السيسي: القوات المسلحة حافظت على الدولة المصرية من السقوط في ظروف صعبة للغاية    الذهب يتجاوز 3900 دولار للأوقية لأول مرة خلال التعاملات الآسيوية مع استمرار الإغلاق الحكومي في أمريكا    أسعار الخضروات اليوم الاثنين 6-10-2025 في الشرقية    زيارة مفاجئة لوزير البترول لشركة بدرالدين يعقبها اجتماع مبكر لمتابعة خطط الإنتاج والسلامة    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6-10-2025 في أسواق محافظة الأقصر    تعرف على أسعار السمك البلطى والبورى اليوم الإثنين 6اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    أسعار النفط ترتفع 1.5% بعد إعلان «أوبك+» عن زيادة الإنتاج    الوفد الإسرائيلي يتراجع عن التوجه لمصر للمشاركة في مفاوضات إنهاء الحرب    بعد الاحتجاز الإسرائيلي.. 29 ناشطا من أسطول الصمود يصلون مدريد    عاجل- السعودية: السماح لجميع حاملي التأشيرات بأداء العمرة ضمن جهود تسهيل قدوم ضيوف الرحمن    رئيس وزراء باكستان يؤكد التزام بلاده بتعزيز العلاقات مع ماليزيا    عاجل- السيسي: السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة    الانتقال إلى دولة عربية وعدم الغناء في لبنان، تفاصيل تسوية وضع فضل شاكر قبل محاكمته    بعثة منتخب مصر تطير إلى المغرب لمواجهة جيبوتي في التصفيات الإفريقية    نجم ريال مدريد يقترب من الرحيل في الشتاء    إعادة فتح ميناء العريش البحري بعد تحسن الأحوال الجوية    أجواء خريفية وشبورة صباحية اليوم.. العظمى بالقاهرة 30 والصغرى 21    الداخلية تكشف ملابسات سرقة دراجة نارية بالغربية بأسلوب «المغافلة»    «الداخلية» تقرر السماح ل 84 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    مفتي الجمهورية يتفقد الإدارة العامة للفتوى الإلكترونية بدار الإفتاء    لهذا السبب.. ضياء الميرغني يتصدر تريند "جوجل"    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-10-2025 في محافظة الشرقية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-10-2025 في محافظة قنا    معهد التغذية يحذر الأمهات من إهمال وجبة الإفطار للأطفال: مفتاح النشاط والتركيز    وظائف مصلحة الطب الشرعي 2025.. خطوات التقديم إلكترونيًا والشروط المطلوبة    «الإحصاء»: معلم لكل 28 تلميذًا في مصر خلال العام الدراسي 2024 2025    اليوم أم يوم الخميس؟ تعرف على الموعد الرسمي لإجازة 6 أكتوبر 2025    أحمد صالح: الزمالك أعاد الأهلي لمكانه الطبيعي    " التعليم " تكشف أهمية التقييمات الأسبوعية والاختبار الشهري لصفوف النقل.. تعرف عليها    ماذا قال رئيس الاتحاد السكندري عن الدوري الاستثنائي وأحمد دياب ؟    حاكمان ديمقراطيان يتعهدان بمعركة قضائية بعد إرسال ترامب حرس كاليفورنيا الوطني إلى أوريجون    بعد 64 عامًا.. «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس من السينما والدراما إلى خشبة المسرح    وفاة مغربي عبد الرحمن إداري الفريق الأول بنادي المقاولون    نهر النيل لا يعرف الهزيمة    «العناني» يقترب من منصب المدير العام الجديد لليونسكو    عيد ميلاد عزيز الشافعي.. رحلة نجاح بدأت من الحلم ووصلت إلى القمة    ترامب: لم يتبق أي قوارب قبالة فنزويلا بعد الضربات الأمريكية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 6 أكتوبر    مدحت صالح يتألق في حفل قصر عابدين بأجمل أغانيه    منتخب مصر يودّع كأس العالم للشباب رسميًا    لجنة الشكاوى ب"الأعلى للإعلام" تستدعي الممثل القانوني لموقع "الموقع" وتحقق في شكوى هالة صدقي    سكته قلبية.. وفاة شخص قبل نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه بمحكمة الإسكندرية    من غير غسيل.. خطوات تنظيف المراتب من البقع والأتربة    "كيفية مشاهدة مباراة السعودية والنرويج في كأس العالم للشباب 2025 بث مباشر"    البابا تواضروس الثاني يزور إيبارشية أبوتيج وصدقا والغنايم    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بالذكرى المئوية للعلاقات بين مصر وتركيا    31 مرشحًا خضعوا للكشف الطبي بالفيوم.. ووكيلة الصحة تتفقد لجان الفحص بالقومسيون والمستشفى العام    بالصور/ مدير امانه المراكز الطبية المتخصصة" البوابة نيوز"..نرفع الطوارئ على مدار 24 ساعة لاستقبال حوادث المواصلات بالطريق الزراعى والدائري..القوى البشرية بقليوب التخصصى لا يستهان بها    هناك من يحاول التقرب منك.. حظ برج القوس اليوم 6 أكتوبر    أسعار الذهب في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الاثنين 6 أكتوبر 2025    لحظة مصرع عامل إنارة صعقا بالكهرباء أثناء عمله بالزقازيق ومحافظ الشرقية ينعاه (فيديو)    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    فنانة تصاب ب ذبحة صدرية.. أعراض وأسباب مرض قد يتطور إلى نوبة قلبية    بدر محمد بطل فيلم ضي في أول حوار تلفزيوني: الاختلاف قد يكون ميزة    لحظة تهور سائق في زفة بكرداسة تنتهي بالقبض عليه.. إنفوجراف    على زعزع يخضع للتأهيل فى مران مودرن سبورت    أمين الإفتاء: الصبر على الزوجة والتحمل والاجتهاد في الموعظة له أجر وثواب من الله    رمضان 2026.. تعرف على موعد حلول الشهر الكريم وعدد أيامه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2014 يذيب "جليد الخلافات" بين السعودية وإيران لمواجهة "نار داعش"
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 12 - 12 - 2014

شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.
شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.