سفارة قطر بالقاهرة تعرب عن بالغ حزنها لوفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري في حادث    عملية انتقامية وانتهت، طالبان تعلن توقف الاشتباكات المسلحة مع باكستان    واشنطن تهدد بوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع لندن بسبب قضية تجسس صينية    كادت أن تتحول لكارثة، حادث مرعب لطائرة منتخب نيجيريا في الهواء قبل مواجهة بنين (صور)    السرعة الزائدة واختلال عجلة القيادة وراء حادث الوفد القطري قرب شرم الشيخ    مصادر ل "فيتو": ضحايا قطر في شرم الشيخ من العاملين بالسفارة وحراس أمن ومسئولي بروتوكولات    جميعهم من أسرة واحدة، مصرع 6 أشخاص وإصابة آخر في تصادم مروع بطريق "قفط – القصير"    رشوان توفيق يرد على شائعات وفاته: حزين جدا وقالوا قبل كدا على حسن حسني ومات    أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025    صعود جماعي في قطاعات البورصة المصرية يقوده المقاولات والبنوك خلال أسبوع التداول المنتهي    إيطاليا تتفوق على إستونيا بثلاثية في تصفيات كأس العالم    طقس معتدل نهارًا ومائل للبرودة ليلًا.. الأرصاد تحذر من شبورة مائية وأمطار خفيفة اليوم الأحد    "الزمالك بيموت".. حسام المندوه يكشف آخر تطورات سحب ارض النادي في 6 أكتوبر    كبير خدم الأميرة ديانا يكشف سرا جديدا عن قصر باكنغهام    حقوق عين شمس تُكرم رئيس هيئة قضايا الدولة بمناسبة اليوبيل الماسي    مصرع 37 شخصًا في فيضانات وانهيارات أرضية بالمكسيك    عاجل- «لا تفاصيل حول الجثامين».. حماس ترد على مصير جثتي يحيى السنوار وأخيه وملف الأسرى بين الأمل والتعنت    نتيجة اختلال عجلة القيادة.. حادث مؤسف لوفد دبلوماسي قطري قبل شرم الشيخ ووفاة 3 وإصابة 3    نهاية عصابة «مخدرات الوراق».. المشدد 6 سنوات لأربعة عاطلين    المؤبد لأب ونجليه.. قتلوا جارهم وروعوا المواطنين بالخصوص    أحمد حسن: أبو ريدة طالبنا بالتتويج بكأس العرب بسبب العائد المادي    حقيقة رعب مذيعة الجزيرة من فأر أثناء البث المباشر.. والقناة تكشف تفاصيل الفيديو المتداول    زوج إيناس الدغيدي: «إسمي أحمد سوكارنو وعندي 3 أبناء»    صحة دمياط: متابعة دورية للحوامل وخدمات متكاملة داخل الوحدات الصحية    «مخيتريان»: «مورينيو» وصفني بالحقير.. و«إنزاجي» منحني ثقة مفرطة    العراق يحسمها في الوقت القاتل أمام إندونيسيا ويواصل مسيرته بثبات    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    إيطاليا تواصل صحوتها بثلاثية أمام إستونيا    «الكهرباء»: الهيئات النووية المصرية تمتلك كفاءات متراكمة نعمل على دعمها    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    مفاجأة.. مستقبل وطن يتراجع عن الدفع بمالك النساجون الشرقيون في بلبيس (خاص)    بأكثر من 9 تريليونات جنيه.. دفاتر الإقراض البنكي تكشف خريطة مصر 2026    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 (آخر تحديث)    «القومي للبحوث»: مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية    كوبا تنفي المشاركة بأفراد عسكريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا    ضبط منافذ بيع الحيوانات.. قرارات عاجلة من النيابة بشأن تمساح حدائق الأهرام    أسعار الليمون والطماطم والخضار بالأسواق اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025    محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 6 قرارات إزالة على أراضى أملاك الدولة والأراضى الزراعية    أسعار السيارات الجديدة في مصر    