وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر اليوم إلى أثينا فى مستهل زيارته الرسمية لليونان، حيث توجه مباشرة إلى النصب التذكاري للجندي المجهول، وقام سيادته بوضع إكليلاً من الزهور. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس توجه عقب ذلك إلى مقر القصر الرئاسي، حيث كان فى استقباله الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وعقد الرئيس السيسي لقاءً ثنائياً مع الرئيس اليوناني، تلته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفديّ البلدين. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشاد بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً حرص مصر على دفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ومنوهاً إلى أن هذا الحرص من جانب مصر يأتي على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكداً أهمية استشراف آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات على المستوى الثنائي. وأشاد "السيسي"، بمواقف اليونان الداعمة لمصر واحترامها لإرادة الشعب المصري وحرصها على شرح حقيقة التغيرات التى شهدتها مصر لبقية الدول الأوروبية. من جانبه، رحب الرئيس اليوناني بالرئيس في زيارته الأولى إلى اليونان، مشيراً إلى ثقل مصر التاريخي والإستراتيجي ودورها المحوري كركيزة للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، فضلاً عن دورها فى تسوية النزاعات السياسية المختلفة، مؤكداً على أهمية استثمار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين من أجل تطوير التعاون بينهما في شتى المجالات، لاسيما تلك التي يمتلك فيها البلدان ميزات نسبية، منوهاً إلى أن التقارب الحضاري والشعبي بين مصر واليونان يضفي مزيداً من الخصوصية على العلاقات بين الدولتين. كما أعرب الرئيس عن الاهتمام بتعزيز التعاون بين البلدين فى كافة المجالات، ومنها التكامل بين الموانئ المصرية واليونانية لتكون بوابة مهمة لتجارة الدولتين إلى أوروبا وإفريقيا، وكذا الاهتمام بمشاركة الشركات اليونانية في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، حيث أشار فى هذا الشأن إلى الموقف الإيجابي للمرشدين اليونانيين إبان تأميم قناة السويس. وأكد الرئيس على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة وإمكانية الاستفادة من قدرات تسييل الغاز بالوحدات المصرية، فيما أشاد الرئيس اليوناني بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة والذي تم الانتهاء منه فى زمن قياسى بأيادٍ وموارد مصرية، منوهاً إلى أهمية هذا المشروع فى إثراء حركة التجارة الدولية والملاحة العالمية. واستعرض الرئيس ملامح خطط التنمية والإصلاح الاقتصادى فى مصر وما تم اتخاذه من خطوات طموحة وجادة وإجراءات تشريعية من أجل تحسين مناخ الأعمال وتعزيز ثقة المستثمر فى أداء الاقتصاد المصرى. وأثنى الرئيس اليوناني على ما حققته مصر على مسيرة الإصلاح الاقتصادي، مضيفاً أنه لمس من خلال زيارة وفد اقتصادى يوناني لمصر مؤخراً حجم التغير الإيجابى فى مناخ الاستثمار والأعمال فى مصر والفرص الواعدة والإمكانيات الهائلة التى تتمتع بها السوق المصرية، مشيراً إلى حرص بلاده على تعظيم الاستفادة من هذه الفرص. وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول سبل تعزيز جهود المجتمع الدولي فى التعامل مع التحديات الراهنة والتى تزايدت فى الآونة الأخيرة وعلى رأسها تحدى الإرهاب الذى يتسع نطاقه على الساحة العالمية وأزمة الهجرة غير الشرعية. وأكد الرئيس على أهمية أن تكون مواجهة الإرهاب شاملة ولا تقتصر على الجانبين العسكري والأمني ولكن تشمل أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والفكرية. وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، أكد الرئيس على أهمية البعد التنموي في القضاء على الدوافع الحقيقية للهجرة والتي تتمثل في البحث عن فرص العمل وتحقيق ظروف معيشية أفضل.