الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    الكهرباء: تسجيل 3.4 مليون محضر سرقة تيار كهربائي حتى أكتوبر الماضي    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    «محدش كان يعرفك وعملنالك سعر».. قناة الزمالك تفتح النار على زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    حدث ليلا.. مواجهات وملفات ساخنة حول العالم (فيديو)    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    شيري عادل: «بتكسف لما بتفرج على نفسي في أي مسلسل»    أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    اليوم..1283 مرشحًا فرديًا يتنافسون على 142 مقعدًا فى «ماراثون النواب»    ترامب: الإغلاق الحكومى فى الولايات المتحدة يقترب من نهايته    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    مجلس الشيوخ الأمريكي يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي    التحول الرقمي.. مساعد وزير الصحة: هدفنا تمكين متخذي القرار عبر بيانات دقيقة وموثوقة    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    تركيا تسعى لتأمين ممر إنساني لإنقاذ 200 مدني من أنفاق غزة    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    «لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
جنرال القهاوي .. والتغيير الوزاري


الفن أقصي درجات الفرح التي يهبها الانسان لنفسه
(كارل ماركس)
تساؤلات.. عايزة إجابات
... وآدي تاني أسبوع عدي وماشيين في التالت، ولسه الوعد الرئاسي بالإفراج عن دفعة من الشباب المحبوسين ظلم ما اتحققش، وما عادش حد بيجيب سيرته، وكله مشغول بالمؤتمر الاقتصادي ! وانا مستعد أدفع نص عمري الجاي واعرف مين في البلد دي اللي بيعطل تنفيذ وعود الرئيس ؟!!
القانون الجديد اللي بيحدد الكيانات الارهابية، هل ح يتطبق علي الجماعات اللي اسمها سلفية؟ اللي شفنا نوابها ف برلمان الاخوان، وشفنا شيوخها دعاة الضلال، بيحرضوا علي قتل الشيعة ويقتلوهم، وبيحضوا علي كراهية المسيحيين، وبيدعوا لزواج الأطفال، وبينادوا بتحطيم الآثار زي ما الدواعش عملوا ف متحف الموصل، واللي كانت قواعدهم مالية منصات النهضة ورابعة!!!، بصراحة بقي اذا القانون ده ما اتطبقش علي الجماعات دي، يبقي زيه زي قانون التظاهر، ومن حقنا نشك انه طالع للتضييق علي الحريات.
علي أد ما انا فرحان بالمؤتمر الاقتصادي، علي أد ما انا قلقان وحاطط ايدي علي قلبي، وانا فرحان بيه ومتأكد من نجاحه، برغم ان سقف طموحاتنا فيه نزل كتير، وبعد ما كنا بنتكلم في الأول علي مشروعات بميت مليار، بقينا بنتكلم عن مشروعات بخمسة وتلاتين، وعشمانين نحصل منه علي عشرة مليارات استثمارات، بس انا برضه قلقان وحاطط ايدي علي قلبي، لغياب الشفافية والمناقشة المجتمعية في التحضير للمؤتمر، الاعداد كله تم بين أجهزة الحكومة وبين جماعات رجال المال والأعمال، وكلنا عارفين انحياز معظم دول ودول ضد الطبقات الشعبية وضد فكرة العدالة الاجتماعية، كتير منهم شايفين ان عجلة الانتاج لازم تدور ان شالله علي رقاب الغلابة، والقليل النادر منهم اللي شايف ان راس المال لازم يتوجه لخدمة المجتمع بحاله، وانا فرحان لان المؤتمر – في كل الأحوال – ح يشفي اقتصادنا العليل من بعض علله، وباتمني انه يبقي خطوة أولي علي طريق بناء منظومة انتاجية وطنية مستقلة، وقلقان وخايف يجرنا من تاني لفخ التبعية والفساد، والحقيقة احنا مش محتاجين بس لمشروعات اقتصادية توقّف اقتصادنا علي رجليه، احنا محتاجين لرؤية اقتصادية تنحاز للمجتمع وتحقق حلم الثورة.
