طبق البيض يتراجع 60 جنيها ويسجل أدنى سعر منذ 7 أشهر    قرار جمهوري بإسناد الإشراف على أمانة المجالس التخصصية إلى نائب رئيس مجلس الدولة    البحيرة: توريد 188 ألف طن قمح للشون والصوامع حتى الآن    16 مايو 2024.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    رئيس «العبور الجديدة» يتابع سير العمل بمركز خدمة تقنين الأراضي    سنتكوم تعلن انتهاء بناء الرصيف البحري العائم على شواطئ غزة    مراسل «القاهرة الإخبارية»: مستشفيات غزة قد تتوقف عن العمل خلال ساعات    «العدل الدولية» تستمع اليوم لجنوب إفريقيا لوقف الهجوم على رفح الفلسطينية    بوتين: روسيا والصين تعملان معا من أجل خلق نظام عالمي عادل    قائد مانشستر يونايتد يكشف حقيقة رحيله عن الفريق    عبدالجليل: أتمنى تتويج الأهلي والزمالك ببطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية    اليوم .. الأهلي يخوض أول تدريباته في تونس استعدادا لمواجهة الترجي    رضا عبد العال يهاجم ثنائي الأهلي والزمالك بسبب المنتخب    «التعليم»: إجراءات صارمة قبل دخول الامتحانات.. وعقوبات رادعة للغشاشين    انتظام حركة القطارات بمحطات الخطين الأول والثاني بعد إصلاح عطل فني    الأحد.. الفنان عمر الشناوي حفيد النجم كمال الشناوي ضيف برنامج واحد من الناس    استقرار اسعار صرف الدولار مقابل الجنيه المصرى في بداية تعاملات اليوم    تداول 10 آلاف طن و585 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    أسعار العدس اليوم الخميس 16-5-2024 في الأسواق    مواعيد مباريات اليوم الخميس 16 مايو 2024 في الدوري المصري والبطولات العالمية    نجم الترجي السابق ل«أهل مصر»: الأهلي مع كولر اختلف عن الجيل الذهبي    متحدث الرئاسة: موقف مصر كان واضحا حول الأزمة بغزة والأفعال سابقة للكلمات    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيرات للحوثيين في اليمن    تطور جديد في قضية سائق أوبر المتهم بالتحرش بفتاة التجمع    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    ياسمين عبدالعزيز تنشر صورة مفاجئة: زوجي الجديد    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية بيكلموني قائمة الأكثر استماعا في مصر    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    تنظيف كبدة الفراخ بمكون سحري.. «هيودي الطعم في حتة تانية»    طريقة عمل دجاج ال«بينك صوص» في خطوات بسيطة.. «مكونات متوفرة»    «سلامتك في سرية بياناتك».. إطلاق حملة «شفرة» لتوعية المجتمع بخطورة الجرائم الإلكترونية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    غارات إسرائيلية على منطقة البقاع شرق لبنان    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    إبراهيم عيسى: "في أي لحظة انفلات أو تسامح حكومي البلاعات السلفية هتطلع تاني"    مقبرة قرعونية السبب في لعنة الفندق والقصر.. أحداث الحلقة 8 من «البيت بيتي»    محمود عاشور يسجل ظهوره الأول في الدوري السعودي    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    تراجع الوفيات بسبب جرعات المخدرات الزائدة لأول مرة في الولايات المتحدة منذ الجائحة    "في الخلاط" حضري أحلى جاتو    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    رسميا.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya جميع الشعب مباشر الآن في محافظة القليوبية    بعد 40 يوما من دفنها، شقيقان وراء مقتل والدتهما بالدقهلية، والسر الزواج العرفي    بوتين يصل إلى الصين في "زيارة دولة" تمتد ليومين    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ندوة المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية فتش عن أبو الأعلى المودودى!

* د. زايد: ظهور الإخوان كان لكسر الدولة الوطنية.. وفسروا الدين بما يخدم أهدافهم السياسية
* د. هيثم الحاج: المتشددون يسلبون الهوية لتصدير فكرة تطبيق الشريعة
تحت عنوان "المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية" دارت ندوة المحور الرئيسي وتحدث فيها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وأدارها الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
حذر زايد، من أن الجماعات المتطرفة يفسرون الدين على هواهم، ويقحمونه فى السياسة لتحقيق أهدافهم، وقال: لا يمكننا فهم ذهنية المتطرفين إلا عن طريق الرجوع إلى التاريخ، لأن الأفكار المتشددة لم يظهر بين يوم وليلة لافتا أننا فى حاجة لإعادة بناء الحياة، بفهم طبيعة الفكر المتطرف، والجوانب غير المقبولة وغير الإسلامية فيه، وأن نفهم السياق الذى نعيش فيه، ونعيد نظرتنا للدين لكى يمنحنا القيم التسامح والعدل، وإقامة دولة مدنية والتفاعل مع العالم.
