أكد خبراء طيران ومصادر بشركات صيانة الطائرات العاملة داخل المطارات المصرية، أنه لا يمكن أن تقلع طائرة من أي مطار في أي دولة إلا بتوقيع أوراق اعتمادها وسلاماتها داخل المطار الذي سوف تقلع منه حافظا علي حياة الركاب وتنفيذا لتعليمات منظمة الطيران المدني "الإيكاو". واتفق الخبراء والمصادر أن الأوراق تشمل الفحص الفني الخاص بالطائرة ومحركاتها وعداداتها وعدد الركاب والحمولة الموضع من حقائب وبضائع وكذلك الوقود ، وبعد الانتهاء من هذا الفحص الفني والتأكد من سلامة الطائرة يتم السماح لها بالإقلاع، ويتم تطبيق ذاك علي الرحلات الدولية المنتظمة والإضافية وكذلك رحلات الشارتر والرحلات الخاصة. وقالت المصادر إن صيانة الطائرات تأتي وفقا لجداول وتعليمات من الشركة المصنعة للطائرات والشائع أنها تكون بعد ٢٠٠ ساعة طيران ومضاعفتها ويتم تغيير أجزاء وقطع في الطائرات حتى ولو كانت سليمة ولذلك طبقا لبرنامج الصيانة الذي يلزم الشركات بتغيير تلك الأجزاء للحفاظ علي سلامة ركاب الرحلة والطائرة وضمان انتظام عملها . وأضافت المصادر أن مفهوم صيانة الطائرات يختلف من بين شركات الطيران خاصة الشركات الدولية التي لها رحلات منتظمة ومحطات خدمة لها في مختلف مطارات العالم وشركات الطيران الشارتر التي تضطر لتوفير نفقات مهندسي الصيانة وإعطاء دروس في الفحص الظاهري للطيارين العاملين بها لتوفير النفقات وتحقيق اكبر مكاسب مادية من الرحلة . وأشارت المصادر إلي أن شركات الطيران الدولي تقوم بتعيين مهندسين صيانة في مختلف التخصصات لمتابعة الطائرات وعمل الصيانة اللازمة لها ، وفي حالة عدم وجود محطات خدمة للشركة الطيران في بعض المطارات التي تطير إليها فإنها تلجأ إلي التعاقد مع شركات صيانة أخري لمتابعة رحلاتها وعمل الفحص والصيانة لطائراتها قبل الإقلاع من تلك المطارات ، أو الاتحاد إلي المهندس المرافق للطائرة ويكون مصاحب وضمن طاقم الرحلة وتكون وظيفته فحص الطائرة قبل الإقلاع من المطار والتأكد من سلامتها وذلك وفق تشريعات منظمة الطيران المدني "الإيكاو" وهو السائد بين مختلف شركات الطيران . ولفتت المصادر إلي أن اغلب شركات الشارتر لا تتجه إلي ذلك الاتجاه وإنما تضطر لاستخدام نظام متعارف عليه وهو إعطاء دروس وتدريبات للطيارين لفحص الطائرة قبل الإقلاع من المطارات عن طريق check list، بمعني فحص العدادات والعجل والمحركات ظاهريا والتوقيع علي الأوراق الرسمية في المطارات قبل إقلاع الطائرة. وقالت المصادر أن اغلب شركات الشارتر في أوروبا علي وجه التحديد تعمل بتلك الطريق والتي توافق عليها كافة تشريعات الطيران في الدول الأوروبية ، وذلك بهدف توفير ثمن مهندسي وشركات الصيانة وتحقيق اكبر مكاسب مادية من الرحلة، لافتة إلى أن منظمة الطيران المدني تعترف بهذا النظام . وذكرت المصادر أن ذلك النظام التوفيري لشركات الشارتر قد يؤدي إلي كوارث بسبب أن الطيار يقوم بفحص ظاهري للطائرة وليس لديه الخبرات بالأجزاء الميكانيكية والأعطال الفنية في الأجهزة ، لأن أحيانا تكون هناك أعطال غير ظاهرة بسبب تكرار الهبوط يقوم المهندسين باكتشافها بسبب تراكم الخبرات بالإضافة لاطلاعهم علي برامج الصيانة المستمرة للطائرات والتي أحيانا يقومون بتغيير أجزاء ميكانيكية من الطائرة حتى لو كانت سليمة بسبب انتهاء عمرها الافتراضي طبقا للبرنامج الشركة المصنعة . وعن طراز الطائرة الروسي المنكوبة "ايرباص" ٣٢١، أكد خبراء الطيران أنها من الطرازات المتوسطة التي لها شهرة كبيرة في عالم الطيران ومعروف برنامج الصيانة والسلامة الخاص بها. وقالت المصادر إنه لم يسبق ظهور عيوب فنية دارجة لهذا الطراز ، إلا أنه لا توجد أي جهة تستطيع تحديد سبب الحادث إلا بعد انتهاء التحقيقات وتحليل بيانات الصندوقين الأسودين والاستماع إلي محدثة الطيار قبل سقوط الطائرة .