مع صاحبي الجنرال
صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد سألني عن رأيي في التغيير الوزاري، قلت له : كان متوقع بعد الانتخابات، ولما الانتخابات اتأجلت ما كانش لازم يتأجل والسلطة عجلت بيه، بس المسألة كلها محتاجة شفافية أكتر من كده، لا حد عارف الوزير ده مشي ليه، ولا الوزير ده جه ليه، بس انا مبسوط ان فيه وزارة دولة للتعليم الفني وده معناه ان فيه اعادة نظر في المنظومة التعليمية ومزيد من الاهتمام بالتعليم الفني، واتمني – كمان – نعيد نظر في المنظومة كلها وف مناهجها بحيث تتفق مع الدستور، بحيث نلغي التعليم الديني والمعاهد الأزهرية في مراحل التعليم الأساسية، ويبقي التخصص في العلوم الدينية للراشدين في سن الدراسة الجامعية، زي كل بلاد الدنيا، ضحك وقال :» عشم إبليس في الجنة، وآدي الدليل: وزير الثقافة الجديد، قلت له : صحيح انا في الأوساط الثقافية والفنية بقي لي فوق الخمسين سنة، وما اعرفش كتير عن وزير الثقافة الجديد، كل اللي اعرفه انه استاذ تاريخ حديث في جامعة الأزهر، وكان تلميذ للدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، وهوه اللي جابه من هناك لدار الوثائق أثناء وزارته، ومش معني انه مش معروف في الوسط الثقافي انه يكون – بالضرورة – معادي للثقافة زي الوزير الاخواني اياه اللي ما خليناهوش يعتب الوزراة باعتصامنا، ولقيت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد بيتفرد ويكاد يصرخ في وشي : الظاهر يا شاعر إنك نسيت المنطق الجدلي !، وفشخت ضبي بدهشة وانا باقول له: ازاي ؟!، قال : انت ناسي ان المنطق الجدلي بيعلمنا نبص للأشياء في ترابطها، وتأثراتها المتبادلة، وتناقضاتها الباطنة، قلت له : مش ناسي يا عم الجنرال، بس قصدك ايه؟!
قال: لما يبقي الدكتور جابر عصفور – مهما اختلفنا حواليه – بيخوض معركة حامية عشان يؤسس منظومة ثقافية للدولة تاخدها في اتجاه التنوير، ويعاديه عش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر، ولما رئيس الدولة يتكلم عن تجديد الخطاب الديني أو الحاجة لثورة دينية، ويرد عش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر بالدعوة لجبهة ضد الارهاب وضد العلمانية !
والبشارة بعودة نظام الكتاتيب، وتمكين بعض دعاة الضلال السلفي من منابر الأوقاف، وف وسط ده كله ينشال الدكتور جابر ويتحط الدكتور عبد الواحد، ما يبقاش ده انتصار لعش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر، وانكسار واندحار لحلم التنوير اللي بنتمناه لثقافتنا، وبعدين تفتكر مين اللي جابه ؟ رئيس الوزارة بيقول انه مالوش في السياسة، وده قرار سياسي، والجهات السيادية أكيد ما تعرفش عن الوزير كتير، زيها زي كل المثقفين، يبقي جاي – بالتأكيد – بترشيح من الأزهر، أو من عش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر، واللي بيحاول يفرض سلطانه علي عقلنا وضميرنا، وبكرة تشوف.
قلت له: يا خبر بفلوس بكرة يبقي ببلاش، قال: لأ.. بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة.
أوراق قديمة
اليومين دول، مع كل هزيمة للدواعش في سوريا والعراق، وان شالله عن قريب في ليبيا وسينا، بتلح علي بالي بعض الأغنيات اللي كتبتها عن العواصم العربية التاريخية، في احتفالية كتبتها في العيد الخمسين لجامعة الدول العربية سنة 1995، كان اسمها بيت العرب وكتب لها النص الدرامي صديق العمر الكاتب الكبير يسري الجندي، واخرجها الصديق المخرج الكبير الراحل يحيي العلمي، ولحن أشعارها رفيق العمر والمشوار عمار.