وأضاف: هناك عددًا من البذور التى نمت وجاء منها هذه الأفكار، فعندما نعود لدراسة الفكر السلفى، نجد أن كل الأفكار تتجه إلى ابن تيمية، بالرغم من أن بعض الناس ينتصرون له، لكن فى النهاية نجد أن بعض فتاواه، وبعض أفكاره، كانت بذورًا لهذه الجماعات المتطرفة.
وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن المجتمع الإسلامى فى بدايته كان يعيش فى سلام مع الجماعات والفئات المختلفة مع الشعوب الأخرى، حتى ظهر ابن تيمية فى وقت كانت الدولة الإسلامية فى فترة ضعف وتنهار، وهو كان وقتًا مناسبًا لانتشار الأفكار حتى لو كانت متشددة، ومن هنا بدأ يطرح فكرة تكفير الآخر المختلف عنه، فكان يرى أن شخص بلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبذلك فهو يكفر المسيحيين واليهود.
وما طرحه ابن تيمية حول فكرة الآخر، ومطالبته بأن أي شخص يبلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر ويجب محاربته وإذا لم يؤمن يقتل وهو ما أحدث شرخا في البنية التكاملية التي تطرح في المنظومة الإسلامية.
ويوضح: طرح ابن تيمية أفكاره في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تنهار، فقد كان يكتب في القرن الثامن الهجري والدولة الاسلامية في هذه مفككة وفيها عصبيات مختلفة وحين نسترجع كتابات ابن خلدون عن هذه الفترة نجده يتحدث عن التمزق الذي شمل الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
فلم يكن الآخر مجرد رفض لليهود والنصارى فقط ولكن كان بين المسلمين وبعضهم البعض لأن التمزق كان هو السائد في تلك الفترة.
أما الفكرة الثانية عند ابن تيمية كانت الفتوى بالقتل وكان ابن تيمية صريحا حين قال: من يخرج عن الملة يقتل. وله فتوى غريبة حول شخص جهر بالنية في الصلاة فقال يؤتى بالرجل فيستتاب فإذا اعترف بالخطأ وتاب يطلق سبيله وإذا لم يتوب يقتل وهو ما لم يفعله الرسول أو أحد من الصحابة من قبل.. أعني فكرة التصريح بالقتل إذا كان
الآخر لا يسير وفق فهمي للدين وهي فكرة الجماعات المتطرفة الآن التي تذبح من لا يوافقها الفكر.
إن الخطورة في أن الشخص لو أصر على خطأ بسيط يحل دمه هو ما يدعم فكرة الأنا والآخر فلم يصبح اليهودي أو المسيحي هو الاخر ولكن المسلم أيضا هو الاخر والشخص المختلف.
ويضيف: لم تنته القصة عند ابن تيمية ولكن كان الفكر موجود في بطون الكتب.. والسؤال من الذي اخرجه وجعله واقعا للحياة في تنظيم متطرف.
فقد كان ابن تيمية يكتب في أمور كثيرة وتم اخراج افكاره في العصر الحديث، إن الحداثة هي من اخرجت ابن تيمية على يد أبو الأعلى المودودي وهو مفكر اسلامي كان يكتب كتب صغيرة حول نظام الحكم في الاسلام وكان ناشطا سياسيا ونشاطه السياسي جعله يؤسس الجماعة الاسلامية وهدفها ان ثمة مغالطات في تطبيق الاسلام في الواقع وجل الناس لا يفهمون الاسلام فهما صحيحا اي ان العلاقة بين الانسان وربه تدخل فيها شخص صارم.
ونادت الجماعة بقطع صلاتها بكل شئ سوى الله وقالت إنها جماعة تتحمل السجن والتعذيب وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والقتل والإعدام.
وهو ما يعني أن الجماعة كانت معزولة تقطع صلاتها بالمجتمع وتتحمل المشقة في سبيل ذلك .. اي انها تقيم سدودا بين الأنا والآخر .
