أطلقت مؤسسة إكسون موبيل العالمية في احتفالية مشروع تعزيز القدرات الاقتصادية للمرأة بمحافظة الفيوم وذلك بالشراكة مع هيئة إنقاذ الطفولة وتحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي. ويهدف المشروع إلى إتاحة فرص اقتصادية للسيدات من الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجاً بمحافظة الفيوم، لامتلاك المهارات الحياتية والاقتصادية اللازمة للبدء بمشاريعهن الخاصة، بهدف الارتقاء بالمستوى المعيشي لأسرهن ومن ثم تحقيق التنمية لمجتمعاتهن. وشهدت الاحتفالية حضور كل من المهندس هشام العمروسى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة إكسون موبيل مصر ومدير الزيوت بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، و نهاد شلباية مديرة العلاقات الحكومية والخارجية بالشركة، علاوة على السيد كريس ماكيفور، رئيس هيئة إنقاذ الطفولة، و أمانى صالح مدير المشروع والقائم بأعمال مدير برنامج التعليم بالهيئة. وشارك أيضاً بالاحتفالية الدكتور عصام العدوي، مستشار وزارة التضامن الاجتماعي،كما حضر الاحتفالية باقة متميزة من قيادات شركاء العمل بالمشروع، إلى جانب عدد من السيدات المشاركات بالمشروع. وأكد المهندس هشام العمروسى أن نجاح هذه المبادرة الجديدة يعتمد على الشراكة الفعالة التي جمعت بين التاريخ الطويل لشركة اكسون موبيل في مجال المشاركة المجتمعية، والخبرة الممتدة لهيئة إنقاذ الطفولة فيما يتعلق بتنمية الطفل والنهوض بالأسرة المصرية، فضلاً عن التعاون مع الوزارات المعنية وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم، ويأتي تحقيق الأهداف بالتعاون مع الجمعيات للتواصل بنجاح مع كل سيدة من محافظة الفيوم تحتاج لإحداث تغيير جذرى في حياتها من خلال الاستفادة من المشروع. واستطرد المهندس هشام العمروسى قائلاً:" إننا نؤمن أن الأعمال لا يمكن أن تنمو بمعزل عن المجتمع، فإننا نهتم دائما و أبدا بالاستثمار في بناء وتنمية المجتمعات التي نعمل بها. ولقد ركزت إكسون موبيل مجهوداتها علي تعزيز دور المرأة و تعليم الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب، نظرا لأهمية التعليم في نهوض المجتمع". هذا ويستهدف المشروع تعزيز القدرات الاقتصادية للمرأة إلى ما يقرب من 800 سيدة من محافظة الفيوم، حيث تنطلق المبادرة من مركزي أبشواى ويوسف الصديق بالمحافظة. كما يوفر هذا المشروع، الذي يتم تنفيذه بمنحة من مؤسسة إكسون موبيل العالمية،توعية وتنمية مهارات حياتية لعدد 600 من أبناء السيدات المشاركات بالمشروع وخدمة تعليمية لعدد 240 طفل من الأبناء الصغار، من خلال مجموعة من دور الحضانة التي سيتم إنشائها وتجهيزها بالاعتماد على المعايير والأسس العلمية الحديثة. وقد تم الاستعانة بخبرات الجمعية المصرية الشاملة، لاختيار مجموعة من السيدات من المجتمع المحلى وتدريبهن على المنهج الخاص بمشروع تعزيز قدرات المرأة الاقتصادية، وأطلق على هذه المجموعة اسم "المُيَسّرات " لدورهن في تيسير الوصول إلى السيدات الأكثر احتياجاً للمشاركة في المشروع. ومن المخطط أن يتم انشاء 8 حضانات ومراكز لتنمية وتطوير الأطفال، مع بناء قدرات 24 معلم لتقديم أفضل مستوى من الخدمة التعليمية للطلاب داخل هذه الحضانات. وأعربت نهاد شلباية مديرة العلاقات الخارجية والحكومية بشركة إكسون موبيل مصر عن فخرها لما لمسته من حماسة لدى المشاركات بالمشروع، سواء على مستوى المُيَسّرات اللاتي تتطوعن للمساهمة في نهوض مجتمعاتهن، أو على مستوى المتدربات بما يمتلكن من رغبة حقيقية في تحسين مستوى معيشتهن وتنمية أسرهن. وأوضحت نهاد شلباية أن اختيار هيئة إنقاذ الطفولة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي يأتي في ظل تاريخ التعاون المثمر مع الهيئة، والذي بدأ في عام 2008 بمشروع إشراق، وتواصل بانطلاق المرحلة الثانية من المشروع "إشراق بلس" عام 2011 للحد من ظاهرة الفتيات المتسربات من التعليم في صعيد مصر. وصرحت نهاد شلباية قائلة: "حققنا نجاحاً مبهراً من خلال شراكتنا مع هيئة إنقاذ الطفولة في منح أكثر من 1600 فتاة حرمن من التعليم الفرصة في حياة جديدة. والآن، أصبحن