غدًا.. المصريون في الخارج يُصوتون بالمرحلة الثانية بانتخابات النواب 2025    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    قطع المياه عن بعض المناطق فى القاهرة غدا لمدة 9 ساعات    نائب رئيس البورصة: نعمل على جذب تدفقات استثمارية جديدة لسوق المال    20 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة    كشف بترولي جديد بخليج السويس يضيف 3 آلاف برميل يوميًا    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات بمجال التأمين    رئيس كوريا الجنوبية يلقى خطابا فى جامعة القاهرة اليوم    رئيس وزراء السودان يرحب بجهود السعودية وواشنطن لإحلال سلام عادل ومستدام    مصر والبحرين تبحثان تفعيل مذكرة التفاهم لتبادل الخبرات وبناء القدرات بمجالات التنمية    مصر ترحب بقرار "الأمم المتحدة" بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير    نازحو غزة في مهب الريح.. أمطار وعواصف تزيد معاناة المدنيين بعد النزوح    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    الشباب والرياضة تُطلق أضخم مشروع لاكتشاف ورعاية المواهب الكروية بدمياط    مواعيد الخميس 20 نوفمبر 2025.. قرعة الملحق العالمي والأوروبي المؤهل لكأس العالم    «السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز    تذكرتي تطرح تذاكر مباريات الأهلي والزمالك في البطولات الأفريقية    بيراميدز: لا صفقات تبادلية مع الزمالك.. ورمضان صبحي يعود نهاية الشهر    بسبب الشبورة.. إصابة 18 شخصًا فى تصادم سيارة نقل مع أتوبيس بالشرقية    الداخلية تكشف حقيقة ادعاء سيدة تعرضت للضرب والتحرش    سقوط أخطر بؤرة إجرامية بمطروح والإسكندرية وضبط مخدرات وأسلحة ب75 مليون جنيه    الأرصاد: ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في هذا الموعد    نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة    أسباب ارتفاع معدلات الطلاق؟.. استشاري الصحة النفسية يوضح    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    أخطر حاجة إن الطفل يعرق.. نصائح ذهبية لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    رئيس الرعاية الصحية يرافق محافظ الأقصر لمتابعة مركزى طب أسرة الدير وأصفون بإسنا.. صور    وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    البنك المركزي يعقد اجتماعه اليوم لبحث سعر الفائدة على الإيداع والإقراض    حلقة نقاشية حول "سرد قصص الغارمات" على الشاشة في أيام القاهرة لصناعة السينما    هولندا: ندعم محاسبة مرتكبى الانتهاكات في السودان وإدراجهم بلائحة العقوبات    عيد ميلاد السيسي ال 71، لحظات فارقة في تاريخ مصر (فيديو)    النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 فى بداية التعاملات    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    رائد الذكاء الاصطناعي يان لوكون يغادر ميتا ليؤسس شركة جديدة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2014 يذيب "جليد الخلافات" بين السعودية وإيران لمواجهة "نار داعش"
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 12 - 12 - 2014

شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.
شهد عام 2014، بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية- السعودية، التي اتسمت بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ بين الدولتين.
وكان ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، والتي ظهرت في العراق وهددت كافة البلاد خصوصا العربية، بمثابة النار التي أذابت جليد الخلافات بين المملكة العربية السعودية و إيران، فبدأ فصل جديد في العلاقات بينهما بعد لقاء وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، بنظيره الإيراني جواد ظريف، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش."
فعلى الرغم من أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 ، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، وتمت استعادة العلاقات عام 1991، جاء تنظيم "داعش" الإرهابي، ليوحد جهود البلدين ضده، وربما يؤدي إلى إذابة هذه الخلافات التاريخية.
فصل جديد
وأعلنت إيران بعد هذا اللقاء بدء ما وصفته ب"الفصل الجديد" في العلاقات مع السعودية.
ونقل موقع سي إن إن العربية، عن وكالة الأنباء الإيرانية، بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع نظيره السعودي،عن ظريف قوله إن "الفصل الجديد" في العلاقات بين البلدين يأتي في مسار "إرساء السلام والأمن الدوليين ومصالح الأمة الإسلامية".
وأضاف "نأمل أن يشكل هذا الفصل الجديد فصلا مثمرا في مسار إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الإسلامية في العالم."
وبالرغم من عدم إشارة وكالة الأنباء السعودية إلى الاجتماع، فقد نقلت نظيرتها الإيرانية عن الفيصل قوله : "من منطلق إدراك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة لمواجهتها، نعتقد بأننا يمكننا من خلال اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة تحقيق النجاح في مواجهة هذه الأزمة الحساسة جدا."
واعتبر الفيصل أن السعودية وإيران نفوذ كبير في المنطقة، وأن التعاون بينهما "سيؤدي إلى تأثيرات لا تنكر في إرساء السلام والأمن الإقليمي والعالمي."
