بعد جولة عالمية في قيادة كبرى الأوركسترات العالمية، عاد المايسترو نادر عباسي إلى القاهرة لكي يقود أوركسترا أوبرا القاهرة السيمفوني. جولة عباسي قاد فيها أوركسترا أوبرا ميونخ، بفالس، وهايدلبرج في ألمانيا، ومارسيليا في فرنسا، وأوكسترا الحجرة في أوبرا جنيفبسويسرا.. جولة صنعت نجوميته في أوبرا لكنه عاد إلى القاهرة لدعم دار الأوبرا المصرية في الفترة من 2002 وحتى 2011، حيث قدم وقتها العديد من الجولات الفنية المميزة في "فرنسا، هولندا، الصين، الولايات المتحدة، كندا، الأرجنتين، روسيا، إيطاليا، المكسيك، كوريا، البرتغال"، كما شارك في العديد من المسابقات الدولية المتخصصة وحصل على جوائز عالمية. عباسي تمت دعوته مؤخراً لقيادة حفل في قاعة فيكتوريا بسويسرا خلال فبراير الجاري لتقديم أعماله العالمية وأشهرها "ريا وسكينة" - التي انتهى من كتابتها في سويسرا - حيث تعزف موسيقياً فقط لأول مرة بعد أن سبق وقدمتها فرقة بالية أوبرا جينف، وعقب الحفل يغادر عباسي إلى أيرلندا لقيادة أوبرا "لاترفياتا" للمؤلف الإيطالي فيردي، كما أنهى عباسي حفل الموسم في دار الأوبرا المصرية وهو الحفل الذي نال إعجاب الجمهور. في السطور القادمة التقت "أخبار النجوم" بالمايسترو نادر عباسي الذي كشف لنا عن العديد من الخبايا المتعلقة بالأوركسترا وعن الصعوبات التي يواجهها في دار الأوبرا المصرية. في البداية.. كنت تقدم أكثر من 20 حفل في دار الأوبرا المصرية سنويا، الآن أصبحت تقدم 4 حفلات فقط.. لماذا؟ عندما كنت مدير فني وقائد أساسي في أوركسترا القاهرة، كان هناك عقد مع الأوبرا فيه بند يشترط تقديم 20 حفلا سنويا كل عام، لكن الآن الأمر مختلف لأنني "قائد زائر" لا أملك سوى تقديم 4 حفلات فقط على مدار الموسم. لكن مع بداية حصولك على لقب "قائد زائر" كنت تقدم 8 حفلات، وهو ضعف ما تقدمه الآن حتى وأنت تحمل نفس اللقب؟ إدارة دار الأوبرا هي المسئولة عن برنامج الحفلات السنوي، لقد فوجئت مثل الجميع وبعد المردود الطيب جماهيرياً لحفلاتي السنوية، بأن الأوبرا قلصت عددها إلى أربعة.. أنا لا أملك سلطة زيادة عدد حفلاتي، هذا الأمر دفعني إلى زيادة حفلاتي في الخارج على حساب مصر، حيث قدمت العام الماضي 20 حفلاً في الولايات المتحدة. لماذا لم تستمر قائد أساسي لأوركسترا أوبرا القاهرة رغم شهرتك العالمية؟ تقدمت بكل الأوراق المطلوبة أثناء فترة تقدمي لاختيار قائد الأوركسترا السيمفوني، لكن إدارة الأوبرا والمشتريات اختارت قائد تشيكي الجنسية لم تنطبق عليه شروط التقديم، وذلك لأنه من ضمن الشروط الأساسية أن يكون قاد أوركسترا عالمية عدة مرات، وأن يكون لديه الخبرة الكافية في هذا المجال، وهو ما لا ينطبق على المايسترو التشيكي، حيث أنه عمل كمساعد أوركسترا صغيرة في أوبرا بإحدى البلدات هناك، وهو ما يعني أنه حضر للتعلم في مصر، والدليل على عدم خبرته أنه قاد الأوركسترا لمدة عام قبل استبعاده لعدم صلاحيته.. الغريب أن المتعارف عليه أن أي أوبرا في العالم تتعاقد مع قائد الأوكسترا لمدة ثلاثة أعوام لكن مع هذا المايسترو تعاقدت معه لمدة عام لم تجدد أي أنهم لم يثقوا في قدراته من البداية.. الأمر جعلني أشعر بالمهانة خاصة وأن المايسترو أحمد الصعيدي أستبعد هو الآخر رغم شهرته العالمية أيضاً.. هنا أتساءل لماذا استبعاد "ابن البلد" واختيار أجنبي أقل كفاءة بكثير. لماذا اعتبرت اختيار إدارة الأوبرا والمشتريات إهانة لك؟ لأن الموضوع بكل بساطه أن أوركسترا القاهرة السيمفوني أوركسترا مصري ، ولك أن تعلم أن في أي دوله أوروبيه عندما تستعين بأي شخص لأي منصب أو مهمة يختاروا أولاً من أبناء البلد ، ولكننا مازلنا نعاني من عقدة الخواجة التي ستظل تطاردنا مدى الحياة، حتى وإن كان الخواجة أقل خبرة وكفاءة من أبناء البلد إلا أنهم يرون أنه المبدع على حساب أولاد البلد. ماذا فعلت بعد أن تم استبعادك والاستعانة بمايسترو أجنبي؟ انزعجت كثيراً من تلك الإهانة وقمت بتقديم عدد من الشكاوى لقيادات دار الأوبرا ووزارة الثقافة وحتى رئاسة الجمهورية، لكن الدولة لا تهتم بالثقافة بدليل أنه لا حياة لمن تنادي. ما صحة أن القائد الجديد لأوركسترا أوبرا القاهرة يحصل على مبلغ 65 ألف جنيه بخلاف إقامته في فندق خاص وتذاكر الطيران على حساب دار الأوبرا رغم ما تعانيه من أزمات مادية؟ للأسف بعد أن قدمت استقالتي لم يحضر أحد للتحقق في سبب تلك الاستقالة، بل استعانوا على الفور بقائد أجنبي، وليس لدي تعليق حول راتبه. لماذا تقدمت باستقالتك من دار الأوبرا؟ بسبب كم المشاكل التي واجهتها في عملي بدار الأوبرا، أبرزها أنني أملك حقوق مادية منذ سنوات لم أحصل عليها حتى الآن، بالإضافة إلى كم الظلم الذي تعرضت له خلا فترة عملي.. دعني أقدم مثال على هذا الظلم حين قامت ثورة 25 يناير 2011 ألغت الأوبرا الحفلات المخصصة لي نتيجة للوضع الأمني الصعب، لكن فوجئت بعدها أن المرتب الخاص بشهر يناير لم أحصل عليه وكان السبب أنني ارتبطت وقتها بحفلات في أوروبا، هذا أمر طبيعي للمايسترو عالمي مطلوب خارج مصر، كما أنني وقتها لم أكن مرتبط معهم بأي عروض في ظل توقف نشاط الأوبرا بالكامل، حينها تقدمت بتظلم للنيابة الإدارية لكني لم أحصل على الرد حتى الآن. على الرغم من أنك قدت أوبرا "عايدة" في جميع أنحاء العالم، إلا أنك لم تقودها في مصر ولو مرة واحدة؟ مسئولو الأوبرا عندهم عقدة "الخواجة"، وأنا لا أعرف ما السبب وراء استبعاد ابن البلد المصري الذي قاد أوبرا "عايدة" في العالم كله من تقديمها في بلده.. هذا السؤال لم أجد له جواب حتى الآن. من وجهه نظرك، ما الذي ينقص أوركسترا القاهرة السيمفوني؟ هناك عدد من الأشياء تنقص أوركسترا القاهرة، ففي مصر تنقسم الأوركسترا إلى أوركسترا القاهرة الذي كنت قائده على مدار 10 سنوات، وأوركسترا دار الأوبرا المصرية.. ولك أن تعلم أن الأوركسترا كانت السبب في إنشاء دار الأوبرا الجديدة بالجزيرة، حيث أن السفير الياباني بالقاهرة كان يعشق الأوركسترا وكان يرى أن المسرح الذي تقدم فيه العروض غير ملائم لأوركسترا، وهو ما دفعه إلى طلب منحة من دولة اليابان لإنشاء دار أوبرا جديدة في مصر. كما يجب أن ننوه أن الأوركسترا تحتاج إلى دعم مادي قوي، وهو أمر لا يوجد في أوبرا القاهرة التي