حملت زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية المرقسية في العباسية الكثير من المعاني والرسائل الموجهة إلى العالم من رئيس وقائد أراد أن يضع أسس جديدة لعلاقات متميزة ويرسي مبدأ المواطنة بكل معانيها. ووجه السيسي رسالة للعالم بأن مصر الجديدة على الطريق الصحيح وستستمر تعطي دروسا في العيش المشترك والحب ؛ وكان رد الفعل سريعا في الكاتدرئية بالحفاوة والحب البالغ. كان ذلك لسان حال القيادات الدينية المسيحية تعليقا على زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية حيث يصف القس د.اندرية زكي رئيس الطائفة الانجيلية بمصر أن الزيارة هي تأكيد لمعنى المواطنة الذي يرتكز على مبدأ التنوع والاختلاف وقبول الأخر ، كما يؤكد على المفهوم العميق للدولة الحديثة وقيمه التعايش المشترك. ويؤكد النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك الأنبا يوحنا قلتة أن الرئيس أراد أن يضع تقليدا جديدا ونهج مصري خالص قائم على احترام المواطنة والمساواة بين المصريين ، مضيفا أن الرئيس وضع أسسا جديدة للاقتصاد المصري وبنية أساسية لمستقبل مصر ، وأراد أن يضع أسسا جديدة للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين والنتيجة كانت استقبال غير عادي وبحفاوة بالغة ، مضيفا: " شكرا للسيد الرئيس المصري الصميم والعربي الصميم والمسلم الصميم إننا نتعلم منك حفظ الله مصر وتحيا مصر". وقال راعي الكنيسة الانجيلية بالجيزة القس بشير أنور إنه صافح الرئيس بحرارة وأخذه بالحضن في الكاتدرائية ، وقال له "بنحبك ياريس" ، فرد الرئيس "واحنا بنحبكم". وأضاف: "أرى أن الزيارة تحمل لمسة وفاء وحب وتقدير لرجل درس التاريخ جيدا وأصبح لديه حس وطني لا يوصف وكانت رسالته من القلب والكلمات تتدفق من قلبه وهو يقول عايزين نحب بعض بجد ثلاث مرات ويعلن أسفه واعتذاره عن التأخير في ترميم وبناء الكنائس التي تم إحراقها في عهد الإخوان ويعد بالانتهاء منها في العام الجديد" . وفي نهاية كلمته قال إن زيارة الرئيس ومواقفه تجاه أبناءه من الأقباط انعكست على القيادات باقي أفراد المجتمع بعودة الروح الطيبة التي كنا نتميز بها. وقالت نائبة البرلمان سوزي ناشد إن زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية هي مظاهرة فرح وحب وعيد أخر للأقباط بجانب عيد الميلاد ، وهذا ما وضح في الاستقبال الحافل الذي استقبل به الرئيس بالورود والزغاريد ليؤكد أن الشعب بأكمله فخور بهذا الرئيس الذي رسخ تقليدا لم نعتد عليه من قبل ، فقد كانت الزيارات السابقة تتسم بالرسمية ، حيث تتم في المكاتب ولكن أن تتم في الكنيسة وأثناء القداس فهذا تقليد جديد. وأضافت أن خطاب الرئيس أعطى رسالة تذكرنا بتلك التي كانت في العام الماضي وأكدت على المحبة والوحدة مهما كانت الظروف والمشاكل الاقتصادية حيث أن الفرقة تعطي فرصة للعدو باختراق النسيج الوطني الواحد. وأشارت إلى أن الرئيس أشاد بوحدة ووطنية مصر ومواقف البابا الوطنية ، وأكد أن مصر علمت العالم وأعطته درسا بحضارتها، كما حملت رسالة الرئيس اعتذارا عن التأخير في ترميم الكنائس التي دمرت وأحرقت عقب فض اعتصام رابعة ، وفي ذات الوقت قدم وعد صدر من القلب بالانتهاء من هذه الأعمال خلال العام الحالي.