اسأل والجمارك تُجيب| ما نظام التسجيل المسبق للشحنات الجوية «ACI»؟    عالية المهدي تحذر الحكومة: 65% من الإنفاق العام في مصر يخصص لسداد الديون    محافظ قنا يعزي أسر ضحايا حادث انقلاب ميكروباص بترعة الجبلاو.. ويوجه بحزمة إجراءات عاجلة    تصعيد بحري قبالة فنزويلا، سفن حربية تحمي ناقلات النفط بعد التهديدات الأمريكية بالحصار    إعلام فلسطيني: مصابان برصاص جيش الاحتلال في حي التفاح شرق مدينة غزة    غارة أوكرانية تُلحق أضرارًا بمبنى ومنزلين في روستوف وباتايسك    خدعة دبلوماسية وصفقة فاشلة في مفاوضات أمريكا وإيران السرية    أبرزها فوز الملكي، نتائج مباريات اليوم في كأس ملك إسبانيا    نيوكاسل يفوز على فولهام بثنائية ويتأهل لنصف نهائي كأس كاراباو    سفير مصر في المغرب: الأوضاع مستقرة وتدابير أمنية مشددة لاستقبال المنتخب    أمم إفريقيا - نيجيريا.. إضرابات تاريخية وسيناريو بيسيرو المكرر مع كيروش    بالصور.. الحماية المدنية تواصل رفع أنقاض عقار المنيا المنهار    تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات إصابة طفل بحروق في أبو النمرس    ضبط 12 مخالفة خلال متابعة صرف المقررات التموينية بالوادي الجديد    وزير الثقافة يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع هيئة متاحف قطر    نقابة المهن التمثيلية تتخذ الإجراءات القانونية ضد ملكة جمال مصر إيرينا يسرى    مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير.. السيناريست محمد هشام عبيه يكشف رحلته بين الصحافة والدراما    ماستر كلاس بمهرجان القاهرة للفيلم القصير يكشف أسرار الإضاءة في السينما والسوشيال ميديا    محمد رمضان ينفي أنباء حبسه عامين: إشاعات.. وسأظل أحب بلدي وأعشق ترابها للأبد    عائلة مندور: التقرير الطبي عن وفاة الفنانة نيفين مندور جاء بعدم وجود شبهة جنائية    التهاب مفصل الحوض: الأسباب الشائعة وأبرز أعراض الإصابة    رئيس بلدية خان يونس: الأمطار دمرت 30 ألف خيمة بغزة ونقص حاد في المستلزمات الطبية    المتحدث باسم الحكومة: الأعوام المقبلة ستشهد تحسنا في معدلات الدخل ونمو ينعكس على المواطنين    مصرع عامل تحت تروس الماكينات بمصنع أغذية بالعاشر من رمضان    إصابة 11 شخصاً فى حادث تصادم سيارتين ب بدر    استنفار كامل للأجهزة التنفيذية والأمنية بموقع انهيار عقار غرب المنيا    رئيس الوزراء: خطة واضحة لخفض الدين الخارجي إلى أقل من 40% من الناتج المحلي الإجمالي    وزير الاتصالات: ارتفاع الصادرات الرقمية إلى 7.4 مليار دولار وخطة لمضاعفة صادرات التعهيد    العراق: التوسع في الرقعة الزراعية مع هطول أمطار غزيرة    اسكواش - بالم هيلز تستضيف بطولة العالم للرجال والسيدات في مايو المقبل    سفير مصر بالرباط يستقبل بعثة المنتخب الوطني بمدينة أغادير استعدادا لكأس أمم أفريقيا    أمم إفريقيا - البطل يحصد 7 ملايين دولار.. الكشف عن الجوائز المالية بالبطولة    وائل فاروق يشارك في احتفالات اليونسكو بيوم اللغة العربية    باكستان: دول معادية وراء مزاعم خاطئة تربط البلاد بحادث إطلاق النار في إستراليا    نوبات غضب وأحدهم يتجول بحفاضة.. هآرتس: اضطرابات نفسية حادة تطارد جنودا إسرائيليين شاركوا في حرب غزة    إصابة نورهان بوعكة صحية أثناء تكريمها بالمغرب    جامعة الإسكندرية تستقبل رئيس قسم الهندسة الحيوية بجامعة لويفل الأمريكية    اقتحام الدول ليس