أغنية لدمشق (غناء : أصالة)
يا دمشقُ يا عشقي
يا أميرةَ الشرقِ
جاء بي هنا شَوْقي
يا هويً علي ذَوْقي
تنطقين بالصدقِ
تحكمين بالحقِّ
يا دمشق يا عشقي
ما احلي الحرير الدمشقي..
.. في راية هفهافة
وف توب صبية بتحلم..
..فوق جبل لبنان
وف شال من اسكندرونة..
..وكنزه من يافا
وكوفية مصرية...
أو دشداشة من نجران
يا دمشق وائتلقي
فوق هامة الأفق
وردةً..مبلَّلةً
تستحم في الشفقِ
طفلةً مدلَّلةً
شعرها من الحَبَقِ
قلعةً مكلَّلةً
بالضياء والعَبَقِ
يا دمشق يا عشقي
يا ولاد دمشق الأباه..
.. خلوا الحياه تحلي
يا اهل المروءة..
يا أهل الخير واصحابه
إيدكم في ايدنا.. نطير..
ونواصل الرحلة
نوصل لبكرة..
بحلم ننام ونصحي بُه
يا دمشق وائتلقي
فوق هامة الأفقِ
وردة مُبلَّلةً
تستحم في الشفقِ
طفلةً مدلَّلةً
شعرها من الحَبَقِ
قلعةً مكلَّلةً
بالضياء والعَبَقِ
يا دمشق يا عشقي
عن الصدمة الحضارية (1)
كلام جدنا الجبرتي عن الحملة الفرنسية ومجمعها العلمي، ودهشته وانبهاره باجراءات العدالة الفرنسية في محاكمة سليمان الحلبي قاتل كليبر، كان فيها ريحة صدمة حضارية، أنضجت وعي جدنا الجبرتي بالدنيا وما فيها.
وكتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز، اللي كتبه جدنا رفاعة الطهطاوي عن مشاهداته في فرنسا، كان – برضه – فيه ريحة صدمة حضارية خلت رفاعة بقي رائد التنوير في مصر الحديثة (اللي ما استكملتش مقومات حداثتها للنهاردة). وانا كمان حصل لي حاجة زي كده ، لما عديت البحر ورحت أوربا لأول مرة ف حياتي، في أواخر السيتينيات من القرن اللي فات، كنت أيامها شاعر مصري ف عز شبابي، وكنت علي قدر لا بأس به من الثقافة العربية والانسانية (القديمة والحديثة)، وحققت بعض الشهرة ببعض أشعاري وبعض أغنياتي المبكرة، وكنت علي اتصال وثيق بالأوساط الثقافية، ولي صداقات مع كتير من الموسيقيين والممثلين والمخرجين والشعرا والكتّاب، في الاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما والندوات، بس اللي حصل لي في حفلة كونسير موسيقي حضرته ف مدينة صغيرة ف سويسرا، كان صدمة حضارية بكل معاني الكلمة.
