«برامج الأحزاب السياسية» في جلسة حوارية ل المجلس القومي لحقوق الإنسان    وزير الدفاع يلتقي وزير خارجية جمهورية بنين    وعي المصريين الحصان الرابح ضد أكاذيب أجندات الإخوان الإرهابية على سوشيال ميديا    البنك المركزي يعلن ارتفاع معدل التضخم الأساسي إلى 13.1 خلال مايو    لضبط التنقيب العشوائي.. إزالة 32 طاحونة ذهب بوادي عبادي في حملة موسعة بإدفو    «الإحصاء»: 16.5% معدل التضخم السنوي خلال مايو (تعرف على نسبة زيادة السلع والخدمات)    «مدبولي» يوجه باتخاذ التدابير اللازمة خلال فترة إجازة عيد الأضحى المُبارك    الحكومة توافق على تعريفة التغذية الكهربائية لمشروعات توليد الطاقة    الدفاع الروسية تعلن استيلاء قواتها على قرية "ريدكودوب" شرقي أوكرانيا وقرية "كيندراتيفكا" في منطقة "سومي"    الشيخ محمد بن زايد يستقبل الرئيس السيسي في أبو ظبي وناقشا أهمية وقف النار بغزة    بورتو منافس الأهلي يكشف عن زيه الاحتياطي فى مونديال الأندية.. فيديو    الأهلي يعلن عن صفقة جديدة.. أحمد شوبير يكشف    نجم الزمالك السابق يحذر من خماسي بيراميدز قبل نهائي الكأس    الرعب في نفوس المنافسين.. السر وراء "هانيبال" في تقديم صفقة بن رمضان    الزمالك يفسخ التعاقد مع مدافع الفريق رسمياً    ختامها غش..انتهاء امتحانات الشهادة الإعدادية وتداول الأسئلة على مواقع التواصل    ارتفاع تدريجي ل درجات الحرارة.. بيان مهم بشأن حالة الطقس يوم عرفة (تفاصيل)    نادية الجندي تنعى سميحة أيوب وتستعيد ذكريات "سكر زيادة"    بالصور.. تامر حسني يتألق بحفل عالمي فى ختام العام الدراسي للجامعة البريطانية.. ويغني مع محمد ثروت "المقص"    «نوباتيا ملحمة الحب والخيال».. ضمن عروض الموسم المسرحي بأسوان    مي كساب تمازح جمهورها من كواليس فيلم "آخر رجل في العالم" (فيديو)    أدعية يوم التروية.. لماذ سُمّي بهذا الاسم؟    بيان مهم من الصحة بشأن موقف مرضى مستشفى "هرمل"    الصحة: قرارات فورية لتيسير علاج المرضى ب"جوستاف روسي"    هل يكفي إنتاج مصر من اللحوم لسد احتياجاتنا؟.. الحكومة تجيب    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    البابا تواضروس الثاني يهنئ فضيلة الإمام الأكبر بعيد الأضحى المبارك    البابا تواضروس يهنئ رئيس الوزراء بعيد الأضحى المبارك    تزايد الضغط داخل مجلسي الكونجرس الأميركي لتصنيف جماعة الإخوان "إرهابية"    مجلس الأمن يصوت اليوم على مشروع قرار لوقف إطلاق في غزة    «مياه سيناء» ترفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    بالأسماء.. 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج في عيد الأضحى    28 فرصة و12 معيارًا.. تفاصيل منظومة الحوافز الاستثمارية للقطاع الصحي    «الزراعة» تشارك في فعاليات النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي للمناخ    سيد رجب يشارك في بطولة مسلسل «ابن النادي» إلى جانب أحمد فهمي    أوقاف الشرقية تُسلم 2000 شنطة سلع غذائية للتضامن لتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية    تحرير 911 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    مسابقة لشغل 9354 وظيفة معلم مساعد مادة «اللغة الإنجليزية»    «مباشرة لا عن طريق الملحق».. حسابات تأهل العراق ل كأس العالم 2026    «جبران»: قانون العمل الجديد يرسخ ثقافة الحقوق والحريات النقابية    محافظ أسيوط يشارك أطفال معهد الأورام فرحتهم بقرب حلول عيد الأضحى    فرصة للترقية.. حظ برج العذراء في شهر يونيو 2025    أنشطة ثقافية ومسرح وسينما فعاليات مجانية لوزارة الثقافة فى العيد    أحكام الحج (12).. علي جمعة يوضح أعمال أول أيام التشريق    مباحثات تركية أوروبية لتعزيز التعاون التجاري    تكبيرات عيد الأضحى 2025.. تعرف على حكم التكبير فى العيدين بصيغة الصلاة على النبى    أيام الرحمة والمغفرة.. ننشر نص خطبة الجمعة المقبلة    «اللهم املأ أَيامنا فرحًا ونصرًا وعزة».. نص خطبة عيد الأَضحى المبارك 1446 ه    زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب جزيرة سيرام الإندونيسية    مصرع شخص وإصابة 13 آخرين إثر انقلاب ميكروباص بالصحراوي الغربي في أسيوط    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    كامل الوزير: انتقال زيزو للأهلي احتراف .. وهذا ما يحتاجه الزمالك في الوقت الحالي    وزير خارجية إيران: تخصيب اليورانيوم داخل أراضينا هو خطنا الأحمر    رشوان توفيق عن الراحلة سميحة أيوب: «مسابتنيش في حلوة ولا مرة»    مصرع وإصابة 17 شخصا في انقلاب ميكروباص بالمنيا    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    «شعار ذهبي».. تقارير تكشف مفاجأة ل بطل كأس العالم للأندية 2025    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صباحى: أنا "ضهر الغلابة".. ونجاحي أخطر على الإخوان من السيسي

أكد المرشح الرئاسى حمدين صباحي أن فوزه بالانتخابات الرئاسية يشكل خطرا على مستقبل الإخوان ويقطع عليهم طريق العودة..كما سينهى كذبهم بأن ما حدث في مصر بعد 30 يونيو كان إنقلابا.. مشيرا إلى أن فوز منافسه المشير عبد الفتاح السيسى سيخدمهم في الترويج لكذبتهم أمام المجتمع الدولى.
وقال صباحي إنه يمتلك مشروعا لمحاربة فكر الإخوان يقف ضد خطابهم التكفيري، ومشروعا للعدالة الاجتماعية يحول دون استغلالهم للفقراء.. ونفى وجود أي اتصال مع الإخوان منذ تشكيل جبهة الإنقاذ ورفض الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسى، وشدد صباحي على أن نتيجة الانتخابات غير محسومة، ومن يروج لتلك الفكرة يمارس نوعا من الحرب النفسية، ويعبر عن جهل شديد بالواقع المصري.. وأوضح صباحي في حوار مع " أخبار اليوم " أنه يثق في أن الشباب والفقراء والعمال والفلاحين سيصوتون لصالحه لإيمانهم بأنه سينصفهم وأن تحقيق مطالبهم مرتبط بفوزه.
وأكد أنه سيعمل حال فوزه على تعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يحقق استعادة سيادة مصر الكاملة على سيناء، وسيتم صياغة العلاقة مع أمريكا على مبدأ التكافوء وليس على أساس التبعية أو العداء.. مشيرا إلى أن الإعلام الخاص والصحف لديهم انحياز واضح للسيسى، حتى أن التليفزيون الرسمي تم منعه من إذاعة 21 إعلان قبل ظهوره على الشاشة بنصف ساعة دون أسباب واضحة، مشددا على أنه لن يأمم أي مشروع تم افتتاحه، وسيتم منح ضمانات للمستثمرين لم يحصلوا عليها في أي عصر سابق.
ذكرت مسبقا أن نتيجة الانتخابات غير محسومة .. على أي أساس قلت ذلك أوما هي "حسبتك" ؟
بالتأكيد نتيجة الانتخابات غير محسومة، ومن يروج لتلك الفكرة لصالح مرشح معين يمارس نوعا من الحرب النفسية ، ويعبر عن جهل شديد للواقع المصري، ويصطنع ضجة إعلامية للمصادرة على حق المصريين في الاختيار، فلا يوجد مرشح جاد يخوض انتخابات رئاسية قائمة على التنافس ويروج بأن نتيجتها محسومة، ومن يروج لتلك الفكرة هم أنصار المشير عبد الفتاح السيسى، واذا كنت تخوض الانتخابات ودعايتك الرسمية تؤكد أنها محسومة فهذا يعنى أنك ضعيف وتدارى ضعفك.
وما يؤكد أن النتيجة غير محسومة هو تحليل الواقع المصري الذي يتضح من خلاله أن ثلثي تعداد مصر من الشباب أقل من 30 عاما والاتجاه السائد أنهم سيصوتون لي ولن يؤيدوا المرشح المنافس، وذلك بخلاف أن من سبق وقرروا منهم مقاطعة الانتخابات بدأوا مؤخرا في تغيير موقفهم بالتصويت لصالحي، وأنا لا اعتمد على الشباب فقط فهناك قوى اجتماعية أخرى ممثلة فى الفقراء والعمال والفلاحين والصيادين والعمالة الموسمية تتمنى تحقيق العدالة الاجتماعية وهؤلاء يمثلون قوة تصويتية هائلة حيث إن 50 % من تعداد مصر تحت خط الفقر.. وهم يؤمنون بأنني سأنصفهم وأن تحقيق مطالبهم مرتبط بفوز حمدين صباحي..
وهؤلاء أيضا قد يصدقوا المرشح الآخر ، وأنا لا أكذبه.. لكنهم سيصوتون لصالحي لأنهم يثقون في أنني سأكون "ضهر الغلابة " وأعلنت من قبل أن معركتي المقدسة ضد الفقر، الفئة الأخرى التى أعتمد على أصواتها هى الطبقة الوسطى والتي تحتاج لدولة قائمة على العدالة الاجتماعية وسيادة القانون وان تأخذ فرصتها لكي تنمو، وتلك الطبقة متأصل فيها قيم الدولة المدنية الديمقراطية وتشعر بأنه إذا تولى الرئاسة واحد من صفوف القوى المدنية سيكون الأقدر على أن يعبر عن تلك القيم ، كما أنها لا ترغب في حكم "قابض" عليها أو دولة "ثقيلة اليد " ليس في الأمن فقط، أما المستثمرين الشرفاء فهم يتطلعون لرئيس يقدم مشروعا يمكنهم من العمل.
ويزيح رأسمالية المحاسيب والتي تمثل 10% من المستثمرين ممن كانوا على قرب من حلف الثروة والسلطة أيام مبارك ومن مكتب الإرشاد أيام حكم الإخوان وحرموا ال 90 % من المستثمرين الوطنيين من إقامة مشروعات لتشغيل الشباب.. وأنا سأجذر رأسمالية المحاسيب لصالح الرأسمالية الوطنية وأفتح لهم الباب للعمل، فى النهاية إذا جمعنا الشباب والفلاحين والعمال الذين يطمحون لتحقيق العدالة الاجتماعية بالإضافة لقيم الطبقة المتوسطة الباحثة عن وطن ديمقراطي فى دولة مدنية.. وهؤلاء من أطلق عليهم الاتجاه الأساسي للشعب وهم الأغلبية التي ستمنحني أصواتها.
هذا يعنى أنك تركز على أصوات شباب الثورة المتهم بالتآمر كما تعتمد على تجاهل السيسى الحديث عن الحريات والديمقراطية وتسعى للحصول على أصوات الرافضين للمؤسسة العسكرية؟
أنصارى غير رافضين للمؤسسة العسكرية، لكنهم يرفضون أن تترك مهمتها الرئيسية فى الأمن، وتحميلها بأعباء ليست من اختصاصها مثل توفير أنبوبة البوتاجاز وتطهير الترع وإصلاح السكة الحديد وتوصيل مياه الري، وهو مايعنى انه لا وجود للدولة ولا وجود لوزارات الزراعة والصناعة والرى، فالقاعدة تقول إذا نمى عضو يقوم بتأدية كافة الوظائف على حساب بقية الأعضاء فإن باقي الجسد يضمر ..
وتركيزي قائم على المصداقية، "فالنفترض" أن المنافس تحدث عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وأن الجيش يحمى ولا يحكم .. يقول ما يشاء ..أما أنا فأركز على المصداقية.. وإن اعتبرنا أنه يوجد تنافس بين البرنامجين.. فسيكون برنامجي منتصرا للعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمجتمع المدني وتقوية الجيش دون جره وإرهاقه في السياسية ، كل ذلك ركزت عليه من البداية .. وإذا قال المنافس كلام آخر فسيكون البرنامجين أمام الشعب ومن حق كل مواطن أن يختار الأصلح من وجهة نظره، أما إذا افترضنا أن البرنامجين متشابهين.. فما يميزني أنني أشبه برنامجي..