هذه الجماعة تقوم أفكارها على أن المؤمن ليس هدفه عبادة الله او التوفيق بين الحياة الدنيا والآخرة ولكن الهدف في الايمان هو اقامة
الحكومة الاسلامية بناء على فكرة الحكم الالهي وتكون اساسا لدولة دينية وهو ما حول فكر ابن تيمية الى فكر واقعي تبناه الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة الأخرى، فظهرت فكرة التكفير تحت شعار الحكم لله وكل الجماعات السلفية التي خرجت من عباءة الإخوان من السلفيين خرجت من عباءة أبي الأعلى المودودي، ومن هنا صارت قصة استملاك الدين ونبذ الاخرين به فكرة موجودة في قلب الدولة الحديثة.
ويشرح: من مكونات الاطار الفكري للجماعات الحضور التاريخي لمسار تاريخي بعينه فكل شخص يقرأ التاريخ الاسلامي وفق ما يريد أحدهما أن يقرأه فمنهم من يذهب إلى أنه الفتح الإسلامي وتطور العلوم أثناء الحكم الإسلامي ومنهم من يتناوله من جانب مختلف وقت الحروب وغير ذلك.
ورأت جماعة الإخوان أنه الفتح وفي علاقتها بالتاريخ تقوم على تناقض غريب تقدم التاريخ الاسلامي على انه تاريخ الفكر والعلم والتطور وفي سلوكها تستدعي البطش والظلم.
داعش أو الاخوان وغيرهما من الجماعات المتشددة ترى أن التاريخ الاسلامي عظيم ساهم في تقدم العلوم ولكنهم عند التنفيذ لا يفعلون ذلك ولا يستدعون الجزء المسكوت عنه فهم لا يتحدثون عن البطش وقتال الخوارج ومحنة أحمد ابن حنبل والحلاج وخلق القرآن.. هم لا يستدعون فكرة القسوة التي يتعامل بها المسلمين إلا في التنفيذ وليس في الخطاب الذي يتحدث دوما عن شعارات مثل التكافل والمثالية.
إنهم يسرفون في القتل والتمثيل بالجثث ويغيب عنهم مفهوم الوطن والإنسان وأقول إن التاريخ حاضر داخل هذه الجماعات ومكون اساسي من مكوناتها الفكرية .
الجماعات تستحضر فكرة الخلافة التي كانت تقوم على فكرة رابطة امبراطورية كما في الدولة العثمانية تقوم بجمع الخراج من اماكن مختلفة ويتم توزيعه.. بينما الدولة الحديثة تقوم على مفهوم الدولة الوطنية التي تنتظم وفق منظومة كونية ..
العالم لم يعد عالم إمبراطوريات وإذا عاد إلى ذلك فإنه يعود في اشكال مختلفة مثل وحدات اقتصادية أو سياسية إنما فكرة الخلافة غير متصورة لكنهم يستدعونها في الخطاب كإغراء بالتاريخ القديم الذي كان فيه تقدما وعلما.
وكثير من هذه التفسيرات التي يعتمدون عليها تعتمد بدورها على أحاديث ضعيفة بينما يجب أن نفكر في الامر كما فكر فيه طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي الذي بحث عن نظرة مختلفة في التفكير.
اذن هناك تناقضا بين الخطاب المعلن والمضمر باستدعاء كل ما هو سئ مثل النبذ والقتل والنفاق وأظن أن البذور الفكرية في عهد الرسول كانت تتمثل في بعض الافراد مثل عبد الله بن أبي.
ويتساءل: الان كيف تكون الحداثة مكونا في الاطار الفكري للجماعات؟.. وموقف هذه الجماعات من مفهوم الحداثة والدولة الوطنية؟..
ويقول: هناك صراع مع الدولة الوطنية الحديثة التي اسسها محمد على في مصر وظهر الإخوان في نضوجها كما لو كانت الشوكة التي تري
كسر الدولة الوطنية يجب ان يفهم الفكر المتطرف على انه مناوئ للحداثة.
والسبب يتعلق بعنصرين الاول أن هذه الدولة تبدو كما لو كانت تقدم نموذجا حديثا وهم يريدون ان تصنع الحداثة بطريقتهم إنهم يريدون استملاك الحداثة لتصبح له وليس للآخر. ويصنع الدولة الوطنية بطريقته المتخلفة.