هناك ما يثير قلقك لكن لا تنجر وراءه.. حظ برج القوس اليوم 12 أكتوبر    خالد عجاج ينهار باكيًا على الهواء أثناء غناء «الست دي أمي» (فيديو)    رونالدينيو ومحمد رمضان ومنعم السليماني يجتمعون في كليب عالمي    البرومو الثاني ل«إن غاب القط».. آسر ياسين وأسماء جلال يختبران أقصى درجات التشويق    مسلسل لينك الحلقة الأولى.. عائلة ودفء وعلاقات إنسانية ونهاية مثيرة    مصادر: قائمة «المستقبل» تكتسح انتخابات التجديد النصفي ل«الأطباء»    4 خطوات ل تخزين الأنسولين بأمان بعد أزمة والدة مصطفى كامل: الصلاحية تختلف من منتج لآخر وتخلص منه حال ظهور «عكارة»    لو خلصت تشطيب.. خطوات تنظيف السيراميك من الأسمنت دون إتلافه    أمر محوري.. أهم المشروبات لدعم صحة الكبد وتنظيفه من السموم    أوقاف الفيوم تكرم الأطفال المشاركين في البرنامج التثقيفي بمسجد المنشية الغربي    محافظ المنيا: رعاية النشء والشباب أولوية لبناء المستقبل وخلق بيئة محفزة للإبداع    مستشفى "أبشواي المركزي" يجري 10 عمليات ليزر شرجي بنجاح    مياه الغربية: تطوير مستمر لخدمة العملاء وصيانة العدادات لتقليل العجز وتحسين الأداء    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    عالم أزهري يوضح حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله    عالم أزهري يوضح أحكام صلاة الكسوف والخسوف وأدب الخلاف الفقهي    قبل انطلاق أسبوع القاهرة للمياه.. "سويلم" يلتقي نائب وزير الموارد المائية الصينية    تقديم 64 مرشحًا بأسيوط بأوراق ترشحهم في انتخابات النواب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ندوة المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية فتش عن أبو الأعلى المودودى!

* د. زايد: ظهور الإخوان كان لكسر الدولة الوطنية.. وفسروا الدين بما يخدم أهدافهم السياسية
* د. هيثم الحاج: المتشددون يسلبون الهوية لتصدير فكرة تطبيق الشريعة
تحت عنوان "المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية" دارت ندوة المحور الرئيسي وتحدث فيها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وأدارها الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
حذر زايد، من أن الجماعات المتطرفة يفسرون الدين على هواهم، ويقحمونه فى السياسة لتحقيق أهدافهم، وقال: لا يمكننا فهم ذهنية المتطرفين إلا عن طريق الرجوع إلى التاريخ، لأن الأفكار المتشددة لم يظهر بين يوم وليلة لافتا أننا فى حاجة لإعادة بناء الحياة، بفهم طبيعة الفكر المتطرف، والجوانب غير المقبولة وغير الإسلامية فيه، وأن نفهم السياق الذى نعيش فيه، ونعيد نظرتنا للدين لكى يمنحنا القيم التسامح والعدل، وإقامة دولة مدنية والتفاعل مع العالم.
وأضاف: هناك عددًا من البذور التى نمت وجاء منها هذه الأفكار، فعندما نعود لدراسة الفكر السلفى، نجد أن كل الأفكار تتجه إلى ابن تيمية، بالرغم من أن بعض الناس ينتصرون له، لكن فى النهاية نجد أن بعض فتاواه، وبعض أفكاره، كانت بذورًا لهذه الجماعات المتطرفة.
وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن المجتمع الإسلامى فى بدايته كان يعيش فى سلام مع الجماعات والفئات المختلفة مع الشعوب الأخرى، حتى ظهر ابن تيمية فى وقت كانت الدولة الإسلامية فى فترة ضعف وتنهار، وهو كان وقتًا مناسبًا لانتشار الأفكار حتى لو كانت متشددة، ومن هنا بدأ يطرح فكرة تكفير الآخر المختلف عنه، فكان يرى أن شخص بلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبذلك فهو يكفر المسيحيين واليهود.
