خرجت علينا اليوم جماعة أنصار بيت المقدس "الإرهابية" بمقطع فيديو لتفاصيل حادث تفجير موكب وزير الداخلية، واستهلت الفيديو بخطاب تكفيري استندوا فيه على نصوص قديمة لا ينطبق تطبيقها على العصر الحالي، وحرضت تلك الجماعة على قتل رجال الشرطة والجيش وكفرتهم، معلنة انتهاجها لفكر ابن تيمية الشهير بين أوساط المتشددين حيث يجيز فيه تكفير المسلمين ووجوب قتالهم. وأكد علماء الأزهر عند سؤالهم عن ذلك التفكير والخطاب المتطرف الذي يتبعونه، أن هؤلاء لا يعيشون في عصر كالذي نعيش فيه، وتفكيرهم لا يخرج عن أيام الجاهلية ولا يعطون فرصة لأنفسهم للتدبر والتعقل ويكفرون الغير بجرة قلم، وهدفهم الوحيد زعزعة استقرار البلاد وسقوط الجيش المصري، مؤكدين أنه لا يجوز لأي فرد أو جماعة الخروج معلنين الجهاد بشكل فوضوي خالي من التأصيل الديني والمعتمد على بعض التفسيرات في غير موضوعها. قال الشيخ "محمد عبد الله نصر" منسق جبهة أزهريون مع الدولة المدنية، إن هذه الجماعات تسير على نهج ابن تيمية, المنتسب للتيار السلفي, وتعريف هذا التيار هو الوقوف عند اجتهادات وآثار الأسلاف, وعدم تجاوزها مستدلاً بأنهم خير القرون وأفضل الناس, مضيفاً أن هذا معناه إلغاء دور العقل وإصابته بالجمود. وأوضح أن ابن تيمية كان مقدماً للنقل على العقل بمعنى إذا تعارض العقل مع النص القرآني, يهمل دور العقل مع أنه أداة لفهم النص, مؤكدا على خطورة التكفير على المجتمع لأنه يقسم الناس إلى فصائل مؤمنين وكفار, ويعطي قداسة لفكرة التكفير, ويعتبرها نابعة من الدين. وألمح بأن هناك جماعات تكفيرية أتت من ناحية السلوم, ستقوم بعمليات تكفيرية, مطالباُ كل من لم يدرس في الأزهر الشريف ولم يحصل على إجازة بعدم الإفتاء بعدم التصدي للدعوة, قائلاً "لايجوز لأحد ان يمتهن الطب بدون دراسته", مشيراً إلى أن الإفتاء كان يفر منه الصحابة لأنها مهمة ثقيلة وأمانة, وتحتاج إلى فهم وإدراك, لأن الأمور متغيرة, والفتوى تتغير بتغير العوائد والأزمان. أما الدكتور "آمنة نصير" أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر فقالت، إن هذه الأفكار هي أفكار ابن تيمية وكان في زمانه يصف التتار, ولم يكن في عصر الشعب المصري المسلم, وان استدعاء هذه الفتاوى من القرن الثامن الهجري لتطبيقها في المجتمع المصري يوضح أن هذه الجماعات لديها جهل و"غباوة", مطالبة إياهم بأن يتقوا الله أولاً ويعرفوا صحيح الدين. وأضافت أن هؤلاء مجموعات متطرفة ومجرمة ولا يملكون فكر ولا صحيح عقيدة, ويعملون كمجموعات شاردة, ويجب معاملتهم بأشد مواد القانون, وأن يبتعدوا تماماً عن تفسير الدين أو الحديث عنه. ومن جانبه رفض "محمد رأفت عثمان" عضو مجمع البحوث الإسلامية، ما تردده تلك الجماعات من تكفير للأخر سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك مؤكدًا أن الدين الإسلامي لم يرد فيه أي من الخرافات الذين يعملون بها من تشدد كان أو مغالاة. ودعا ألى حل تلك الآراء والأفكار المتطرفة عن طريق المراجعات الفكرية لهؤلاء بالعودة إلى صحيح الدين ومنهجه الوسطي المعتدل. وقال إن الفتاوى التكفيرية كان لها سياق تاريخي خاص بحقبه معينه وهؤلاء استعانوا بها في زمن غير الذي صدرت فيها وقاموا بتفسيرها بشكل خاطئ.