والمدينة الصغيرة اسمها لاشو دي فو، في مقاطعة نيوشاتل، تعداد سكانها – أيامها – أربعين ألف تقريبا، وفيها ورش لصناعة الساعات، ومحلات كبيرة وصغيرة : دكاكين ومطاعم وقهاوي ومتنزهات، ومحطة قطر ومحطات أتوبيسات، ومدارس ومسارح وسينمات، وأحزاب وجمعيات، ومن بين مدارسها فيه كونسرفاتوار بيعلم مزيكا، وفيه مدارس بتعلم فنون وفنون تطبيقية، يعني مدينة عصرية كاملة الأوصاف والمعاني، وانا – من بدري – باعشق الموسيقي الكلاسيكية، وكان بيتهيأ لي اني باعرف أتذوقها لغاية ما حضرت حفلة الكونسير دي، واتأكدت اني قدامي كتير عشان أعرف اتذوقها بشكل صحيح. كان المسرح مليان لآخره: صالة وبلكون وبناوير والواچ، والستارة مقفولة ووراها العازفين بيدوزنوا آلاتهم الموسيقية، والمسرح منور ع الآخر، وفي الميعاد بالضبط وبالثانية، كله ينطفي ما عدا المسرح، وترتفع الستارة، ويخش المايسترو وسط التصفيق ويحيي الجمهور بانحناءة، ويخبط بعصا القيادة علي حامل النوتة (الپوپيتر)، وف قلب الصمت التام اللي ساد المسرح كله، وف وسط الظلام التام في الصالة والبلكون والبناوير والالواچ، ومع خبطات عصا المايسترو علي الپوپيتر، بتلمع في كل الألواچ والبناوير إضاءات قوية وصغيرة، باضرب بعيني عليها ألاقيها لمباديرات مركزة علي نوت موسيقية مفتوحة، ويبتدي العزف والناس دي بيتابعوه بودانهم، وعيونهم بتتابع قراية النوتة، وكل ما المايسترو والعازفين يغيروا الصفحة همه كمان يغيروا الصفحة، يا لهو بالي !!
الناس دي كلها بيقروا النوتة الموسيقية بسلاسة، ومن النظرة الأولي (پريما فيستا)، ودول مجرد سمّيعة !! وانا جاي من بلد فيه ملحنين كبار لا بيقروا نوتة ولا بيكتبوها، وبعضهم بيلحّن بالنقر علي ترابيزة قدامه أو علي قصعة عود مقلوب علي ركبتينه، والجامد أوي فيهم بيلحن علي عود أو بيحس النغمات علي بيانو كبير متصدر صالون بيته، عرفت بعد كده ليه الناس دي بتقرا النوتة وهيه بتسمع الاوركسترا، قال ايه.. عشان يقيّموا تفسير المايسترو والأوركسترا للنوت اللي قدامهم، وده بيفرق من أوركسترا لأوركسترا ومن مايسترو للتاني، وساعتها أدركت ان ده عالم تاني ودول ناس تانية، دول دخلوا – بالفعل – وعايشين في عصر العلوم، اللي من بينها – بالتأكيد – علوم الموسيقي، واحنا لسه عايشين في عالم السماعي ، وواخدين الفنون بالشبه!!! وألف رحمة عليك يا سيد درويش، قلت زمان انك عرفت ان المزيكا من غير الكونترا بونطة (كونتر بوينت) ولا حاجة، وادي احنا اهو لسه غرقانين في النظرية الشبهية، وكله عند العرب صابون !!
الفن أقصي درجات الفرح التي يهبها الانسان لنفسه
(كارل ماركس)
تساؤلات.. عايزة إجابات
... وآدي تاني أسبوع عدي وماشيين في التالت، ولسه الوعد الرئاسي بالإفراج عن دفعة من الشباب المحبوسين ظلم ما اتحققش، وما عادش حد بيجيب سيرته، وكله مشغول بالمؤتمر الاقتصادي ! وانا مستعد أدفع نص عمري الجاي واعرف مين في البلد دي اللي بيعطل تنفيذ وعود الرئيس ؟!!
القانون الجديد اللي بيحدد الكيانات الارهابية، هل ح يتطبق علي الجماعات اللي اسمها سلفية؟ اللي شفنا نوابها ف برلمان الاخوان، وشفنا شيوخها دعاة الضلال، بيحرضوا علي قتل الشيعة ويقتلوهم، وبيحضوا علي كراهية المسيحيين، وبيدعوا لزواج الأطفال، وبينادوا بتحطيم الآثار زي ما الدواعش عملوا ف متحف الموصل، واللي كانت قواعدهم مالية منصات النهضة ورابعة!!!، بصراحة بقي اذا القانون ده ما اتطبقش علي الجماعات دي، يبقي زيه زي قانون التظاهر، ومن حقنا نشك انه طالع للتضييق علي الحريات.
