لمدة 6 ساعات خطة انقطاع المياه اليوم في محافظة الدقهلية    مجلس النواب الأمريكي يصوّت بالأغلبية لصالح إلغاء قانون عقوبات "قيصر" ضد سوريا    لحظة استيلاء القوات الأمريكية على ناقلة نفط أمام سواحل فنزويلا وترامب: سنحتفظ بالحمولة (فيديو)    مسؤول سعودي: نطالب بخروج قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من حضرموت والمهرة    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    خريطة برلمانية جديدة بانتظار حكم «الإدارية العليا» في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    فنزويلا تتهم الولايات المتحدة ب"السرقة الصارخة" بعد مصادرة ناقلة نفط في الكاريبي    ناسا تفقد الاتصال بالمركبة مافن التي تدور حول المريخ منذ عقد    التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية    قرار جديد ضد المتهم بالتحرش بفنانة شهيرة في النزهة    سلوى عثمان: أخذت من والدتي التضحية ومن والدي فنيًا الالتزام    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    أول قرار ضد مضطرب نفسي تعدى على رجال الشرطة لفظيا دون سبب بمدينة نصر    التحقيق مع شخص يوزع بطاقات دعائية على الناخبين بالطالبية    مراكز الإصلاح والتأهيل فلسفة إصلاحية جديدة.. الإنسان أولًا    أحمد مراد يعتذر عن تصريحه الأخير المثير للجدل عن فيلم الست    رفض الأسلوب المهين من ضابط وإعطاء مفتاح سيارته له ..وفاة شاب تحت التعذيب بقسم شرطة ثالث المحلة    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    عاجل - قرار الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في ثالث خفض خلال 2025    اسعار الفاكهه اليوم الخميس 11ديسمبر 2025 فى المنيا    لماذا تجدد أبواق السيسى شائعات عن وفاة مرشد الإخوان د. بديع بمحبسه؟    "شغّلني" تُطلق مشروع تشغيل شباب الصعيد بسوهاج وقنا    خالد أبو بكر يشيد بجهاز مستقبل مصر في استصلاح الأراضي: سرعة العمل أهم عامل    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    أرسنال يسحق كلوب بروج بثلاثية خارج الديار    يوفنتوس ينتصر على بافوس بثنائية نظيفة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11ديسمبر 2025........مواعيد الأذان في محافظة المنيا    سلمان خان وإدريس إلبا وريز أحمد فى حفل جولدن جلوب بمهرجان البحر الأحمر    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    الرفق بالحيوان: تخصيص أرض لإيواء الكلاب الضالة أحد حلول انتشار هذه الظاهرة    منتخب مصر يواصل تدريباته بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لأمم إفريقيا (صور)    رودريجو: ليس لدي مشكلة في اللعب على الجانب الأيمن.. المهم أن أشارك    كرة طائرة - خسارة سيدات الزمالك أمام كونيجيليانو الإيطالي في ثاني مواجهات مونديال الأندية    البنك المركزي: معدل التضخم الأساسي السنوي يسجل 12.5% في نوفمبر 2025    "امرأة هزت عرش التحدي".. الموسم الثاني من مسابقة المرأة الذهبية للمركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة    حقيقة منع شيرين عبد الوهاب من رؤية ابنتيها وإفلاسها.. ما القصة؟    "جنوب الوادي للأسمنت" و"العالمية للاستثمار" يتصدران ارتفاعات البورصة المصرية    القبض على شخص اقتحم مدرسة بالإسماعيلية واعتدى على معلم ب "مقص"    المتهم بتجميع بطاقات الناخبين: «كنت بستعلم عن اللجان»    4 فوائد للملح تدفعنا لتناوله ولكن بحذر    أعراض اعوجاج العمود الفقري وأسبابه ومخاطر ذلك    معهد التغذية يكشف عن أطعمة ترفع المناعة في الشتاء بشكل طبيعي    انتبهي إلى طعامك خلال الأشهر الأولى من الحمل.. إليك قائمة بالمحاذير    البابا تواضروس يهنئ الكنيسة ببدء شهر كيهك    ارتفاع الأسهم الأمريكية بعد قرار مجلس الاحتياط خفض الفائدة    هجوم جوي مكثّف.. أوكرانيا تطلق نحو 300 مسيّرة باتجاه الأراضي الروسية    مستشار وزير الثقافة: إدارج "الكشري" في قائمة تراث اليونسكو يمثل اعترافًا دوليًا بهويتنا وثقافتنا    أستاذ علوم سياسية: المواطن استعاد ثقته في أن صوته سيصل لمن يختاره    استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    الزوامل والتماسيح: العبث البيئي وثمن الأمن المجتمعي المفقود    ضبط شاب ينتحل صفة أخصائى علاج طبيعى ويدير مركزا غير مرخص فى سوهاج    ساوندرز: ليفربول ألقى صلاح تحت الحافلة؟ تقاضى 60 مليون جنيه إسترليني    الأرقام تكشف.. كيف أنقذ صلاح ليفربول من سنوات الفشل إلى منصات التتويج.. فيديو    ترامب: الفساد في أوكرانيا متفشٍ وغياب الانتخابات يثير تساؤلات حول الديمقراطية    "الصحة" تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القوات المسلحة: الشهادة أسمى درجات الفداء من أجل مصر
في ذكرى يوم الشهيد..