ورهاني ليس على ما يقوله المنافس.. أو أنه صادق فيما يقوله، أو أنه يقوله لمجرد كسب الأصوات، لكن رهاني على أن البرنامجين إذا اختلفوا فإن برنامجي يعبر عن مصالح الناس، وإذا افترضنا أن البرنامجين متطابقين وهما غير متطابقين من الأساس ، فإن ما يميزني هو أنه تمت تجربتي على مدار 40 عاما في كل كلمة قلتها في البرنامج ، أما المنافس فليس لديه سابقة أعمال ولم يتم تجربته، وهذا لا يعنى أنه كذاب.. لكنني لدى سابقة أعمال في الديمقراطية حيث تم سجني أكثر من مرة، كما أنني ابن المجتمع المدني والفلاحين والصيادين والذين عبرت عنهم وحملت همومهم في البرلمان.. وبالتالي فإن من أثبتت تجاربه السابقة انتصاره للقضايا الرئيسية التي تهم المواطن وبرنامجه نابع من قلبه وعقله وليس من خبراء بجواره هو الأولى بأصوات الناخبين.
وهل ترى أن ذلك ما يميزك عن المرشح الآخر وسيدفع الناخبين للتصويت لصالحك ؟
بالطبع .. كما أنني أتميز بأمرين.. الأول أن برنامجي يعبر عن مطالب ومصالح الأغلبية الواسعة من المواطنين، وأن الناس تصدقني في هذا البرنامج ، والثاني أنني قادم من وسط صفوف الشعب وهذه قيمة مضافة ، فأنا أمام ثورتين 25 يناير ثم 30 يونيو .. القائد والبطل فيهما هو الشعب الذي خرج بالملايين وسانده الجيش الذي نكن له كل الاحترام ، فجمال عبد الناصر عندما قام بثورة 1952 قام بها الضباط الأحرار والشعب ساندهم وكان من المنطقي أن يتولى الحكم ضابط.. لكن الذي قام بثورتي 25 يناير و 30 يونيو هم المواطنين الأحرار لذا فمن المنطقي أن يحكم مواطن.. وهذا لا يقلل من قيمة الشعب فلولاه لما نجح عبد الناصر.. وكذلك لا يقلل من قيمة الجيش فلولاه لم تكن أي من الثورتين قد تم حسمهما ، ومن يرغبوا في دولة مدنيه ديمقراطية تحفظ توازن القوى أولى بهم أن يأتوا بمواطن من قلب الحركة الشعبية وليس "بطلا " وهو بالمناسبة "بطل" من قلب الجيش.. بطل من الجيش يبقى ليحمى ويصون، والمواطن القادم من قلب الشعب يأتي ليحصل على حقوق المواطنين الضائعة منذ سنوات ويضع الحلول لكافة المشاكل .
بعض من الأصوات التي ستحصل عليها ترى أنك قد تمثل جبهة مدنية معارضة في حالة عدم فوزك كيف ستحافظ على هذه الجبهة ؟
إذا فزت في الانتخابات سأحتاج لهذه الفئة كي نحكم بطريقة صحيحة وتنفيذ ما جاء في البرنامج الانتخابي، أما في حالة عدم فوزنا فسنسعى من خلالها لبناء معارضة وطنية في البرلمان والمحليات تراقب النظام الحاكم وستدعمه في حالة تطبيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وستقف أمامه إذا أصبحت الدولة بوليسية واستشرى فيها الفساد وتم السيطرة عليها من قبل "شلة الحرامية ".
هل شعرت بتعسف من قبل وسائل الإعلام ضدك أو أنها تحاكمك وتجامل السيسى ؟
الإعلام يجامل السيسى ولكنه لا يحاكمني ، وكل الأسئلة التي وجهت لي من قبل الإعلام من حقهم، وأنا ليس لدى أي اعتراض ولم أشكو على الإطلاق من الأسئلة التي طرحت في حواراتي ، وكون أن وسائل الإعلام لم توجه نفس الأسئلة للمشير السيسى فهذا يخصها، أما الطرف الوحيد الذي اعتبره محايدا هو التليفزيون الرسمى.. ماعدا ذلك فإن كل الإعلام الخاص والصحف لديهم انحياز واضح للسيسى، وبمناسبة الحديث عن الإعلام أود أن أوضح أن التليفزيون الرسمي تم منعه من إذاعة 21 إعلان قبل ظهوري على الشاشة بنصف ساعة دون أسباب واضحة.
لماذا ذهبت للأحزاب السياسية وأنت تعلم أنها ليست لها ثقل انتخابي في الشارع ولا تتحكم في اتجاهات التصويت .. كما أنها بالبلدي باعتك ؟
لم أذهب للأحزاب لمعرفة إذا كانت معى أو ضدي.. وإنما ذهبت إليها لإيماني بأن بناء وطن ديمقراطي يحتاج إلى أحزاب قوية.. وأن مستقبل هذا البلد يحتاج لبناء ديمقراطي تمثل قوة الحياة الحزبية جزء رئيسيا منه.. واقترحت عليهم الاتفاق على مرشح مدني يخوض الانتخابات، وأبلغتهم مبكرا أنني أعرض نفسي لهذا الأمر.. وطرحت عليهم خطوط برنامجي، واستمعت لرأيهم ووجهة نظرهم فى تطويره، كما أبلغتهم أن المعركة لا تقتصر على الانتخابات الرئاسية، وإنما تشمل البرلمان والمحليات، لذا طلبت منهم تشكيل ائتلاف وطني يعبر عن القوى الديمقراطية المساندة للعدالة الاجتماعية نخوض من خلاله انتخابات الرئاسة، ومعظم هذه الأحزاب قررت دعمي بعد اللقاء، والبقية قررت دعم السيسي دون أن تلتقي به أو تناقشه أو تسمع وجهة نظره أو يطرح برنامجه الذي لم يعلن عنه حتى الآن.
ألم تشعر بمرارة وغصة من موقف الأحزاب ضدك ؟
لا .. فالأحزاب لها مصالح وأنا أعذرها في مصالحها، وهناك أحزاب وأشخاص يعتقدون أن من يكون قريب من الدولة سيكسب ويريدون أن يكونوا مع الأقوى، وأنا لن أحرمهم من حقهم في الوقوف بالمنطقة التي قد تحقق لهم مصالحهم، ولكن لابد أن يسألوا أنفسهم هل تلك المصالح تصون مبادئهم الأساسية للديمقراطية خاصة وأن كثير من هذه الأحزاب دعاة للدولة المدنية وحماية الحريات وحقوق الإنسان.
وماذا عن الناصريين وعلى رأسهم عائلة عبد الناصر والذين أعلنوا تأييدهم للسيسى ؟
عائلة عبد الناصر فوق الكلام لما لها من مكانة كبيرة في قلبي، كما أنها لا تعتبر عائلة سياسية، وعبد الناصر لم يكن مشروع عائلي وإنما مشروع أمة ، والذي يعبر عنه شعبه وليس عائلته فقط ، وبالمناسبة كافة الناصريين يدعمون ترشحي.. عدا بعض الأفراد منهم وهذا حقهم لأنني لست مرشحا ناصريا وإنما طرحت نفسي متبنيا فكرة واضحة وهى ضرورة أن تصل الثورة للحكم كي تحقق أهدافها.. لذا فأنا اعتبر نفسي مرشحا لتيار رئيسي في مصر الناصريين جزء منه، وكل التيارات والاتجاهات السياسية تعانى من الخلافات سواء الناصريين أوالماركسيين أو الليبراليين بما فيهم حزب الوفد.
ومن يدعمك من التيار الناصري بالتحديد ؟
كل الناصريين ماعدا أفراد، وحزب الكرامة الذي يساندني يعد الحزب الناصري الرئيسي أما الحزب الناصري فهو منقسم.
لماذا أعلن حزب الدستور الذي أسسه البرادعى تأييده لترشحك للانتخابات الرئاسية ؟
هذا أمر طبيعي جدا فكافة الأحزاب التي تأسست بعد الثورة كالدستور وغيرها تقف معي عدا حزب المصريين الأحرار، وبالنسبة للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فغالبية قياداته وشباب يساندون ترشحي.
في رأيك من يلعب على أن يكون حزب الرئيس ؟
حزب المؤتمر(!!).
وفى حالة فوزك من سيكون حزب الرئيس ؟
لن يكون للرئيس حزب وإنما ائتلاف وطني يضم أحزاب الدستور والكرامة والتيار الشعبي والتحالف الشعبي أما بقية الأحزاب فهي أحزاب وطنية .
البعض يصفك بأنك طالب سلطة ودائما ما تسعى إليها ودليلهم على ذلك مطالبتك بتشكيل مجلس رئاسي فور سقوطك من الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة الماضية ؟
لم أطلب على الإطلاق تشكيل مجلس رئاسي، وفى جولة الإعادة قدمت طعون على النتيجة وتم رفضها وأعلنت قبولي بالنتيجة، وإن كنت أسعى للسلطة فلماذا رفضت منصب نائب الرئيس الذي عرض على أيام حكم مرسى ، كما أننى كنت عضوا في البرلمان لمدة 10 سنوات لم أقدم خلالها أي تنازلات للحصول على مزايا من نظام مبارك.. ولم أتقدم لطلب وظيفة، فهل من المنطقي أن أصبح فجأة طامع في السلطة بعد عمل في الحقل السياسي استمر 40 عاما .
كيف تكون مرشحا للرئاسة في دولة قانون وأنت موجه إليك اتهامات بالتعليق على أحكام القضاء وتدعمك حركة 6 أبريل المتهمة بالعمالة والمحظور نشاطها بحكم قضائي؟
6 ابريل حركة سلمية وما صدر من حكم قضائي ضدها تستطيع أن تنقضه، وأن تنشأ حزبا بعد ذلك، وأختلف كثيرا مع 6 أبريل.. لكنني أدافع عن حق السلميين طالما ليسوا دعاه عنف أو إرهاب، وأنا ضد التكفير والتخوين.. فلا أحد يحتكر الوطنية ويخون.. ولا أحد يحتكر الدين ويكفر.. هذا هو الخطاب العاقل الذي يبنى بلدا ديمقراطيا، أما بالنسبة لتصريحاتي على الأحكام الصادرة بالإعدام من محكمة المنيا .. فلقد قلت بوضوح إن هذا الحكم يسيئ لصورة مصر والقضاء، وأن القضاء سيصححه ويرد الإساءة لأنه ليس حكما نهائيا، وأن قواعد الأحكام في مصر تكفل نقض واستئناف الحكم.
وأعتقد أن هذا الكلام اتفق فيه معي شيوخ القضاء.. والعيب فى هذا الحكم ليس منطوقة فقط والذي أدى للشعور بالهلع، وإنما عدم استيفائه لإجراءات حق المتهم أثناء التقاضي فضلا عن أن الآثار السلبية لهذا الحكم فيما يتعلق بصورة مصر داخليا وخارجيا كانت واضحة، وعندما صدر الحكم في قضية فتيات الإخوان طلبت من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور إلغاء هذا الحكم وبعدها تم تصحيحه، فأنا أثق في القضاء واحترمه وأعول على استقلاله وتمكينه وأن أي أحكام تصدر عنه يراها الناس معيبة أو ضاره فهو كفيل أن يصححها بآلياته .
لكن البعض يرى أنك تدخلت بدليل أنك أعلنت الإفراج عن المحبوسين بسبب قانون التظاهر رغم أنه صادر بحقهم أحكاما قضائية؟
طلبت من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية عدم إصدار هذا القانون واقترحت تعديله من خلال حوار مجتمعي، والأخذ بملاحظات المجلس القومي لحقوق الإنسان لتكون الأساس في التعديلات وحصلت على وعد من رئيس الوزراء بتنفيذ ذلك.. إلا انه خلف وعده وصدر القانون الذي اعتبره غير دستوري ويجور على الحريات العامة وينتهك روح ونصوص الدستور، وحينما صدرت أحكاما بالحبس ضد المتظاهرين وفقا لهذا القانون، لم أعقب عليها وقلت وقتها إننا نظلم القضاء لأن المشرع أصدر قانونا خاطئا، والقضاء قام بتطبيقه، وتطبيق قانون التظاهر يعبر عن فهم خاطئ ومنحرف لمقصد المشرع لأنه مرره على أساس مواجهة مظاهرات العنف التي يرتكبها الإخوان فكانت النتيجة تطبيق القانون على المظاهرات السلمية لشباب ثورة 25 يناير وصدور أحكام ضدهم مع استمرار مظاهرات الإخوان التي شهدت أعمال عنف، ولو نجحت في الانتخابات الرئاسية لن ألغى القانون، ولكن سأقوم بتعديله وفقا لملاحظات المجلس القومي لحقوق الإنسان، وسأصدر قرارا بالعفو عن كل من صدر ضده أحكاما بموجب هذا القانون وذلك إعمالا للدستور الذي منح الرئيس حق إصدار قرارات العفو .