علي أد ما انا فرحان بالمؤتمر الاقتصادي، علي أد ما انا قلقان وحاطط ايدي علي قلبي، وانا فرحان بيه ومتأكد من نجاحه، برغم ان سقف طموحاتنا فيه نزل كتير، وبعد ما كنا بنتكلم في الأول علي مشروعات بميت مليار، بقينا بنتكلم عن مشروعات بخمسة وتلاتين، وعشمانين نحصل منه علي عشرة مليارات استثمارات، بس انا برضه قلقان وحاطط ايدي علي قلبي، لغياب الشفافية والمناقشة المجتمعية في التحضير للمؤتمر، الاعداد كله تم بين أجهزة الحكومة وبين جماعات رجال المال والأعمال، وكلنا عارفين انحياز معظم دول ودول ضد الطبقات الشعبية وضد فكرة العدالة الاجتماعية، كتير منهم شايفين ان عجلة الانتاج لازم تدور ان شالله علي رقاب الغلابة، والقليل النادر منهم اللي شايف ان راس المال لازم يتوجه لخدمة المجتمع بحاله، وانا فرحان لان المؤتمر – في كل الأحوال – ح يشفي اقتصادنا العليل من بعض علله، وباتمني انه يبقي خطوة أولي علي طريق بناء منظومة انتاجية وطنية مستقلة، وقلقان وخايف يجرنا من تاني لفخ التبعية والفساد، والحقيقة احنا مش محتاجين بس لمشروعات اقتصادية توقّف اقتصادنا علي رجليه، احنا محتاجين لرؤية اقتصادية تنحاز للمجتمع وتحقق حلم الثورة.
مع صاحبي الجنرال
صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد سألني عن رأيي في التغيير الوزاري، قلت له : كان متوقع بعد الانتخابات، ولما الانتخابات اتأجلت ما كانش لازم يتأجل والسلطة عجلت بيه، بس المسألة كلها محتاجة شفافية أكتر من كده، لا حد عارف الوزير ده مشي ليه، ولا الوزير ده جه ليه، بس انا مبسوط ان فيه وزارة دولة للتعليم الفني وده معناه ان فيه اعادة نظر في المنظومة التعليمية ومزيد من الاهتمام بالتعليم الفني، واتمني – كمان – نعيد نظر في المنظومة كلها وف مناهجها بحيث تتفق مع الدستور، بحيث نلغي التعليم الديني والمعاهد الأزهرية في مراحل التعليم الأساسية، ويبقي التخصص في العلوم الدينية للراشدين في سن الدراسة الجامعية، زي كل بلاد الدنيا، ضحك وقال :» عشم إبليس في الجنة، وآدي الدليل: وزير الثقافة الجديد، قلت له : صحيح انا في الأوساط الثقافية والفنية بقي لي فوق الخمسين سنة، وما اعرفش كتير عن وزير الثقافة الجديد، كل اللي اعرفه انه استاذ تاريخ حديث في جامعة الأزهر، وكان تلميذ للدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، وهوه اللي جابه من هناك لدار الوثائق أثناء وزارته، ومش معني انه مش معروف في الوسط الثقافي انه يكون – بالضرورة – معادي للثقافة زي الوزير الاخواني اياه اللي ما خليناهوش يعتب الوزراة باعتصامنا، ولقيت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد بيتفرد ويكاد يصرخ في وشي : الظاهر يا شاعر إنك نسيت المنطق الجدلي !، وفشخت ضبي بدهشة وانا باقول له: ازاي ؟!، قال : انت ناسي ان المنطق الجدلي بيعلمنا نبص للأشياء في ترابطها، وتأثراتها المتبادلة، وتناقضاتها الباطنة، قلت له : مش ناسي يا عم الجنرال، بس قصدك ايه؟!
قال: لما يبقي الدكتور جابر عصفور – مهما اختلفنا حواليه – بيخوض معركة حامية عشان يؤسس منظومة ثقافية للدولة تاخدها في اتجاه التنوير، ويعاديه عش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر، ولما رئيس الدولة يتكلم عن تجديد الخطاب الديني أو الحاجة لثورة دينية، ويرد عش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر بالدعوة لجبهة ضد الارهاب وضد العلمانية !
