سيارات رينج روفر.. الرفاهية والأداء في أعلى درجاتها    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    القيادة المركزية للجيش الأمريكي تنشر الصور الأولى للرصيف البحري على سواحل قطاع غزة    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي في الدوري الممتاز    "هاتريك" ليفاندوفسكي يقود برشلونة لفوز ثمين على فالنسيا 4-2 في الدوري الإسباني    طقس اليوم مائل للحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 30    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    موعد صرف مرتبات شهر مايو 2024.. اعرف مرتبك بالزيادات الجديدة    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    ثروت الزيني: نصيب الفرد من البروتين 100 بيضة و 12 كيلو دواجن و 17 كيلو سمك سنوياً    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    لتلوثها ببكتيريا برازية، إتلاف مليوني عبوة مياه معدنية في فرنسا    تراجع أسعار النفط مع تكثيف جهود الوصول إلى هدنة في غزة    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    بين تقديم بلاغ للنائب العام ودفاعٌ عبر الفيسبوك.. إلي أين تتجه أزمة ميار الببلاوي والشيح محمَّد أبو بكر؟    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    «المقاطعة تنجح».. محمد غريب: سعر السمك انخفض 10% ببورسعيد (فيديو)    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    بالرابط، خطوات الاستعلام عن موعد الاختبار الإلكتروني لوظائف مصلحة الخبراء بوزارة العدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2014 يذيب "جليد الخلافات" بين السعودية وإيران لمواجهة "نار داعش"
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 12 - 12 - 2014

شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.
شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.