حقًا.. أستاذ بالأزهر يطلق تحذيرًا للشباب من الهجرة غير الشرعية    القاضى أحمد بنداري يدعو الناخبين للمشاركة: أنتم الأساس فى أى استحقاق    وزارة الداخلية: ضبط 40 شخصاً لمحاولتهم دفع الناخبين للتصويت لعدد من المرشحين في 9 محافظات    وكيل تعليم القاهرة في جولة ميدانية بمدرسة الشهيد طيار محمد جمال الدين    ما حكم حلاقة القزع ولماذا ينهى عنها الشرع؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    وزير الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم قطع أراضي الإسكان المتميز للفائزين بمدينة بني سويف الجديدة    الإسماعيلية تحت قبضة الأمن.. سقوط سيدة بحوزتها بطاقات ناخبين أمام لجنة أبو صوير    الحكومة تستهدف استراتيجية عمل متكامل لبناء الوعى    إصابة شخصين في حادث تصادم 3 سيارات أعلى الطريق الأوسطي    بين الحرب والسرد.. تحولات الشرق الأوسط في 2025    خالد الجندي: من الشِرْك أن ترى نفسك ولا ترى ربك    محافظ الجيزة: زيادة عدد ماكينات الغسيل الكلوى بمستشفى أبو النمرس إلى 62    السيسي يرحب بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام الشامل بين حكومة وتحالف نهر الكونغو الديمقراطية    مستشار رئيس الجمهورية: مصر تمتلك كفاءات علمية وبحثية قادرة على قيادة البحث الطبى    أسوان تكرم 41 سيدة من حافظات القرآن الكريم ضمن حلقات الشيخ شعيب أبو سلامة    18 فبراير 2026 أول أيام شهر رمضان فلكيًا    سعر طن حديد التسليح اليوم الأربعاء 17 ديسمبر في مصر    إقبال على التصويت بجولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب بالسويس    باريس سان جيرمان وفلامنجو.. نهائي كأس الإنتركونتيننتال 2025 على صفيح ساخن    طوابير أمام لجان البساتين للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس النواب    متحدث وزارة الصحة يقدم نصائح إرشادية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية داخل المدارس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ندوة المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية فتش عن أبو الأعلى المودودى!

* د. زايد: ظهور الإخوان كان لكسر الدولة الوطنية.. وفسروا الدين بما يخدم أهدافهم السياسية
* د. هيثم الحاج: المتشددون يسلبون الهوية لتصدير فكرة تطبيق الشريعة
تحت عنوان "المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية" دارت ندوة المحور الرئيسي وتحدث فيها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وأدارها الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
حذر زايد، من أن الجماعات المتطرفة يفسرون الدين على هواهم، ويقحمونه فى السياسة لتحقيق أهدافهم، وقال: لا يمكننا فهم ذهنية المتطرفين إلا عن طريق الرجوع إلى التاريخ، لأن الأفكار المتشددة لم يظهر بين يوم وليلة لافتا أننا فى حاجة لإعادة بناء الحياة، بفهم طبيعة الفكر المتطرف، والجوانب غير المقبولة وغير الإسلامية فيه، وأن نفهم السياق الذى نعيش فيه، ونعيد نظرتنا للدين لكى يمنحنا القيم التسامح والعدل، وإقامة دولة مدنية والتفاعل مع العالم.
وأضاف: هناك عددًا من البذور التى نمت وجاء منها هذه الأفكار، فعندما نعود لدراسة الفكر السلفى، نجد أن كل الأفكار تتجه إلى ابن تيمية، بالرغم من أن بعض الناس ينتصرون له، لكن فى النهاية نجد أن بعض فتاواه، وبعض أفكاره، كانت بذورًا لهذه الجماعات المتطرفة.
وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن المجتمع الإسلامى فى بدايته كان يعيش فى سلام مع الجماعات والفئات المختلفة مع الشعوب الأخرى، حتى ظهر ابن تيمية فى وقت كانت الدولة الإسلامية فى فترة ضعف وتنهار، وهو كان وقتًا مناسبًا لانتشار الأفكار حتى لو كانت متشددة، ومن هنا بدأ يطرح فكرة تكفير الآخر المختلف عنه، فكان يرى أن شخص بلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبذلك فهو يكفر المسيحيين واليهود.
وما طرحه ابن تيمية حول فكرة الآخر، ومطالبته بأن أي شخص يبلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر ويجب محاربته وإذا لم يؤمن يقتل وهو ما أحدث شرخا في البنية التكاملية التي تطرح في المنظومة الإسلامية.
ويوضح: طرح ابن تيمية أفكاره في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تنهار، فقد كان يكتب في القرن الثامن الهجري والدولة الاسلامية في هذه مفككة وفيها عصبيات مختلفة وحين نسترجع كتابات ابن خلدون عن هذه الفترة نجده يتحدث عن التمزق الذي شمل الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
فلم يكن الآخر مجرد رفض لليهود والنصارى فقط ولكن كان بين المسلمين وبعضهم البعض لأن التمزق كان هو السائد في تلك الفترة.
أما الفكرة الثانية عند ابن تيمية كانت الفتوى بالقتل وكان ابن تيمية صريحا حين قال: من يخرج عن الملة يقتل. وله فتوى غريبة حول شخص جهر بالنية في الصلاة فقال يؤتى بالرجل فيستتاب فإذا اعترف بالخطأ وتاب يطلق سبيله وإذا لم يتوب يقتل وهو ما لم يفعله الرسول أو أحد من الصحابة من قبل.. أعني فكرة التصريح بالقتل إذا كان
الآخر لا يسير وفق فهمي للدين وهي فكرة الجماعات المتطرفة الآن التي تذبح من لا يوافقها الفكر.
إن الخطورة في أن الشخص لو أصر على خطأ بسيط يحل دمه هو ما يدعم فكرة الأنا والآخر فلم يصبح اليهودي أو المسيحي هو الاخر ولكن المسلم أيضا هو الاخر والشخص المختلف.
ويضيف: لم تنته القصة عند ابن تيمية ولكن كان الفكر موجود في بطون الكتب.. والسؤال من الذي اخرجه وجعله واقعا للحياة في تنظيم متطرف.
فقد كان ابن تيمية يكتب في أمور كثيرة وتم اخراج افكاره في العصر الحديث، إن الحداثة هي من اخرجت ابن تيمية على يد أبو الأعلى المودودي وهو مفكر اسلامي كان يكتب كتب صغيرة حول نظام الحكم في الاسلام وكان ناشطا سياسيا ونشاطه السياسي جعله يؤسس الجماعة الاسلامية وهدفها ان ثمة مغالطات في تطبيق الاسلام في الواقع وجل الناس لا يفهمون الاسلام فهما صحيحا اي ان العلاقة بين الانسان وربه تدخل فيها شخص صارم.
ونادت الجماعة بقطع صلاتها بكل شئ سوى الله وقالت إنها جماعة تتحمل السجن والتعذيب وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والقتل والإعدام.
وهو ما يعني أن الجماعة كانت معزولة تقطع صلاتها بالمجتمع وتتحمل المشقة في سبيل ذلك .. اي انها تقيم سدودا بين الأنا والآخر .
هذه الجماعة تقوم أفكارها على أن المؤمن ليس هدفه عبادة الله او التوفيق بين الحياة الدنيا والآخرة ولكن الهدف في الايمان هو اقامة
الحكومة الاسلامية بناء على فكرة الحكم الالهي وتكون اساسا لدولة دينية وهو ما حول فكر ابن تيمية الى فكر واقعي تبناه الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة الأخرى، فظهرت فكرة التكفير تحت شعار الحكم لله وكل الجماعات السلفية التي خرجت من عباءة الإخوان من السلفيين خرجت من عباءة أبي الأعلى المودودي، ومن هنا صارت قصة استملاك الدين ونبذ الاخرين به فكرة موجودة في قلب الدولة الحديثة.