أصدرت القوات المسلحة بيانا رسميا، في ذكرى يوم الشهيد الموافق التاسع من مارس، قالت فيه: "يظل الوطن الحصن الذي تجتمع قلوبنا جميعا دفاعا عنه، إما التضحية فهي رمز الفداء لتظل رايته خفاقة عالية".
وأضاف البيان: " وتبقي الشهادة أسمى درجات الفداء من أجل مصر التي ستظل بمكانها ومكانتها نقطة الالتقاء لكل روافد الحضارة الإنسانية ومصدرا لصوت الحكمة والعقل ونموذجا فريدا للوسطية والاعتدال تخاطب ضمير الإنسان وتقهر الجهل والتشدد والإرهاب".
واستكمل: "علي مدار التاريخ خاضت مصر حروبا عديدة أجبرت على الدخول فيها كان لكل منها دوافعها وأسبابها، ففي الفترة التي بدأت مصر تعيش فيها نهضة حقيقية وبدأت تنطلق إلى عنان السماء وراح أبناء مصر يحملون معاول النور لبناء حضارة جديدة في كافة المجالات، وكانت هناك أياد خفية أرادت العبث بأقدار الشعوب بدوافعها العدوانية لتحقيق أحلام استعمارية قديمة ، إلا أن مصر كانت دائما قادرة على الصمود والتحدي«.
وذكر البيان عددا من البطولات .. قال: «وقدم شعب مصر العظيم أروع ملاحم البطولة والفداء أمام العدوان الثلاثي عام ،56 وفى رأس العش وإغراق المدمرة إيلات ومعارك المدفعية المضادة للطائرات، وبناء حائط الصواريخ بعد يونيو 67 والعديد والعديد من الملاحم التي قادت لانتصار السادس من أكتوبر 73 الذي كان رغبة أمة وإرادة جيل رفض الهزيمة ورفع راية التحدي لتصحيح الأوضاع واسترداد الكرامة وتحرير الأرض».
وأكد البيان: «أنها مبادئ العسكرية المصرية الأصيلة التي تمتزج بأنبل الصفات بما ورثته من القوة والقدرة عند الفراعنة والفروسية والشجاعة عند العرب، والسماحة في الإسلام والبسالة والتضحية من أجل العقيدة لتجعل من الشهادة أسمى درجات التضحية والفداء وسبيلا للخلود ، التي تؤكد حقيقة لا جدال فيها هي ذلك العشق الذي يربط المصري بوطنه واندفاعه وتضحيته بالنفس والولد لتظل مصر دائما مرفوعة راياتها خفاقة هاماتها بين الأمم».
وكان لكل شهيد أسطورته الخالدة فهذا الشهيد كان اندفاعه كالصاعقة أمام تأديته للواجب، وذلك الشهيد الذي أصر أن يقاتل حتى آخر قطرة في دمه ولم يستسلم أو يترك موقعه بالرغم من إصابته، وذاك الشهيد الذي ظل يقاتل حتى فاضت روحه وهو يعانق مدفعه، وهذا الشهيد الذي ثار من أجل كرامة الوطن ومستقبله خلال ثورتين فريدتين ألهمتا العالم بقيمها الإنسانية والوطنية الفريدة.
