5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2014 يذيب "جليد الخلافات" بين السعودية وإيران لمواجهة "نار داعش"
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 12 - 12 - 2014

شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.
شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.