والعنصر الثاني تجفيف منابع العقل لا عقل ولا تجديد ولا ابداع وكأنه في استهلاكه للحداثة يريد ان يبنيها على مناهج لا علمية والغرب يريد ان يشجعه على ذلك ونجحت في ان تهمش اللاعقلانية عندها.
وعندما تتعامل مع المجتمعات الاخرى مثل مصر تصدر لها اللاعقلانية مثل النزعات الاستهلاكية والتعصب والحروب لأنها أساس تفتيت المجتمعات .. إنهم يزرعون الغريزة ليحدث الصدام الجسدي والقتل ..
كيف ندير الأمر بالبندقية وهي الغريزة وحروبهم مع داعش ليست صحيحة الأمريكان يستطيعون القضاء عليهم في وقت قصير إنهم يريدون لداعش ان تستمر لأنها مصدر هدم للدول العربية الحديثة.
لابد ان نعمل وفق مستويات ثلاثة أن نفهم طبيعة الفكر المتطرف وفهمها فهما جيدا وتقديم التاريخ لأولادنا بشكل موضوعي ونؤسس علاقتنا بالغرب وفق فكرة الاستقلال وبناء الدولة بناء على مواردنا وأن نعيد نظريتنا للدين كي يمنحنا القيم الايجابية لاقامة العدل والنزاهة والشفافية وهي طموحات نريد ان نبنيها ا.
وأشار الدكتور هيثم إلى مجموعة من التساؤلات حول هذه التناقضات وقال إنها تستلب الهوية وتأد القيم الاصلية في مقابل تصدير فكرة تطبيق الشريعة هذه الجماعات تستغل فكرة الليبرالية لاقامة حزب ضد الليبرالية .. ولابد من تفكيك الاطر التي تقوم عليها هذه الجماعات في افكارها المبنية على قراءات خاصة وسحب التاريخ .
* د. زايد: ظهور الإخوان كان لكسر الدولة الوطنية.. وفسروا الدين بما يخدم أهدافهم السياسية
* د. هيثم الحاج: المتشددون يسلبون الهوية لتصدير فكرة تطبيق الشريعة
تحت عنوان "المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية" دارت ندوة المحور الرئيسي وتحدث فيها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وأدارها الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
حذر زايد، من أن الجماعات المتطرفة يفسرون الدين على هواهم، ويقحمونه فى السياسة لتحقيق أهدافهم، وقال: لا يمكننا فهم ذهنية المتطرفين إلا عن طريق الرجوع إلى التاريخ، لأن الأفكار المتشددة لم يظهر بين يوم وليلة لافتا أننا فى حاجة لإعادة بناء الحياة، بفهم طبيعة الفكر المتطرف، والجوانب غير المقبولة وغير الإسلامية فيه، وأن نفهم السياق الذى نعيش فيه، ونعيد نظرتنا للدين لكى يمنحنا القيم التسامح والعدل، وإقامة دولة مدنية والتفاعل مع العالم.
وأضاف: هناك عددًا من البذور التى نمت وجاء منها هذه الأفكار، فعندما نعود لدراسة الفكر السلفى، نجد أن كل الأفكار تتجه إلى ابن تيمية، بالرغم من أن بعض الناس ينتصرون له، لكن فى النهاية نجد أن بعض فتاواه، وبعض أفكاره، كانت بذورًا لهذه الجماعات المتطرفة.
وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن المجتمع الإسلامى فى بدايته كان يعيش فى سلام مع الجماعات والفئات المختلفة مع الشعوب الأخرى، حتى ظهر ابن تيمية فى وقت كانت الدولة الإسلامية فى فترة ضعف وتنهار، وهو كان وقتًا مناسبًا لانتشار الأفكار حتى لو كانت متشددة، ومن هنا بدأ يطرح فكرة تكفير الآخر المختلف عنه، فكان يرى أن شخص بلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبذلك فهو يكفر المسيحيين واليهود.
وما طرحه ابن تيمية حول فكرة الآخر، ومطالبته بأن أي شخص يبلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر ويجب محاربته وإذا لم يؤمن يقتل وهو ما أحدث شرخا في البنية التكاملية التي تطرح في المنظومة الإسلامية.
