بداية فإننى لا أنكر عدائى الشديد للكيان الإسرائيلى الصهيونى الذى اغتصب وطن الفلسطينيين وأمعن ويمعن فى خرق القوانين والمواثيق الدولية وارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية دون وازع أو رادع استنادا إلى الحماية الأمريكية. على ضوء هذا التوجه الذى تدعمه وتؤكده العشرات من مقالاتى فإنه ليس متوقعا وجود من يمكن أن يزايد على ما سوف أبديه من رأى حول ما أقدم عليه النائب توفيق عكاشة. هذا السلوك ليس هناك ما يبرره سوى الرغبة فى الشهرة الكاذبة المدعومة بعدم التوازن. لا جدال أن لقاءه بالسفير الإسرائيلى فى القاهرة الذى يمارس مسئولياته على اساس العلاقات الدبلوماسية القائمة مع بلاده. هذا الواقع يمليه ويسمح به ايضا وجود سفير مصرى يقوم بنفس المسئولية فى تل أبيب ممثلا لمصر. لا تفسير ولا تبرير لهذه الخطوة من جانب النائب عكاشة الذى أصبح مثارا للحديث والجدل بطول مصر وعرضها سوى البحث عن الضجة والضحيح الذى يعد من لوازم طبيعته. وإذا كان هذا اللقاء الذى أجراه يتعارض مع المشاعر الوطنية والقومية للمصريين إلا أنه وفى إطار وجود علاقات دبلوماسية مصرية إسرائيلية ليس هناك ما يمنعه من الناحية القانونية إلا إذا ما ثبت إضراره بمتطلبات الصالح الوطنى والأمن القومى. انه ولاجدال شيء يدعو للأسف ان تُشغل هذه المشكلة التى اختلقها «عكاشة» مجلس النواب بدلا من التصدى للكثير من المشاكل المصيرية التى تهم الوطن. انطلاقا من هذه الحقيقة التى يجب أن تكون حاضرة فى الأذهان فقد كان طبيعيا أن يلفت نظرى ما يدور حاليا من صخب يشهده مجلس النواب الجانب الاكبر من آثاره التشنجية. ان عملية التلاسن وتعالى الاصوات استهدفت الاجهاز على عكاشة -الباحث عن الشهرة- شعبيا ونفسيا. ما يحدث ويجرى يتماشى تماما وما تسعى إليه هذه التركيبة البشرية المثيرة للبحث والدراسة والتحليل. لا أعتقد أنه وفى غياب ما قد يثبت عدم التزام توفيق عكاشة بمتطلبات الولاء والانتماء الوطنى وفى ظل ما تقضى به القوانين والأوضاع السياسية للدولة المصرية إمكانية المساس بحقوقه كمواطن بما فى ذلك عضويته فى مجلس النواب.. أى إجراء لا يقوم على أسس قانونية سليمة تضع فى اعتبارها هذه الثوابت لا يمكن بأى حال أن تحقق ما يستهدفه هذا البعض. على هدى هذا الواقع فإنه يمكن القول إن النائب عكاشة قد نجح فى الوصول إلى غايته من أن يكون حديث كل الناس حتى لو جاء ذلك على حساب التعرض للانتقاد والهجوم وحرمانه من حضور 10 جلسات بالمجلس. ومن ناحية أخرى فإن ما يدعو إلى الحزن والأسى تعمد البعض فى مجلس النواب تحويل مشكلة عكاشة إلى شو إعلامى بالتجاوز فى السلوك. إنهم فى تجاوزهم لايختلفون عنه فى شىء. هنا يحق القول إن الذين يقودون هذه الضجة حول لقائه بالسفير الإسرائيلى قد ساهموا من حيث لا يدرون فى تحقيق ما يريد.