أعلن المبدعون المصريون في كل مجالات الإبداع الأدبي والفني والذين يشاركوا بمؤتمر أخبار اليوم "الإبداع .. مستقبل مصر" وثيقة تعتبر ميثاقاً لهم وعهد مع الوطن والمواطنين. وصاغ الوثيقة الكاتب والشاعر سيد حجاب وتلاها في الجلسة الختامية للمؤتمر الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين وفيما يلي نص الوثيقة: "نحن المبدعون وصناع الإبداع، من أبناء هذا الشعب السيد في الوطن السيد، نحن قلب هذه الأمة النابض بحبها، ونحن خيالها الخلاق الذي يستشرف آفاق مستقبلها ونحن عيونها التي تأسى إذا ساء حالها، وتدمع فرحاً حين تتحرر إراداتها وتمتلك مقاديرها ، فتعيش بحرية وكرامة ، فى ظل العدالة الاجتماعية . نحن المبدعون وصناع الإبداع ، من أبناء هذا الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا، نعرف أنه من عبقرية المكان وعبقرية الإنسان تنهض الأوطان ، ونعرف أن لكل مواطن حقاً في يومه وغده, ونؤمن بالديموقراطية طريقاً ومستقبلاً وأسلوب حياة ، كما نؤمن أن الشعب وحده مصدر السلطات ، ونؤمن أننا سوف ننهض بهذا الوطن وينهض بنا ، وأن هذا قدرنا من أول الزمان . منذ أشرق فجر الضمير الإنساني سطّر أجدادنا المبدعون أروع آيات الحضارة ، فكانت مصر منارةً أضاءت ظلمات العالم القديم ، وعلى مر العصور كانت أجراس كنيستنا الوطنية تصدح مبشِّرةً برسالة السماء للمسيح عليه السلام ، وكانت مآذن مساجدنا مصابيح هدايةٍ للعالمين ، وكان أزهرنا الشريف ينشر في الدنيا علوم الدين وفي العصر الحديث رفع آباؤنا المبدعون عالياً رايات التحرير ومشاعل التنوير ، وشقّوا لأمتنا العربية طريقها نحو الغد ، وحين جاءت ثورة 23 يوليو 1952 ، وفى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ، صارت مصر قلب العروبة النابض ، وقبلة قلوب شعوب الأرض ، حين أقامت دولةً وطنيةً مستقلة استكملت النهضة التي بدأت مع ثورة 19 وطلعت حرب ، وسارت خطوات على طريق التنمية والعدالة الاجتماعية ، وساندت حركات التحرير في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وقدمت أنموذجا تحتذيه شعوب العالم الثالث ، وكان عماد هذه الدولة جيشٌ وطني قوى ، ومجتمع متلاحم متناغم وسياسات تنهض بالتعليم وبالزراعة وبالصناعة والاقتصاد ، وثقافة عصرية تشيع في المجتمع روح التسامح وأحلام التقدم ، وفى ذلك الزمان ، كانت إبداعات المثقفين المصريين في الفنون والآداب ترسِّخ لمصر موقع الريادة والقيادة على رأس أمتها العربية ، وتؤكد على دور هذه الأمة في الحضارة الإنسانية . ثم جاء زمان انكفأت مصر فيه على ذاتها ، وتسلط على دولتها نظام للتبعية والفساد والاستبداد ، فاستقالت الدولة من حياة شعبها وتركت الفاسدين ينهبون ثروة الوطن ، ويخرِّبون الزراعة والصناعة والاقتصاد ، ويجرِّفون التعليم والثقافة والإعلام ، ويعبثون بصحة المصريين ، فارتفعت معدِّلات البطالة ، وازداد الفقراء فقراً ، وفقدت مصر موقع الريادة والقيادة ، وتقزَّم دورها في التصدي لقضايا شعوب أمتها ، وتراجع تأثير قواها الناعمة في المنطقة العربية ، ودامت حالة التردي حتى كانت ثورة 25 يناير 2011 ، ثم موجتها الثانية في 30 يونيو 2013 ، وفى هذه الثورة استيقظت قوى مصر الناعمة التي كانت نائمةً في قلوب المصريين ، فأسقطنا منظومة القيم الهابطة ، التي أشاعتها نظم التبعية والفساد والاستبداد والظلام والإرهاب ، واستعدنا أحلامنا المسروقة