والبشارة بعودة نظام الكتاتيب، وتمكين بعض دعاة الضلال السلفي من منابر الأوقاف، وف وسط ده كله ينشال الدكتور جابر ويتحط الدكتور عبد الواحد، ما يبقاش ده انتصار لعش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر، وانكسار واندحار لحلم التنوير اللي بنتمناه لثقافتنا، وبعدين تفتكر مين اللي جابه ؟ رئيس الوزارة بيقول انه مالوش في السياسة، وده قرار سياسي، والجهات السيادية أكيد ما تعرفش عن الوزير كتير، زيها زي كل المثقفين، يبقي جاي – بالتأكيد – بترشيح من الأزهر، أو من عش الدبابير الوهابية المتمكن في الأزهر، واللي بيحاول يفرض سلطانه علي عقلنا وضميرنا، وبكرة تشوف.
قلت له: يا خبر بفلوس بكرة يبقي ببلاش، قال: لأ.. بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة.
أوراق قديمة
اليومين دول، مع كل هزيمة للدواعش في سوريا والعراق، وان شالله عن قريب في ليبيا وسينا، بتلح علي بالي بعض الأغنيات اللي كتبتها عن العواصم العربية التاريخية، في احتفالية كتبتها في العيد الخمسين لجامعة الدول العربية سنة 1995، كان اسمها بيت العرب وكتب لها النص الدرامي صديق العمر الكاتب الكبير يسري الجندي، واخرجها الصديق المخرج الكبير الراحل يحيي العلمي، ولحن أشعارها رفيق العمر والمشوار عمار.
أغنية لدمشق (غناء : أصالة)
يا دمشقُ يا عشقي
يا أميرةَ الشرقِ
جاء بي هنا شَوْقي
يا هويً علي ذَوْقي
تنطقين بالصدقِ
تحكمين بالحقِّ
يا دمشق يا عشقي
ما احلي الحرير الدمشقي..
.. في راية هفهافة
وف توب صبية بتحلم..
..فوق جبل لبنان
وف شال من اسكندرونة..
..وكنزه من يافا
وكوفية مصرية...
أو دشداشة من نجران
يا دمشق وائتلقي
فوق هامة الأفق
وردةً..مبلَّلةً
تستحم في الشفقِ
طفلةً مدلَّلةً
شعرها من الحَبَقِ
قلعةً مكلَّلةً
بالضياء والعَبَقِ
يا دمشق يا عشقي
يا ولاد دمشق الأباه..
.. خلوا الحياه تحلي
يا اهل المروءة..
يا أهل الخير واصحابه
إيدكم في ايدنا.. نطير..
ونواصل الرحلة
نوصل لبكرة..
بحلم ننام ونصحي بُه
يا دمشق وائتلقي
فوق هامة الأفقِ
وردة مُبلَّلةً
تستحم في الشفقِ
طفلةً مدلَّلةً
شعرها من الحَبَقِ
قلعةً مكلَّلةً
بالضياء والعَبَقِ
يا دمشق يا عشقي
عن الصدمة الحضارية (1)
كلام جدنا الجبرتي عن الحملة الفرنسية ومجمعها العلمي، ودهشته وانبهاره باجراءات العدالة الفرنسية في محاكمة سليمان الحلبي قاتل كليبر، كان فيها ريحة صدمة حضارية، أنضجت وعي جدنا الجبرتي بالدنيا وما فيها.
وكتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز، اللي كتبه جدنا رفاعة الطهطاوي عن مشاهداته في فرنسا، كان – برضه – فيه ريحة صدمة حضارية خلت رفاعة بقي رائد التنوير في مصر الحديثة (اللي ما استكملتش مقومات حداثتها للنهاردة). وانا كمان حصل لي حاجة زي كده ، لما عديت البحر ورحت أوربا لأول مرة ف حياتي، في أواخر السيتينيات من القرن اللي فات، كنت أيامها شاعر مصري ف عز شبابي، وكنت علي قدر لا بأس به من الثقافة العربية والانسانية (القديمة والحديثة)، وحققت بعض الشهرة ببعض أشعاري وبعض أغنياتي المبكرة، وكنت علي اتصال وثيق بالأوساط الثقافية، ولي صداقات مع كتير من الموسيقيين والممثلين والمخرجين والشعرا والكتّاب، في الاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما والندوات، بس اللي حصل لي في حفلة كونسير موسيقي حضرته ف مدينة صغيرة ف سويسرا، كان صدمة حضارية بكل معاني الكلمة.
