أكد الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع، أن الجماعات المتطرفة يفسرون الدين على هواهم، ويقحمونه فى السياسة بشكل خاطئ، مشيرًا إلى أننا لا يمكننا فهم ذهنية هؤلاء المتطرفين إلا بالتاريخ، لأنه فِكر لم يظهر بين يوم وليلة. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، تحت عنوان "المرجعيات الفكرية للجماعات الدينية"، وأدارها الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. وأضاف الدكتور أحمد زايد، أن هناك عددًا من البذور التى نمت وجاء منها هذه الأفكار، فعندما نعود لدراسة الفكر السلفى، نجد أن كل الأفكار تتجه إلى ابن تيمية، بالرغم من أن بعض الناس ينتصرون له، لكن فى النهاية نجد أن بعض فتاواه، وبعض أفكاره، كانت بذورًا لهذه الجماعات المتطرفة. وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن المجتمع الإسلامى فى بدايته كان يعيش فى سلام مع الجماعات والفئات المختلفة مع الشعوب الأخرى، حتى ظهر ابن تيمية فى وقت كانت الدولة الإسلايمة فى فترة ضعف وتنهار، وهو كان وقتًا مناسبًا لانتشار الأفكار حتى لو كانت متشددة، ومن هنا بدأ يطرح فكرة تكفير الآخر المختلف عنه، فكان يرى أن شخص بلغه الإسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبذلك فهو يكفر المسيحيين واليهود. وأوضح الدكتور أحمد زايد، أن البذرة الثانية لظهور هذه الجماعات هى الفتوى بالقتل، فلقد عرفنا فى تاريخ الإسلام بعض صور القتل والتعذيب لأسباب سياسية، لكن ابن تيمية كان له فتاوى غريبة فى القتل، فقا بأن من يخرج عن الملة يُقتل، وأنه إذا جهر شخص بالنية فى الصلاة وقال الله أكبر بصوت مسموع ، فهذا خطأ، ووجب عليه تنفيذ القتل حتى يتوب، أى أنه إذا كان الآخر لا يسير وفقًا لمعتقدى فهو يقتل، وللأسف هذه الفكرة سائدة بين الجماعات المتطرفة هذه الأيام. وأكد الدكتور أحمد زايد، أن هناك مغالطات كثيرة فى فهم الإسلام، فالجماعات الإسلامية، هى جماعة تقطع صلاتها بكل شىء فى المجتمع سوى الله وطريقه، ولا يؤمون بفكرة أن الإيمان هو أن يقيم الإنسان معادلة بين الحياة الدنيا والآخرة بالعلم والعمل والعبادة، بل يعتقدون فقط أن عليهم إقامة الخلافة الإسلامية، ويتحملون فى ذلك كل شىء، وفى دعوتهم هذه هم يوعدون الناس بالعدل والتسامح، لكنهم لا يذكرون لهم ما هو مسكوت عنه فى تاريخ الخلافة من قصة خلق القرآن، وقتل الزبير، ومأساة الحلاج، وغيرها. وأشار الدكتور أحمد زايد، إلى أننا فى حاجة لإعادة بناء الحياة، بفهم طبيعة الفكر المتطرف، والجوانب غير المقبولة وغير الإسلامية فيه، وأن نفهم السياق الذى نعيش فيه، وغرس، ونعيد نظرتنا للدين لكى يمنحنا القيم التسامح والعدل، واقامة دولة مدنية نبنيها على تراثنا، وأن نتفاعل مع العالم لكن باستقلالية.