ترددت كثيرا في الكتابة عن المحشي والمحاشي،فليس من أسلوبي حتي في مجال السخرية النزول إلي هذا المستوي، وذاب ترددي وأنا أشاهد »المحشي» من حولي في كل مكان،وأصبحت الكلمة من المفردات السائدة بكل أسف في الشارع وفي التليفزيون وليس فقط علي مائدة الطعام! هل تنكرون أنه لايوجد بلد في العالم مثل بلدنا يعطي هذه الأهمية للمحاشي في طعامه..المحشي بأنواعه من كرنب وورق عنب وباذنجان وفلفل وكوسة وطماطم وبطاطس، وغير ذلك مثل الفراخ والحمام والبط والممبار ورغيف الحواوشي، وتكتمل سلسلة »المحاشي» في الأعياد فيبدع المصريون كل أنواع الكحك المحشي،أما في حالات الانبساط فلديه السيجارة المحشية! ولم أجد مانعا في الكتابة عن »المحشي» فهو اسم له مصدره في اللغة العربية من الفعل»حشي»،وربما أبالغ إذا قلت أن الكلمة لها معناها السياسي والاقتصادي والاجتماعي،وترتبط بأيام الضنك في تاريخنا والبلد تحت الاحتلال العثماني، وربما أخذ المحشي الذي اسمه بالتركية»دولما» مكانته الكبيرة في حياتنا أيام فقرنا وتردي حالنا تحت ذلك الاحتلال، ويعزز من ذلك ظهور مثلنا الشعبي »إللي كواها البين تطبخ محشي» ومن لا تملك مالا تقوم بحشو الخضار وأوراق النبات وتسد به بطون العيال! أحرص علي أن أكون مهذبا وأكتفي بالسؤال »هل توجد علاقة بين أصابع المحشي وتعبير »تاكل صوابعك وراه»، ولغة الأصابع التي تنتشر بين بعض الفئات في كل المجالات، ولماذا أصبحت تلك الكلمة قاسما مشتركا في أغنية هابطة أو إفيها ساقطا قاله محمد سعد في فيلم »اللمبي» ورددته غادة عبد الرازق في مسلسل رمضاني؟ أنظروا حولكم وستجدون أشياء كثيرة تطبق عليها كلمة »محشي».. الشارع بما فيه من سيارات.. المصالح الحكومية بما فيها من موظفين ومتعاملين رغم وجود الحكومة الالكترونية.. صالات البنوك..قطارات مترو الأنفاق.. قطارات السكة الحديد..الانتظار في البارك.. وقولوا لي أليست كلها محاشي في محاشي! نأتي إلي المهم وهو المدارس والفصول »المحشية» تلاميذ وحشو عقولهم بمناهج مثلها مثل مكونات خلطة المحشي.. أرز وبقدونس وبصل وقوطة وملح وفلفل وزيت.. ولكنها خلطة يغلب عليها البصل فتدمع عيوننا علي حال التعليم والمعلمين والمتعلمين وقس علي ذلك أشياء كثيرة! اسمحوا لي: الحياة في الدول المتقدمة وعاء تأخذ منه الشيء الذي تضعه فيه لبناء العقول وصحة الأبدان ،وفي الدول المتخلفة مجرد »محشي» يملأ البطون ويخلق الكروش والعجول! كلمة في نفسي: مشهد نقلوه لي عن فتاة احتقرت زميلها وقالت له أنت لست سوي دودة أفعصها بقدمي..فقلت لهم:..حتي لوكان دودة فعليها أن تحترمه لأنها ستكون طعام تلك الدودة وهي في القبر! ! ترددت كثيرا في الكتابة عن المحشي والمحاشي،فليس من أسلوبي حتي في مجال السخرية النزول إلي هذا المستوي، وذاب ترددي وأنا أشاهد »المحشي» من حولي في كل مكان،وأصبحت الكلمة من المفردات السائدة بكل أسف في الشارع وفي التليفزيون وليس فقط علي مائدة الطعام! هل تنكرون أنه لايوجد بلد في العالم مثل بلدنا يعطي هذه الأهمية للمحاشي في طعامه..المحشي بأنواعه من كرنب وورق عنب وباذنجان وفلفل وكوسة وطماطم وبطاطس، وغير ذلك مثل الفراخ والحمام والبط والممبار ورغيف الحواوشي، وتكتمل سلسلة »المحاشي» في الأعياد فيبدع المصريون كل أنواع الكحك المحشي،أما في حالات الانبساط فلديه السيجارة المحشية! ولم أجد مانعا في الكتابة عن »المحشي» فهو اسم له مصدره في اللغة العربية من الفعل»حشي»،وربما أبالغ إذا قلت أن الكلمة لها معناها السياسي والاقتصادي والاجتماعي،وترتبط بأيام الضنك في تاريخنا والبلد تحت الاحتلال العثماني، وربما أخذ المحشي الذي اسمه بالتركية»دولما» مكانته الكبيرة في حياتنا أيام فقرنا وتردي حالنا تحت ذلك الاحتلال، ويعزز من ذلك ظهور مثلنا الشعبي »إللي كواها البين تطبخ محشي» ومن لا تملك مالا تقوم بحشو الخضار وأوراق النبات وتسد به بطون العيال! أحرص علي أن أكون مهذبا وأكتفي بالسؤال »هل توجد علاقة بين أصابع المحشي وتعبير »تاكل صوابعك وراه»، ولغة الأصابع التي تنتشر بين بعض الفئات في كل المجالات، ولماذا أصبحت تلك الكلمة قاسما مشتركا في أغنية هابطة أو إفيها ساقطا قاله محمد سعد في فيلم »اللمبي» ورددته غادة عبد الرازق في مسلسل رمضاني؟ أنظروا حولكم وستجدون أشياء كثيرة تطبق عليها كلمة »محشي».. الشارع بما فيه من سيارات.. المصالح الحكومية بما فيها من موظفين ومتعاملين رغم وجود الحكومة الالكترونية.. صالات البنوك..قطارات مترو الأنفاق.. قطارات السكة الحديد..الانتظار في البارك.. وقولوا لي أليست كلها محاشي في محاشي! نأتي إلي المهم وهو المدارس والفصول »المحشية» تلاميذ وحشو عقولهم بمناهج مثلها مثل مكونات خلطة المحشي.. أرز وبقدونس وبصل وقوطة وملح وفلفل وزيت.. ولكنها خلطة يغلب عليها البصل فتدمع عيوننا علي حال التعليم والمعلمين والمتعلمين وقس علي ذلك أشياء كثيرة! اسمحوا لي: الحياة في الدول المتقدمة وعاء تأخذ منه الشيء الذي تضعه فيه لبناء العقول وصحة الأبدان ،وفي الدول المتخلفة مجرد »محشي» يملأ البطون ويخلق الكروش والعجول! كلمة في نفسي: مشهد نقلوه لي عن فتاة احتقرت زميلها وقالت له أنت لست سوي دودة أفعصها بقدمي..فقلت لهم:..حتي لوكان دودة فعليها أن تحترمه لأنها ستكون طعام تلك الدودة وهي في القبر! !