ويشرح: من مكونات الاطار الفكري للجماعات الحضور التاريخي لمسار تاريخي بعينه فكل شخص يقرأ التاريخ الاسلامي وفق ما يريد أحدهما أن يقرأه فمنهم من يذهب إلى أنه الفتح الإسلامي وتطور العلوم أثناء الحكم الإسلامي ومنهم من يتناوله من جانب مختلف وقت الحروب وغير ذلك.
ورأت جماعة الإخوان أنه الفتح وفي علاقتها بالتاريخ تقوم على تناقض غريب تقدم التاريخ الاسلامي على انه تاريخ الفكر والعلم والتطور وفي سلوكها تستدعي البطش والظلم.
داعش أو الاخوان وغيرهما من الجماعات المتشددة ترى أن التاريخ الاسلامي عظيم ساهم في تقدم العلوم ولكنهم عند التنفيذ لا يفعلون ذلك ولا يستدعون الجزء المسكوت عنه فهم لا يتحدثون عن البطش وقتال الخوارج ومحنة أحمد ابن حنبل والحلاج وخلق القرآن.. هم لا يستدعون فكرة القسوة التي يتعامل بها المسلمين إلا في التنفيذ وليس في الخطاب الذي يتحدث دوما عن شعارات مثل التكافل والمثالية.
إنهم يسرفون في القتل والتمثيل بالجثث ويغيب عنهم مفهوم الوطن والإنسان وأقول إن التاريخ حاضر داخل هذه الجماعات ومكون اساسي من مكوناتها الفكرية .
الجماعات تستحضر فكرة الخلافة التي كانت تقوم على فكرة رابطة امبراطورية كما في الدولة العثمانية تقوم بجمع الخراج من اماكن مختلفة ويتم توزيعه.. بينما الدولة الحديثة تقوم على مفهوم الدولة الوطنية التي تنتظم وفق منظومة كونية ..
العالم لم يعد عالم إمبراطوريات وإذا عاد إلى ذلك فإنه يعود في اشكال مختلفة مثل وحدات اقتصادية أو سياسية إنما فكرة الخلافة غير متصورة لكنهم يستدعونها في الخطاب كإغراء بالتاريخ القديم الذي كان فيه تقدما وعلما.
وكثير من هذه التفسيرات التي يعتمدون عليها تعتمد بدورها على أحاديث ضعيفة بينما يجب أن نفكر في الامر كما فكر فيه طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي الذي بحث عن نظرة مختلفة في التفكير.
اذن هناك تناقضا بين الخطاب المعلن والمضمر باستدعاء كل ما هو سئ مثل النبذ والقتل والنفاق وأظن أن البذور الفكرية في عهد الرسول كانت تتمثل في بعض الافراد مثل عبد الله بن أبي.
ويتساءل: الان كيف تكون الحداثة مكونا في الاطار الفكري للجماعات؟.. وموقف هذه الجماعات من مفهوم الحداثة والدولة الوطنية؟..
ويقول: هناك صراع مع الدولة الوطنية الحديثة التي اسسها محمد على في مصر وظهر الإخوان في نضوجها كما لو كانت الشوكة التي تري
كسر الدولة الوطنية يجب ان يفهم الفكر المتطرف على انه مناوئ للحداثة.
والسبب يتعلق بعنصرين الاول أن هذه الدولة تبدو كما لو كانت تقدم نموذجا حديثا وهم يريدون ان تصنع الحداثة بطريقتهم إنهم يريدون استملاك الحداثة لتصبح له وليس للآخر. ويصنع الدولة الوطنية بطريقته المتخلفة.
والعنصر الثاني تجفيف منابع العقل لا عقل ولا تجديد ولا ابداع وكأنه في استهلاكه للحداثة يريد ان يبنيها على مناهج لا علمية والغرب يريد ان يشجعه على ذلك ونجحت في ان تهمش اللاعقلانية عندها.
وعندما تتعامل مع المجتمعات الاخرى مثل مصر تصدر لها اللاعقلانية مثل النزعات الاستهلاكية والتعصب والحروب لأنها أساس تفتيت المجتمعات .. إنهم يزرعون الغريزة ليحدث الصدام الجسدي والقتل ..
