وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء 8 ديسمبر، إلى أثينا في مستهل زيارته الرسمية لليونان، وتوجه مباشرة إلى النصب التذكاري للجندي المجهول، وقام بوضع إكليلاً من الزهور. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس توجه عقب ذلك إلى مقر القصر الرئاسي، وكان في استقباله الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، ثم عقدا لقاء ثنائيًا مع الرئيس اليوناني، تلته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفديّ البلدين. وأشاد السيسي بمواقف اليونان الداعمة لمصر واحترامها لإرادة الشعب المصري وحرصها على شرح حقيقة التغيرات التي شهدتها مصر لبقية الدول الأوروبية، كما أعرب عن الاهتمام بتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، ومنها التكامل بين الموانئ المصرية واليونانية لتكون بوابة مهمة لتجارة الدولتين إلى أوروبا وإفريقيا، وكذلك الاهتمام بمشاركة الشركات اليونانية في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس. وأشار الرئيس السيسي في هذا الشأن إلى الموقف الإيجابي للمرشدين اليونانيين إبان تأميم قناة السويس، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة وإمكانية الاستفادة من قدرات تسييل الغاز بالوحدات المصرية. واستعرض السيسي ملامح خطط التنمية والإصلاح الاقتصادي في مصر وما تم اتخاذه من خطوات طموحة وجادة وإجراءات تشريعية من أجل تحسين مناخ الأعمال وتعزيز ثقة المستثمر في أداء الاقتصاد المصري. كما شدد السيسي على أهمية أن تكون مواجهة الإرهاب شاملة ولا تقتصر على الجانبين العسكري والأمني ولكن تشمل أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والفكرية. وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، أكد السيسي أهمية البعد التنموي في القضاء على الدوافع الحقيقية للهجرة والتي تتمثل في البحث عن فرص العمل وتحقيق ظروف معيشية أفضل. من جانبه، رحب الرئيس اليوناني بالسيسي في زيارته الأولى إلى اليونان، مشيرًا إلى ثقل مصر التاريخي والاستراتيجي ودورها المحوري كركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، فضلاً عن دورها في تسوية النزاعات السياسية المختلفة. وأكد كذلك أهمية استثمار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين من أجل تطوير التعاون بينهما في شتى المجالات، لاسيما تلك التي يمتلك فيها البلدان ميزات نسبية، منوهًا إلى أن التقارب الحضاري والشعبي بين مصر واليونان يضفي مزيدًا من الخصوصية على العلاقات بين الدولتين. وأشاد الرئيس اليوناني بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة والذي تم الانتهاء منه في زمن قياسي بأيادٍ وموارد مصرية، منوهاً إلى أهمية هذا المشروع في إثراء حركة التجارة الدولية والملاحة العالمية. وأثنى الرئيس اليوناني على ما حققته مصر على مسيرة الإصلاح الاقتصادي، مضيفًا أنه لمس من خلال زيارة وفد اقتصادي يوناني لمصر مؤخرًا حجم التغير الإيجابي في مناخ الاستثمار والأعمال بمصر والفرص الواعدة والإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها السوق المصرية، مشيرًا إلى حرص بلاده على تعظيم الاستفادة من هذه الفرص.