إنه البطل الذي يؤمن حدود مصر ويتصدى بكل شجاعة لقوى التطرف والإرهاب واهبا روحه فداء لوطنه ليقف على قمة جبل التضحية لامعا متألقا مزهوا بمجده بعد أن نال الشهادة وترك النصر إرثا لأبنائه وأهله وهو النموذج والمثل الذي لا يرقى إليه أحد، وبطل يتردد صدى صوته يوما بعد يوم إلى الأبد.
واعترافا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار تحتفل مصر والقوات المسلحة فى التاسع من مارس كل عام بيوم الشهيد والمحارب القديم والتي تواكب ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال مرحلة حاسمة من تاريخ مصر.
ولد الشهيد عبد المنعم رياض في إحدى قرى محافظة الغربية عام 1919 وتخرج من الكلية الحربية في فبراير سنة 1938 ليعين بسلاح المدفعية المضادة للطائرات وتدرج في المناصب القيادية حتى عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في يونيو 1967 ، وحمل مسئولية إعادة تنظيم القوات والإعداد لمعركة الكرامة واسترداد الأرض.
وعندما شرع العدو في بناء خطة الحصين شرق القناة لمنع عمليات العبور لبعض العناصر الفدائية من قواتنا التي سببت له إزعاجا كبيرا وكبدته الكثير من الخسائر المادية والبشرية، كان الاتجاه المصري إلى ضرورة تدمير هذا الخط وقامت المدفعية المصرية في الثامن من مارس 1969 باشتباكات عنيفة مع قوات العدو كبدته خلالها خسائر فادحة وفي اليوم التالي لأعمال القتال تحديدا في التاسع من مارس قام الشهيد عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة بزيارة مواقع المدفعية والمشاة علي الجبهة بالرغم من رفع العدو درجات الاستعداد علي الخط الأمامي متجاهلا كافة التحذيرات ويصافح جنوده ويبث فيهم القدوة والمثل؛ ليستشهد البطل عند منطقة المعدية نمرة 6 بالإسماعيلية في أقصي المواقع الدفاعية وهو يطبق رؤيته عن تذويب الفوارق بين القادة والجنود لتحقيق معادلة الشرف والنصر .
ومع امتداد الحروب الحديثة وزيادة الخسائر في الأفراد وصعوبة التعرف علي هويتهم حرصت الدول علي إقامة رمزا يمجد ذكري شهدائهم ووفاء لمن ضحوا بأرواحهم لنصرة أوطانهم.
لذلك فقد أقامت مصر نصبا تذكاريا يليق بجلال الانتصار ويرسخ تقاليد القوات المسلحة في الوفاء بشهدائها عبر العصور من واقع الحضارة المصرية الخالدة صمم علي شكل هرم خرساني مفرغ علي مساحة 10 آلاف متر مربع وبارتفاع 32 مترا ويتكون من 4 أضلاع لكل منها وجهان مسطحان بمساحة تصل إلي 325 مترا مربعا وتحتوي كل وجهة علي 18 سطرا من الكتابة البارزة سجل عليها أسماء رمزية لشهداء مصر في مختلف الحروب ليكون بديلا للنصب التذكاري القديم بمنطقة مقابر الغفير.
كما دفنت رفاة لأحد الشهداء المجهولين داخل النصب ليصير رمزا للجندي المجهول تبدأ عنده احتفالات مصر القومية، كما تقصده الزيارات والوفود الأجنبية رفيعة المستوي للوقوف تحية وإجلالا لأرواح الشهداء وقراءة الفاتحة ترحما علي أرواحهم.
وأقامت القوات المسلحة أيضا نصبا تذكاريا بمقابر شهداء الحروب في المناطق التي قدموا فيها أرواحهم فداء للوطن، حيث أقامت مقابر لشهداء الجيش الثاني الميداني وأخرى لأبطال أكتوبر من شهداء الجيش الثالث الميداني ونصبا تذكاريا لشهداء البحرية والدفاع الجوى ، كما أقامت المناطق العسكرية أيضا نصبا تذكاريا للشهداء من أبناء المحافظات التي تدخل في نطاق تلك المناطق؛ حيث يقوم القادة والمحافظون بوضع أكاليل الزهور خلال الاحتفالات القومية والأعياد الوطنية المختلفة.
وإذا كان احتفال القوات المسلحة بيوم الشهيد تخليد لذكرى أبنائها الشهداء فقد وضعت ركائز وأسس لرعاية أبنائها من أسر الشهداء والمحاربين القدماء ومصابي العمليات الحربية تكريماً لما قدموه وذويهم رفعة لمصرنا الغالية.
