خيم الحزن والأسى على مدينة كفر صقر بمحافظة الشرقية لفقدها أبنا من أعز أبنائها وهو الرائد محمد حسن عليوة الضابط بسلاح الحرب الكيماوية، والذي استشهد في حادث أليم بالولايات المتحدةالأمريكية أثناء التحاقه ببعثة عسكرية بها ليلحق بشقيقة الأصغر الذي استشهد أيضا أثناء تأديته لواجبة الوطني بشمال سيناء. وأكد والدهما أن استشهاد نجليه هي مشيئة الله، لافتا إلى أنهما كانا أمانة واستردها مرة أخرى. وفي موكب جنائزي مهيب بمدينة كفر صقر شيع الآلاف من المواطنين جثمان الشهيد الذي وصل لمسقط رأسه ملفوفا بعلم مصر تقدمهم المهندس ماهر قنديل رئيس مركز ومدينة كفر صقر وعدد من القيادات العسكرية والتنفيذية والنواب منهم محمد حلمي وزملاء الشهيد. وردد المشيعون: "لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله وإنا لله وإنا إليه راجعون"، وقد اتشحت النسوة بالسواد حزنا على فراق الشهيدين وتوافد الآلاف من المواطنين على منزل أسرة الشهيد لتقديم واجب العزاء في مصابهم الأليم .. وقد بدا والد الشهيد المهندس حسن عطية عليوة مدير عام التعاون الزراعي متماسكا إلا أن الحزن يرتسم على وجهة مرددا الآيات القرآنية. وقال والد الشهيد: "إن ابني محمد هو أول فرحتي 32 عاما والذي توفيت والدته عقب والدته وكان متفوقا منذ نعومة أظافرة والتحق بالتعليم الأزهري وحصل على الثانوية العامة من معهد كفر صقر النموذجي ثم التحق بكلية العلوم بجامعة الأزهر وعقب تخرجه أصر على الالتحاق بأكاديمية الخدمة العسكرية ليؤدى واجبة في حماية الوطن في تلك الفترة الحرجة وتم توزيعه على سلاح الحرب الكيماوية وتزوج من ابنة خاله ياسمين عبد الغنى خليل 24 عاما مدرسة لغة انجليزية ورزقهما الله بطفلته الأولى بسمة عامين ونصف ورزق بطفلته الثانية حبيبة أثناء سفرة للبعثة ولم يراها". وامتلاءات عينيه بالدموع، وأضاف: "لقد كنت سعيدا عند تخرجه وشقيقه من المؤسسة العسكرية ولكنها مشيئة الله وقد احتسبتهما شهداء عند الله وهما الآن في مكان أفضل من الدنيا ولن ابخل لحظة بأولادي على وطني العزيز وأنا على استعداد لإلحاق نجلى الأخريين كريم ومحمود بالكلية الحربية ليؤديان واجبهما نحو حماية الوطن". وعن ملابسات وفاته قال: "إنه كان متجها لصلاة الجمعة في محل إقامته بالولايات المتحدةالأمريكية وحاصرت السيول سيارته فغرق هو وآخرين .. والله سبحانه وتعالى راضى عن نجلى الشهيدين لفوزهما بالشهادة واحتسبهما مع الصديقين والشهداء". ويقول شقيقا الشهيد: "إنه كان طيب القلب وعلاقته حسنة مع جميع المحيطين ويؤدي الصلاة بانتظام وكان أخر تدوينه له عبر صفحته الإلكترونية "اللهم اغفر لنا ما ماضي وهون علينا ما هو آت وعاملنا بالفضل لا بالعدل أنك أنت الكريم العظيم غفار الذنوب الرحمن الرحيم".