أكتب لكم من شرم الشيخ .. تلك المدينة الجميلة الهادئة التى أعتبرها من أجمل وأهدأ مدن العالم . زرتها مرات عديدة . وحضرت بها أكثر من مؤتمر .. لكنها هذه المرة ليست ككل مرة , فهى أكثر بهاء وجمالا .. تزينت لأستقبال وفو أكثر من ثمانين دولة , بعضها برئاسة ملك أو أمير أو رئيس . جاءوا جميعا ليمدوا أياديها لمصر التى سبق وأن مدت أياديها اليهم والى كل دول العالم والى الحضارة الأنسانية على مر التاريخ . مع دقات الرابعة عصر الجمعة تبدأ وقائع مؤتمر " مصر المستقبل " الذى يعد أهم المؤتمرات فى تاريخ مصر .. وهو المؤتمر الذى دعت اليه المملكة العربية السعودية فى يوليو الماضى عقب انتخابات الرئيس السيسى تحت اسم مؤتمر المانحين ثم مؤتمر أحباء مصر .. وهاهو ينعقد تحت أسم مصر المستقبل " Egypt The Future". نجاح المؤتمر بالتأكيد نجاح لمصر كلها ، ووجود هذا العدد الكبير من رجال الأعمال وممثلى الشركات العالمية الكبرى يحقق هذا النجاح ويساهم فى تمهيد الطريق الى المستقبل الذى يحلم به المصريون . وكما قال الرئيس السيسى فإن المؤتمر هو مفتاح المستقبل وبداية التنمية . وأرى على وجوه كل المشاركين نظرة تفاؤل وثقة بنجاح المؤتمر ، وابتسامة أمل ورضا على وجوه الحاضرين ، أهلا بك فى شرم الشيخ . اختار المؤتمر شعارا له وهو مفتاح الحياة , وهو الرمز الفرعونى للأمل والتفاؤل بالنجاح . واختار عنوانا وهو مصر المستقبل الذى يعنى النظر الى الأمام .. فالعالم يجرى ونحن نقف مكاننا ثابتين أو نتراجع للخلف غير مدركين . العنوان كما قلت كان مؤتمر المانحين . ولكن مصر رفضت هذا العنوان .. نعم كنا فى حاجة الى دعم ولو فى صورة منح , ولكن لأن مصر كبيرة ولديها كل مقومات النجاح كان لابد أن يتغير المفهوم . فنحن لن نعتمد فى مستقبلنا ونهضتنا ونهضتنا على هذا الطريق .. فبالرغم من سهولته الا أنه لن يبنى دولة . وقف معنا الكثير من الأشقاء وخاصة المملكة العربية السعودية ودولتى الأمارات العربية والكويت . ولكننا لا نحب أن يستمر هذا الوضع طالما أن هناك وضعا أفضل وهو المشاركة والاستثمار .. وطالما أن مصر مؤهلة لذلك .لا يوجد اقتصاد متقدم في العالم ينهض بالاعتماد علي المساعدات ولكن ما مرت به مصر فى السنوات الأخيرة جرنا الى هذا المنزلق الأقتصادى الذى عشناه ومازلنا نعيشه . فى قاعات المؤتمر وعلى مدى أيام انعقاده الثلاثة سيتم طرح 50 مشروعاجاهزا للتوقيع النهائى باستثمارات 35 مليار دولار.. مؤكدا أنه سيشارك 1800 من الرؤساء و الملوك و الأمراء و رؤساء الوفود و المستثمرين و رجال الاعمال و رؤساء المؤسسات الدوليه من 60 دوله و 20 منظمة دوليه بشرم الشيخ . سيتم طرح 7 مشروعات من القطاع الخاص أبرزها مشروع بتروكيماويات بقيمة 700 مليون دولار , كما سيتم طرح المخطط العام لمشروع تنمية قناه السويس مصحوبة بخطة تنفيذيه محدده زمنيا . الهدف الرئيسى من المؤتمر هو تعريف العالم بالاصلاح الاقتصادى و الاجتماعى فى مصر , فى ظل قانون استثمار جديد يحمى أموال المستثمر و يمنح حوافز غير مسبوقه. و توصيل رساله الى العالم أن اقتصاد مصر واعد يتجه للنمو فى الوقت الذى يتباطىء فيه النمو الأقتصادى العالمى , و اظهار مصر فى صوره جديده فى فصل جديد من تاريخها يسمى برنامج الأصلاح الاقتصادى و الاجتماعى . والهدف الثانى هوتقديم مصر كأقتصاد يعتمد على اليات السوق و القطاع الخاص, و بصوره مختلفه تماما عن الماضى , و أن مصر تعتمد على الخبراء فى طرح مشروعاتها و أفكارها باللغه التى يفهمها المستثمر , تتمثل فى أنه لأول مره فى العالم , ليس فى مصر فقط , أن يتم اداره مؤتمر لطرح مشروعات استثماريه بتلك المهنيه , و لأول مره أن تقوم بنوك الاستثمار بعرض المشروعات , مما يعطى رساله أن التوجه الاقتصادى لمصر لا يعتمد فقط على اقتصاد السوق الحر و القطاع الخاص , بل انه يتم الاعتماد على القطاع الخاص فى طرح المشروعات عبر وسيط و هى بنوك الاستثمار . أما الهدف الثالث للمؤتمر فهو التوصل لأتفاقات محددة حول مشروعات بعينها.. و اذا استطاعت الحكومه تسويق بعض المشروعات خلال المؤتمر .. وبالطبع فان مشروع قناة السويس الجديدة سيكون له نصيب الأسد في الاتفاقيات الموقعة خلال المؤتمر والتي سيتم تنفيذها لتوفير الملايين من فرص العمل للمصريين، لأن الحكومة المصرية بعد أن كانت قد أعدت أكثر من 180 مشروع للعرض خلال المؤتمر تم ضغطها ليصلوا في النهاية إلي 30 مشروع فقط يأتي علي رأسها الاستثمارات الجديدة في مشروع القناة، كلنا أمل وكلنا تفاؤل بنجاح هذا التجمع الكبير فى صنع مستقبل مصر .