فأنشأت جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب عام 1951 وكانت مصر من أوائل الدول التي انضمت للفيدرالية العالمية للمحاربين القدماء سنة 1953؛ حيث أصبحت عضواً مؤسساً في الاتحاد العالمي وعضواً في اللجنة الدائمة للشئون الأفريقية.
ونجحت الجمعية في تكوين إتحاد عربي يشمل الجمعيات الماثلة في شتى أنحاء الوطن العربي لتحقيق الرعاية المتكاملة للمحاربين القدماء عام 1960 كما صدرت العديد من التشريعات التي تكفل لمصابي العمليات الحربية الدعم الكامل والحصول على فرص عمل مناسبة.
وانعقدت الجمعية العمومية للاتحاد العالمي رقم 27 بالأردن في الفترة من 18-22/11/2013، وبحضور 96 دولة قامت بالموافقة بالإجماع على المشروعات والقرارات المقدمة من جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب في تبادل التسهيلات بين جمعية المحاربين القدماء والجمعيات الأعضاء في الاتحاد العالمي.
ووافقت أيضا على تفعيل دور كارنيه المحاربين القدماء بين الدول الأعضاء ليصبح كارنيه عالمي، يمنح بعض الامتيازات الدولية لصالح المحاربين القدماء كالإقامة في دور وفنادق القوات المسلحة بنفس الأسعار الممنوحة للمحاربين في هذه الدول الموافقة على مقترح الجمعية، فيما يخص التعاون بين الجمعيات الأعضاء في تبادل المعلومات في مجال تكنولوجيا تصنيع أجهزة المعاقين والأجهزة التعويضية للمحاربين القدماء .
ولتقديم الرعاية المتكاملة لمصابي العمليات الحربية أنشأت القوات المسلحة مركزاً للطب الطبيعي والتأهيلى بالعجوزة لتقديم الرعاية الطبية وتأهيل الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنشئ مصنعا للأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية، كما اتسع نشاط الجمعية وأفرعها في العديد من محافظات مصر وفقا لمنظومة متكاملة لتطوير الأداء بما يمكنها من أداء دورها لتقديم أوجه الرعاية المختلفة لأعضاء الجمعية.
وتقدم الجمعية العديد من الخدمات من بينها تنظيم ثلاثة رحلات عمرة وحج سنوياً لأسر الشهداء مصابي العمليات الحربية وأعضاء الجمعية ، وتقدم الرعاية الطبية الشاملة من خلال توفير الإقامة والإعاشة لمصابي العمليات الحربية ومصابي وزارة الداخلية ومحدودي الإعاقة للمدنين ، صرف الإعانات الثابتة والدورية للمصابين من ذوى المعاشات المحدودة ، صرف الأجهزة تعويضية وهدايا عينية ومادية خلال احتفالات تنظمها الجمعية والمرور الشهري على المصابين بالمستشفيات .
كما تقوم الجمعية بدعم الموهوبين رياضياً وفنياً من خلال تنظيمها للمسابقات والمعارض الفنية وتسويق منتجاتهم ، وتنظيم المسابقات الأدبية والشعرية وتنظيم رحلات ترفيهية ومصايف للأعضاء.
ولا تنسى مصر شهداء الواجب من جنود وضباط الشرطة البواسل الذين تصدوا للاحتلال البريطاني وآثروا الشهادة دون أن تذل إرادة مصر الأبية، والذين يقدمون اليوم أروع ملاحم البطولة في التصدي للإرهاب وتأمين الجبهة الداخلية وفقا لعقيدة شرطية جديدة قوامها خدمة الوطن والمواطنين وإرساء دولة القانون والتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقراره .
ويبقي احتفالنا بيوم الشهيد والمحارب القديم رمزا للعبور من الماضي والحاضر إلى المستقبل ، مستلهمين من أرواحهم الطاهرة الإرادة والتحدي علي العبور بمصر إلي آفاق من التنمية والاستقرار .
وستظل القوات المسلحة ورجالها كالعهد بهم دائما خير أجناد الأرض، حراسا أوفياء للأمانة المقدسة التي يحملون مسئوليتها باذلين الجهد والعطاء لحماية الوطن قدسية ترابه وكرامة شعبه العظيم .