كيف ندير الأمر بالبندقية وهي الغريزة وحروبهم مع داعش ليست صحيحة الأمريكان يستطيعون القضاء عليهم في وقت قصير إنهم يريدون لداعش ان تستمر لأنها مصدر هدم للدول العربية الحديثة.
لابد ان نعمل وفق مستويات ثلاثة أن نفهم طبيعة الفكر المتطرف وفهمها فهما جيدا وتقديم التاريخ لأولادنا بشكل موضوعي ونؤسس علاقتنا بالغرب وفق فكرة الاستقلال وبناء الدولة بناء على مواردنا وأن نعيد نظريتنا للدين كي يمنحنا القيم الايجابية لاقامة العدل والنزاهة والشفافية وهي طموحات نريد ان نبنيها ا.
وأشار الدكتور هيثم إلى مجموعة من التساؤلات حول هذه التناقضات وقال إنها تستلب الهوية وتأد القيم الاصلية في مقابل تصدير فكرة تطبيق الشريعة هذه الجماعات تستغل فكرة الليبرالية لاقامة حزب ضد الليبرالية .. ولابد من تفكيك الاطر التي تقوم عليها هذه الجماعات في افكارها المبنية على قراءات خاصة وسحب التاريخ .
* د. زايد: ظهور الإخوان كان لكسر الدولة الوطنية.. وفسروا الدين بما يخدم أهدافهم السياسية
* د. هيثم الحاج: المتشددون يسلبون الهوية لتصدير فكرة تطبيق الشريعة
تحت عنوان "المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية" دارت ندوة المحور الرئيسي وتحدث فيها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وأدارها الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
حذر زايد، من أن الجماعات المتطرفة يفسرون الدين على هواهم، ويقحمونه فى السياسة لتحقيق أهدافهم، وقال: لا يمكننا فهم ذهنية المتطرفين إلا عن طريق الرجوع إلى التاريخ، لأن الأفكار المتشددة لم يظهر بين يوم وليلة لافتا أننا فى حاجة لإعادة بناء الحياة، بفهم طبيعة الفكر المتطرف، والجوانب غير المقبولة وغير الإسلامية فيه، وأن نفهم السياق الذى نعيش فيه، ونعيد نظرتنا للدين لكى يمنحنا القيم التسامح والعدل، وإقامة دولة مدنية والتفاعل مع العالم.
وأضاف: هناك عددًا من البذور التى نمت وجاء منها هذه الأفكار، فعندما نعود لدراسة الفكر السلفى، نجد أن كل الأفكار تتجه إلى ابن تيمية، بالرغم من أن بعض الناس ينتصرون له، لكن فى النهاية نجد أن بعض فتاواه، وبعض أفكاره، كانت بذورًا لهذه الجماعات المتطرفة.
وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن المجتمع الإسلامى فى بدايته كان يعيش فى سلام مع الجماعات والفئات المختلفة مع الشعوب الأخرى، حتى ظهر ابن تيمية فى وقت كانت الدولة الإسلامية فى فترة ضعف وتنهار، وهو كان وقتًا مناسبًا لانتشار الأفكار حتى لو كانت متشددة، ومن هنا بدأ يطرح فكرة تكفير الآخر المختلف عنه، فكان يرى أن شخص بلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبذلك فهو يكفر المسيحيين واليهود.
وما طرحه ابن تيمية حول فكرة الآخر، ومطالبته بأن أي شخص يبلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر ويجب محاربته وإذا لم يؤمن يقتل وهو ما أحدث شرخا في البنية التكاملية التي تطرح في المنظومة الإسلامية.
ويوضح: طرح ابن تيمية أفكاره في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تنهار، فقد كان يكتب في القرن الثامن الهجري والدولة الاسلامية في هذه مفككة وفيها عصبيات مختلفة وحين نسترجع كتابات ابن خلدون عن هذه الفترة نجده يتحدث عن التمزق الذي شمل الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
فلم يكن الآخر مجرد رفض لليهود والنصارى فقط ولكن كان بين المسلمين وبعضهم البعض لأن التمزق كان هو السائد في تلك الفترة.