ويوضح: طرح ابن تيمية أفكاره في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تنهار، فقد كان يكتب في القرن الثامن الهجري والدولة الاسلامية في هذه مفككة وفيها عصبيات مختلفة وحين نسترجع كتابات ابن خلدون عن هذه الفترة نجده يتحدث عن التمزق الذي شمل الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
فلم يكن الآخر مجرد رفض لليهود والنصارى فقط ولكن كان بين المسلمين وبعضهم البعض لأن التمزق كان هو السائد في تلك الفترة.
أما الفكرة الثانية عند ابن تيمية كانت الفتوى بالقتل وكان ابن تيمية صريحا حين قال: من يخرج عن الملة يقتل. وله فتوى غريبة حول شخص جهر بالنية في الصلاة فقال يؤتى بالرجل فيستتاب فإذا اعترف بالخطأ وتاب يطلق سبيله وإذا لم يتوب يقتل وهو ما لم يفعله الرسول أو أحد من الصحابة من قبل.. أعني فكرة التصريح بالقتل إذا كان
الآخر لا يسير وفق فهمي للدين وهي فكرة الجماعات المتطرفة الآن التي تذبح من لا يوافقها الفكر.
إن الخطورة في أن الشخص لو أصر على خطأ بسيط يحل دمه هو ما يدعم فكرة الأنا والآخر فلم يصبح اليهودي أو المسيحي هو الاخر ولكن المسلم أيضا هو الاخر والشخص المختلف.
ويضيف: لم تنته القصة عند ابن تيمية ولكن كان الفكر موجود في بطون الكتب.. والسؤال من الذي اخرجه وجعله واقعا للحياة في تنظيم متطرف.
فقد كان ابن تيمية يكتب في أمور كثيرة وتم اخراج افكاره في العصر الحديث، إن الحداثة هي من اخرجت ابن تيمية على يد أبو الأعلى المودودي وهو مفكر اسلامي كان يكتب كتب صغيرة حول نظام الحكم في الاسلام وكان ناشطا سياسيا ونشاطه السياسي جعله يؤسس الجماعة الاسلامية وهدفها ان ثمة مغالطات في تطبيق الاسلام في الواقع وجل الناس لا يفهمون الاسلام فهما صحيحا اي ان العلاقة بين الانسان وربه تدخل فيها شخص صارم.
ونادت الجماعة بقطع صلاتها بكل شئ سوى الله وقالت إنها جماعة تتحمل السجن والتعذيب وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والقتل والإعدام.
وهو ما يعني أن الجماعة كانت معزولة تقطع صلاتها بالمجتمع وتتحمل المشقة في سبيل ذلك .. اي انها تقيم سدودا بين الأنا والآخر .
هذه الجماعة تقوم أفكارها على أن المؤمن ليس هدفه عبادة الله او التوفيق بين الحياة الدنيا والآخرة ولكن الهدف في الايمان هو اقامة
الحكومة الاسلامية بناء على فكرة الحكم الالهي وتكون اساسا لدولة دينية وهو ما حول فكر ابن تيمية الى فكر واقعي تبناه الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة الأخرى، فظهرت فكرة التكفير تحت شعار الحكم لله وكل الجماعات السلفية التي خرجت من عباءة الإخوان من السلفيين خرجت من عباءة أبي الأعلى المودودي، ومن هنا صارت قصة استملاك الدين ونبذ الاخرين به فكرة موجودة في قلب الدولة الحديثة.
ويشرح: من مكونات الاطار الفكري للجماعات الحضور التاريخي لمسار تاريخي بعينه فكل شخص يقرأ التاريخ الاسلامي وفق ما يريد أحدهما أن يقرأه فمنهم من يذهب إلى أنه الفتح الإسلامي وتطور العلوم أثناء الحكم الإسلامي ومنهم من يتناوله من جانب مختلف وقت الحروب وغير ذلك.
ورأت جماعة الإخوان أنه الفتح وفي علاقتها بالتاريخ تقوم على تناقض غريب تقدم التاريخ الاسلامي على انه تاريخ الفكر والعلم والتطور وفي سلوكها تستدعي البطش والظلم.
داعش أو الاخوان وغيرهما من الجماعات المتشددة ترى أن التاريخ الاسلامي عظيم ساهم في تقدم العلوم ولكنهم عند التنفيذ لا يفعلون ذلك ولا يستدعون الجزء المسكوت عنه فهم لا يتحدثون عن البطش وقتال الخوارج ومحنة أحمد ابن حنبل والحلاج وخلق القرآن.. هم لا يستدعون فكرة القسوة التي يتعامل بها المسلمين إلا في التنفيذ وليس في الخطاب الذي يتحدث دوما عن شعارات مثل التكافل والمثالية.