واختتم البيان بهذه الكلمات الرائعة : "لقد حقق أجدادنا وآباؤنا أعظم البطولات.. وخلفوا لنا تراثا عريضا يجب أن نصونه.. ومستقبلا علينا أن نطوره.. ولن يكون ذلك إلا بهمه الرجال الأقوياء... فالناس يولدون فتصنعهم ظروفهم وبيئاتهم ولا بد أن نصنع نحن في الجيش .. الرجال الأقوياء".
أصدرت القوات المسلحة بيانا رسميا، في ذكرى يوم الشهيد الموافق التاسع من مارس، قالت فيه: "يظل الوطن الحصن الذي تجتمع قلوبنا جميعا دفاعا عنه، إما التضحية فهي رمز الفداء لتظل رايته خفاقة عالية".
وأضاف البيان: " وتبقي الشهادة أسمى درجات الفداء من أجل مصر التي ستظل بمكانها ومكانتها نقطة الالتقاء لكل روافد الحضارة الإنسانية ومصدرا لصوت الحكمة والعقل ونموذجا فريدا للوسطية والاعتدال تخاطب ضمير الإنسان وتقهر الجهل والتشدد والإرهاب".
واستكمل: "علي مدار التاريخ خاضت مصر حروبا عديدة أجبرت على الدخول فيها كان لكل منها دوافعها وأسبابها، ففي الفترة التي بدأت مصر تعيش فيها نهضة حقيقية وبدأت تنطلق إلى عنان السماء وراح أبناء مصر يحملون معاول النور لبناء حضارة جديدة في كافة المجالات، وكانت هناك أياد خفية أرادت العبث بأقدار الشعوب بدوافعها العدوانية لتحقيق أحلام استعمارية قديمة ، إلا أن مصر كانت دائما قادرة على الصمود والتحدي«.
وذكر البيان عددا من البطولات .. قال: «وقدم شعب مصر العظيم أروع ملاحم البطولة والفداء أمام العدوان الثلاثي عام ،56 وفى رأس العش وإغراق المدمرة إيلات ومعارك المدفعية المضادة للطائرات، وبناء حائط الصواريخ بعد يونيو 67 والعديد والعديد من الملاحم التي قادت لانتصار السادس من أكتوبر 73 الذي كان رغبة أمة وإرادة جيل رفض الهزيمة ورفع راية التحدي لتصحيح الأوضاع واسترداد الكرامة وتحرير الأرض».
وأكد البيان: «أنها مبادئ العسكرية المصرية الأصيلة التي تمتزج بأنبل الصفات بما ورثته من القوة والقدرة عند الفراعنة والفروسية والشجاعة عند العرب، والسماحة في الإسلام والبسالة والتضحية من أجل العقيدة لتجعل من الشهادة أسمى درجات التضحية والفداء وسبيلا للخلود ، التي تؤكد حقيقة لا جدال فيها هي ذلك العشق الذي يربط المصري بوطنه واندفاعه وتضحيته بالنفس والولد لتظل مصر دائما مرفوعة راياتها خفاقة هاماتها بين الأمم».
وكان لكل شهيد أسطورته الخالدة فهذا الشهيد كان اندفاعه كالصاعقة أمام تأديته للواجب، وذلك الشهيد الذي أصر أن يقاتل حتى آخر قطرة في دمه ولم يستسلم أو يترك موقعه بالرغم من إصابته، وذاك الشهيد الذي ظل يقاتل حتى فاضت روحه وهو يعانق مدفعه، وهذا الشهيد الذي ثار من أجل كرامة الوطن ومستقبله خلال ثورتين فريدتين ألهمتا العالم بقيمها الإنسانية والوطنية الفريدة.
إنه البطل الذي يؤمن حدود مصر ويتصدى بكل شجاعة لقوى التطرف والإرهاب واهبا روحه فداء لوطنه ليقف على قمة جبل التضحية لامعا متألقا مزهوا بمجده بعد أن نال الشهادة وترك النصر إرثا لأبنائه وأهله وهو النموذج والمثل الذي لا يرقى إليه أحد، وبطل يتردد صدى صوته يوما بعد يوم إلى الأبد.
واعترافا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار تحتفل مصر والقوات المسلحة فى التاسع من مارس كل عام بيوم الشهيد والمحارب القديم والتي تواكب ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال مرحلة حاسمة من تاريخ مصر.