أما الفكرة الثانية عند ابن تيمية كانت الفتوى بالقتل وكان ابن تيمية صريحا حين قال: من يخرج عن الملة يقتل. وله فتوى غريبة حول شخص جهر بالنية في الصلاة فقال يؤتى بالرجل فيستتاب فإذا اعترف بالخطأ وتاب يطلق سبيله وإذا لم يتوب يقتل وهو ما لم يفعله الرسول أو أحد من الصحابة من قبل.. أعني فكرة التصريح بالقتل إذا كان
الآخر لا يسير وفق فهمي للدين وهي فكرة الجماعات المتطرفة الآن التي تذبح من لا يوافقها الفكر.
إن الخطورة في أن الشخص لو أصر على خطأ بسيط يحل دمه هو ما يدعم فكرة الأنا والآخر فلم يصبح اليهودي أو المسيحي هو الاخر ولكن المسلم أيضا هو الاخر والشخص المختلف.
ويضيف: لم تنته القصة عند ابن تيمية ولكن كان الفكر موجود في بطون الكتب.. والسؤال من الذي اخرجه وجعله واقعا للحياة في تنظيم متطرف.
فقد كان ابن تيمية يكتب في أمور كثيرة وتم اخراج افكاره في العصر الحديث، إن الحداثة هي من اخرجت ابن تيمية على يد أبو الأعلى المودودي وهو مفكر اسلامي كان يكتب كتب صغيرة حول نظام الحكم في الاسلام وكان ناشطا سياسيا ونشاطه السياسي جعله يؤسس الجماعة الاسلامية وهدفها ان ثمة مغالطات في تطبيق الاسلام في الواقع وجل الناس لا يفهمون الاسلام فهما صحيحا اي ان العلاقة بين الانسان وربه تدخل فيها شخص صارم.
ونادت الجماعة بقطع صلاتها بكل شئ سوى الله وقالت إنها جماعة تتحمل السجن والتعذيب وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والقتل والإعدام.
وهو ما يعني أن الجماعة كانت معزولة تقطع صلاتها بالمجتمع وتتحمل المشقة في سبيل ذلك .. اي انها تقيم سدودا بين الأنا والآخر .
هذه الجماعة تقوم أفكارها على أن المؤمن ليس هدفه عبادة الله او التوفيق بين الحياة الدنيا والآخرة ولكن الهدف في الايمان هو اقامة
الحكومة الاسلامية بناء على فكرة الحكم الالهي وتكون اساسا لدولة دينية وهو ما حول فكر ابن تيمية الى فكر واقعي تبناه الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة الأخرى، فظهرت فكرة التكفير تحت شعار الحكم لله وكل الجماعات السلفية التي خرجت من عباءة الإخوان من السلفيين خرجت من عباءة أبي الأعلى المودودي، ومن هنا صارت قصة استملاك الدين ونبذ الاخرين به فكرة موجودة في قلب الدولة الحديثة.
ويشرح: من مكونات الاطار الفكري للجماعات الحضور التاريخي لمسار تاريخي بعينه فكل شخص يقرأ التاريخ الاسلامي وفق ما يريد أحدهما أن يقرأه فمنهم من يذهب إلى أنه الفتح الإسلامي وتطور العلوم أثناء الحكم الإسلامي ومنهم من يتناوله من جانب مختلف وقت الحروب وغير ذلك.
ورأت جماعة الإخوان أنه الفتح وفي علاقتها بالتاريخ تقوم على تناقض غريب تقدم التاريخ الاسلامي على انه تاريخ الفكر والعلم والتطور وفي سلوكها تستدعي البطش والظلم.
داعش أو الاخوان وغيرهما من الجماعات المتشددة ترى أن التاريخ الاسلامي عظيم ساهم في تقدم العلوم ولكنهم عند التنفيذ لا يفعلون ذلك ولا يستدعون الجزء المسكوت عنه فهم لا يتحدثون عن البطش وقتال الخوارج ومحنة أحمد ابن حنبل والحلاج وخلق القرآن.. هم لا يستدعون فكرة القسوة التي يتعامل بها المسلمين إلا في التنفيذ وليس في الخطاب الذي يتحدث دوما عن شعارات مثل التكافل والمثالية.
