حارب السيناريست عاطف بشاي طويلا الفتنة الطائفية وحاول جاهدا التصدي لها سواء بأعماله الصحفية التي كان آخرها مقال "يا عزيزي كلنا سلفيون" أو بالأعمال السينمائية والدرامية التي كان منها مسلسل "يا رجال العالم أتحدوا".. بشاي تحدث عن علاقته الوطيدة بالمخرج هاني لاشين والراحلين ممدوح الليثي وأسامة أنور عكاشة وأن ديانتهم المختلفة لم تؤثر على صداقتهم التي أستمرت لسنوات طويلة. "المواطنة فوق الطائفية"، هكذا بدأ عاطف بشاي حديثه، ويضيف بشاي قائلا: "للأسف ما شاهدناه خلال السنوات الأخيرة عكس ذلك تماما، حيث زادت نبرة الطائفية، وحقيقة أندهش من قول مسلم ومسيحي فمنذ ثورة 1919 ونحن نتحدث كمصريين وليس كمسلم أو قبطي، ويجب علينا كمصريين أن ندرك أننا على أرض واحدة ووطن واحد، لأنه ومنذ عقود طويلة ومصر تحتضن الديانات السماوية جميعا، لذلك فأنا أرفض كلمة هم ونحن، قبطي ومسلم، وهذا الموضوع حرصت على تناوله في أعمالي التليفزيونية لكي أنقله لملايين المشاهدين من الأسر المصرية بكافة طبقاتهم الإجتماعية، وقد لخصت خلال مسلسلي "يارجال العالم أتحدوا" والجزء الثانى منه "النساء قادمون" القضية في أحداثه على أن الهم واحد، لأن القبطي والمسلم يشتركا في مشاكل المجتمع ويعانان من غلاء الأسعار حتى في الحياة الشخصية همهم واحد حتى ولو كان في نكد الزوجة، وقد دفعتني موجة التطرف التي شاهدنها مؤخرا على كتابة مقال بعنوان "يا عزيزي كلنا سلفيون" بعد أن تعرض الشارع المصري إلى هاجمة من التطرف الطائفي على يد مجموعة من المتشددين ممن يتغذون على فتاوى سامة، وفي النهاية تبقى الطائفية مشتركة ولست من جانب واحد وهي نتاج 30 عام من الفساد فالفساد والفقر والجهل وإنهيار المؤسسات التعليمية أدت إلى هذه النتيجة السيئة الطائفية، وعلينا أن ندرك أنه عندما تصل المواطنة إلى أن تكون أقل من الطائفية فهذا يعنى دمارا شاملا". وأشار عاطف أن أغلب أصدقائه مسلمين، مؤكدا أن الصداقة لها مفهوم آخر لا يدرك قيمته وأهميته إلا قلة من الناس، وأن الديانة لا تؤثر على الصداقة حتى لو اختلفوا في الأراء، قائلا: "يجمعني بالمخرج هاني لاشين علاقة صداقة وطيدة مستمرة منذ 30 سنة فقد تخرجنا من معهد السينما سنة 1967 ومنذ هذا التاريخ وإلى يومنا هذا لم نختلف ولم نتخاصم ولو مرة واحدة، وأستاذي الراحل أسامة أنور عكاشة الذي كان خير مثال للتصدي إلى الفتنة الطائفية لدرجة أنه كان يتهم بانحيازه للأقباط لأنه كان يفضلني عن غيري في العمل، ورد وقتها بالقول اختارت بشاي لأنه مجتهد ولا يخلط العمل بالصداقة ولا بالدين" ويضيف بشاي: "أيضا الراحل ممدوح الليثي الذي قام بتعيني في التلفزيون سنة 1967 ومنذ هذا التاريخ وإلى يوم رحيله كانت بيننا علاقة تفاهم وصداقة وطيدة حيث كنت على تواصل دائم معه كان السبب في إنتاج 15 فيلما مميزا منها "فوزية البرجوازية، الوزير جاي، محاكمة علي بابا.. وغيرهم من الأعمال السينمائية والدرامية التي قدمت صورة جميلة جمعت بين المسلمين والأقباط. وعند سؤاله هل تناول الفن المصري موضوع الفتنة الطائفية بالشكل الذي يتناسب مع خطورتها على المجتمع قال بشاي: "لم يستطيع الفن إيجاد موضوعات ذات أهمية لكي تتصدى لمشكلة الطائفية في مصر، وفي بعض الأحيان كان المسيحي على الشاشة المصرية يقدم على أنه "نمط" وعندما تتحول الشخصية إلى نمط لا يصدقها المشاهد ولا يتفاعل معاها، بالإضافة إلى أن أعمال أسامة أنورعكاشة جميعها تقدم القبطي