لكن الدستور اشترط موافقة البرلمان على قرارات العفو ؟
العفو حق خالص لرئيس الجمهورية.. أما إسقاط آثار العقوبة فمن حق البرلمان وهناك فرق بين الاثنين .. أنا سأخرج هؤلاء من السجن وهذا الكلام سيسرى على كل مسجون طالما كان متظاهرا سلميا، وموقفي واضح من تطبيق القانون على الإرهابي بدون تسامح ولا تصالح، أما السلمي فلن يمس وسيعامل بشكل محترم فى بيته وجامعته وبهذا أكون قد صححت خطأ ارتكب بصدور قانون معيب.
لماذا يظهر تضارب فى تصريحاتك المتعلقة بجماعة الإخوان.. تارة تسمح لهم بالتظاهر ورفع شعار رابعة.. ثم بعد أن أعلن السيسي موقفه منهم أكدت أنك لن تسمح بوجودهم كجماعة أو كحزب ؟
قلت بوضوح وقبل أن يصرح أي مرشح منافس بأي كلمة أنه لا وجود للإخوان سواء كحزب سياسي، أو جماعة خاصة وأنها جزء من تنظيم دولي وليست جماعة وطنية.. والقضاء أصدر بشأنها أحكاما ، ورأيي السياسي بغض النظر عن الدستور الذي حظر قيام الأحزاب على أساس ديني.. أن جزاء الإخوان ليس فقط لفشلهم فى السلطة- وهذا يمكن أن أتفهمه - بل لخطيئتهم في المعارضة، فقد تحدوا إرادة الشعب بعد 30 يونيو، واستكبروا عليه وقاموا بالتلويح بالعنف من منصة رابعة وسمحوا بوجود جماعات مسلحة داخل الاعتصام ، واشترطوا عودة مرسى للحكم حتى يتم وقف نزيف الدم في سيناء، وهذا يعد خطابا راعيا للإرهاب، وأرى أن الإخوان هم رعاة الإرهاب في مصر والمسئولين عنه بشكل مباشر حتى وإن اعتبرهم القانون مسئولين عنه سواء بالأصالة أو بالوكالة ، أما على مستوى الجماعات والأفراد .
فوفقا للدستور لن يكون هناك تمييز بين المواطنين على أساس الانتماء السياسي سواء كانوا إسلاميين أو ناصريين أو ليبراليين.. بمعنى أن من لم يشارك في أحداث عنف وكان عضوا بالإخوان وقام برفع شعار رابعة ويرى أن ما حدث في فض الاعتصام جريمة.. فهذا لا يعنيني طالما كان تعبيره عن رأيه بطريقه سلمية وسأعد قانون ينظم الحق في التظاهر للتعبير عن الرأي، ولن أسمح للشرطة بضرب المتظاهرين في الشارع أو اقتحام المنازل وستكون مهمتها جذر الإرهاب ولن تجور على حقوق الإنسان.
لكن الإخوان ليسوا مجرد أشخاصا وإنما فكر وعقيدة ؟
لدى المشروع الذي يواجه هذه العقيدة، بالخطاب الديني المستنير الذي سيقف ضد خطابهم التكفيري، كما أن لدى مشروعا للعدالة الاجتماعية يحول دون استغلالهم للفقراء.
وهل سيكون خطابك الديني أكثر تأثيرا من الأزهر ؟
اعتمد في هذا الخطاب بالأساس على الأزهر بعد ضمان استقلاليته وعدم تبعيته لأي سلطة بحيث يكون معبرا عن خطاب مستنير.. كما أن لدى مشروع الحريات الذي يمنع قولهم بأننا دولة تحت قبضة بوليسية، ولو تذكرنا فإن عبد الناصر انتصر على الإخوان بمشروع الخمس أفدنة وليس بزجهم في السجون، ولذا لم أتعجب من إصدار تحالف دعم الشرعية بيانا قال فيه إن فوز حمدين أخطر عليهم من السيسى .
إذن ما تفسيرك لخروج قيادى إخواني يدعى محمد السيسى ليؤكد أن المصالحة ستكون مطروحة في حال فوز صباحي؟
لا ألتفت لمثل تلك الأسماء غير المعروفة.. ولكن عندما يصدر تحالف على رأسه جماعة الإخوان بيانا رسميا يؤكدون فيه أننى أمثل خطرا عليهم.. فإن ذلك جاء لأنني لن أعتمد فقط في مواجهتهم على الحل الأمنى بل سأحارب فكرهتهم القائمة على الإقصاء والاستبداد، وسأكشف مشروعهم الاجتماعي الذي يعتمد على حرمان الفقراء، كما سأكشف مشروعهم في الديمقراطية من عدم احترامهم للحريات والآراء الأخرى، وسأحقق على الأرض ما يمنعهم من العودة، وسأحرمهم من أشهر كذبة لهم وهى " الانقلاب " .
فعندما يأتي حمدين صباحى رئيسا للجمهورية ستقطع ألسنتهم وستنتهي تلك الكذبة.. لكن لو جاء غيري سيروجوا لكذبتهم، وأود أن أقول أن من يستطيع أن يقضى على مستقبل جماعة وطريقة تفكيرها وعقيدتها الاستعبادية وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي ورؤيتها للدولة ومدنيتها هو نجاح مشروع الثورة التى أمثلها، فالضمانة لمصر في أن تأمن خطر عودة الإخوان أو أي إرهابيين هو نجاح حمدين صباحى وليس أي شخص آخر.
كناخب لا يمكن أن أنكر عليك أن يمنحك الإخوان أصواتهم فهم على استعداد أن يتحالفوا مع الشيطان ضد السيسى .. ألا ترى أن تصويت الإخوان لصالحك يتنافى مع إرادة الشعب ؟
لم أقل أن الإخوان سيمنحونى أصواتهم.. وموقفي منهم معلن.. وأرى وفقا لتصريحاتهم الرسمية أنهم سيقاطعون الانتخابات، وهذا أقرب للواقع وفقا لتحركاتهم الحالية، وأنا على يقين من أن نجاحي في الانتخابات لن يفيدهم لأنني أمتلك مشروعا يصادر على فرصهم في العودة للحياة السياسية ،فالإخوان لم يعد لديهم أي مزايا للعودة، ولكنهم يراهنون على عيوب نظام الحكم القادم في حالة فشله في تحقيق عدالة اجتماعية ومكافحة الفساد وإطلاق الحريات وعمل على إعادة الدولة البوليسية، وهذه الثغرات في بناء الدولة القادمة ستمكن الإخوان من العودة.
وأثق أنه في حالة فوزي سنبنى دولة ناجحة قائمة على العدالة الاجتماعية والديمقراطية، لذا فإن نجاحي يشكل خطرا على مستقبل الإخوان، ولكن في نفس الوقت يجب ألا نغفل شعورهم بالمرارة الثأرية تجاه المشير السيسى، وهذين الاعتبارين واضحين لأى محلل، ولكن غير الواضح هو كيف تفكر الجماعة، وأنا لا أرغب في أن تتحول المعركة الانتخابية لتخمينات بأن الإخوان سيمنحون أصواتهم لصباحي فأنا لا أملك معلومة وليس لدى اتصال أو استقراء يؤدى لهذه النتيجة، وكذلك التخمين بأنهم سيصوتون للسيسى لأن نجاحه يؤكد أن ما حدث كان انقلابا وسيفيدهم فى عرض قضيتهم أمام المجتمع الدولي .
ولكن تداول على مواقع التواصل الاجتماعي تسريب لاتصال هاتفي بينك وبين سليم العوا يفيد بأنك طلبت منه أن يصدر مرسى وبديع أوامر بالتصويت لصالحك مقابل العفو عنهم في حالة فوزك ؟
هذا الكلام كذب ولم يحدث ولا يوجد اتصال مع الإخوان منذ تشكيل جبهة الإنقاذ ورفض الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسى، والاتصالات التي تمت بعد ذلك كانت مع أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط المحبوس حاليا، وأكدت له وقتها عدم وجود طريق للحديث أو التفاوض مع الإخوان، كما أن الجماعة اعتبرتني المسئول الأول عن سقوط مرسى منذ أن أعلنت أنه فقد شرعيته الأخلاقية والسياسية، وأؤكد ثانية أنه لا وجود للإخوان كحزب أو جماعة في حالة فوزي.
وأتعهد بعدم ملاحقة كل صاحب رأى سلمى، وعدم إهانته أو التنكيل به أو استخدام القمع ضده لأن ذلك ضد شرف الثورة التي وعدت بإقامة بناء ديمقراطي يحترم كل صاحب رأى ويحميه، وهذا ما يجعل هناك منطقا فى التصدي للإرهاب ، كما أنه سيحرم الإرهاب من التعاطف غير المستحق والذي ظهر مؤخرا بعد إلقاء القبض على طلاب من الجامعات ليس لهم علاقة بالإخوان ولكنهم تعاطفوا معهم بعد أن أصبحوا شركائهم في الظلم ، وهذا ينتج عن سوء الإدارة وخطأ استخدام التوسع في الاشتباه وعدم تدقيق المعلومات ونقص الكفاءة المهنية لدى الشرطة والتباطوء في إنجاز القضاء بالإفراج عن الأبرياء مما جعل الدولة فى خصومة مع الشباب لذلك أصبح أهم تحدى أمام الرئيس القادم هو دمج الشباب فى مشروع لبناء المستقبل.
ما هو رأيك فى تبدل المواقف السياسية للسلفيين من تأييد الإخوان ثم إعلان تأييدهم للسيسى ؟
لقد اجتمعت مع حزب النور ودار بيننا حوار جاد حول برنامجي.. إلا أنهم اختاروا أن يدعموا السيسى وهذا حقهم الديمقراطي وهو حزب يعرف مصلحته ويرغب فى أن يصبح له دورا في المستقبل.
وهل ترى لحزب النور دورا سياسيا فى الفترة القادمة واستمرار خلطه الدين بالسياسة مرة أخرى ؟
لابد من تفعيل الدستور الجديد والذي يحظر قيام الأحزاب على أساس دينى، وتلك الأحزاب أمامها خيارين إما أن تعيد توفيق أوضاعها وبرامجها ولوائحها والأهم من ذلك أن يكون أدائها مدنيا وغير مستند على فكرة دينية .
ولكن تلك الأحزاب لن تتخلى عن فكرها ؟
أنا لا أطلب منهم التخلي عن فكر ولكن أطالبهم بالالتزام بقواعد العمل السياسي، فالفكر لا يمكن الحكم عليه ولكن يمكن إخضاع الممارسة السياسية ولائحة الحزب وبرنامجه لرقابة قضائية بهدف مراجعة أوضاع تلك الأحزاب، فأنا لا أفتش في النوايا والعقول، لكن نراقب سياسات، وأرى أنه من الضروري التوقف عن خطاب الكراهية والعزل مثل مصطلحات التكفير والتخوين لأن ذلك الخطاب ضد مبادئ الديمقراطية التي تعنى قبول التعدد، وإذا كان المتعدد متهم بأنه كافر أو خائن يعنى ذلك عدم تقبله ونفيه وهو ما يجعل من ملاحقة هذا الخطاب قضائيا ضرورة ملحة .
وماذا عن الإقصاء الواقع على من يطلق عليهم " فلول " ؟
لم استخدم كلمة فلول لأنها تسرى على أعضاء الحزب الوطني، وأنا لست ضدهم وإنما ضد قادة الفساد في نظام مبارك، فأغلب أعضاء الحزب الوطني ومنهم من كان يمنحني صوته في انتخابات البرلمان انضموا لحزب السلطة اتقاء لشر المستبد أو بحثا عن مغنم أو مصلحة، وهو ما ينطبق على أنصار الإخوان الذين انضموا إليها نتيجة ضعف الدولة وفشلها في التعليم والصحة، ويوجد في كل منزل إخواني ليس إرهابيا ، وعضو وطني غير فاسد .
