أظهرت دراسة أجريت للكشف عن العلاقة بين الضغوط النفسية والوفاة المبكرة، أن القلق والاكتئاب حتى ولو كان طفيفاً، يؤدي إلى رفع من مخاطر الموت المبكر. فبينما كان العلماء يجرون دراساتهم عن أسباب الوفاة المبكرة الناتجة عن أمراض مثل القلب والسرطان، أكد أكثر من 68 ألف إنسان ذلك في إنجلترا، كما وجد الباحثون أن العيش بمستويات ولو قليلة من القلق ترفع نسبة الوفاة المبكرة بمعدل 16%، ولاسيما عندما يمارس المريض عادات، مثل تناول الكحوليات والتدخين . الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أكدت شبكة "بي بي سي"، أن علماء جامعة لندن وأدنبرة ، اكتشفوا نفس الأثر للضغوط النفسية على الموت المبكر، فقد وصلت إلى نسبة خطورة تقدر ب 67%، وظهر هذا الخطر جلياً بين واحد من كل أربعة أفراد ممن يعانون من مشاكل نفسية. وقال رئيس قسم الأعصاب والصحة النفسية بجامعة ويلكم ترست، جون ويليام، " هذه الدراسة ستسلط الضوء على حاجات هؤلاء المرضى لضمان الحصول على الرعاية الصحية المناسبة وبهذا يمكنهم اتخاذ خطوات لتحسين نتائج مرضهم". في حين ذكر رئيس مؤسسة "ريثنك" الخيرية، بول جينكيز، " هذه النتائج لا تشكل بالنسبة لنا مفاجأة، فبينما تنظر هذه الدراسة فيمن يعانون من القلق والاكتئاب، نجد الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية مثل الهوس الاكتئابي والفصام يموتون قبل 20 عاماً في المتوسط، عن بقية الناس". وركز على أن " هناك نقص كبير في الوعي بين العاملين في مجال الصحة حول زيادة مخاطر هذه الأمراض الجسدية مما يعني أن الناس يموتون بدون داع كل يوم." وأكد أنه " حتى ما يمكن أن نعتبره اكتئاب خفيف بإمكانه أن يختصر حياة إنسان ليس فقط من خلال دفعه لاستخدام الكحوليات والسجائر ولكن من خلال التأثير السلبي للتعافي من أمراض القلب وغيرها". وأشار إلى أن " الآثار السلبية لتجاهل الإنسان لهذه الأعراض، قد تؤدي مستقبلاً إلى أمراض خطيرة كالسرطان وغيره".