بصورة مثالية مثل شخصية "كمال خلة" التي قدمها شوقي شامخ في "ليالي الحلمية" وهذا ليس انتقادا له، وفي يوم سألته عن السبب وراء حرصه على تقديم المسيحيين بصورة مثالية وكان جوابه أنها نقطة هامة وحساسة لدى بعض الناس، ورغم أني قبطي ويجب أن إنحاز لطائفتي إلا أني طالبت منه أن يبتعد قليلا عن صورة القبطي الذي يتمتع بالإخلاص والطيبة وهذا ما قدمته في مسلسل "يا رجال العالم أتحدوا" و"النساء قادمون" فقد تعاملت مع المسيحي على أنه إنسان من لحم ودم له سلبياته وسيئاته، وأن الطيبة تتجاور مع السلبيات باعتباره انسان، لذلك أطلب من كل المبدعين تقديم صورة القبطي كما يتطلبه النص الفني ولا ينحازوا له ويشعرون بالخوف من تقديمه على أنه صورة شريرة فهو مثل المسلم يخطي ثم يرجع لصوابه فلا داعي على تقديمه بصورة الملاك على الشاشة حتى يقتنع المشاهد بما يراه ويصدقه". وفي نهاية الحديث وجه عاطف بشاي رسالة إلى كل من يحاول إشعال الفتنة الطائفية بين المصريين وكل من يحاول تقسيم المجتمع إلى جزئين أقباط ومسلمين قائلا: "مصر العظيمة لا يمكن تقسيمها وسوف تظل مجتمع واحد وإياكم يا كارهي الوطن أن تصور لكم عقولكم أن بهذه الأفعال المبتذلة تفرضون أرائكم المتشددة على الشعب المصري خاصة أنه شاهد أحداث وظروف وتغيرات لم يراها شعب في الدنيا مما جعله يدرك جيدا ويفرق بين من معه ومن ضده، وبالتالي لا تنتظروا أن تبتعد المسافات بين المسيحيين والمسلمين بل على العكس مع وقوع كل حادثة ترتكبونها المسافة بيننا تقترب أكثر وأكثر، ويصنف مرتكبيها أنهم مجرمين في حق المجتمع وليس الأقباط فقط، وفي النهاية أقول لكم لا تغير أفكاركم المتشددة من عجلة التاريخ بل ستجعلكم في مزبلة التاريخ. حارب السيناريست عاطف بشاي طويلا الفتنة الطائفية وحاول جاهدا التصدي لها سواء بأعماله الصحفية التي كان آخرها مقال "يا عزيزي كلنا سلفيون" أو بالأعمال السينمائية والدرامية التي كان منها مسلسل "يا رجال العالم أتحدوا".. بشاي تحدث عن علاقته الوطيدة بالمخرج هاني لاشين والراحلين ممدوح الليثي وأسامة أنور عكاشة وأن ديانتهم المختلفة لم تؤثر على صداقتهم التي أستمرت لسنوات طويلة. "المواطنة فوق الطائفية"، هكذا بدأ عاطف بشاي حديثه، ويضيف بشاي قائلا: "للأسف ما شاهدناه خلال السنوات الأخيرة عكس ذلك تماما، حيث زادت نبرة الطائفية، وحقيقة أندهش من قول مسلم ومسيحي فمنذ ثورة 1919 ونحن نتحدث كمصريين وليس كمسلم أو قبطي، ويجب علينا كمصريين أن ندرك أننا على أرض واحدة ووطن واحد، لأنه ومنذ عقود طويلة ومصر تحتضن الديانات السماوية جميعا، لذلك فأنا أرفض كلمة هم ونحن، قبطي ومسلم، وهذا الموضوع حرصت على تناوله في أعمالي التليفزيونية لكي أنقله لملايين المشاهدين من الأسر المصرية بكافة طبقاتهم الإجتماعية، وقد لخصت خلال مسلسلي "يارجال العالم أتحدوا" والجزء الثانى منه "النساء قادمون" القضية في أحداثه على أن الهم واحد، لأن القبطي والمسلم يشتركا في مشاكل المجتمع ويعانان من غلاء الأسعار حتى في الحياة الشخصية همهم واحد حتى ولو كان في نكد الزوجة، وقد دفعتني موجة التطرف التي شاهدنها مؤخرا على كتابة مقال بعنوان "يا عزيزي كلنا سلفيون" بعد أن تعرض الشارع المصري إلى هاجمة من التطرف الطائفي على يد مجموعة من المتشددين ممن يتغذون على فتاوى سامة، وفي النهاية تبقى الطائفية مشتركة ولست من جانب واحد وهي نتاج 30 عام من الفساد فالفساد والفقر والجهل وإنهيار