كيف ترى شكل مجلس الشعب القادم في ظل "التشرذم" الذي تعانيه الأحزاب حاليا ؟
إذا كنا نرغب في دعم الحياة الحزبية فلابد من النص في قانون الانتخابات على تخصيص 50 % لمقاعد الفردي و 50 % للقائمة، وأرى أنه لن تشارك الأحزاب بشكل فردى فى تلك الانتخابات ولكنها ستشكل ائتلافات وجبهات، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتحالف أحزاب الدستور والكرامة والتحالف الشعبي والعدل وأغلبية المصري الديمقراطي الاجتماعي والتيار الشعبي لتشكيل قائمة انتخابية تحت اسم ائتلاف التيار الاجتماعي .
وفى حال فوزك هل ستلجأ لتشكيل حكومة ائتلافية ؟
يمكن أن يتم ذلك بشكل أوسع من خلال ضم أحزاب من التي لم تدعمني في الانتخابات للحكومة.
يعنى ذلك بأنك ستختار الحكومة من الأحزاب أم من أهل الكفاءة ؟
سيتم تشكيل الحكومة وفقا لقاعدة الكفاءة والنزاهة وليس على اعتبار الولاء والمعارضة، فستضم ممثلين لشركائي في الانتخابات، وفى نفس الوقت سأضم الكفاءات الموجودة في الأحزاب التي لم تؤيدني منها الوفد والمصريين الأحرار على سبيل المثال، وكذلك سيتم ضم الكفاءات من المجتمع المدني ممن لا ينتمون لأي أحزاب كما سيتم الاستعانة بأصحاب الكفاءات من المصريين بالخارج في شكل هيئات استشارية تكون مهمتها تقديم النصيحة للحكومة وتضع لها الخطط والبدائل .
معنى ذلك أنك اخترت رجال الدولة الذين سيعاونك في حالة فوزك ؟
لقد حددت أسماء بعضهم بالفعل.
ومن سيكون رئيس الوزراء في حكومتك ؟
مازال محل تشاور ولن يعلن عنه إلا في حينه ، وقد لا يتم اختيار بعض أفراد من حملتي الانتخابية في أي مناصب داخل الحكومة.
كيف ستتصرف إذا نجحت في الانتخابات ثم وجدت أجهزة الدولة تقف ضدك ؟
أنا على ثقة من أن أجهزة الدولة لن تقف ضدي لسببين.. الأول أن تلك الأجهزة لم تقف طوال عمرها ضد أي رئيس، ولم تقدم على ذلك إلا في حالة خروج الشعب ضده.. فمادام الشعب في صفى ستظل تلك الأجهزة تعمل معي، والسبب الثاني يرجع إلى مواريث الدولة المصرية والتي تقوم على الطاعة للرئيس وليس التمرد عليه، ولم يحدث في التاريخ لا في عصر مرسى أو غيره من الرؤساء أن تمردت أجهزة الدولة على رئيسها، وعندما خرج الشعب بالملايين ضد مرسى ومبارك أيقنت تلك الأجهزة أنهما فقدا شرعيتهما وبعدها انحازت للثورة والشعب، وإذا فقدت تأييد الشعب لن انتظر أجهزة الدولة حتى تتمرد ضدي.
وماذا ستفعل إذا خرج الشعب ضدك ؟
سأضرب له تعظيم سلام وسأدعوا فورا لانتخابات رئاسية مبكرة.
متى تشعر بأنك فشلت في إدارة الدولة ؟
إذا لم أحقق تنمية شاملة تضمن تطبيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر، وأعد بتحقيق كل ما جاء في برنامجي خلال أربع سنوات مع العلم أن المواطن سيشعر بتحسن الأحوال يوميا طوال السنوات الأربع.
وما ردك على ما يتردد بأن برنامجك خيالي في مقابل أن برنامج السيسى واقعي ؟
أناقش برنامجي على الهواء مباشرة ولدى رد على كيفية تنفيذ كل محور فيه، فعلى سبيل المثال سيتم استصلاح الأراضي الواقعة في الظهير الصحراوي للمحافظات وفقا لمنسوب المياه الجوفية ولما سيتم توفيره من مياه الري، وتوزيعها بواقع فدان إلى ثلاثة أفدنة على كل شاب بلا عمل وكل فلاح معدم، وبقروض ميسرة قيمتها 10 آلاف جنيه على أن يشكل من كل ألف فدان وحدة اقتصادية واحدة ومتكاملة .. ويكون من حقهم زراعة أي محاصيل ومع نهاية الموسم سيعكس الربح الناتج عن إدارة الألف فدان أنه قد تم توفير دخلا مناسبا لكل عائلة ، فأنا لست ملزما بتوزيع فدان و10 آلاف جنيه لكل مواطن ولكن ملزم بأن يتم توزيع الأفدنة التي سيتم استصلاحها من خلال توسيع قاعدة المليكة وضمان الإدارة الاقتصادية لكل ألف فدان.
وكيف ستوفر التمويل اللازم لاستصلاح تلك الأراضي ؟
البرنامج يتضمن أيضا بندا تحت مسمى تصحيح الموازنة العامة، وفرنا من خلاله 166 مليار جنيه من خلال إعادة هيكلة الدعم وإلغائه عن المصانع كثيفة الاستخدام للطاقة، وكذلك أموال الصناديق الخاصة والتي تبلغ 100 مليار جنيه، وهنا لا أتحدث عن الجزء الخاص بالأجور وإنما المبالغ التي تصرف من تلك الصناديق على منافقة الرئيس، فضلا عن وجود مداخرات في البنوك لا يتم توظيفها ، كما لدينا نظام الاكتتاب والذي سيكون نظاما رئيسيا في الفلسفة الاقتصادية التي نطمح إليها وذلك من خلال طرح المشروعات الاقتصادية الكبرى مثل الطاقة الشمسية للاكتتاب العام للمواطنين لتملك أسهم بها.
وأود الإشارة إلى أن مصر أكبر مشروع ناجح ويمكن استغلال شبابها فى اقتصاد المعرفة.. إلا أنهم مصابون بالإحباط لشعورهم بأنهم يسرقون، وفى حال فوزي في الانتخابات فإن الشباب الذي يراهن على حمدين صباحي سيشعرون بأن البلد ملك لهم وسيبدعوا فى البرمجيات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومحاربة الفساد والعمل التطوعي.
يتضح من لهجة خطاباتك أنك ضد رجال الأعمال وأنك تضعهم دائما فى خانة المتهمين .. ما ردك وكيف يمكن التنمية دونهم ؟
أنا ضد الفساد وهناك فرق جوهرى بين محاربة الفساد ورجال الأعمال.. فخلافي ليس مع المستثمرين لكن مع من يمثلون رأس مالية المحاسيب وهؤلاء غير موجودين على خريطة برنامجي، وهذا يعنى أن بقية المستثمرين الذين ظلموا من الأنظمة السابقة سيتضاعف إنتاجهم الوطني، من خلال قواعد لها علاقة باقتصاديات السوق تتمثل في عدم وجود احتكار وإتاحة فرص متساوية للمنافسة لرفع تنافسية القطاع الخاص.. كما أن بناء مصر يتطلب جهود الجميع بما فيهم رجال الأعمال، لذا لن يكون هناك تأميم لأي مشروع تم افتتاحه، وسيتم منح ضمانات للمستثمرين لم يحصلوا عليها في أي عصر سابق، من خلال إطار تشريعي ملزم، ونظام إداري خالي من الفساد والتعويق، مقابل قيامهم بأداء دورهم الاجتماعي الذي يتضمن جانبا تطوعيا هم مخيرون فيه، وجانبا إلزاميا من خلال وضع نظام ضريبي جديد يقوم على فرض ضريبة تصاعدية متعددة الشرائح.
وبرنامجي الانتخابي يقترح أن تكون نسبة تلك الضريبة من 20 % إلى 40 % ، وأمام ذلك سيتم طمأنتهم بأنهم يستثمرون أموالهم في مجتمع يسوده الاستقرار، وغير معرض لانفجارات أهلية تطيح بكل ما يملكون، من خلال إقامة مجتمع يقوم على العدالة في توزيع الثروة، كما سأضمن للمستثمرين عدم دفع الإتاوات المادية التي كانوا يسددوها للدولة " من تحت الترابيزة " بسبب الفساد فى الأنظمة السابقة، لكنهم سيسددون هذه المبالغ في إطار قانوني مقابل حصولهم على خدمات لتهيئة مناخ الاستثمار من خلال رصف طرق صالحة لنقل البضائع ونظام تعليمى يوفر الكفاءات المهنية للعمل في المصانع، ومنظومة صحية تحول دون مطالبة العاملين بأجازات مرضية يوميا، كما أن تطبيق الضريبة التصاعدية لن يكون فقط لزيادة الموازنة، ولكن لتوجيه الاستثمار بتخفيض نسب هذه الضريبة كحافز للمستثمرين إذا قاموا بالاستثمار في الصعيد، أو زيادة نسبة العمالة، أو تشغيل نسبة كبيرة من العاملين لديهم من المرأة.
وما هي الضمانات التي تحول دون خرق هذه المنظومة ؟
لا يمكن خرق تلك المنظومة طالما أن الدولة فيها إدارة كفء خالية من الفساد.
وكيف يمكن التحكم في البيروقراطية الموجودة في الجهاز الإداري في الدولة ؟
مشروعي الأول هو تطوير الإدارة في مصر.
وهل يمكن أن تستعين بالمستثمرين في الحكومة ؟
لا .. لأن ذلك له علاقة بقانون مهم في الفساد يسمى تضارب المصالح ، ولن أسمح بتضارب المصالح ولدى قناعة بأن مستثمر ناجح أفضل من وزير.
قلت أنك مع سرية موازنة الجيش .. فكيف ستتعامل مع مشروعاته الاقتصادية والأراضي التي يمتلكها ؟
الجيش مؤسسة وطنية بامتياز طوال تاريخها، ومهمته الدستورية أن يحمى الأمن واستقلال الأرض وكذا الأمن القومي والعربي والإفريقي ، وأنا مع إخضاع ميزانية الجيش لرقابة البرلمان على أن يتم بحثها من خلال لجنة سرية مصغرة، وفيما يتعلق بمشروعاته الاقتصادية.
فالجيش في كل بلدان العالم جزء رئيسي من التقدم الاقتصادي، ولكن في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا الجديدة والبحث والتطوير والصناعات الحربية، وهى صناعات قائدة تسحب ورائها قطاعات كبيرة من الصناعات في القطاع المدني من صناعات مغذية ومكملة، وعندما يساهم الجيش بالكفاءات التي تشكلت لديه في تطوير الطرق فلابد أن يتم ذلك وفقا لقاعدة التنافسية، لأنه لا ينبغي على الجيش أن يستحوذ على تلك العمليات على حساب ضمور القطاع الخاص والتعاوني والقطاع العام، وأنا مع كل اقتصاد يقوى الجيش لكنى مع تطبيق التنافسية ومنع الاحتكار وإلغاء مبدأ الإسناد بالأمر المباشر سواء على القطاعات الاقتصادية للجيش أو الشركات الخاصة والحكومية، وهو ما يهدف لعدم ظلم القطاعات المدنية في الاقتصاد من المستثمرين أو القطاع العام، ولا يصادر على حق الجيش من أن يمتلك موارد ويسهم في التنمية.. لكن الأولويات واضحة ، مادام الجيش لن يدخل في السياسة.
وأن كل ما سيعود للجيش سيكون جزء من موازنة عامة تخضع للرقابة وليست منفصلة، ولن يكون الجيش دولة داخل الدولة، لأن ذلك ضد بناء الدولة الديمقراطية والتي تعنى أن كل أجهزتها محكومة بجهاز واحد، وقيادة سياسة واحدة، وبرلمان واحد يشرع ويراقب.. لكن أن نمنح وضعية خاصة لحماية الأسرار في حدود دائرة المناقشة ليس إلغاء للمراقبة .
أكدت أنه لا حاجة لنا في المعونة الأمريكية ويمكننا الاستغناء عنها.. إلا تعتبر ذلك عدم دراية منك بمتطلبات الجيش ؟
أنا لا أريد المعونة الأمريكية وسأتخذ قرارا في حالة نجاحي بالاستغناء عنها، أنا هنا أتحدث عن المعونة الاقتصادية فقط لرفضي تحكمهم في نمط التنمية الذي ارغب فى تنفيذه، أما المساعدات العسكرية فتسدد باعتبارها جزء من اتفاقيات، ومصالح لها علاقة بالتعاون الأمني تحقق مصالح لأمريكا تدفع بموجبها هذه الأموال طائعة مختارة وهى أقل مما تحصل عليه من مزايا، وسأسعى لتنويع مصادر التسليح في الجيش، ولن أقصره على طرف وحيد.