وفي تصريح لمجموعة من كبار الصحفيين في نيويورك قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات بين إيران والسعودية تستحق أن تكون أفضل رغم أن شقة الخلاف بين البلدين تضيق.
وأضاف روحاني "علاقتنا مع السعودية، تستحق أن تكون أفضل".
ووجهت الرياض دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة المملكة، في مايو 2014، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مضيفا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له.
وأضاف أن السعودية داعم قوي لمقاتلي المعارضة، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران.
شروط السعودية
وفي برنامج الشارع الدبلوماسي، الذي يقدمه طلال الحاج، كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة د.عبد الله بن معلمي الشروط السعودية لإقامة علاقة تعاون مع إيران.
وأكد المعلمي خلال استضافته إن السعودية ترحب دائماً بعلاقة تعاون مع إيران، وهي محل "تقدير لدينا، لأنها من الدول الإسلامية الكبرى، ولكن هذه الخطوة تكون ضمن إطار".
وأضاف "أهلا وسهلاً بإيران إذا كان لها دور إيجابي في المنطقة، من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
رقصة التانجو
"رقصة التانجو" هو الوصف الذي أطلقه محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، على لقاء وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بنيويورك.
وفي مقال له حول مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران، استهل تسفى برئيل مقاله ب" أتى موسم التزاوج الطويل بين إيران والسعودية أُكله، بيد أنه من السابق لأوانه التهنئة بثنائي محب"، لكن بعد اللقاء الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عشية اجتماع الجمعية العامة، بدا أن علاقات الدولتين ليست فقط بصدد التطور، بل سيكون لها تأثير حقيقي على التحالف ضد داعش والمنطقة برمتها".
ورأى برنيل أن الأخبار العلنية التي خرجت من اللقاء كانت لا تقل إثارة، حيث وصف ظريف اللقاء ب"صفحة جديدة" في العلاقات بين الدولتين، بينما شدد الفيصل على أن اللقاء سيكون له انعكاسات على جهود إحلال السلام والأمن بالمنطقة.
وأكد أن ترميم العلاقات بين إيران والسعودية، يمكنه أن يغير أيضًا موقف واشنطن التي تدرك أنه وبدون مشاركة إيرانية، فلن يكون هناك معنى من تهديدها بضرب تجمعات داعش بسوريا، وبدون الإطاحة بداعش من سوريا، فسيواصل التنظيم الاستمتاع بمصادر دخله الوافرة بحقول النفط المحلية.
وأضاف أن انعكاسات تحسن العلاقات المحتمل بين الرياض وطهران لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرا إلى أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة من ناحية وبين إيران وروسيا من الناحية الأخرى حول مستقبل الأسد، يمكنها أيضًا أن تشهد تحولاً إذا ما تطورت العلاقات بين إيران والسعودية.
وتطرق "برئيل" أيضًا للملف النووي الإيراني، وقال إن العلاقات بين إيران والسعودية يمكنها أن تؤثر أيضًا على المفاوضات بشأن الملف النووي، لأن الشرعية العربية والحاجة لإشراك إيران في الصراع ضد داعش، ستبخر إلى حد بعيد هالة التهديد النووي الإيراني.
وختم برنيل مقاله قائلا إن إيران أثبتت حتى الآن تفهمًا سياسيًا مذهلاً يفوق تركيا، التي نجحت في التورط مع معظم الدول العربية".
"التضحية بإسرائيل"
وعلقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه.
وقالت الصحيفة إن التقارب الذي تكلل بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي - بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية، كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم - يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولايات المتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران.
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطن وإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات".
ورأت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطن وطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين، لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية"، فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق.
وأشارت الصيفة الإسرائيلية إلى أنه لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربية وإيران وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة، كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي.
ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار.
وأضافت "صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، من إدخال إيران في أي ائتلاف يشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى .
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن تلك التصريحات التى أدلى بها ليبرمان ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، جاءت بعد يوم من تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن الرئيس باراك أوباما بعث إلى المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يقترح فيها انضمام إيران إلى الائتلاف الذي تقوده أمريكا ضد داعش.
وقال ليبرمان " إن ذلك النوع من الصفقات ، وهذا الربط بين برنامجها النووي ومشاركتها فى الائتلاف ضد داعش ، هى رؤية نقف ضدها تماما " ، مؤكدا أن ذلك نهج خاطئ.
وبين "نار داعش" و "رقصة التانجو" و"التضحية بإسرائيل"، تظل العلاقات السعودية الإيرانية تسير حسب مصالح البلدين، والتي اتحدت في 2014 ، ليشهد البلدان فصل جديد في العلاقات بينهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.