تتباهى بإحضار فرق من مختلف انحاء العالم لتلبية أذواق الجمهور، رغم أن دور الأوبرا في العالم تعتمد على الفرق المحلية والفرق التابعة لها، وبدلاَ من إحضار فرق من مختلف انحاء العالم يجب أن تختصر تلك الأموال على دعم أوركسترا وفرق الأوبرا يمكن أن تستعين أوركسترا أوبرا مسقط في سلطنة عمان أو أوبرا الدوحة في قطر بمدربين وعازفين أجانب لكن لا يجوز أن تقوم بذلك مصر ذات التاريخ الفني الطويل. انتشر مؤخراً مقطع "فيديو" يجمعك مع الموسيقار عمر خيرت عندما عزف "قضية عم أحمد" وظهرت في الفيديو وأنت تقود الأوركسترا بشكل رائع.. حدثنا عن تجربتك مع خيرت؟ عمر خيرت مُبدع في كل حفلاته، وهو يملك جمهورا ضخم، لا يمكن أن تجد كرسي خالي في حفلاته، لذلك كنت سعيد لمشاركتي في حفله، وحاولت أن أقدم الجديد لحفلاته موسيقياً، وأظن أنني وفقت في ذلك حيث طلب الجمهور إعادة عزف "قضية عم أحمد" مرة أخرى، بعد الحفل أنتشر مقطع فيديو لي على "يوتيوب" من الحفل، وهو ما دفع الجمهور للبحث عن حفلاتي، يمكن أن ترى التغيير في عدد حضور حفلاتي بعد مشاركتي في حفل خيرت. كيف تهتم أوروبا بالموسيقى الكلاسيكية؟ أوروبا دائماً تهتم بإيصال الموسيقى الكلاسيكية العالمية إلى الشعب، لأن الأوبرا موجودة في كل مدينة هناك، كما تقام حفلات أوبرالية في المدارس والجامعات، والغريب أن الموسيقى الكلاسيكية تصل أيضا إلى السجون.. أتذكر موقف لن أنساه حينما قدمت حفلا موسيقيا في إحدى السجون الفرنسية، في بداية الحفل لم أجد أي اهتمام من المساجين وكانوا في حالة صخب، لكن بعد أن بدأت قيادة الأوركسترا طغت حالة من الصمت المكان وأعجبوا جداً بالمقطوعات التي قدمتها، وفوجئت بعدها بسؤال أحد السجناء عن الآلات الموسيقية وعن فن الأوركسترا، وبعد عامين من تلك الحفلة فوجئت في مرة من المرات أثناء عودتي ليلاً من الأوبرا في فرنسا قطع علي رجل الطريق وذكرني بنفسه بأنه السجين الذي سألني عن الموسيقي أثناء حفلي في السجن، وقال لي أنه أحب الموسيقى لدرجة أنه أصر على تعليم أبنائه الموسيقى.. أظن أنني لن أنسى هذا الموقف باقية حياتي. على الرغم من كل المشكلات التي واجهتها في دار الأوبرا، لماذا لم تفكر في العودة للاستقرار في سويسرا؟ أولاً وأخيراً أنا أحب مصر، كما أنني أرى أنها بحاجة لي أكثر من أي مكان آخر، أنا قررت أن أعطي كل ما تعلمته في الموسيقى من جميع انحاء العالم لأبناء بلدي، بالإضافة أنني أصل إلى العالم من خلال جوالتي الموسيقية.. لن أترك مصر وسأظل أحارب كي أجعل من الأوركسترا فناً يتباهى به الجميع، وأن يصبح في القاهرة أكبر وأهم أوركسترا في العالم. ما الجديد لديك في الفترة القادمة؟ أستعد للسفر إلى أيرلندا لإحياء حفل في ذكرى الموسيقار الإيطالي فيردي، الذي قدم لمصر أوبرا عايدة، بعدها أستعد للسفر إلى الفاتيكان لقيادة حفل "أوركسترا السلام"، وبعدها أستعد للسفر إلى سويسرا وتحديداً الأممالمتحدة مع "أوركسترا السلام" أيضا، وبعدها أسافر لچنيف لقيادة "أوكسترا السلام" في حفل بمقر الأممالمتحدة هناك.. أنا ممثل السلام في العالم بقيادتي ل"أوركسترا السلام". بعد جولة عالمية في قيادة كبرى الأوركسترات العالمية، عاد المايسترو نادر عباسي إلى القاهرة لكي يقود أوركسترا أوبرا القاهرة السيمفوني. جولة عباسي قاد فيها أوركسترا أوبرا ميونخ، بفالس، وهايدلبرج في ألمانيا، ومارسيليا في فرنسا، وأوكسترا الحجرة في أوبرا جنيفبسويسرا.. جولة صنعت نجوميته في أوبرا لكنه عاد إلى القاهرة لدعم دار الأوبرا المصرية في الفترة من 2002 وحتى 2011، حيث قدم وقتها العديد من الجولات الفنية المميزة في "فرنسا، هولندا، الصين، الولايات المتحدة، كندا، الأرجنتين، روسيا، إيطاليا، المكسيك، كوريا، البرتغال"، كما شارك في العديد من المسابقات الدولية المتخصصة وحصل على جوائز عالمية. عباسي تمت دعوته مؤخراً لقيادة حفل في قاعة فيكتوريا بسويسرا خلال فبراير الجاري لتقديم أعماله العالمية وأشهرها "ريا وسكينة" - التي انتهى من كتابتها في سويسرا - حيث تعزف موسيقياً فقط لأول مرة بعد أن سبق وقدمتها فرقة بالية أوبرا جينف، وعقب الحفل يغادر عباسي إلى أيرلندا لقيادة أوبرا "لاترفياتا" للمؤلف الإيطالي فيردي، كما أنهى عباسي حفل الموسم في دار الأوبرا المصرية وهو الحفل الذي نال إعجاب الجمهور. في السطور القادمة التقت "أخبار النجوم" بالمايسترو نادر عباسي الذي كشف لنا عن العديد من الخبايا المتعلقة بالأوركسترا وعن الصعوبات التي يواجهها في دار الأوبرا المصرية. في البداية.. كنت تقدم أكثر من 20 حفل في دار الأوبرا المصرية سنويا، الآن أصبحت تقدم 4 حفلات فقط.. لماذا؟ عندما كنت مدير فني وقائد أساسي في أوركسترا القاهرة، كان هناك عقد مع الأوبرا فيه بند يشترط تقديم 20 حفلا سنويا كل عام، لكن الآن الأمر مختلف لأنني "قائد زائر" لا أملك سوى تقديم 4 حفلات فقط على مدار الموسم. لكن مع بداية حصولك على لقب "قائد زائر" كنت تقدم 8 حفلات، وهو ضعف ما تقدمه الآن حتى وأنت تحمل نفس اللقب؟ إدارة دار الأوبرا هي المسئولة عن برنامج الحفلات السنوي، لقد فوجئت مثل الجميع وبعد المردود الطيب جماهيرياً لحفلاتي السنوية، بأن الأوبرا قلصت عددها إلى أربعة.. أنا لا أملك سلطة زيادة عدد حفلاتي، هذا الأمر دفعني إلى زيادة حفلاتي في الخارج على حساب مصر، حيث قدمت العام الماضي 20 حفلاً في الولايات المتحدة. لماذا لم تستمر قائد أساسي لأوركسترا أوبرا القاهرة رغم شهرتك العالمية؟ تقدمت بكل الأوراق المطلوبة أثناء فترة تقدمي لاختيار قائد الأوركسترا السيمفوني، لكن إدارة الأوبرا والمشتريات اختارت قائد تشيكي الجنسية لم تنطبق عليه شروط التقديم، وذلك لأنه من ضمن الشروط الأساسية أن يكون قاد أوركسترا عالمية عدة مرات، وأن يكون لديه الخبرة الكافية في هذا المجال، وهو ما لا ينطبق على المايسترو التشيكي، حيث أنه عمل كمساعد أوركسترا صغيرة في أوبرا بإحدى البلدات هناك، وهو ما يعني أنه حضر للتعلم في مصر، والدليل على عدم خبرته أنه قاد الأوركسترا لمدة عام قبل استبعاده لعدم صلاحيته.. الغريب أن المتعارف عليه أن أي أوبرا في العالم تتعاقد مع قائد الأوكسترا لمدة ثلاثة أعوام لكن مع هذا المايسترو تعاقدت معه لمدة عام لم تجدد أي أنهم لم يثقوا في قدراته من البداية.. الأمر جعلني أشعر بالمهانة خاصة وأن المايسترو أحمد الصعيدي أستبعد هو الآخر رغم شهرته العالمية أيضاً.. هنا أتساءل لماذا استبعاد "ابن البلد" واختيار أجنبي أقل كفاءة بكثير. لماذا اعتبرت اختيار إدارة الأوبرا والمشتريات إهانة لك؟ لأن الموضوع بكل بساطه أن أوركسترا القاهرة السيمفوني أوركسترا مصري ، ولك أن تعلم أن في أي دوله أوروبيه عندما تستعين بأي شخص لأي منصب أو مهمة يختاروا أولاً من أبناء البلد ، ولكننا مازلنا نعاني من عقدة الخواجة التي ستظل تطاردنا مدى الحياة، حتى وإن كان الخواجة أقل خبرة وكفاءة من أبناء البلد إلا أنهم يرون أنه المبدع على حساب أولاد البلد. ماذا فعلت بعد أن تم استبعادك والاستعانة بمايسترو أجنبي؟ انزعجت كثيراً من تلك الإهانة وقمت بتقديم عدد من الشكاوى لقيادات دار الأوبرا ووزارة الثقافة وحتى رئاسة الجمهورية، لكن الدولة لا تهتم بالثقافة بدليل أنه لا حياة لمن تنادي. ما صحة أن القائد الجديد لأوركسترا أوبرا القاهرة يحصل على مبلغ 65 ألف جنيه بخلاف إقامته في فندق خاص وتذاكر الطيران على حساب دار الأوبرا رغم ما تعانيه من أزمات مادية؟ للأسف بعد أن قدمت استقالتي لم يحضر أحد للتحقق في سبب تلك الاستقالة، بل استعانوا على الفور بقائد أجنبي، وليس لدي تعليق حول راتبه. لماذا تقدمت باستقالتك من دار الأوبرا؟ بسبب كم المشاكل التي واجهتها في عملي بدار الأوبرا، أبرزها أنني أملك حقوق مادية منذ سنوات لم أحصل عليها حتى الآن، بالإضافة إلى كم الظلم الذي تعرضت له خلا فترة عملي.. دعني أقدم مثال على هذا الظلم حين قامت ثورة 25 يناير 2011 ألغت الأوبرا الحفلات المخصصة لي نتيجة للوضع الأمني الصعب، لكن فوجئت بعدها أن المرتب الخاص بشهر يناير لم أحصل عليه وكان السبب أنني ارتبطت وقتها بحفلات في أوروبا، هذا أمر طبيعي للمايسترو عالمي مطلوب خارج مصر، كما أنني وقتها لم أكن مرتبط معهم بأي عروض في ظل توقف نشاط الأوبرا بالكامل، حينها تقدمت بتظلم للنيابة الإدارية لكني لم أحصل على الرد حتى الآن. على الرغم من أنك قدت أوبرا "عايدة" في جميع أنحاء العالم، إلا أنك لم تقودها في مصر ولو مرة واحدة؟ مسئولو الأوبرا عندهم عقدة "الخواجة"، وأنا لا أعرف ما السبب وراء استبعاد ابن البلد المصري الذي قاد أوبرا "عايدة" في العالم كله من تقديمها في بلده.. هذا السؤال لم أجد له جواب حتى الآن. من وجهه نظرك، ما الذي ينقص أوركسترا القاهرة السيمفوني؟ هناك عدد من الأشياء تنقص أوركسترا القاهرة، ففي مصر تنقسم الأوركسترا إلى أوركسترا القاهرة الذي كنت قائده على مدار 10 سنوات، وأوركسترا دار الأوبرا المصرية.. ولك أن تعلم أن الأوركسترا كانت السبب في إنشاء دار الأوبرا الجديدة بالجزيرة، حيث أن السفير الياباني بالقاهرة كان يعشق الأوركسترا وكان يرى أن المسرح الذي تقدم فيه العروض غير ملائم لأوركسترا، وهو ما دفعه إلى طلب منحة من دولة اليابان لإنشاء دار أوبرا جديدة في مصر. كما يجب أن ننوه أن الأوركسترا تحتاج إلى دعم مادي قوي، وهو أمر لا يوجد في أوبرا القاهرة