ماذا ستفعل فى اتفاقية كامب ديفيد في حالة نجاحك خاصة وأنك كنت دائما رافض لها ؟
أنا طوال عمري رافض لكامب ديفيد وموقفي لن يتغير، وإذا أصبحت رئيسا لن أنفذ آرائي الشخصية وإنما ما يتماشى مع مصالح مصر الخارجية دون الدخول في صراعات جديدة، لكنى سأعمل على تعديل الاتفاقية بالطرق المنصوص عليها في القانون الدولي بما يحقق استعادة سيادة مصر الكاملة على سيناء.
ما هي رؤيتك لشكل العلاقات المصرية الأمريكية وما هى الخطوط الحمراء التي ستحكم تلك العلاقة ؟
العلاقة مع أمريكا ستبنى على التكافوء ولن تقوم على أساس التبعية أو العداء فهي دولة كبرى ولها مصالح، ومصر دولة فاعلة في العالم لها مصالحها، ويجب أن تقوم العلاقات على احترام مصالح كل دولة وإدراك أن هناك مساحات اتفاق واختلاف بين البلدين، فلن يكون هناك اتفاق مع موقف أمريكا من القضية الفلسطينية وانحيازها لممارسات إسرائيل من استيطان وتهويد القدس، وكذلك لن تتفق أمريكا مع موقف مصر المدافع عن القضية الفلسطينية، ولكن يمكن أن نتفق مثلا على مكافحة الإرهاب من المنظور الخاص لكل دولة خاصة وأن مصر غير متزوجة من أي دولة لا عرفي ولا رسمي.
في نفس الإطار هل ستبقى على نبيل فهمي وزير الخارجية في حكومتك إذا أصبحت رئيسا للجمهورية ؟
أقدر نبيل فهمى وهو وزير خارجية جيد، ولكنه أخطأ في التعبير وأكدت على إقالته فور نجاحي في الانتخابات لأن تصريحه جاء مخالفا للمعاني الوطنية.
وكيف ستتعامل مع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية ؟
المثلث الذي يضم إيران وتركيا والعرب وفى قلبهم مصر يخسر في حالة زيادة الخلافات، لذلك يجب أن يتم إقامة تسويات في العلاقات التي تربط دول تلك المنطقة، وأسعى لأن تكون كل من إيران وتركيا مصادر للتعاون المتبادل مع العرب وذلك من خلال الاتفاق على عدم تدخل أي دولة في الشئون الداخلية لبقية دول المنطقة، ووضع آليات تحول دون فرض نفوذ دولة على أخرى، ولكن لا يمكنني القيام بذلك إذا استمر رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا في حديثه غير المسئول عن مصر وانتصاره لجماعة على حساب الدولة، وكذلك تهديد أمن دول الخليج من قبل إيران سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بالإضافة لقيام إيران باستغلال الشيعة في إحداث فتنه طائفية يمكن أن تهدد أمن دول ومجتمعات عربية، لذلك أرى أنه يجب الاتفاق مع الخليج على تفعيل دور مصر فى اتفاقية الدفاع العربي المشترك .
يعنى ذلك أنك سترسل الجيش المصري ليخوض معارك بالنيابة عن دول الخليج العربي ؟
الجيش المصري له علاقة بحماية أمن أشقائنا في دول الخليج ، وهذا هو دوره بدلا من الاستعانة بأطراف أجنبية لحفظ الأمن هناك، ومقابل ذلك سيتم جلب استثمارات تلك الدول وليس عطاياهم لتوظيفها في خطة التنمية التي وضعتها مصر وبذلك أكون قد اقتسمت الأمن والتنمية بين الدول العربية ، وهى فكرة يمكن تطبيقها كما فعل الاتحاد الأوروبي من خلال الوحدة في السياسة الخارجية والأمن والدفاع والنظام المالي والنقدي لمن يرتضى ذلك، وأسعى لتفعيل وضع الجامعة العربية فى هذا الاتجاه .
وكيف ستتعامل مع استمرار الاعتداء على المصريين فى ليبيا ؟
من مصلحة مصر أن تستقر ليبيا أمنيا لذا سنسعى لاستقلالها واستقرارها من خلال مساعدتها على تكوين مجتمع ديمقراطي وهذا يحتاج لتضافر جهود رئيس الدولة وأجهزتها ، كما سنعمل على توجيه الخبرات و الاستثمارات والعمالة المصرية للنهوض بالاقتصاد هناك، كما أسعى للحفاظ على استقرار السودان وسوريا لأن الدول الثلاث يشكلون مثلث الخطر المحيط بمصر من خلال تصديرهم للإرهاب خاصة وأن لهم "مراسيل " فى سيناء حاليا.
ما هي أول دولة ستزورها في حالة فوزك ؟
السودان وبعدها ليبيا ثم إثيوبيا لأنهم يشكلون مثلث الخطر الأمني والمائي المحيط بمصر .
أكد المرشح الرئاسى حمدين صباحي أن فوزه بالانتخابات الرئاسية يشكل خطرا على مستقبل الإخوان ويقطع عليهم طريق العودة..كما سينهى كذبهم بأن ما حدث في مصر بعد 30 يونيو كان إنقلابا.. مشيرا إلى أن فوز منافسه المشير عبد الفتاح السيسى سيخدمهم في الترويج لكذبتهم أمام المجتمع الدولى.
وقال صباحي إنه يمتلك مشروعا لمحاربة فكر الإخوان يقف ضد خطابهم التكفيري، ومشروعا للعدالة الاجتماعية يحول دون استغلالهم للفقراء.. ونفى وجود أي اتصال مع الإخوان منذ تشكيل جبهة الإنقاذ ورفض الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسى، وشدد صباحي على أن نتيجة الانتخابات غير محسومة، ومن يروج لتلك الفكرة يمارس نوعا من الحرب النفسية، ويعبر عن جهل شديد بالواقع المصري.. وأوضح صباحي في حوار مع " أخبار اليوم " أنه يثق في أن الشباب والفقراء والعمال والفلاحين سيصوتون لصالحه لإيمانهم بأنه سينصفهم وأن تحقيق مطالبهم مرتبط بفوزه.
وأكد أنه سيعمل حال فوزه على تعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يحقق استعادة سيادة مصر الكاملة على سيناء، وسيتم صياغة العلاقة مع أمريكا على مبدأ التكافوء وليس على أساس التبعية أو العداء.. مشيرا إلى أن الإعلام الخاص والصحف لديهم انحياز واضح للسيسى، حتى أن التليفزيون الرسمي تم منعه من إذاعة 21 إعلان قبل ظهوره على الشاشة بنصف ساعة دون أسباب واضحة، مشددا على أنه لن يأمم أي مشروع تم افتتاحه، وسيتم منح ضمانات للمستثمرين لم يحصلوا عليها في أي عصر سابق.
ذكرت مسبقا أن نتيجة الانتخابات غير محسومة .. على أي أساس قلت ذلك أوما هي "حسبتك" ؟
بالتأكيد نتيجة الانتخابات غير محسومة، ومن يروج لتلك الفكرة لصالح مرشح معين يمارس نوعا من الحرب النفسية ، ويعبر عن جهل شديد للواقع المصري، ويصطنع ضجة إعلامية للمصادرة على حق المصريين في الاختيار، فلا يوجد مرشح جاد يخوض انتخابات رئاسية قائمة على التنافس ويروج بأن نتيجتها محسومة، ومن يروج لتلك الفكرة هم أنصار المشير عبد الفتاح السيسى، واذا كنت تخوض الانتخابات ودعايتك الرسمية تؤكد أنها محسومة فهذا يعنى أنك ضعيف وتدارى ضعفك.
وما يؤكد أن النتيجة غير محسومة هو تحليل الواقع المصري الذي يتضح من خلاله أن ثلثي تعداد مصر من الشباب أقل من 30 عاما والاتجاه السائد أنهم سيصوتون لي ولن يؤيدوا المرشح المنافس، وذلك بخلاف أن من سبق وقرروا منهم مقاطعة الانتخابات بدأوا مؤخرا في تغيير موقفهم بالتصويت لصالحي، وأنا لا اعتمد على الشباب فقط فهناك قوى اجتماعية أخرى ممثلة فى الفقراء والعمال والفلاحين والصيادين والعمالة الموسمية تتمنى تحقيق العدالة الاجتماعية وهؤلاء يمثلون قوة تصويتية هائلة حيث إن 50 % من تعداد مصر تحت خط الفقر.. وهم يؤمنون بأنني سأنصفهم وأن تحقيق مطالبهم مرتبط بفوز حمدين صباحي..
وهؤلاء أيضا قد يصدقوا المرشح الآخر ، وأنا لا أكذبه.. لكنهم سيصوتون لصالحي لأنهم يثقون في أنني سأكون "ضهر الغلابة " وأعلنت من قبل أن معركتي المقدسة ضد الفقر، الفئة الأخرى التى أعتمد على أصواتها هى الطبقة الوسطى والتي تحتاج لدولة قائمة على العدالة الاجتماعية وسيادة القانون وان تأخذ فرصتها لكي تنمو، وتلك الطبقة متأصل فيها قيم الدولة المدنية الديمقراطية وتشعر بأنه إذا تولى الرئاسة واحد من صفوف القوى المدنية سيكون الأقدر على أن يعبر عن تلك القيم ، كما أنها لا ترغب في حكم "قابض" عليها أو دولة "ثقيلة اليد " ليس في الأمن فقط، أما المستثمرين الشرفاء فهم يتطلعون لرئيس يقدم مشروعا يمكنهم من العمل.
ويزيح رأسمالية المحاسيب والتي تمثل 10% من المستثمرين ممن كانوا على قرب من حلف الثروة والسلطة أيام مبارك ومن مكتب الإرشاد أيام حكم الإخوان وحرموا ال 90 % من المستثمرين الوطنيين من إقامة مشروعات لتشغيل الشباب.. وأنا سأجذر رأسمالية المحاسيب لصالح الرأسمالية الوطنية وأفتح لهم الباب للعمل، فى النهاية إذا جمعنا الشباب والفلاحين والعمال الذين يطمحون لتحقيق العدالة الاجتماعية بالإضافة لقيم الطبقة المتوسطة الباحثة عن وطن ديمقراطي فى دولة مدنية.. وهؤلاء من أطلق عليهم الاتجاه الأساسي للشعب وهم الأغلبية التي ستمنحني أصواتها.
هذا يعنى أنك تركز على أصوات شباب الثورة المتهم بالتآمر كما تعتمد على تجاهل السيسى الحديث عن الحريات والديمقراطية وتسعى للحصول على أصوات الرافضين للمؤسسة العسكرية؟
أنصارى غير رافضين للمؤسسة العسكرية، لكنهم يرفضون أن تترك مهمتها الرئيسية فى الأمن، وتحميلها بأعباء ليست من اختصاصها مثل توفير أنبوبة البوتاجاز وتطهير الترع وإصلاح السكة الحديد وتوصيل مياه الري، وهو مايعنى انه لا وجود للدولة ولا وجود لوزارات الزراعة والصناعة والرى، فالقاعدة تقول إذا نمى عضو يقوم بتأدية كافة الوظائف على حساب بقية الأعضاء فإن باقي الجسد يضمر ..
وتركيزي قائم على المصداقية، "فالنفترض" أن المنافس تحدث عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وأن الجيش يحمى ولا يحكم .. يقول ما يشاء ..أما أنا فأركز على المصداقية.. وإن اعتبرنا أنه يوجد تنافس بين البرنامجين.. فسيكون برنامجي منتصرا للعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمجتمع المدني وتقوية الجيش دون جره وإرهاقه في السياسية ، كل ذلك ركزت عليه من البداية .. وإذا قال المنافس كلام آخر فسيكون البرنامجين أمام الشعب ومن حق كل مواطن أن يختار الأصلح من وجهة نظره، أما إذا افترضنا أن البرنامجين متشابهين.. فما يميزني أنني أشبه برنامجي..