ولد الشهيد عبد المنعم رياض في إحدى قرى محافظة الغربية عام 1919 وتخرج من الكلية الحربية في فبراير سنة 1938 ليعين بسلاح المدفعية المضادة للطائرات وتدرج في المناصب القيادية حتى عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في يونيو 1967 ، وحمل مسئولية إعادة تنظيم القوات والإعداد لمعركة الكرامة واسترداد الأرض.
وعندما شرع العدو في بناء خطة الحصين شرق القناة لمنع عمليات العبور لبعض العناصر الفدائية من قواتنا التي سببت له إزعاجا كبيرا وكبدته الكثير من الخسائر المادية والبشرية، كان الاتجاه المصري إلى ضرورة تدمير هذا الخط وقامت المدفعية المصرية في الثامن من مارس 1969 باشتباكات عنيفة مع قوات العدو كبدته خلالها خسائر فادحة وفي اليوم التالي لأعمال القتال تحديدا في التاسع من مارس قام الشهيد عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة بزيارة مواقع المدفعية والمشاة علي الجبهة بالرغم من رفع العدو درجات الاستعداد علي الخط الأمامي متجاهلا كافة التحذيرات ويصافح جنوده ويبث فيهم القدوة والمثل؛ ليستشهد البطل عند منطقة المعدية نمرة 6 بالإسماعيلية في أقصي المواقع الدفاعية وهو يطبق رؤيته عن تذويب الفوارق بين القادة والجنود لتحقيق معادلة الشرف والنصر .
ومع امتداد الحروب الحديثة وزيادة الخسائر في الأفراد وصعوبة التعرف علي هويتهم حرصت الدول علي إقامة رمزا يمجد ذكري شهدائهم ووفاء لمن ضحوا بأرواحهم لنصرة أوطانهم.
لذلك فقد أقامت مصر نصبا تذكاريا يليق بجلال الانتصار ويرسخ تقاليد القوات المسلحة في الوفاء بشهدائها عبر العصور من واقع الحضارة المصرية الخالدة صمم علي شكل هرم خرساني مفرغ علي مساحة 10 آلاف متر مربع وبارتفاع 32 مترا ويتكون من 4 أضلاع لكل منها وجهان مسطحان بمساحة تصل إلي 325 مترا مربعا وتحتوي كل وجهة علي 18 سطرا من الكتابة البارزة سجل عليها أسماء رمزية لشهداء مصر في مختلف الحروب ليكون بديلا للنصب التذكاري القديم بمنطقة مقابر الغفير.
كما دفنت رفاة لأحد الشهداء المجهولين داخل النصب ليصير رمزا للجندي المجهول تبدأ عنده احتفالات مصر القومية، كما تقصده الزيارات والوفود الأجنبية رفيعة المستوي للوقوف تحية وإجلالا لأرواح الشهداء وقراءة الفاتحة ترحما علي أرواحهم.
وأقامت القوات المسلحة أيضا نصبا تذكاريا بمقابر شهداء الحروب في المناطق التي قدموا فيها أرواحهم فداء للوطن، حيث أقامت مقابر لشهداء الجيش الثاني الميداني وأخرى لأبطال أكتوبر من شهداء الجيش الثالث الميداني ونصبا تذكاريا لشهداء البحرية والدفاع الجوى ، كما أقامت المناطق العسكرية أيضا نصبا تذكاريا للشهداء من أبناء المحافظات التي تدخل في نطاق تلك المناطق؛ حيث يقوم القادة والمحافظون بوضع أكاليل الزهور خلال الاحتفالات القومية والأعياد الوطنية المختلفة.
وإذا كان احتفال القوات المسلحة بيوم الشهيد تخليد لذكرى أبنائها الشهداء فقد وضعت ركائز وأسس لرعاية أبنائها من أسر الشهداء والمحاربين القدماء ومصابي العمليات الحربية تكريماً لما قدموه وذويهم رفعة لمصرنا الغالية.
فأنشأت جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب عام 1951 وكانت مصر من أوائل الدول التي انضمت للفيدرالية العالمية للمحاربين القدماء سنة 1953؛ حيث أصبحت عضواً مؤسساً في الاتحاد العالمي وعضواً في اللجنة الدائمة للشئون الأفريقية.