وما طرحه ابن تيمية حول فكرة الآخر، ومطالبته بأن أي شخص يبلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر ويجب محاربته وإذا لم يؤمن يقتل وهو ما أحدث شرخا في البنية التكاملية التي تطرح في المنظومة الإسلامية.
ويوضح: طرح ابن تيمية أفكاره في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تنهار، فقد كان يكتب في القرن الثامن الهجري والدولة الاسلامية في هذه مفككة وفيها عصبيات مختلفة وحين نسترجع كتابات ابن خلدون عن هذه الفترة نجده يتحدث عن التمزق الذي شمل الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
فلم يكن الآخر مجرد رفض لليهود والنصارى فقط ولكن كان بين المسلمين وبعضهم البعض لأن التمزق كان هو السائد في تلك الفترة.
أما الفكرة الثانية عند ابن تيمية كانت الفتوى بالقتل وكان ابن تيمية صريحا حين قال: من يخرج عن الملة يقتل. وله فتوى غريبة حول شخص جهر بالنية في الصلاة فقال يؤتى بالرجل فيستتاب فإذا اعترف بالخطأ وتاب يطلق سبيله وإذا لم يتوب يقتل وهو ما لم يفعله الرسول أو أحد من الصحابة من قبل.. أعني فكرة التصريح بالقتل إذا كان
الآخر لا يسير وفق فهمي للدين وهي فكرة الجماعات المتطرفة الآن التي تذبح من لا يوافقها الفكر.
إن الخطورة في أن الشخص لو أصر على خطأ بسيط يحل دمه هو ما يدعم فكرة الأنا والآخر فلم يصبح اليهودي أو المسيحي هو الاخر ولكن المسلم أيضا هو الاخر والشخص المختلف.
ويضيف: لم تنته القصة عند ابن تيمية ولكن كان الفكر موجود في بطون الكتب.. والسؤال من الذي اخرجه وجعله واقعا للحياة في تنظيم متطرف.
فقد كان ابن تيمية يكتب في أمور كثيرة وتم اخراج افكاره في العصر الحديث، إن الحداثة هي من اخرجت ابن تيمية على يد أبو الأعلى المودودي وهو مفكر اسلامي كان يكتب كتب صغيرة حول نظام الحكم في الاسلام وكان ناشطا سياسيا ونشاطه السياسي جعله يؤسس الجماعة الاسلامية وهدفها ان ثمة مغالطات في تطبيق الاسلام في الواقع وجل الناس لا يفهمون الاسلام فهما صحيحا اي ان العلاقة بين الانسان وربه تدخل فيها شخص صارم.
ونادت الجماعة بقطع صلاتها بكل شئ سوى الله وقالت إنها جماعة تتحمل السجن والتعذيب وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والقتل والإعدام.
وهو ما يعني أن الجماعة كانت معزولة تقطع صلاتها بالمجتمع وتتحمل المشقة في سبيل ذلك .. اي انها تقيم سدودا بين الأنا والآخر .
هذه الجماعة تقوم أفكارها على أن المؤمن ليس هدفه عبادة الله او التوفيق بين الحياة الدنيا والآخرة ولكن الهدف في الايمان هو اقامة
الحكومة الاسلامية بناء على فكرة الحكم الالهي وتكون اساسا لدولة دينية وهو ما حول فكر ابن تيمية الى فكر واقعي تبناه الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة الأخرى، فظهرت فكرة التكفير تحت شعار الحكم لله وكل الجماعات السلفية التي خرجت من عباءة الإخوان من السلفيين خرجت من عباءة أبي الأعلى المودودي، ومن هنا صارت قصة استملاك الدين ونبذ الاخرين به فكرة موجودة في قلب الدولة الحديثة.
ويشرح: من مكونات الاطار الفكري للجماعات الحضور التاريخي لمسار تاريخي بعينه فكل شخص يقرأ التاريخ الاسلامي وفق ما يريد أحدهما أن يقرأه فمنهم من يذهب إلى أنه الفتح الإسلامي وتطور العلوم أثناء الحكم الإسلامي ومنهم من يتناوله من جانب مختلف وقت الحروب وغير ذلك.