ورهاني ليس على ما يقوله المنافس.. أو أنه صادق فيما يقوله، أو أنه يقوله لمجرد كسب الأصوات، لكن رهاني على أن البرنامجين إذا اختلفوا فإن برنامجي يعبر عن مصالح الناس، وإذا افترضنا أن البرنامجين متطابقين وهما غير متطابقين من الأساس ، فإن ما يميزني هو أنه تمت تجربتي على مدار 40 عاما في كل كلمة قلتها في البرنامج ، أما المنافس فليس لديه سابقة أعمال ولم يتم تجربته، وهذا لا يعنى أنه كذاب.. لكنني لدى سابقة أعمال في الديمقراطية حيث تم سجني أكثر من مرة، كما أنني ابن المجتمع المدني والفلاحين والصيادين والذين عبرت عنهم وحملت همومهم في البرلمان.. وبالتالي فإن من أثبتت تجاربه السابقة انتصاره للقضايا الرئيسية التي تهم المواطن وبرنامجه نابع من قلبه وعقله وليس من خبراء بجواره هو الأولى بأصوات الناخبين.
وهل ترى أن ذلك ما يميزك عن المرشح الآخر وسيدفع الناخبين للتصويت لصالحك ؟
بالطبع .. كما أنني أتميز بأمرين.. الأول أن برنامجي يعبر عن مطالب ومصالح الأغلبية الواسعة من المواطنين، وأن الناس تصدقني في هذا البرنامج ، والثاني أنني قادم من وسط صفوف الشعب وهذه قيمة مضافة ، فأنا أمام ثورتين 25 يناير ثم 30 يونيو .. القائد والبطل فيهما هو الشعب الذي خرج بالملايين وسانده الجيش الذي نكن له كل الاحترام ، فجمال عبد الناصر عندما قام بثورة 1952 قام بها الضباط الأحرار والشعب ساندهم وكان من المنطقي أن يتولى الحكم ضابط.. لكن الذي قام بثورتي 25 يناير و 30 يونيو هم المواطنين الأحرار لذا فمن المنطقي أن يحكم مواطن.. وهذا لا يقلل من قيمة الشعب فلولاه لما نجح عبد الناصر.. وكذلك لا يقلل من قيمة الجيش فلولاه لم تكن أي من الثورتين قد تم حسمهما ، ومن يرغبوا في دولة مدنيه ديمقراطية تحفظ توازن القوى أولى بهم أن يأتوا بمواطن من قلب الحركة الشعبية وليس "بطلا " وهو بالمناسبة "بطل" من قلب الجيش.. بطل من الجيش يبقى ليحمى ويصون، والمواطن القادم من قلب الشعب يأتي ليحصل على حقوق المواطنين الضائعة منذ سنوات ويضع الحلول لكافة المشاكل .
بعض من الأصوات التي ستحصل عليها ترى أنك قد تمثل جبهة مدنية معارضة في حالة عدم فوزك كيف ستحافظ على هذه الجبهة ؟
إذا فزت في الانتخابات سأحتاج لهذه الفئة كي نحكم بطريقة صحيحة وتنفيذ ما جاء في البرنامج الانتخابي، أما في حالة عدم فوزنا فسنسعى من خلالها لبناء معارضة وطنية في البرلمان والمحليات تراقب النظام الحاكم وستدعمه في حالة تطبيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وستقف أمامه إذا أصبحت الدولة بوليسية واستشرى فيها الفساد وتم السيطرة عليها من قبل "شلة الحرامية ".
هل شعرت بتعسف من قبل وسائل الإعلام ضدك أو أنها تحاكمك وتجامل السيسى ؟
الإعلام يجامل السيسى ولكنه لا يحاكمني ، وكل الأسئلة التي وجهت لي من قبل الإعلام من حقهم، وأنا ليس لدى أي اعتراض ولم أشكو على الإطلاق من الأسئلة التي طرحت في حواراتي ، وكون أن وسائل الإعلام لم توجه نفس الأسئلة للمشير السيسى فهذا يخصها، أما الطرف الوحيد الذي اعتبره محايدا هو التليفزيون الرسمى.. ماعدا ذلك فإن كل الإعلام الخاص والصحف لديهم انحياز واضح للسيسى، وبمناسبة الحديث عن الإعلام أود أن أوضح أن التليفزيون الرسمي تم منعه من إذاعة 21 إعلان قبل ظهوري على الشاشة بنصف ساعة دون أسباب واضحة.
لماذا ذهبت للأحزاب السياسية وأنت تعلم أنها ليست لها ثقل انتخابي في الشارع ولا تتحكم في اتجاهات التصويت .. كما أنها بالبلدي باعتك ؟
لم أذهب للأحزاب لمعرفة إذا كانت معى أو ضدي.. وإنما ذهبت إليها لإيماني بأن بناء وطن ديمقراطي يحتاج إلى أحزاب قوية.. وأن مستقبل هذا البلد يحتاج لبناء ديمقراطي تمثل قوة الحياة الحزبية جزء رئيسيا منه.. واقترحت عليهم الاتفاق على مرشح مدني يخوض الانتخابات، وأبلغتهم مبكرا أنني أعرض نفسي لهذا الأمر.. وطرحت عليهم خطوط برنامجي، واستمعت لرأيهم ووجهة نظرهم فى تطويره، كما أبلغتهم أن المعركة لا تقتصر على الانتخابات الرئاسية، وإنما تشمل البرلمان والمحليات، لذا طلبت منهم تشكيل ائتلاف وطني يعبر عن القوى الديمقراطية المساندة للعدالة الاجتماعية نخوض من خلاله انتخابات الرئاسة، ومعظم هذه الأحزاب قررت دعمي بعد اللقاء، والبقية قررت دعم السيسي دون أن تلتقي به أو تناقشه أو تسمع وجهة نظره أو يطرح برنامجه الذي لم يعلن عنه حتى الآن.
ألم تشعر بمرارة وغصة من موقف الأحزاب ضدك ؟
لا .. فالأحزاب لها مصالح وأنا أعذرها في مصالحها، وهناك أحزاب وأشخاص يعتقدون أن من يكون قريب من الدولة سيكسب ويريدون أن يكونوا مع الأقوى، وأنا لن أحرمهم من حقهم في الوقوف بالمنطقة التي قد تحقق لهم مصالحهم، ولكن لابد أن يسألوا أنفسهم هل تلك المصالح تصون مبادئهم الأساسية للديمقراطية خاصة وأن كثير من هذه الأحزاب دعاة للدولة المدنية وحماية الحريات وحقوق الإنسان.
وماذا عن الناصريين وعلى رأسهم عائلة عبد الناصر والذين أعلنوا تأييدهم للسيسى ؟
عائلة عبد الناصر فوق الكلام لما لها من مكانة كبيرة في قلبي، كما أنها لا تعتبر عائلة سياسية، وعبد الناصر لم يكن مشروع عائلي وإنما مشروع أمة ، والذي يعبر عنه شعبه وليس عائلته فقط ، وبالمناسبة كافة الناصريين يدعمون ترشحي.. عدا بعض الأفراد منهم وهذا حقهم لأنني لست مرشحا ناصريا وإنما طرحت نفسي متبنيا فكرة واضحة وهى ضرورة أن تصل الثورة للحكم كي تحقق أهدافها.. لذا فأنا اعتبر نفسي مرشحا لتيار رئيسي في مصر الناصريين جزء منه، وكل التيارات والاتجاهات السياسية تعانى من الخلافات سواء الناصريين أوالماركسيين أو الليبراليين بما فيهم حزب الوفد.
ومن يدعمك من التيار الناصري بالتحديد ؟
كل الناصريين ماعدا أفراد، وحزب الكرامة الذي يساندني يعد الحزب الناصري الرئيسي أما الحزب الناصري فهو منقسم.
لماذا أعلن حزب الدستور الذي أسسه البرادعى تأييده لترشحك للانتخابات الرئاسية ؟
هذا أمر طبيعي جدا فكافة الأحزاب التي تأسست بعد الثورة كالدستور وغيرها تقف معي عدا حزب المصريين الأحرار، وبالنسبة للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فغالبية قياداته وشباب يساندون ترشحي.
في رأيك من يلعب على أن يكون حزب الرئيس ؟
حزب المؤتمر(!!).
وفى حالة فوزك من سيكون حزب الرئيس ؟
لن يكون للرئيس حزب وإنما ائتلاف وطني يضم أحزاب الدستور والكرامة والتيار الشعبي والتحالف الشعبي أما بقية الأحزاب فهي أحزاب وطنية .
البعض يصفك بأنك طالب سلطة ودائما ما تسعى إليها ودليلهم على ذلك مطالبتك بتشكيل مجلس رئاسي فور سقوطك من الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة الماضية ؟
لم أطلب على الإطلاق تشكيل مجلس رئاسي، وفى جولة الإعادة قدمت طعون على النتيجة وتم رفضها وأعلنت قبولي بالنتيجة، وإن كنت أسعى للسلطة فلماذا رفضت منصب نائب الرئيس الذي عرض على أيام حكم مرسى ، كما أننى كنت عضوا في البرلمان لمدة 10 سنوات لم أقدم خلالها أي تنازلات للحصول على مزايا من نظام مبارك.. ولم أتقدم لطلب وظيفة، فهل من المنطقي أن أصبح فجأة طامع في السلطة بعد عمل في الحقل السياسي استمر 40 عاما .
كيف تكون مرشحا للرئاسة في دولة قانون وأنت موجه إليك اتهامات بالتعليق على أحكام القضاء وتدعمك حركة 6 أبريل المتهمة بالعمالة والمحظور نشاطها بحكم قضائي؟
6 ابريل حركة سلمية وما صدر من حكم قضائي ضدها تستطيع أن تنقضه، وأن تنشأ حزبا بعد ذلك، وأختلف كثيرا مع 6 أبريل.. لكنني أدافع عن حق السلميين طالما ليسوا دعاه عنف أو إرهاب، وأنا ضد التكفير والتخوين.. فلا أحد يحتكر الوطنية ويخون.. ولا أحد يحتكر الدين ويكفر.. هذا هو الخطاب العاقل الذي يبنى بلدا ديمقراطيا، أما بالنسبة لتصريحاتي على الأحكام الصادرة بالإعدام من محكمة المنيا .. فلقد قلت بوضوح إن هذا الحكم يسيئ لصورة مصر والقضاء، وأن القضاء سيصححه ويرد الإساءة لأنه ليس حكما نهائيا، وأن قواعد الأحكام في مصر تكفل نقض واستئناف الحكم.
وأعتقد أن هذا الكلام اتفق فيه معي شيوخ القضاء.. والعيب فى هذا الحكم ليس منطوقة فقط والذي أدى للشعور بالهلع، وإنما عدم استيفائه لإجراءات حق المتهم أثناء التقاضي فضلا عن أن الآثار السلبية لهذا الحكم فيما يتعلق بصورة مصر داخليا وخارجيا كانت واضحة، وعندما صدر الحكم في قضية فتيات الإخوان طلبت من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور إلغاء هذا الحكم وبعدها تم تصحيحه، فأنا أثق في القضاء واحترمه وأعول على استقلاله وتمكينه وأن أي أحكام تصدر عنه يراها الناس معيبة أو ضاره فهو كفيل أن يصححها بآلياته .
لكن البعض يرى أنك تدخلت بدليل أنك أعلنت الإفراج عن المحبوسين بسبب قانون التظاهر رغم أنه صادر بحقهم أحكاما قضائية؟
طلبت من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية عدم إصدار هذا القانون واقترحت تعديله من خلال حوار مجتمعي، والأخذ بملاحظات المجلس القومي لحقوق الإنسان لتكون الأساس في التعديلات وحصلت على وعد من رئيس الوزراء بتنفيذ ذلك.. إلا انه خلف وعده وصدر القانون الذي اعتبره غير دستوري ويجور على الحريات العامة وينتهك روح ونصوص الدستور، وحينما صدرت أحكاما بالحبس ضد المتظاهرين وفقا لهذا القانون، لم أعقب عليها وقلت وقتها إننا نظلم القضاء لأن المشرع أصدر قانونا خاطئا، والقضاء قام بتطبيقه، وتطبيق قانون التظاهر يعبر عن فهم خاطئ ومنحرف لمقصد المشرع لأنه مرره على أساس مواجهة مظاهرات العنف التي يرتكبها الإخوان فكانت النتيجة تطبيق القانون على المظاهرات السلمية لشباب ثورة 25 يناير وصدور أحكام ضدهم مع استمرار مظاهرات الإخوان التي شهدت أعمال عنف، ولو نجحت في الانتخابات الرئاسية لن ألغى القانون، ولكن سأقوم بتعديله وفقا لملاحظات المجلس القومي لحقوق الإنسان، وسأصدر قرارا بالعفو عن كل من صدر ضده أحكاما بموجب هذا القانون وذلك إعمالا للدستور الذي منح الرئيس حق إصدار قرارات العفو .