إنهم يسرفون في القتل والتمثيل بالجثث ويغيب عنهم مفهوم الوطن والإنسان وأقول إن التاريخ حاضر داخل هذه الجماعات ومكون اساسي من مكوناتها الفكرية .
الجماعات تستحضر فكرة الخلافة التي كانت تقوم على فكرة رابطة امبراطورية كما في الدولة العثمانية تقوم بجمع الخراج من اماكن مختلفة ويتم توزيعه.. بينما الدولة الحديثة تقوم على مفهوم الدولة الوطنية التي تنتظم وفق منظومة كونية ..
العالم لم يعد عالم إمبراطوريات وإذا عاد إلى ذلك فإنه يعود في اشكال مختلفة مثل وحدات اقتصادية أو سياسية إنما فكرة الخلافة غير متصورة لكنهم يستدعونها في الخطاب كإغراء بالتاريخ القديم الذي كان فيه تقدما وعلما.
وكثير من هذه التفسيرات التي يعتمدون عليها تعتمد بدورها على أحاديث ضعيفة بينما يجب أن نفكر في الامر كما فكر فيه طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي الذي بحث عن نظرة مختلفة في التفكير.
اذن هناك تناقضا بين الخطاب المعلن والمضمر باستدعاء كل ما هو سئ مثل النبذ والقتل والنفاق وأظن أن البذور الفكرية في عهد الرسول كانت تتمثل في بعض الافراد مثل عبد الله بن أبي.
ويتساءل: الان كيف تكون الحداثة مكونا في الاطار الفكري للجماعات؟.. وموقف هذه الجماعات من مفهوم الحداثة والدولة الوطنية؟..
ويقول: هناك صراع مع الدولة الوطنية الحديثة التي اسسها محمد على في مصر وظهر الإخوان في نضوجها كما لو كانت الشوكة التي تري
كسر الدولة الوطنية يجب ان يفهم الفكر المتطرف على انه مناوئ للحداثة.
والسبب يتعلق بعنصرين الاول أن هذه الدولة تبدو كما لو كانت تقدم نموذجا حديثا وهم يريدون ان تصنع الحداثة بطريقتهم إنهم يريدون استملاك الحداثة لتصبح له وليس للآخر. ويصنع الدولة الوطنية بطريقته المتخلفة.
والعنصر الثاني تجفيف منابع العقل لا عقل ولا تجديد ولا ابداع وكأنه في استهلاكه للحداثة يريد ان يبنيها على مناهج لا علمية والغرب يريد ان يشجعه على ذلك ونجحت في ان تهمش اللاعقلانية عندها.
وعندما تتعامل مع المجتمعات الاخرى مثل مصر تصدر لها اللاعقلانية مثل النزعات الاستهلاكية والتعصب والحروب لأنها أساس تفتيت المجتمعات .. إنهم يزرعون الغريزة ليحدث الصدام الجسدي والقتل ..
كيف ندير الأمر بالبندقية وهي الغريزة وحروبهم مع داعش ليست صحيحة الأمريكان يستطيعون القضاء عليهم في وقت قصير إنهم يريدون لداعش ان تستمر لأنها مصدر هدم للدول العربية الحديثة.
لابد ان نعمل وفق مستويات ثلاثة أن نفهم طبيعة الفكر المتطرف وفهمها فهما جيدا وتقديم التاريخ لأولادنا بشكل موضوعي ونؤسس علاقتنا بالغرب وفق فكرة الاستقلال وبناء الدولة بناء على مواردنا وأن نعيد نظريتنا للدين كي يمنحنا القيم الايجابية لاقامة العدل والنزاهة والشفافية وهي طموحات نريد ان نبنيها ا.
وأشار الدكتور هيثم إلى مجموعة من التساؤلات حول هذه التناقضات وقال إنها تستلب الهوية وتأد القيم الاصلية في مقابل تصدير فكرة تطبيق الشريعة هذه الجماعات تستغل فكرة الليبرالية لاقامة حزب ضد الليبرالية .. ولابد من تفكيك الاطر التي تقوم عليها هذه الجماعات في افكارها المبنية على قراءات خاصة وسحب التاريخ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.