التي تتباهى بإحضار فرق من مختلف انحاء العالم لتلبية أذواق الجمهور، رغم أن دور الأوبرا في العالم تعتمد على الفرق المحلية والفرق التابعة لها، وبدلاَ من إحضار فرق من مختلف انحاء العالم يجب أن تختصر تلك الأموال على دعم أوركسترا وفرق الأوبرا يمكن أن تستعين أوركسترا أوبرا مسقط في سلطنة عمان أو أوبرا الدوحة في قطر بمدربين وعازفين أجانب لكن لا يجوز أن تقوم بذلك مصر ذات التاريخ الفني الطويل. انتشر مؤخراً مقطع "فيديو" يجمعك مع الموسيقار عمر خيرت عندما عزف "قضية عم أحمد" وظهرت في الفيديو وأنت تقود الأوركسترا بشكل رائع.. حدثنا عن تجربتك مع خيرت؟ عمر خيرت مُبدع في كل حفلاته، وهو يملك جمهورا ضخم، لا يمكن أن تجد كرسي خالي في حفلاته، لذلك كنت سعيد لمشاركتي في حفله، وحاولت أن أقدم الجديد لحفلاته موسيقياً، وأظن أنني وفقت في ذلك حيث طلب الجمهور إعادة عزف "قضية عم أحمد" مرة أخرى، بعد الحفل أنتشر مقطع فيديو لي على "يوتيوب" من الحفل، وهو ما دفع الجمهور للبحث عن حفلاتي، يمكن أن ترى التغيير في عدد حضور حفلاتي بعد مشاركتي في حفل خيرت. كيف تهتم أوروبا بالموسيقى الكلاسيكية؟ أوروبا دائماً تهتم بإيصال الموسيقى الكلاسيكية العالمية إلى الشعب، لأن الأوبرا موجودة في كل مدينة هناك، كما تقام حفلات أوبرالية في المدارس والجامعات، والغريب أن الموسيقى الكلاسيكية تصل أيضا إلى السجون.. أتذكر موقف لن أنساه حينما قدمت حفلا موسيقيا في إحدى السجون الفرنسية، في بداية الحفل لم أجد أي اهتمام من المساجين وكانوا في حالة صخب، لكن بعد أن بدأت قيادة الأوركسترا طغت حالة من الصمت المكان وأعجبوا جداً بالمقطوعات التي قدمتها، وفوجئت بعدها بسؤال أحد السجناء عن الآلات الموسيقية وعن فن الأوركسترا، وبعد عامين من تلك الحفلة فوجئت في مرة من المرات أثناء عودتي ليلاً من الأوبرا في فرنسا قطع علي رجل الطريق وذكرني بنفسه بأنه السجين الذي سألني عن الموسيقي أثناء حفلي في السجن، وقال لي أنه أحب الموسيقى لدرجة أنه أصر على تعليم أبنائه الموسيقى.. أظن أنني لن أنسى هذا الموقف باقية حياتي. على الرغم من كل المشكلات التي واجهتها في دار الأوبرا، لماذا لم تفكر في العودة للاستقرار في سويسرا؟ أولاً وأخيراً أنا أحب مصر، كما أنني أرى أنها بحاجة لي أكثر من أي مكان آخر، أنا قررت أن أعطي كل ما تعلمته في الموسيقى من جميع انحاء العالم لأبناء بلدي، بالإضافة أنني أصل إلى العالم من خلال جوالتي الموسيقية.. لن أترك مصر وسأظل أحارب كي أجعل من الأوركسترا فناً يتباهى به الجميع، وأن يصبح في القاهرة أكبر وأهم أوركسترا في العالم. ما الجديد لديك في الفترة القادمة؟ أستعد للسفر إلى أيرلندا لإحياء حفل في ذكرى الموسيقار الإيطالي فيردي، الذي قدم لمصر أوبرا عايدة، بعدها أستعد للسفر إلى الفاتيكان لقيادة حفل "أوركسترا السلام"، وبعدها أستعد للسفر إلى سويسرا وتحديداً الأممالمتحدة مع "أوركسترا السلام" أيضا، وبعدها أسافر لچنيف لقيادة "أوكسترا السلام" في حفل بمقر الأممالمتحدة هناك.. أنا ممثل السلام في العالم بقيادتي ل"أوركسترا السلام".