لكن الدستور اشترط موافقة البرلمان على قرارات العفو ؟
العفو حق خالص لرئيس الجمهورية.. أما إسقاط آثار العقوبة فمن حق البرلمان وهناك فرق بين الاثنين .. أنا سأخرج هؤلاء من السجن وهذا الكلام سيسرى على كل مسجون طالما كان متظاهرا سلميا، وموقفي واضح من تطبيق القانون على الإرهابي بدون تسامح ولا تصالح، أما السلمي فلن يمس وسيعامل بشكل محترم فى بيته وجامعته وبهذا أكون قد صححت خطأ ارتكب بصدور قانون معيب.
لماذا يظهر تضارب فى تصريحاتك المتعلقة بجماعة الإخوان.. تارة تسمح لهم بالتظاهر ورفع شعار رابعة.. ثم بعد أن أعلن السيسي موقفه منهم أكدت أنك لن تسمح بوجودهم كجماعة أو كحزب ؟
قلت بوضوح وقبل أن يصرح أي مرشح منافس بأي كلمة أنه لا وجود للإخوان سواء كحزب سياسي، أو جماعة خاصة وأنها جزء من تنظيم دولي وليست جماعة وطنية.. والقضاء أصدر بشأنها أحكاما ، ورأيي السياسي بغض النظر عن الدستور الذي حظر قيام الأحزاب على أساس ديني.. أن جزاء الإخوان ليس فقط لفشلهم فى السلطة- وهذا يمكن أن أتفهمه - بل لخطيئتهم في المعارضة، فقد تحدوا إرادة الشعب بعد 30 يونيو، واستكبروا عليه وقاموا بالتلويح بالعنف من منصة رابعة وسمحوا بوجود جماعات مسلحة داخل الاعتصام ، واشترطوا عودة مرسى للحكم حتى يتم وقف نزيف الدم في سيناء، وهذا يعد خطابا راعيا للإرهاب، وأرى أن الإخوان هم رعاة الإرهاب في مصر والمسئولين عنه بشكل مباشر حتى وإن اعتبرهم القانون مسئولين عنه سواء بالأصالة أو بالوكالة ، أما على مستوى الجماعات والأفراد .
فوفقا للدستور لن يكون هناك تمييز بين المواطنين على أساس الانتماء السياسي سواء كانوا إسلاميين أو ناصريين أو ليبراليين.. بمعنى أن من لم يشارك في أحداث عنف وكان عضوا بالإخوان وقام برفع شعار رابعة ويرى أن ما حدث في فض الاعتصام جريمة.. فهذا لا يعنيني طالما كان تعبيره عن رأيه بطريقه سلمية وسأعد قانون ينظم الحق في التظاهر للتعبير عن الرأي، ولن أسمح للشرطة بضرب المتظاهرين في الشارع أو اقتحام المنازل وستكون مهمتها جذر الإرهاب ولن تجور على حقوق الإنسان.
لكن الإخوان ليسوا مجرد أشخاصا وإنما فكر وعقيدة ؟
لدى المشروع الذي يواجه هذه العقيدة، بالخطاب الديني المستنير الذي سيقف ضد خطابهم التكفيري، كما أن لدى مشروعا للعدالة الاجتماعية يحول دون استغلالهم للفقراء.
وهل سيكون خطابك الديني أكثر تأثيرا من الأزهر ؟
اعتمد في هذا الخطاب بالأساس على الأزهر بعد ضمان استقلاليته وعدم تبعيته لأي سلطة بحيث يكون معبرا عن خطاب مستنير.. كما أن لدى مشروع الحريات الذي يمنع قولهم بأننا دولة تحت قبضة بوليسية، ولو تذكرنا فإن عبد الناصر انتصر على الإخوان بمشروع الخمس أفدنة وليس بزجهم في السجون، ولذا لم أتعجب من إصدار تحالف دعم الشرعية بيانا قال فيه إن فوز حمدين أخطر عليهم من السيسى .
إذن ما تفسيرك لخروج قيادى إخواني يدعى محمد السيسى ليؤكد أن المصالحة ستكون مطروحة في حال فوز صباحي؟
لا ألتفت لمثل تلك الأسماء غير المعروفة.. ولكن عندما يصدر تحالف على رأسه جماعة الإخوان بيانا رسميا يؤكدون فيه أننى أمثل خطرا عليهم.. فإن ذلك جاء لأنني لن أعتمد فقط في مواجهتهم على الحل الأمنى بل سأحارب فكرهتهم القائمة على الإقصاء والاستبداد، وسأكشف مشروعهم الاجتماعي الذي يعتمد على حرمان الفقراء، كما سأكشف مشروعهم في الديمقراطية من عدم احترامهم للحريات والآراء الأخرى، وسأحقق على الأرض ما يمنعهم من العودة، وسأحرمهم من أشهر كذبة لهم وهى " الانقلاب " .
فعندما يأتي حمدين صباحى رئيسا للجمهورية ستقطع ألسنتهم وستنتهي تلك الكذبة.. لكن لو جاء غيري سيروجوا لكذبتهم، وأود أن أقول أن من يستطيع أن يقضى على مستقبل جماعة وطريقة تفكيرها وعقيدتها الاستعبادية وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي ورؤيتها للدولة ومدنيتها هو نجاح مشروع الثورة التى أمثلها، فالضمانة لمصر في أن تأمن خطر عودة الإخوان أو أي إرهابيين هو نجاح حمدين صباحى وليس أي شخص آخر.
كناخب لا يمكن أن أنكر عليك أن يمنحك الإخوان أصواتهم فهم على استعداد أن يتحالفوا مع الشيطان ضد السيسى .. ألا ترى أن تصويت الإخوان لصالحك يتنافى مع إرادة الشعب ؟
لم أقل أن الإخوان سيمنحونى أصواتهم.. وموقفي منهم معلن.. وأرى وفقا لتصريحاتهم الرسمية أنهم سيقاطعون الانتخابات، وهذا أقرب للواقع وفقا لتحركاتهم الحالية، وأنا على يقين من أن نجاحي في الانتخابات لن يفيدهم لأنني أمتلك مشروعا يصادر على فرصهم في العودة للحياة السياسية ،فالإخوان لم يعد لديهم أي مزايا للعودة، ولكنهم يراهنون على عيوب نظام الحكم القادم في حالة فشله في تحقيق عدالة اجتماعية ومكافحة الفساد وإطلاق الحريات وعمل على إعادة الدولة البوليسية، وهذه الثغرات في بناء الدولة القادمة ستمكن الإخوان من العودة.
وأثق أنه في حالة فوزي سنبنى دولة ناجحة قائمة على العدالة الاجتماعية والديمقراطية، لذا فإن نجاحي يشكل خطرا على مستقبل الإخوان، ولكن في نفس الوقت يجب ألا نغفل شعورهم بالمرارة الثأرية تجاه المشير السيسى، وهذين الاعتبارين واضحين لأى محلل، ولكن غير الواضح هو كيف تفكر الجماعة، وأنا لا أرغب في أن تتحول المعركة الانتخابية لتخمينات بأن الإخوان سيمنحون أصواتهم لصباحي فأنا لا أملك معلومة وليس لدى اتصال أو استقراء يؤدى لهذه النتيجة، وكذلك التخمين بأنهم سيصوتون للسيسى لأن نجاحه يؤكد أن ما حدث كان انقلابا وسيفيدهم فى عرض قضيتهم أمام المجتمع الدولي .
ولكن تداول على مواقع التواصل الاجتماعي تسريب لاتصال هاتفي بينك وبين سليم العوا يفيد بأنك طلبت منه أن يصدر مرسى وبديع أوامر بالتصويت لصالحك مقابل العفو عنهم في حالة فوزك ؟
هذا الكلام كذب ولم يحدث ولا يوجد اتصال مع الإخوان منذ تشكيل جبهة الإنقاذ ورفض الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسى، والاتصالات التي تمت بعد ذلك كانت مع أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط المحبوس حاليا، وأكدت له وقتها عدم وجود طريق للحديث أو التفاوض مع الإخوان، كما أن الجماعة اعتبرتني المسئول الأول عن سقوط مرسى منذ أن أعلنت أنه فقد شرعيته الأخلاقية والسياسية، وأؤكد ثانية أنه لا وجود للإخوان كحزب أو جماعة في حالة فوزي.
وأتعهد بعدم ملاحقة كل صاحب رأى سلمى، وعدم إهانته أو التنكيل به أو استخدام القمع ضده لأن ذلك ضد شرف الثورة التي وعدت بإقامة بناء ديمقراطي يحترم كل صاحب رأى ويحميه، وهذا ما يجعل هناك منطقا فى التصدي للإرهاب ، كما أنه سيحرم الإرهاب من التعاطف غير المستحق والذي ظهر مؤخرا بعد إلقاء القبض على طلاب من الجامعات ليس لهم علاقة بالإخوان ولكنهم تعاطفوا معهم بعد أن أصبحوا شركائهم في الظلم ، وهذا ينتج عن سوء الإدارة وخطأ استخدام التوسع في الاشتباه وعدم تدقيق المعلومات ونقص الكفاءة المهنية لدى الشرطة والتباطوء في إنجاز القضاء بالإفراج عن الأبرياء مما جعل الدولة فى خصومة مع الشباب لذلك أصبح أهم تحدى أمام الرئيس القادم هو دمج الشباب فى مشروع لبناء المستقبل.
ما هو رأيك فى تبدل المواقف السياسية للسلفيين من تأييد الإخوان ثم إعلان تأييدهم للسيسى ؟
لقد اجتمعت مع حزب النور ودار بيننا حوار جاد حول برنامجي.. إلا أنهم اختاروا أن يدعموا السيسى وهذا حقهم الديمقراطي وهو حزب يعرف مصلحته ويرغب فى أن يصبح له دورا في المستقبل.
وهل ترى لحزب النور دورا سياسيا فى الفترة القادمة واستمرار خلطه الدين بالسياسة مرة أخرى ؟
لابد من تفعيل الدستور الجديد والذي يحظر قيام الأحزاب على أساس دينى، وتلك الأحزاب أمامها خيارين إما أن تعيد توفيق أوضاعها وبرامجها ولوائحها والأهم من ذلك أن يكون أدائها مدنيا وغير مستند على فكرة دينية .
ولكن تلك الأحزاب لن تتخلى عن فكرها ؟
أنا لا أطلب منهم التخلي عن فكر ولكن أطالبهم بالالتزام بقواعد العمل السياسي، فالفكر لا يمكن الحكم عليه ولكن يمكن إخضاع الممارسة السياسية ولائحة الحزب وبرنامجه لرقابة قضائية بهدف مراجعة أوضاع تلك الأحزاب، فأنا لا أفتش في النوايا والعقول، لكن نراقب سياسات، وأرى أنه من الضروري التوقف عن خطاب الكراهية والعزل مثل مصطلحات التكفير والتخوين لأن ذلك الخطاب ضد مبادئ الديمقراطية التي تعنى قبول التعدد، وإذا كان المتعدد متهم بأنه كافر أو خائن يعنى ذلك عدم تقبله ونفيه وهو ما يجعل من ملاحقة هذا الخطاب قضائيا ضرورة ملحة .
وماذا عن الإقصاء الواقع على من يطلق عليهم " فلول " ؟
لم استخدم كلمة فلول لأنها تسرى على أعضاء الحزب الوطني، وأنا لست ضدهم وإنما ضد قادة الفساد في نظام مبارك، فأغلب أعضاء الحزب الوطني ومنهم من كان يمنحني صوته في انتخابات البرلمان انضموا لحزب السلطة اتقاء لشر المستبد أو بحثا عن مغنم أو مصلحة، وهو ما ينطبق على أنصار الإخوان الذين انضموا إليها نتيجة ضعف الدولة وفشلها في التعليم والصحة، ويوجد في كل منزل إخواني ليس إرهابيا ، وعضو وطني غير فاسد .
كيف ترى شكل مجلس الشعب القادم في ظل "التشرذم" الذي تعانيه الأحزاب حاليا ؟
إذا كنا نرغب في دعم الحياة الحزبية فلابد من النص في قانون الانتخابات على تخصيص 50 % لمقاعد الفردي و 50 % للقائمة، وأرى أنه لن تشارك الأحزاب بشكل فردى فى تلك الانتخابات ولكنها ستشكل ائتلافات وجبهات، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتحالف أحزاب الدستور والكرامة والتحالف الشعبي والعدل وأغلبية المصري الديمقراطي الاجتماعي والتيار الشعبي لتشكيل قائمة انتخابية تحت اسم ائتلاف التيار الاجتماعي .