ورأت جماعة الإخوان أنه الفتح وفي علاقتها بالتاريخ تقوم على تناقض غريب تقدم التاريخ الاسلامي على انه تاريخ الفكر والعلم والتطور وفي سلوكها تستدعي البطش والظلم.
داعش أو الاخوان وغيرهما من الجماعات المتشددة ترى أن التاريخ الاسلامي عظيم ساهم في تقدم العلوم ولكنهم عند التنفيذ لا يفعلون ذلك ولا يستدعون الجزء المسكوت عنه فهم لا يتحدثون عن البطش وقتال الخوارج ومحنة أحمد ابن حنبل والحلاج وخلق القرآن.. هم لا يستدعون فكرة القسوة التي يتعامل بها المسلمين إلا في التنفيذ وليس في الخطاب الذي يتحدث دوما عن شعارات مثل التكافل والمثالية.
إنهم يسرفون في القتل والتمثيل بالجثث ويغيب عنهم مفهوم الوطن والإنسان وأقول إن التاريخ حاضر داخل هذه الجماعات ومكون اساسي من مكوناتها الفكرية .
الجماعات تستحضر فكرة الخلافة التي كانت تقوم على فكرة رابطة امبراطورية كما في الدولة العثمانية تقوم بجمع الخراج من اماكن مختلفة ويتم توزيعه.. بينما الدولة الحديثة تقوم على مفهوم الدولة الوطنية التي تنتظم وفق منظومة كونية ..
العالم لم يعد عالم إمبراطوريات وإذا عاد إلى ذلك فإنه يعود في اشكال مختلفة مثل وحدات اقتصادية أو سياسية إنما فكرة الخلافة غير متصورة لكنهم يستدعونها في الخطاب كإغراء بالتاريخ القديم الذي كان فيه تقدما وعلما.
وكثير من هذه التفسيرات التي يعتمدون عليها تعتمد بدورها على أحاديث ضعيفة بينما يجب أن نفكر في الامر كما فكر فيه طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي الذي بحث عن نظرة مختلفة في التفكير.
اذن هناك تناقضا بين الخطاب المعلن والمضمر باستدعاء كل ما هو سئ مثل النبذ والقتل والنفاق وأظن أن البذور الفكرية في عهد الرسول كانت تتمثل في بعض الافراد مثل عبد الله بن أبي.
ويتساءل: الان كيف تكون الحداثة مكونا في الاطار الفكري للجماعات؟.. وموقف هذه الجماعات من مفهوم الحداثة والدولة الوطنية؟..
ويقول: هناك صراع مع الدولة الوطنية الحديثة التي اسسها محمد على في مصر وظهر الإخوان في نضوجها كما لو كانت الشوكة التي تري
كسر الدولة الوطنية يجب ان يفهم الفكر المتطرف على انه مناوئ للحداثة.
والسبب يتعلق بعنصرين الاول أن هذه الدولة تبدو كما لو كانت تقدم نموذجا حديثا وهم يريدون ان تصنع الحداثة بطريقتهم إنهم يريدون استملاك الحداثة لتصبح له وليس للآخر. ويصنع الدولة الوطنية بطريقته المتخلفة.
والعنصر الثاني تجفيف منابع العقل لا عقل ولا تجديد ولا ابداع وكأنه في استهلاكه للحداثة يريد ان يبنيها على مناهج لا علمية والغرب يريد ان يشجعه على ذلك ونجحت في ان تهمش اللاعقلانية عندها.
وعندما تتعامل مع المجتمعات الاخرى مثل مصر تصدر لها اللاعقلانية مثل النزعات الاستهلاكية والتعصب والحروب لأنها أساس تفتيت المجتمعات .. إنهم يزرعون الغريزة ليحدث الصدام الجسدي والقتل ..
كيف ندير الأمر بالبندقية وهي الغريزة وحروبهم مع داعش ليست صحيحة الأمريكان يستطيعون القضاء عليهم في وقت قصير إنهم يريدون لداعش ان تستمر لأنها مصدر هدم للدول العربية الحديثة.