إنهم يسرفون في القتل والتمثيل بالجثث ويغيب عنهم مفهوم الوطن والإنسان وأقول إن التاريخ حاضر داخل هذه الجماعات ومكون اساسي من مكوناتها الفكرية .
الجماعات تستحضر فكرة الخلافة التي كانت تقوم على فكرة رابطة امبراطورية كما في الدولة العثمانية تقوم بجمع الخراج من اماكن مختلفة ويتم توزيعه.. بينما الدولة الحديثة تقوم على مفهوم الدولة الوطنية التي تنتظم وفق منظومة كونية ..
العالم لم يعد عالم إمبراطوريات وإذا عاد إلى ذلك فإنه يعود في اشكال مختلفة مثل وحدات اقتصادية أو سياسية إنما فكرة الخلافة غير متصورة لكنهم يستدعونها في الخطاب كإغراء بالتاريخ القديم الذي كان فيه تقدما وعلما.
وكثير من هذه التفسيرات التي يعتمدون عليها تعتمد بدورها على أحاديث ضعيفة بينما يجب أن نفكر في الامر كما فكر فيه طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي الذي بحث عن نظرة مختلفة في التفكير.
اذن هناك تناقضا بين الخطاب المعلن والمضمر باستدعاء كل ما هو سئ مثل النبذ والقتل والنفاق وأظن أن البذور الفكرية في عهد الرسول كانت تتمثل في بعض الافراد مثل عبد الله بن أبي.
ويتساءل: الان كيف تكون الحداثة مكونا في الاطار الفكري للجماعات؟.. وموقف هذه الجماعات من مفهوم الحداثة والدولة الوطنية؟..
ويقول: هناك صراع مع الدولة الوطنية الحديثة التي اسسها محمد على في مصر وظهر الإخوان في نضوجها كما لو كانت الشوكة التي تري
كسر الدولة الوطنية يجب ان يفهم الفكر المتطرف على انه مناوئ للحداثة.
والسبب يتعلق بعنصرين الاول أن هذه الدولة تبدو كما لو كانت تقدم نموذجا حديثا وهم يريدون ان تصنع الحداثة بطريقتهم إنهم يريدون استملاك الحداثة لتصبح له وليس للآخر. ويصنع الدولة الوطنية بطريقته المتخلفة.
والعنصر الثاني تجفيف منابع العقل لا عقل ولا تجديد ولا ابداع وكأنه في استهلاكه للحداثة يريد ان يبنيها على مناهج لا علمية والغرب يريد ان يشجعه على ذلك ونجحت في ان تهمش اللاعقلانية عندها.
وعندما تتعامل مع المجتمعات الاخرى مثل مصر تصدر لها اللاعقلانية مثل النزعات الاستهلاكية والتعصب والحروب لأنها أساس تفتيت المجتمعات .. إنهم يزرعون الغريزة ليحدث الصدام الجسدي والقتل ..
كيف ندير الأمر بالبندقية وهي الغريزة وحروبهم مع داعش ليست صحيحة الأمريكان يستطيعون القضاء عليهم في وقت قصير إنهم يريدون لداعش ان تستمر لأنها مصدر هدم للدول العربية الحديثة.
لابد ان نعمل وفق مستويات ثلاثة أن نفهم طبيعة الفكر المتطرف وفهمها فهما جيدا وتقديم التاريخ لأولادنا بشكل موضوعي ونؤسس علاقتنا بالغرب وفق فكرة الاستقلال وبناء الدولة بناء على مواردنا وأن نعيد نظريتنا للدين كي يمنحنا القيم الايجابية لاقامة العدل والنزاهة والشفافية وهي طموحات نريد ان نبنيها ا.
وأشار الدكتور هيثم إلى مجموعة من التساؤلات حول هذه التناقضات وقال إنها تستلب الهوية وتأد القيم الاصلية في مقابل تصدير فكرة تطبيق الشريعة هذه الجماعات تستغل فكرة الليبرالية لاقامة حزب ضد الليبرالية .. ولابد من تفكيك الاطر التي تقوم عليها هذه الجماعات في افكارها المبنية على قراءات خاصة وسحب التاريخ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.