تواصل وزارة الشباب والرياضة (الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى) تنفيذ لقاءاتها الحوارية فى إطار مبادرة "الأزهر يجمعنا" بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف. استضاف مركز التعليم المدنى بالجزيرة، الأحد 19 أبريل، كل من د. عبد الفتاح عبد الغنى العوارى عميد كلية اصول الدين بجامعة الأزهر، والدكتور محمد سالم ابو عاصى عميد كلية الدراسات العليا جامعة الازهر. أشار الدكتور عبد الفتاح عبد الغنى، خلال كلمته، عن مفهوم تجديد الخطاب الدينى، والذى يقوم فى االإسلام على اصول راسهخة وثوابت نيرة واركان متينة، يحترم من خلالها عقول المخاطبين ويعطى مساحة من الفكر والتأمل، ولا يجبر الفرد على الاعتقاد بفكرة أو مبدأ يرفضه، وانما يأخذ بيديه من قبيل الحوار الهادف البناء. أكد عبدالغنى أن تجديد الخطاب يعنى كيفية تعريف الدعاة بسماحة ووسطية الإسلام للعباد، مشيراً إلى ان النبى (ص) قد وضع الركيزة التى يجب ان ينطلق منها كل داعية ووالد ومسئول حتى يعم السلام وتستقر الاحوال ويتحقق الأمن الذى نحتاج اليه. وأضاف أن الرسول الكريم (ص) قد وضح حجر الاساس فى التعاملات بين المسلم واخاه، وبين المسلمين والاقباط واليهود، وميثاق يظبط تعاملاتهم وعلاقاتهم يقوم على الانصاف ونصر صاحب الحق اذا تواجد نزاع مهما كانت ديانته. وفي ختام كلمته، أشاد عميد كلية اصول الدين بتنظيم هذه اللقاءات الشبابية التى تعمل على اثراء فكر الشباب، وتأخذهم إلى صحيح الدين حتى نستطيع الوصول بالوطن إلى بر الأمان. وفي نفس السياق، أوضح د. محمد سالم ان الهدف من تجديد الخطاب الدينى تهذيب الأمور التى تطرأ على الدين نتيجة لإختلاط بعض المفاهيم المغلوطة التى تنسب إليه كذباً، مشيراً إلى خطورة موجتى الالحاد والتطرف التى يشهدهما المجتمع خلال الفترة الحالية، وسعى الأزهر ومجهوداته على تنقية الاسلام من هاتين الآفاتين كأحد أهم ادواره. طالب سالم الشباب بان يكونوا على قدر من الثقافية الدينية تمكنهم من مواجهة مثل تلك الأفكار المتطرفة، وحتى لا تصبح عقولهم مجال للتلاعب من جانب افراد و جمعات متطرفة. وتطرق إلى الهجوم الذى يتعرض له الازهر الشريف فى الفترة الأخيرة، حيث اكد ان الأزهر يقف جدار عازل بين الفكر الجهادى والسلم الإجتماعى، وضد الجماعات التى تهدف إلى تخريب عقول شبابنا ودفعهم إلى التطرف، ويحاول ان يعرض الرأى الصحيح فى الثغرات التى تظهر فى المجتمع. كما أوضح أن الجهاد فى الاسلام شرع للدفاع عن الوطن ضد المعتدي، مبيناً ان الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وكافة النصوص تؤكد ان الجهاد يهدف إلى الدفاع عن الحقوق وليس لإكراه احد، فالإسلام يمنع ترويع الآمنين ويدعو للسلام والمحبة والإخاء، وفتح باب للحوار وحرية الرأى والفكر. وفى مجمل تساؤلاتهم، ناقش الشباب الحضور الضيوف فى دور الأزهر الشريف فى عدد من القضايا التى أثيرت مؤخراً مثل دعوات خلع الححاب والالحاد والافلام المسيئة، واسباب ضعف مستوى الأداء اللغوى للغتنا العربية، بجانب احكام الدين فى عدد من القضايا الاجتماعية وانواع الجهاد الصحيح فى الاسلام. فى ختام الحوار، دعا الضيفان الشباب لضرورة العودة الى صحيح الاسلام وتحصين انفسهم ضد الانحرافات الفكرية، والالتفاف حول قياداتهم، وحب الوطن والاجتهاد فى العلم والعمل، وأهمية التعاون لمواجهة الحرب الارهابية على الوطن. مبادرة "الأزهر يجمعنا" تهدف إلى تأصيل القيم الايجابية والاخلاق السمحة لدى النشء والشباب وتأصيل نموذج القدوة ومواجهة الظواهر السلبية التى تواجه النشء والشباب، والدعوة لنبذ العنف والتطرف ومواجهة الارهاب والفكر التكفيرى.