لابد ان نعمل وفق مستويات ثلاثة أن نفهم طبيعة الفكر المتطرف وفهمها فهما جيدا وتقديم التاريخ لأولادنا بشكل موضوعي ونؤسس علاقتنا بالغرب وفق فكرة الاستقلال وبناء الدولة بناء على مواردنا وأن نعيد نظريتنا للدين كي يمنحنا القيم الايجابية لاقامة العدل والنزاهة والشفافية وهي طموحات نريد ان نبنيها ا.
وأشار الدكتور هيثم إلى مجموعة من التساؤلات حول هذه التناقضات وقال إنها تستلب الهوية وتأد القيم الاصلية في مقابل تصدير فكرة تطبيق الشريعة هذه الجماعات تستغل فكرة الليبرالية لاقامة حزب ضد الليبرالية .. ولابد من تفكيك الاطر التي تقوم عليها هذه الجماعات في افكارها المبنية على قراءات خاصة وسحب التاريخ .
* د. زايد: ظهور الإخوان كان لكسر الدولة الوطنية.. وفسروا الدين بما يخدم أهدافهم السياسية
* د. هيثم الحاج: المتشددون يسلبون الهوية لتصدير فكرة تطبيق الشريعة
تحت عنوان "المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية" دارت ندوة المحور الرئيسي وتحدث فيها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وأدارها الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
حذر زايد، من أن الجماعات المتطرفة يفسرون الدين على هواهم، ويقحمونه فى السياسة لتحقيق أهدافهم، وقال: لا يمكننا فهم ذهنية المتطرفين إلا عن طريق الرجوع إلى التاريخ، لأن الأفكار المتشددة لم يظهر بين يوم وليلة لافتا أننا فى حاجة لإعادة بناء الحياة، بفهم طبيعة الفكر المتطرف، والجوانب غير المقبولة وغير الإسلامية فيه، وأن نفهم السياق الذى نعيش فيه، ونعيد نظرتنا للدين لكى يمنحنا القيم التسامح والعدل، وإقامة دولة مدنية والتفاعل مع العالم.
وأضاف: هناك عددًا من البذور التى نمت وجاء منها هذه الأفكار، فعندما نعود لدراسة الفكر السلفى، نجد أن كل الأفكار تتجه إلى ابن تيمية، بالرغم من أن بعض الناس ينتصرون له، لكن فى النهاية نجد أن بعض فتاواه، وبعض أفكاره، كانت بذورًا لهذه الجماعات المتطرفة.
وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن المجتمع الإسلامى فى بدايته كان يعيش فى سلام مع الجماعات والفئات المختلفة مع الشعوب الأخرى، حتى ظهر ابن تيمية فى وقت كانت الدولة الإسلامية فى فترة ضعف وتنهار، وهو كان وقتًا مناسبًا لانتشار الأفكار حتى لو كانت متشددة، ومن هنا بدأ يطرح فكرة تكفير الآخر المختلف عنه، فكان يرى أن شخص بلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبذلك فهو يكفر المسيحيين واليهود.
وما طرحه ابن تيمية حول فكرة الآخر، ومطالبته بأن أي شخص يبلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر ويجب محاربته وإذا لم يؤمن يقتل وهو ما أحدث شرخا في البنية التكاملية التي تطرح في المنظومة الإسلامية.
ويوضح: طرح ابن تيمية أفكاره في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تنهار، فقد كان يكتب في القرن الثامن الهجري والدولة الاسلامية في هذه مفككة وفيها عصبيات مختلفة وحين نسترجع كتابات ابن خلدون عن هذه الفترة نجده يتحدث عن التمزق الذي شمل الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
فلم يكن الآخر مجرد رفض لليهود والنصارى فقط ولكن كان بين المسلمين وبعضهم البعض لأن التمزق كان هو السائد في تلك الفترة.
