار عن ارتفاع الهرم الأكبر ، والذي قام بتصميمه المهندس محمد كمال إسماعيل من مصلحة المباني عام 1952 . يعتبر مجمع المصالح، أثر تاريخي من تاريخ مصر ، فمجمع التحرير متعدد الأشكال، فإذا نظرت له وأنت تقف بجوار مسجد جامع عمر مكرم سيبدو لك كمقدمة سفينة ، وإذا نظرت له من شارع الشيخ ريحان ، أى إلى ظهر المجمع، سترى ما يشبه جزءا من دائرة، قمتها زاحفة نحوك، وإذا وقفت في منتصف الميدان، فإن المجمع سيتخذ هيئة القوس . مجمع التحرير مبنى إداري للإدارات الحكومية المختلفة، ويحتوى على أكثر من 5000 موظف و موظفة حكومية ، و يرتفع 55 متراً ، ويتكون من 14 دوراً ، و به 1356 مكتباً ، في كل دور 94 مكتب ، و أكثر من 3000 نافذة وما يقرب من 1500 باب . و للمبناء مدخل رئيسي و أربعة مداخل ثانوية تؤدي إلي أربعة سلالم ، و للمدخل الرئيسي قبة زجاجية ، و يخدم المبني عشرة مصاعد ، كما يتمير بالصالات الواسعة والمناور والممرات الكثيرة بكل دور. و لكن مما يؤسف له حقا أنه لا يوجد بهذا المبني دور أرضي أو بدروم أو جراج بحيث تحل فيه مشكلة السيارات الخاصة و الحكومية .. وهي ما تقارب من 500 سيارة علي فرض أن بين كل عشرة موظفين واحدا أو زائرا له سيارة و هي مشكلة لا ندري كيف تحل مستقبلا .. و ستزداد هذه المشكلة تعقيدا حين يقيمون إلي جواره مبني للمكتبة العامة و مبني آخر للإذاعة. إذا فرضنا أنه ليس هناك خطر حربي علي تكدس كل هذه المباني الحكومية في مكان واحد و هي علي بعد خطوات من كوبري قصر النيل و هو هدف حربي واضح ، أريد أن يوضح لنا المهندسيون كيف ينصرف مالا يقل عن العشرة آلاف موظف وقت الظهر ، و أية مواصلات تنقلهم وقد أصبحوا محاصرين في عنق الزجاجة وهو ميدان الحرية " التحرير" . أخبار اليوم : 25 أكتوبر 1952