والمدينة الصغيرة اسمها لاشو دي فو، في مقاطعة نيوشاتل، تعداد سكانها – أيامها – أربعين ألف تقريبا، وفيها ورش لصناعة الساعات، ومحلات كبيرة وصغيرة : دكاكين ومطاعم وقهاوي ومتنزهات، ومحطة قطر ومحطات أتوبيسات، ومدارس ومسارح وسينمات، وأحزاب وجمعيات، ومن بين مدارسها فيه كونسرفاتوار بيعلم مزيكا، وفيه مدارس بتعلم فنون وفنون تطبيقية، يعني مدينة عصرية كاملة الأوصاف والمعاني، وانا – من بدري – باعشق الموسيقي الكلاسيكية، وكان بيتهيأ لي اني باعرف أتذوقها لغاية ما حضرت حفلة الكونسير دي، واتأكدت اني قدامي كتير عشان أعرف اتذوقها بشكل صحيح. كان المسرح مليان لآخره: صالة وبلكون وبناوير والواچ، والستارة مقفولة ووراها العازفين بيدوزنوا آلاتهم الموسيقية، والمسرح منور ع الآخر، وفي الميعاد بالضبط وبالثانية، كله ينطفي ما عدا المسرح، وترتفع الستارة، ويخش المايسترو وسط التصفيق ويحيي الجمهور بانحناءة، ويخبط بعصا القيادة علي حامل النوتة (الپوپيتر)، وف قلب الصمت التام اللي ساد المسرح كله، وف وسط الظلام التام في الصالة والبلكون والبناوير والالواچ، ومع خبطات عصا المايسترو علي الپوپيتر، بتلمع في كل الألواچ والبناوير إضاءات قوية وصغيرة، باضرب بعيني عليها ألاقيها لمباديرات مركزة علي نوت موسيقية مفتوحة، ويبتدي العزف والناس دي بيتابعوه بودانهم، وعيونهم بتتابع قراية النوتة، وكل ما المايسترو والعازفين يغيروا الصفحة همه كمان يغيروا الصفحة، يا لهو بالي !!
الناس دي كلها بيقروا النوتة الموسيقية بسلاسة، ومن النظرة الأولي (پريما فيستا)، ودول مجرد سمّيعة !! وانا جاي من بلد فيه ملحنين كبار لا بيقروا نوتة ولا بيكتبوها، وبعضهم بيلحّن بالنقر علي ترابيزة قدامه أو علي قصعة عود مقلوب علي ركبتينه، والجامد أوي فيهم بيلحن علي عود أو بيحس النغمات علي بيانو كبير متصدر صالون بيته، عرفت بعد كده ليه الناس دي بتقرا النوتة وهيه بتسمع الاوركسترا، قال ايه.. عشان يقيّموا تفسير المايسترو والأوركسترا للنوت اللي قدامهم، وده بيفرق من أوركسترا لأوركسترا ومن مايسترو للتاني، وساعتها أدركت ان ده عالم تاني ودول ناس تانية، دول دخلوا – بالفعل – وعايشين في عصر العلوم، اللي من بينها – بالتأكيد – علوم الموسيقي، واحنا لسه عايشين في عالم السماعي ، وواخدين الفنون بالشبه!!! وألف رحمة عليك يا سيد درويش، قلت زمان انك عرفت ان المزيكا من غير الكونترا بونطة (كونتر بوينت) ولا حاجة، وادي احنا اهو لسه غرقانين في النظرية الشبهية، وكله عند العرب صابون !!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.