أما الفكرة الثانية عند ابن تيمية كانت الفتوى بالقتل وكان ابن تيمية صريحا حين قال: من يخرج عن الملة يقتل. وله فتوى غريبة حول شخص جهر بالنية في الصلاة فقال يؤتى بالرجل فيستتاب فإذا اعترف بالخطأ وتاب يطلق سبيله وإذا لم يتوب يقتل وهو ما لم يفعله الرسول أو أحد من الصحابة من قبل.. أعني فكرة التصريح بالقتل إذا كان
الآخر لا يسير وفق فهمي للدين وهي فكرة الجماعات المتطرفة الآن التي تذبح من لا يوافقها الفكر.
إن الخطورة في أن الشخص لو أصر على خطأ بسيط يحل دمه هو ما يدعم فكرة الأنا والآخر فلم يصبح اليهودي أو المسيحي هو الاخر ولكن المسلم أيضا هو الاخر والشخص المختلف.
ويضيف: لم تنته القصة عند ابن تيمية ولكن كان الفكر موجود في بطون الكتب.. والسؤال من الذي اخرجه وجعله واقعا للحياة في تنظيم متطرف.
فقد كان ابن تيمية يكتب في أمور كثيرة وتم اخراج افكاره في العصر الحديث، إن الحداثة هي من اخرجت ابن تيمية على يد أبو الأعلى المودودي وهو مفكر اسلامي كان يكتب كتب صغيرة حول نظام الحكم في الاسلام وكان ناشطا سياسيا ونشاطه السياسي جعله يؤسس الجماعة الاسلامية وهدفها ان ثمة مغالطات في تطبيق الاسلام في الواقع وجل الناس لا يفهمون الاسلام فهما صحيحا اي ان العلاقة بين الانسان وربه تدخل فيها شخص صارم.
ونادت الجماعة بقطع صلاتها بكل شئ سوى الله وقالت إنها جماعة تتحمل السجن والتعذيب وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والقتل والإعدام.
وهو ما يعني أن الجماعة كانت معزولة تقطع صلاتها بالمجتمع وتتحمل المشقة في سبيل ذلك .. اي انها تقيم سدودا بين الأنا والآخر .
هذه الجماعة تقوم أفكارها على أن المؤمن ليس هدفه عبادة الله او التوفيق بين الحياة الدنيا والآخرة ولكن الهدف في الايمان هو اقامة
الحكومة الاسلامية بناء على فكرة الحكم الالهي وتكون اساسا لدولة دينية وهو ما حول فكر ابن تيمية الى فكر واقعي تبناه الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة الأخرى، فظهرت فكرة التكفير تحت شعار الحكم لله وكل الجماعات السلفية التي خرجت من عباءة الإخوان من السلفيين خرجت من عباءة أبي الأعلى المودودي، ومن هنا صارت قصة استملاك الدين ونبذ الاخرين به فكرة موجودة في قلب الدولة الحديثة.
ويشرح: من مكونات الاطار الفكري للجماعات الحضور التاريخي لمسار تاريخي بعينه فكل شخص يقرأ التاريخ الاسلامي وفق ما يريد أحدهما أن يقرأه فمنهم من يذهب إلى أنه الفتح الإسلامي وتطور العلوم أثناء الحكم الإسلامي ومنهم من يتناوله من جانب مختلف وقت الحروب وغير ذلك.
ورأت جماعة الإخوان أنه الفتح وفي علاقتها بالتاريخ تقوم على تناقض غريب تقدم التاريخ الاسلامي على انه تاريخ الفكر والعلم والتطور وفي سلوكها تستدعي البطش والظلم.
داعش أو الاخوان وغيرهما من الجماعات المتشددة ترى أن التاريخ الاسلامي عظيم ساهم في تقدم العلوم ولكنهم عند التنفيذ لا يفعلون ذلك ولا يستدعون الجزء المسكوت عنه فهم لا يتحدثون عن البطش وقتال الخوارج ومحنة أحمد ابن حنبل والحلاج وخلق القرآن.. هم لا يستدعون فكرة القسوة التي يتعامل بها المسلمين إلا في التنفيذ وليس في الخطاب الذي يتحدث دوما عن شعارات مثل التكافل والمثالية.