يدرن مشاريع صغيرة ومشاغل لصناعة الملابس والأقمشة المنزلية لتأمين دخل لأنفسهن. وقد كان ذلك بمثابة حافزاً لتجديد الشراكة اليوم مع هيئة إنقاذ الطفولة، خاصة في ظل توافق مشروعات الهيئة مع الرؤية الخاصة بفلسفة المشاركة المجتمعية لإكسون موبيل ، القائمة على وضع التعليم والنمو بالمرأة المصرية في قائمة الأولويات." وفى هذا السياق صرح كريس ماكيفور مدير هيئة إنقاذ الطفولة (مكتب مصر) قائلاً :"تسعي هيئة إنقاذ الطفولة إلى توفير كل الاحتياجات اللازمة لتنشئة الأطفال في بيئة آمنة وبطريقة صحية، لذلك فمن الضروري التركيز على المرأة التي تعتبر عمود الأسرة المصرية والمسئول الرئيسي عن تربية الأطفال. فمن الضروري الارتقاء بحقوق النساء الاقتصادية والاجتماعية ومشاركتهم بفاعلية وإيجابية للازدهار بالمستوى الإقتصادي للبلاد، بالإضافة إلى تغيير نظرة المجتمع للنساء والفتيات التي تتسبب في خلق حواجز أمام فرص المشاركة الإيجابية. ولذلك سوف يتكاتف كل الشركاء على تنمية مهارات السيدات المستهدفات لتحقيق التقدم والوصول إلى كامل إمكاناتهن المدنية والاقتصادية. فسوف يتم التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني بمحافظة الفيوم وبناء قدراتهم في مناطق تنفيذ المشروع، لضمان الوصول للفئات الأكثر احتياجا والذي سوف يضمن استمرارية تدخلات المشروع والمعلومات المكتسبة حتى بعد انتهاء مدته". ويعتمد مشروع "تعزيز القدرات الاقتصادية للمرأة" على مجموعة من البرامج التدريبية التي ترتكز على بناء قدرات المرأة ومساعدتها على اختيار أفكار لمشاريع صغيرة تتناسب وظروفها الاجتماعية، مع إمدادها بمهارات إدارة وتسويق المشاريع. كما يقدم المشروع مجموعة من الندوات والمحاضرات التثقيفية لزيادة وعى المرأة بالمهارات الحياتية اللازمة لبناء أسرتها وتنشئة أبنائها على القواعد الصحية والتربوية السليمة. هذا فضلاً عن تنمية المهارات القيادية للمرأة سواء على مستوى أسرتها أو مجتمعها بالكامل. وفى هذا الإطار، أكدت أمانى صالح مدير المشروع والقائم بأعمال مدير برنامج التعليم بهيئة إنقاذ الطفولة، أن إكسون موبيل تعد شريك استراتيجي وتعاونها مع هيئة إنقاذ الطفولة في أى مشروع يضيف له ثقل كبير، وهذا ما تؤكده العلاقة طويلة الأمد مع الشركة وما نتج عنها من إنجازات على مستوى تنمية المجتمع. كما قامت أماني صالح بالكشف عن بعض الحقائق المتعلقة بالمشروع فيما يتعلق باختيار محافظة الفيوم لأنها واحدة من أكثر المحافظات فقراً بمصر، وتفتقد للعديد من الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، فلقد تم تحديد مجموعة من المعايير لدراسة حالة المتدربات واختيارهن، تمثلت في الحالة المعيشية للأسرة، وعدد أفرادها، ومستوى الدخل، والمستوى التعليمي للمتدربة، وما إذا كانت تمتلك مشروعاً خاصاً بها بالفعل وتحتاج لتطوير مهارتها لتوسيع حجمه وزيادة العائد منه. وتعليقاً على حرصها للمشاركة كإحدى المُيَسّرات بمشروع تعزيز قدارت المرأة الاقتصادية، صرحت أمانى محمد قائلة:" لقد شجعتني دراستي لمجال الخدمة الاجتماعية على التطوع ضمن هذا المشروع وتعزيز مهاراتى بالمشاركة في نشاط يساهم في تنمية مجتمعى. فتنمية المرأة يرفع العناء عن الأسرة، وأتمنى الاستدامة لهذا المشروع الهام لأن هناك الكثير من السيدات بالمحافظة، خاصة أصحاب المؤهلات العليا، يحتجن لفرصة حقيقية للعمل وتوفير مصدر للدخل لأنفسهن ولأسرهن". وفى نفس السياق أكدت مروة حسين إحدى المتطوعات بالمشروع، أن المرأة في مجتمعها مهمشة على الرغم أنها الأساس الذي تبنى عليه الأسرة، مؤكدة أن السيدات في الفيوم ينقصهن العديد من القدرات والإمكانيات وخاصة الاستقلال المادي، الذي من شأنه أن يزيد من ثقة المرأة في نفسها، ويرفع من مكانتها الاجتماعية، فضلاً عن خروجها من المنزل واكتساب مهارات التعامل مع المجتمع. واستطردت قائلة: "كثيراً ما توجهنا صعوبات بسبب العادات والتقاليد التي تتمثل في رفض الرجل عمل المرأة، ولكن هذا المشروع سوف يساعدنا على تخطيها من خلال الندوات المُنَظمة لتوعية الرجال في مجتمعنا بأهمية مشاركة المرأة في بناء الأسرة على كافة المستويات".