ودعت العروس الأهل والأصدقاء وتعلو وجهها حمرة الحجل وبابتسامة عريضة وسعادة غامرة تتبادل كلمات التهنئة من صديقاتها وبنات الجيران. هرول الزوج مسرعاً يهم بإضاءة أنوار جميع غرف عش الزوجية، تملكتها سعادة شديدة من تصرف الزوج معتقدة بأنه يحتفل بها ومُرحبًا بها ملكة تتوسط مملكتها في توهج الأضواء الساطعة، توجها إلى غرفة نومهما وبدلال وحب أطفأت أنوار الغرفة وانتابها كسوف وخجل عندما فوجئت بالزوج يعلو صوته وبعصبية شديدة وبهمهمة يأمرها بعدم غلق الأنوار مرة أخرى. علت الدهشة وجهها وهدأت من روعه، تقربت منه تربت بكفها على كتفه لتشعره بالاطمئنان، فوجئت بتصبب العرق فوق جبينه حيث اخترقت أذنيها دقات قلبه ينتفض داخل صدره من شدة الخوف والهلع، انتفضت الزوجة مسرعة وأضاءت الأنوار حتى فاجئها بالحقيقة المؤلمة، وهي أنه يخشى الجلوس أو النوم في أى مكان مظلم. قال الزوج :"أصلي بخاف من الضلمة"، استسلمت الزوجة للأمر الواقع، وبلسان حال يقول "فترة وهتعدي" لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تحولت حياتها إلى جحيم وقسوة عندما كان يعود الزوج ويكتشف بأن هناك أياً من إحدى غرف عش الزوجية غير مضاءة، فيقوم بتوبيخها وتنشب بينهما مشادة كلامية تنتهي بإضاءة جميع الأنوار ليلاً ونهاراً مما أصابتها حالة من التوتر والعصبية لعدم اعتيادها النوم وأنوار الغرفة مضاءة. طالبته بالتوجه أكثر من مرة الذهاب إلى الطبيب لكنه كان يتهرب منها، إلى أن جاء الوقت الذي اتخذت فيه القرار، وبعد مرور 25 يومًا من ليلة الزفاف لرفع دعوى خلع، خاصة بعد أن كان الزوج يهرول مسرعاً تاركها داخل عش الزوجية بمفردها كلما تصادف انقطاع التيار الكهربائي "عمومي" عن المنقطة وكثرة تعمده الهرب منها عندما تطلب الخروج معه ليلاً. وأمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة أنهت الزوجة كلامها، قائلة بأنه " شهر عسل أسود"، بينما تقدم الزوج بأوراق توضح بأنه بالفعل بدأ المواظبة والمتابعة مع أحد الأطباء لكي يتخلص من هذه الأزمة. قضت المحكمة بإحالة أوراق الدعوى إلى مكتب المنازعات للتصالح بينهما.