وثورتنا التي انحرفت عن مسارها . والآن وبعد أن رسم الشعب المصري العظيم خارطة المستقبل ، وتوافق على دستورٍ يؤسس لبناء دولة الثورة ، ثم اختار بإجماعٍ غير مسبوقٍ قيادته السياسية ، وهو فى طريقه لانتخاب سلطةٍ تشريعيةٍ تلبى طموحاته ، فإننا نحن المبدعين وصناع الإبداع من أبناء مصر عروس الخلود نرى أن لنا دوراً بارزاً في معارك البناء القادمة ، وأن من واجبنا تنوير وتثوير العقل والوجدان ، وإطلاق الطاقة الخلاقة في الإنسان . هذا دورنا ونحن قادرون على أن نؤديه فى إطار دستورٍ يصون الحقوق , ويحمى الحريات. ودستور ثورتنا يقرر أن التعليم حقٌ لكل مواطن وأنه يهدف لبناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية ، وتأصيل المنهج العلمي في التفكير ، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية ، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز. كما يقرر دستور ثورتنا أن الثقافة حقٌ لكل مواطن تكفله الدولة وتلتزم بدعمه وتقديمه لمختلف فئات الشعب دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافي . كما يكفل حريات الاعتقاد والصحافة والنشر والفكر والرأي والتعبير والبحث العلمي والإبداع الأدبي والفني، وتلتزم الدولة فيه بالنهوض بالفنون والآداب ورعاية المبدعين وحماية حقوق الملكية الفكرية. ونحن قادرون – مع شعبنا العظيم وجيشنا الوطني – على التصدي للإرهاب والمؤامرات التي تستهدف وطننا وشعبنا. هذا دورنا ، ونحن نشهد الله والشعب على أننا سوف نؤديه بكل تجرد وأمانة. وهذا قدرنا ، ونحن نرتضيه، مؤمنين بالله فخورين بهذا الوطن معتدين بإنسانيتنا , حالمين بأن تسود الوجود قيم الحق والخير والجمال". أعلن المبدعون المصريون في كل مجالات الإبداع الأدبي والفني والذين يشاركوا بمؤتمر أخبار اليوم "الإبداع .. مستقبل مصر" وثيقة تعتبر ميثاقاً لهم وعهد مع الوطن والمواطنين. وصاغ الوثيقة الكاتب والشاعر سيد حجاب وتلاها في الجلسة الختامية للمؤتمر الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين وفيما يلي نص الوثيقة: "نحن المبدعون وصناع الإبداع، من أبناء هذا الشعب السيد في الوطن السيد، نحن قلب هذه الأمة النابض بحبها، ونحن خيالها الخلاق الذي يستشرف آفاق مستقبلها ونحن عيونها التي تأسى إذا ساء حالها، وتدمع فرحاً حين تتحرر إراداتها وتمتلك مقاديرها ، فتعيش بحرية وكرامة ، فى ظل العدالة الاجتماعية . نحن المبدعون وصناع الإبداع ، من أبناء هذا الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا، نعرف أنه من عبقرية المكان وعبقرية الإنسان تنهض الأوطان ، ونعرف أن لكل مواطن حقاً في يومه وغده, ونؤمن بالديموقراطية طريقاً ومستقبلاً وأسلوب حياة ، كما نؤمن أن الشعب وحده مصدر السلطات ، ونؤمن أننا سوف ننهض بهذا الوطن وينهض بنا ، وأن هذا قدرنا من أول الزمان . منذ أشرق فجر الضمير الإنساني سطّر أجدادنا المبدعون أروع آيات الحضارة ، فكانت مصر منارةً أضاءت ظلمات العالم القديم ، وعلى مر العصور كانت أجراس كنيستنا الوطنية تصدح مبشِّرةً برسالة السماء للمسيح عليه السلام ، وكانت مآذن مساجدنا مصابيح هدايةٍ للعالمين ، وكان أزهرنا الشريف ينشر في الدنيا علوم الدين وفي العصر الحديث رفع آباؤنا المبدعون عالياً رايات التحرير ومشاعل التنوير ، وشقّوا لأمتنا العربية طريقها نحو الغد ، وحين جاءت ثورة 23 يوليو 1952 ، وفى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ، صارت مصر قلب العروبة النابض ، وقبلة قلوب شعوب الأرض ، حين أقامت دولةً وطنيةً مستقلة استكملت النهضة التي بدأت مع ثورة 19 وطلعت حرب ، وسارت خطوات على طريق التنمية والعدالة الاجتماعية ، وساندت حركات التحرير في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وقدمت أنموذجا تحتذيه شعوب العالم الثالث ، وكان عماد هذه الدولة جيشٌ وطني قوى ، ومجتمع متلاحم متناغم وسياسات تنهض بالتعليم وبالزراعة وبالصناعة والاقتصاد ، وثقافة عصرية تشيع في المجتمع روح التسامح وأحلام التقدم ، وفى ذلك الزمان ، كانت إبداعات المثقفين المصريين في الفنون والآداب ترسِّخ لمصر موقع الريادة والقيادة على رأس أمتها العربية ، وتؤكد على دور هذه الأمة في الحضارة الإنسانية . ثم جاء زمان انكفأت مصر فيه على ذاتها ، وتسلط على دولتها نظام للتبعية والفساد والاستبداد ، فاستقالت الدولة من حياة شعبها وتركت الفاسدين ينهبون ثروة الوطن ، ويخرِّبون الزراعة والصناعة والاقتصاد ، ويجرِّفون التعليم والثقافة والإعلام ، ويعبثون بصحة المصريين ، فارتفعت معدِّلات البطالة ، وازداد الفقراء فقراً ، وفقدت مصر موقع الريادة والقيادة ، وتقزَّم دورها في التصدي لقضايا شعوب أمتها ، وتراجع تأثير قواها الناعمة في المنطقة العربية ، ودامت حالة التردي حتى كانت ثورة 25 يناير 2011 ، ثم موجتها الثانية في 30 يونيو 2013 ، وفى هذه الثورة استيقظت قوى مصر الناعمة التي كانت نائمةً في قلوب المصريين ، فأسقطنا منظومة القيم الهابطة ، التي أشاعتها نظم التبعية والفساد والاستبداد والظلام والإرهاب ، واستعدنا أحلامنا المسروقة وثورتنا التي انحرفت عن مسارها . والآن وبعد أن رسم الشعب المصري العظيم خارطة المستقبل ، وتوافق على دستورٍ يؤسس لبناء دولة الثورة ، ثم اختار بإجماعٍ غير مسبوقٍ قيادته السياسية ، وهو فى طريقه لانتخاب سلطةٍ تشريعيةٍ تلبى طموحاته ، فإننا نحن المبدعين وصناع الإبداع من أبناء مصر عروس الخلود نرى أن لنا دوراً بارزاً في معارك البناء القادمة ، وأن من واجبنا تنوير وتثوير العقل والوجدان ، وإطلاق الطاقة الخلاقة في الإنسان . هذا دورنا ونحن قادرون على أن نؤديه فى إطار دستورٍ يصون الحقوق , ويحمى الحريات. ودستور ثورتنا يقرر أن التعليم حقٌ لكل مواطن وأنه يهدف لبناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية ، وتأصيل المنهج العلمي في التفكير ، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية ، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز. كما يقرر دستور ثورتنا أن الثقافة حقٌ لكل مواطن تكفله الدولة وتلتزم بدعمه وتقديمه لمختلف فئات الشعب دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافي . كما يكفل حريات الاعتقاد والصحافة والنشر والفكر والرأي والتعبير والبحث العلمي والإبداع الأدبي والفني، وتلتزم الدولة فيه بالنهوض بالفنون والآداب ورعاية المبدعين وحماية حقوق الملكية الفكرية. ونحن قادرون – مع شعبنا العظيم وجيشنا الوطني – على التصدي للإرهاب والمؤامرات التي تستهدف وطننا وشعبنا. هذا دورنا ، ونحن نشهد الله والشعب على أننا سوف نؤديه بكل تجرد وأمانة. وهذا قدرنا ، ونحن نرتضيه، مؤمنين بالله فخورين بهذا الوطن معتدين بإنسانيتنا , حالمين بأن تسود الوجود قيم الحق والخير والجمال".