خيم الحزن والأسى على قرية ميت حمل مركز بيلبيس بمحافظة الشرقية لفقدن ابنا من أعز أبنائها وهو الجندي محمد إسماعيل حسن إسماعيل 21 عاما والذي استشهد مع آخرين في الحادث الإرهابي الذي شهده فندق القضاة بمدينة العريش في شمال سيناء . وفي موكب جنائزي شعبي مهيب شيع الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة وزملاء الشهيد وعدد من القيادات الأمنية جثمانه ملفوفا بعلم مصر إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بالقرية . وردد المشيعون هتافات "لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله والإرهاب عدو الله ويا شهيد نام وارتاح واحنا هنكمل الكفاح والجيش والشعب والشرطة ايد واحدة "مطالبين بضرورة ضبط الجناة والقصاص منهم وان يتم إعدامهم في ميادين عامة ليكونوا عبرة لغيرهم . اتشحت قرية الشهيد بالسواد وتعالت صرخات النسوة حزنا على فراق زهرة شباب القرية وتوافد الآلاف من المواطنين على منزل أسرته لتقديم واجب العزاء في مصابهم الأليم وتخفيف أحزانهم .. أصيبت والدة الشهيد هناء الشحات المغاوري 45 عاما بانهيار عصبي فور علمها باستشهاد ابنها وأخذ تردد الكلمات المتعاقبة وتقول منهم لله القتلة لقد قصموا ظهري واغتالوا فلذة كبدي دون ذنب ارتكبه، ربنا ينتقم منهم ويحرق قلوبهم على أعز ما لديهم. وانخرطت في البكاء وقالت: "إن الشهيد اتصل بي قبل استشهاده بساعات قليلة وطلب مني الدعاء له ولزملائه ولم اقن أدري أنه الاتصال الأخير ولن أسمع صوتا مرة أخرى". أما والد الشهيد إسماعيل حسن إسماعيل ميكانيكي سيارات 52 عاما فقد تلقى خبر استشهاد ابنه أثناء عملة بإحدى الدول العربية وقام على الفور بالحجز على أول طائرة لتلقى العزاء في ابنه الشهيد ولمشاركة أسرته في مصابهم الأليم .. أما شقيق الشهيد الأكبر أحمد 23 عاما ويعمل بالعاشر من رمضان قال: أن شقيقي محمد حاصل على دبلوم ثانوي صناعي وتم تكليفه بالخدمة العسكرية في شمال سيناء منذ 20 شهرا وكان من المقرر إنهاء خدمته في أول مارس بالعام الجديد وانهمرت دموعه . وقال لقد كان شقيقي سعيدا جدا عندما تم توزيعه على شمال سيناء وكان شجاعا ولم يعبر عن خوفه من أي مكروه بل كان مستعدا أن يفعل أي شئ لرفعة شأن وطنه وتأمينه وحمايته وكان دائما يردد كلنا فداءا للوطن ولا يخش شيئا غير الله ويجهش في البكاء ويقول لقد تمنى الشهادة في سبيل الله ومنحها الله له وإنا لله وإنا إليه راجعون .. أما شقيقته الصغرى إسراء بالثانوي الفني فلم تتوقف دموعها منذ علمها بالخبر المشئوم غير مصدقة أنها فقدت شقيقها إلى الأبد قائلة: حسبنا الله ونعم الوكيل في القتلة الذين ليس لهم دين ولا ملة ولا يعرفون شيئا عن الإسلام ولقد احتسبناه عند الله شهيدا. ويقول جار الشهيد الحاج عبد الجليل خيرت ضابط بالقوات المسلحة بالمعاش إن الشهيد كان طيب القلب والبسمة لم تفارق وجهة وكان حريصا على أداء الصلوات في مواعيدها وكان بارا بآسرته وفي أخر زيارة له من 20 يوما كان حريصا على وداع انهالي القرية وكأنه يشعر بأن مكروها سوف يلحق به. أما قريب الشهيد الحاج إسماعيل المعاملي ضابط بالمعاش فيقول هؤلاء القتلة معدومي الضمير وليس لهم علاقة بالدين والله لو كفرة ما يعملوا كدة في خير أجناد الأرض .