المؤسسات التعليمية أدت إلى هذه النتيجة السيئة الطائفية، وعلينا أن ندرك أنه عندما تصل المواطنة إلى أن تكون أقل من الطائفية فهذا يعنى دمارا شاملا". وأشار عاطف أن أغلب أصدقائه مسلمين، مؤكدا أن الصداقة لها مفهوم آخر لا يدرك قيمته وأهميته إلا قلة من الناس، وأن الديانة لا تؤثر على الصداقة حتى لو اختلفوا في الأراء، قائلا: "يجمعني بالمخرج هاني لاشين علاقة صداقة وطيدة مستمرة منذ 30 سنة فقد تخرجنا من معهد السينما سنة 1967 ومنذ هذا التاريخ وإلى يومنا هذا لم نختلف ولم نتخاصم ولو مرة واحدة، وأستاذي الراحل أسامة أنور عكاشة الذي كان خير مثال للتصدي إلى الفتنة الطائفية لدرجة أنه كان يتهم بانحيازه للأقباط لأنه كان يفضلني عن غيري في العمل، ورد وقتها بالقول اختارت بشاي لأنه مجتهد ولا يخلط العمل بالصداقة ولا بالدين" ويضيف بشاي: "أيضا الراحل ممدوح الليثي الذي قام بتعيني في التلفزيون سنة 1967 ومنذ هذا التاريخ وإلى يوم رحيله كانت بيننا علاقة تفاهم وصداقة وطيدة حيث كنت على تواصل دائم معه كان السبب في إنتاج 15 فيلما مميزا منها "فوزية البرجوازية، الوزير جاي، محاكمة علي بابا.. وغيرهم من الأعمال السينمائية والدرامية التي قدمت صورة جميلة جمعت بين المسلمين والأقباط. وعند سؤاله هل تناول الفن المصري موضوع الفتنة الطائفية بالشكل الذي يتناسب مع خطورتها على المجتمع قال بشاي: "لم يستطيع الفن إيجاد موضوعات ذات أهمية لكي تتصدى لمشكلة الطائفية في مصر، وفي بعض الأحيان كان المسيحي على الشاشة المصرية يقدم على أنه "نمط" وعندما تتحول الشخصية إلى نمط لا يصدقها المشاهد ولا يتفاعل معاها، بالإضافة إلى أن أعمال أسامة أنورعكاشة جميعها تقدم القبطي بصورة مثالية مثل شخصية "كمال خلة" التي قدمها شوقي شامخ في "ليالي الحلمية" وهذا ليس انتقادا له، وفي يوم سألته عن السبب وراء حرصه على تقديم المسيحيين بصورة مثالية وكان جوابه أنها نقطة هامة وحساسة لدى بعض الناس، ورغم أني قبطي ويجب أن إنحاز لطائفتي إلا أني طالبت منه أن يبتعد قليلا عن صورة القبطي الذي يتمتع بالإخلاص والطيبة وهذا ما قدمته في مسلسل "يا رجال العالم أتحدوا" و"النساء قادمون" فقد تعاملت مع المسيحي على أنه إنسان من لحم ودم له سلبياته وسيئاته، وأن الطيبة تتجاور مع السلبيات باعتباره انسان، لذلك أطلب من كل المبدعين تقديم صورة القبطي كما يتطلبه النص الفني ولا ينحازوا له ويشعرون بالخوف من تقديمه على أنه صورة شريرة فهو مثل المسلم يخطي ثم يرجع لصوابه فلا داعي على تقديمه بصورة الملاك على الشاشة حتى يقتنع المشاهد بما يراه ويصدقه". وفي نهاية الحديث وجه عاطف بشاي رسالة إلى كل من يحاول إشعال الفتنة الطائفية بين المصريين وكل من يحاول تقسيم المجتمع إلى جزئين أقباط ومسلمين قائلا: "مصر العظيمة لا يمكن تقسيمها وسوف تظل مجتمع واحد وإياكم يا كارهي الوطن أن تصور لكم عقولكم أن بهذه الأفعال المبتذلة تفرضون أرائكم المتشددة على الشعب المصري خاصة أنه شاهد أحداث وظروف وتغيرات لم يراها شعب في الدنيا مما جعله يدرك جيدا ويفرق بين من معه ومن ضده، وبالتالي لا تنتظروا أن تبتعد المسافات بين المسيحيين والمسلمين بل على العكس مع وقوع كل حادثة ترتكبونها المسافة بيننا تقترب أكثر وأكثر، ويصنف مرتكبيها أنهم مجرمين في حق المجتمع وليس الأقباط فقط، وفي النهاية أقول لكم لا تغير أفكاركم المتشددة من عجلة التاريخ بل ستجعلكم في مزبلة التاريخ.