ونجحت الجمعية في تكوين إتحاد عربي يشمل الجمعيات الماثلة في شتى أنحاء الوطن العربي لتحقيق الرعاية المتكاملة للمحاربين القدماء عام 1960 كما صدرت العديد من التشريعات التي تكفل لمصابي العمليات الحربية الدعم الكامل والحصول على فرص عمل مناسبة.
وانعقدت الجمعية العمومية للاتحاد العالمي رقم 27 بالأردن في الفترة من 18-22/11/2013، وبحضور 96 دولة قامت بالموافقة بالإجماع على المشروعات والقرارات المقدمة من جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب في تبادل التسهيلات بين جمعية المحاربين القدماء والجمعيات الأعضاء في الاتحاد العالمي.
ووافقت أيضا على تفعيل دور كارنيه المحاربين القدماء بين الدول الأعضاء ليصبح كارنيه عالمي، يمنح بعض الامتيازات الدولية لصالح المحاربين القدماء كالإقامة في دور وفنادق القوات المسلحة بنفس الأسعار الممنوحة للمحاربين في هذه الدول الموافقة على مقترح الجمعية، فيما يخص التعاون بين الجمعيات الأعضاء في تبادل المعلومات في مجال تكنولوجيا تصنيع أجهزة المعاقين والأجهزة التعويضية للمحاربين القدماء .
ولتقديم الرعاية المتكاملة لمصابي العمليات الحربية أنشأت القوات المسلحة مركزاً للطب الطبيعي والتأهيلى بالعجوزة لتقديم الرعاية الطبية وتأهيل الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنشئ مصنعا للأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية، كما اتسع نشاط الجمعية وأفرعها في العديد من محافظات مصر وفقا لمنظومة متكاملة لتطوير الأداء بما يمكنها من أداء دورها لتقديم أوجه الرعاية المختلفة لأعضاء الجمعية.
وتقدم الجمعية العديد من الخدمات من بينها تنظيم ثلاثة رحلات عمرة وحج سنوياً لأسر الشهداء مصابي العمليات الحربية وأعضاء الجمعية ، وتقدم الرعاية الطبية الشاملة من خلال توفير الإقامة والإعاشة لمصابي العمليات الحربية ومصابي وزارة الداخلية ومحدودي الإعاقة للمدنين ، صرف الإعانات الثابتة والدورية للمصابين من ذوى المعاشات المحدودة ، صرف الأجهزة تعويضية وهدايا عينية ومادية خلال احتفالات تنظمها الجمعية والمرور الشهري على المصابين بالمستشفيات .
كما تقوم الجمعية بدعم الموهوبين رياضياً وفنياً من خلال تنظيمها للمسابقات والمعارض الفنية وتسويق منتجاتهم ، وتنظيم المسابقات الأدبية والشعرية وتنظيم رحلات ترفيهية ومصايف للأعضاء.
ولا تنسى مصر شهداء الواجب من جنود وضباط الشرطة البواسل الذين تصدوا للاحتلال البريطاني وآثروا الشهادة دون أن تذل إرادة مصر الأبية، والذين يقدمون اليوم أروع ملاحم البطولة في التصدي للإرهاب وتأمين الجبهة الداخلية وفقا لعقيدة شرطية جديدة قوامها خدمة الوطن والمواطنين وإرساء دولة القانون والتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقراره .
ويبقي احتفالنا بيوم الشهيد والمحارب القديم رمزا للعبور من الماضي والحاضر إلى المستقبل ، مستلهمين من أرواحهم الطاهرة الإرادة والتحدي علي العبور بمصر إلي آفاق من التنمية والاستقرار .
وستظل القوات المسلحة ورجالها كالعهد بهم دائما خير أجناد الأرض، حراسا أوفياء للأمانة المقدسة التي يحملون مسئوليتها باذلين الجهد والعطاء لحماية الوطن قدسية ترابه وكرامة شعبه العظيم .
واختتم البيان بهذه الكلمات الرائعة : "لقد حقق أجدادنا وآباؤنا أعظم البطولات.. وخلفوا لنا تراثا عريضا يجب أن نصونه.. ومستقبلا علينا أن نطوره.. ولن يكون ذلك إلا بهمه الرجال الأقوياء... فالناس يولدون فتصنعهم ظروفهم وبيئاتهم ولا بد أن نصنع نحن في الجيش .. الرجال الأقوياء".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.