إنهم يسرفون في القتل والتمثيل بالجثث ويغيب عنهم مفهوم الوطن والإنسان وأقول إن التاريخ حاضر داخل هذه الجماعات ومكون اساسي من مكوناتها الفكرية .
الجماعات تستحضر فكرة الخلافة التي كانت تقوم على فكرة رابطة امبراطورية كما في الدولة العثمانية تقوم بجمع الخراج من اماكن مختلفة ويتم توزيعه.. بينما الدولة الحديثة تقوم على مفهوم الدولة الوطنية التي تنتظم وفق منظومة كونية ..
العالم لم يعد عالم إمبراطوريات وإذا عاد إلى ذلك فإنه يعود في اشكال مختلفة مثل وحدات اقتصادية أو سياسية إنما فكرة الخلافة غير متصورة لكنهم يستدعونها في الخطاب كإغراء بالتاريخ القديم الذي كان فيه تقدما وعلما.
وكثير من هذه التفسيرات التي يعتمدون عليها تعتمد بدورها على أحاديث ضعيفة بينما يجب أن نفكر في الامر كما فكر فيه طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي الذي بحث عن نظرة مختلفة في التفكير.
اذن هناك تناقضا بين الخطاب المعلن والمضمر باستدعاء كل ما هو سئ مثل النبذ والقتل والنفاق وأظن أن البذور الفكرية في عهد الرسول كانت تتمثل في بعض الافراد مثل عبد الله بن أبي.
ويتساءل: الان كيف تكون الحداثة مكونا في الاطار الفكري للجماعات؟.. وموقف هذه الجماعات من مفهوم الحداثة والدولة الوطنية؟..
ويقول: هناك صراع مع الدولة الوطنية الحديثة التي اسسها محمد على في مصر وظهر الإخوان في نضوجها كما لو كانت الشوكة التي تري
كسر الدولة الوطنية يجب ان يفهم الفكر المتطرف على انه مناوئ للحداثة.
والسبب يتعلق بعنصرين الاول أن هذه الدولة تبدو كما لو كانت تقدم نموذجا حديثا وهم يريدون ان تصنع الحداثة بطريقتهم إنهم يريدون استملاك الحداثة لتصبح له وليس للآخر. ويصنع الدولة الوطنية بطريقته المتخلفة.
والعنصر الثاني تجفيف منابع العقل لا عقل ولا تجديد ولا ابداع وكأنه في استهلاكه للحداثة يريد ان يبنيها على مناهج لا علمية والغرب يريد ان يشجعه على ذلك ونجحت في ان تهمش اللاعقلانية عندها.
وعندما تتعامل مع المجتمعات الاخرى مثل مصر تصدر لها اللاعقلانية مثل النزعات الاستهلاكية والتعصب والحروب لأنها أساس تفتيت المجتمعات .. إنهم يزرعون الغريزة ليحدث الصدام الجسدي والقتل ..
كيف ندير الأمر بالبندقية وهي الغريزة وحروبهم مع داعش ليست صحيحة الأمريكان يستطيعون القضاء عليهم في وقت قصير إنهم يريدون لداعش ان تستمر لأنها مصدر هدم للدول العربية الحديثة.
لابد ان نعمل وفق مستويات ثلاثة أن نفهم طبيعة الفكر المتطرف وفهمها فهما جيدا وتقديم التاريخ لأولادنا بشكل موضوعي ونؤسس علاقتنا بالغرب وفق فكرة الاستقلال وبناء الدولة بناء على مواردنا وأن نعيد نظريتنا للدين كي يمنحنا القيم الايجابية لاقامة العدل والنزاهة والشفافية وهي طموحات نريد ان نبنيها ا.
وأشار الدكتور هيثم إلى مجموعة من التساؤلات حول هذه التناقضات وقال إنها تستلب الهوية وتأد القيم الاصلية في مقابل تصدير فكرة تطبيق الشريعة هذه الجماعات تستغل فكرة الليبرالية لاقامة حزب ضد الليبرالية .. ولابد من تفكيك الاطر التي تقوم عليها هذه الجماعات في افكارها المبنية على قراءات خاصة وسحب التاريخ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.