أصبح لا يمر أكثر من أسبوع ليظهر لنا واقعة تلوث جديدة نفطية لمياه النيل أو الشواطئ الناتجة عن تسريبات سفن النقل وغيرها من السبل المختلفة للتلوث. في ضوء واقعة تلوث زيتي بميناء نويبع بالبحر الأحمر، الناتج عن تسريب للزيت من السفينة ستار التي تحمل علم قبرص، أوضحت دراسات تأثيرات التلوث النفطي على انخفاض إنتاجية المصائد، قد يعود إلى عزوف الناس عن شراء الأسماك خوفا من أخطار التلوث، أو أن الصيادين أنفسهم يتوقفون عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم، مما يزيد في النقص الغذائي. كما حدث في خليج تاروت السعودي عندما تسرب حوالي 100000 برميل من النفط عندما حصل انفجار في أنابيب النفط سنة ،1970 أدى إلى عدم تناول الأسماك لرداءة طعمها لفترة 6 أسابيع مما عرقل عمليات الصيد لفترة 3 اشهر تقريبا. وتختلف الأسماك عن الطيور في كون جسمها مغطى بطبقة مخاطية لزجة لا يمكن للنفط الالتصاق بها. تأثير التلوث النفطي على الشعب المرجانية والطحالب: 1 تعتبر الطحالب والكائنات وحيدة الخلية والهائمات النباتية مصادر غذائية هامة غنية بالأحماض الأمينية والدهنية سهلة الامتصاص لكافة أنواع الأسماك بشكل عام ويرقاتها بشكل خاص وبفقدها تفقد الأسماك الغذاء مما يؤدي إلى ضعفها وموتها في أغلب الأحيان. 2 تعتبر الهائمات النباتية المسؤول الأول عن تثبيت الطاقة وإنتاج الأوكسجين في البيئة البحرية بوساطة عملية التركيب الضوئي. 3 تدخل الملوثات النفطية إلى البنية الخلوية للملايين من الكائنات الحية النباتية الكبيرة منها والدقيقة ومن ثم تصل إلى الأسماك عن طريق تغذية هذه الأسماك على تلك النباتات وبالنهاية تصل إلينا نحن البشر من خلال استهلاكنا لتلك الأسماك, فنلاحظ بأن تلوث البحار والمحيطات بالنفط لا يؤثر فقط على مجموعة أو نوع واحد من الكائنات الحية بل يؤثر على كافة الأحياء. تأثير التلوث بالنفط على الرخويات والمحاريات : يعتبر التلوث بالنفط من أكثر المخاطر التي تهدد كافة أنواع الرخويات في البحار والمحيطات فهو يؤثر عليها من جوانب حياتية متعددة والتي نذكر منها مايلي : 1 يؤدي إلى نفوق كبير بأعداد الرخويات. 2 يؤدي إلى انخفاض عملية الإخصاب عند الرخويات. 3 يؤدي إلى انخفاض في قابلية وكفاءة هذه الأحياء البحرية على الحركة والسباحة. تأثير التلوث بالنفط على اللافقاريات البحرية (القشريات) وباقي الأحياء البحرية : تختلف شدة إصابة وتأثير التلوث النفطي على مجموعة واسعة من القشريات ومنها ”الروبيان والسرطانات” وذلك بحسب أماكن قربها أو بعدها عن مكان التلوث وبحسب عمر تلك القشريات ونلاحظ الحالات التالية. 1 تتعرض مجموعة القشريات إلى الموت وبكافة أطوار حياتها (البالغة أو الفتية أو البيوض) التي تتواجد تحت التأثير المباشر مع الملوثات النفطية . 2 القشريات البعيدة التي ليست تحت التأثير المباشر مع الملوثات النفطية كسابقتها فيمكنها الهروب وبقاؤها حية. 3 صغار ويرقات القشريات التي لا تستطيع الفرار فتؤدي الملوثات النفطية إلى موتها.