وفى حال فوزك هل ستلجأ لتشكيل حكومة ائتلافية ؟
يمكن أن يتم ذلك بشكل أوسع من خلال ضم أحزاب من التي لم تدعمني في الانتخابات للحكومة.
يعنى ذلك بأنك ستختار الحكومة من الأحزاب أم من أهل الكفاءة ؟
سيتم تشكيل الحكومة وفقا لقاعدة الكفاءة والنزاهة وليس على اعتبار الولاء والمعارضة، فستضم ممثلين لشركائي في الانتخابات، وفى نفس الوقت سأضم الكفاءات الموجودة في الأحزاب التي لم تؤيدني منها الوفد والمصريين الأحرار على سبيل المثال، وكذلك سيتم ضم الكفاءات من المجتمع المدني ممن لا ينتمون لأي أحزاب كما سيتم الاستعانة بأصحاب الكفاءات من المصريين بالخارج في شكل هيئات استشارية تكون مهمتها تقديم النصيحة للحكومة وتضع لها الخطط والبدائل .
معنى ذلك أنك اخترت رجال الدولة الذين سيعاونك في حالة فوزك ؟
لقد حددت أسماء بعضهم بالفعل.
ومن سيكون رئيس الوزراء في حكومتك ؟
مازال محل تشاور ولن يعلن عنه إلا في حينه ، وقد لا يتم اختيار بعض أفراد من حملتي الانتخابية في أي مناصب داخل الحكومة.
كيف ستتصرف إذا نجحت في الانتخابات ثم وجدت أجهزة الدولة تقف ضدك ؟
أنا على ثقة من أن أجهزة الدولة لن تقف ضدي لسببين.. الأول أن تلك الأجهزة لم تقف طوال عمرها ضد أي رئيس، ولم تقدم على ذلك إلا في حالة خروج الشعب ضده.. فمادام الشعب في صفى ستظل تلك الأجهزة تعمل معي، والسبب الثاني يرجع إلى مواريث الدولة المصرية والتي تقوم على الطاعة للرئيس وليس التمرد عليه، ولم يحدث في التاريخ لا في عصر مرسى أو غيره من الرؤساء أن تمردت أجهزة الدولة على رئيسها، وعندما خرج الشعب بالملايين ضد مرسى ومبارك أيقنت تلك الأجهزة أنهما فقدا شرعيتهما وبعدها انحازت للثورة والشعب، وإذا فقدت تأييد الشعب لن انتظر أجهزة الدولة حتى تتمرد ضدي.
وماذا ستفعل إذا خرج الشعب ضدك ؟
سأضرب له تعظيم سلام وسأدعوا فورا لانتخابات رئاسية مبكرة.
متى تشعر بأنك فشلت في إدارة الدولة ؟
إذا لم أحقق تنمية شاملة تضمن تطبيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر، وأعد بتحقيق كل ما جاء في برنامجي خلال أربع سنوات مع العلم أن المواطن سيشعر بتحسن الأحوال يوميا طوال السنوات الأربع.
وما ردك على ما يتردد بأن برنامجك خيالي في مقابل أن برنامج السيسى واقعي ؟
أناقش برنامجي على الهواء مباشرة ولدى رد على كيفية تنفيذ كل محور فيه، فعلى سبيل المثال سيتم استصلاح الأراضي الواقعة في الظهير الصحراوي للمحافظات وفقا لمنسوب المياه الجوفية ولما سيتم توفيره من مياه الري، وتوزيعها بواقع فدان إلى ثلاثة أفدنة على كل شاب بلا عمل وكل فلاح معدم، وبقروض ميسرة قيمتها 10 آلاف جنيه على أن يشكل من كل ألف فدان وحدة اقتصادية واحدة ومتكاملة .. ويكون من حقهم زراعة أي محاصيل ومع نهاية الموسم سيعكس الربح الناتج عن إدارة الألف فدان أنه قد تم توفير دخلا مناسبا لكل عائلة ، فأنا لست ملزما بتوزيع فدان و10 آلاف جنيه لكل مواطن ولكن ملزم بأن يتم توزيع الأفدنة التي سيتم استصلاحها من خلال توسيع قاعدة المليكة وضمان الإدارة الاقتصادية لكل ألف فدان.
وكيف ستوفر التمويل اللازم لاستصلاح تلك الأراضي ؟
البرنامج يتضمن أيضا بندا تحت مسمى تصحيح الموازنة العامة، وفرنا من خلاله 166 مليار جنيه من خلال إعادة هيكلة الدعم وإلغائه عن المصانع كثيفة الاستخدام للطاقة، وكذلك أموال الصناديق الخاصة والتي تبلغ 100 مليار جنيه، وهنا لا أتحدث عن الجزء الخاص بالأجور وإنما المبالغ التي تصرف من تلك الصناديق على منافقة الرئيس، فضلا عن وجود مداخرات في البنوك لا يتم توظيفها ، كما لدينا نظام الاكتتاب والذي سيكون نظاما رئيسيا في الفلسفة الاقتصادية التي نطمح إليها وذلك من خلال طرح المشروعات الاقتصادية الكبرى مثل الطاقة الشمسية للاكتتاب العام للمواطنين لتملك أسهم بها.
وأود الإشارة إلى أن مصر أكبر مشروع ناجح ويمكن استغلال شبابها فى اقتصاد المعرفة.. إلا أنهم مصابون بالإحباط لشعورهم بأنهم يسرقون، وفى حال فوزي في الانتخابات فإن الشباب الذي يراهن على حمدين صباحي سيشعرون بأن البلد ملك لهم وسيبدعوا فى البرمجيات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومحاربة الفساد والعمل التطوعي.
يتضح من لهجة خطاباتك أنك ضد رجال الأعمال وأنك تضعهم دائما فى خانة المتهمين .. ما ردك وكيف يمكن التنمية دونهم ؟
أنا ضد الفساد وهناك فرق جوهرى بين محاربة الفساد ورجال الأعمال.. فخلافي ليس مع المستثمرين لكن مع من يمثلون رأس مالية المحاسيب وهؤلاء غير موجودين على خريطة برنامجي، وهذا يعنى أن بقية المستثمرين الذين ظلموا من الأنظمة السابقة سيتضاعف إنتاجهم الوطني، من خلال قواعد لها علاقة باقتصاديات السوق تتمثل في عدم وجود احتكار وإتاحة فرص متساوية للمنافسة لرفع تنافسية القطاع الخاص.. كما أن بناء مصر يتطلب جهود الجميع بما فيهم رجال الأعمال، لذا لن يكون هناك تأميم لأي مشروع تم افتتاحه، وسيتم منح ضمانات للمستثمرين لم يحصلوا عليها في أي عصر سابق، من خلال إطار تشريعي ملزم، ونظام إداري خالي من الفساد والتعويق، مقابل قيامهم بأداء دورهم الاجتماعي الذي يتضمن جانبا تطوعيا هم مخيرون فيه، وجانبا إلزاميا من خلال وضع نظام ضريبي جديد يقوم على فرض ضريبة تصاعدية متعددة الشرائح.
وبرنامجي الانتخابي يقترح أن تكون نسبة تلك الضريبة من 20 % إلى 40 % ، وأمام ذلك سيتم طمأنتهم بأنهم يستثمرون أموالهم في مجتمع يسوده الاستقرار، وغير معرض لانفجارات أهلية تطيح بكل ما يملكون، من خلال إقامة مجتمع يقوم على العدالة في توزيع الثروة، كما سأضمن للمستثمرين عدم دفع الإتاوات المادية التي كانوا يسددوها للدولة " من تحت الترابيزة " بسبب الفساد فى الأنظمة السابقة، لكنهم سيسددون هذه المبالغ في إطار قانوني مقابل حصولهم على خدمات لتهيئة مناخ الاستثمار من خلال رصف طرق صالحة لنقل البضائع ونظام تعليمى يوفر الكفاءات المهنية للعمل في المصانع، ومنظومة صحية تحول دون مطالبة العاملين بأجازات مرضية يوميا، كما أن تطبيق الضريبة التصاعدية لن يكون فقط لزيادة الموازنة، ولكن لتوجيه الاستثمار بتخفيض نسب هذه الضريبة كحافز للمستثمرين إذا قاموا بالاستثمار في الصعيد، أو زيادة نسبة العمالة، أو تشغيل نسبة كبيرة من العاملين لديهم من المرأة.
وما هي الضمانات التي تحول دون خرق هذه المنظومة ؟
لا يمكن خرق تلك المنظومة طالما أن الدولة فيها إدارة كفء خالية من الفساد.
وكيف يمكن التحكم في البيروقراطية الموجودة في الجهاز الإداري في الدولة ؟
مشروعي الأول هو تطوير الإدارة في مصر.
وهل يمكن أن تستعين بالمستثمرين في الحكومة ؟
لا .. لأن ذلك له علاقة بقانون مهم في الفساد يسمى تضارب المصالح ، ولن أسمح بتضارب المصالح ولدى قناعة بأن مستثمر ناجح أفضل من وزير.
قلت أنك مع سرية موازنة الجيش .. فكيف ستتعامل مع مشروعاته الاقتصادية والأراضي التي يمتلكها ؟
الجيش مؤسسة وطنية بامتياز طوال تاريخها، ومهمته الدستورية أن يحمى الأمن واستقلال الأرض وكذا الأمن القومي والعربي والإفريقي ، وأنا مع إخضاع ميزانية الجيش لرقابة البرلمان على أن يتم بحثها من خلال لجنة سرية مصغرة، وفيما يتعلق بمشروعاته الاقتصادية.
فالجيش في كل بلدان العالم جزء رئيسي من التقدم الاقتصادي، ولكن في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا الجديدة والبحث والتطوير والصناعات الحربية، وهى صناعات قائدة تسحب ورائها قطاعات كبيرة من الصناعات في القطاع المدني من صناعات مغذية ومكملة، وعندما يساهم الجيش بالكفاءات التي تشكلت لديه في تطوير الطرق فلابد أن يتم ذلك وفقا لقاعدة التنافسية، لأنه لا ينبغي على الجيش أن يستحوذ على تلك العمليات على حساب ضمور القطاع الخاص والتعاوني والقطاع العام، وأنا مع كل اقتصاد يقوى الجيش لكنى مع تطبيق التنافسية ومنع الاحتكار وإلغاء مبدأ الإسناد بالأمر المباشر سواء على القطاعات الاقتصادية للجيش أو الشركات الخاصة والحكومية، وهو ما يهدف لعدم ظلم القطاعات المدنية في الاقتصاد من المستثمرين أو القطاع العام، ولا يصادر على حق الجيش من أن يمتلك موارد ويسهم في التنمية.. لكن الأولويات واضحة ، مادام الجيش لن يدخل في السياسة.
وأن كل ما سيعود للجيش سيكون جزء من موازنة عامة تخضع للرقابة وليست منفصلة، ولن يكون الجيش دولة داخل الدولة، لأن ذلك ضد بناء الدولة الديمقراطية والتي تعنى أن كل أجهزتها محكومة بجهاز واحد، وقيادة سياسة واحدة، وبرلمان واحد يشرع ويراقب.. لكن أن نمنح وضعية خاصة لحماية الأسرار في حدود دائرة المناقشة ليس إلغاء للمراقبة .
أكدت أنه لا حاجة لنا في المعونة الأمريكية ويمكننا الاستغناء عنها.. إلا تعتبر ذلك عدم دراية منك بمتطلبات الجيش ؟
أنا لا أريد المعونة الأمريكية وسأتخذ قرارا في حالة نجاحي بالاستغناء عنها، أنا هنا أتحدث عن المعونة الاقتصادية فقط لرفضي تحكمهم في نمط التنمية الذي ارغب فى تنفيذه، أما المساعدات العسكرية فتسدد باعتبارها جزء من اتفاقيات، ومصالح لها علاقة بالتعاون الأمني تحقق مصالح لأمريكا تدفع بموجبها هذه الأموال طائعة مختارة وهى أقل مما تحصل عليه من مزايا، وسأسعى لتنويع مصادر التسليح في الجيش، ولن أقصره على طرف وحيد.
ماذا ستفعل فى اتفاقية كامب ديفيد في حالة نجاحك خاصة وأنك كنت دائما رافض لها ؟
أنا طوال عمري رافض لكامب ديفيد وموقفي لن يتغير، وإذا أصبحت رئيسا لن أنفذ آرائي الشخصية وإنما ما يتماشى مع مصالح مصر الخارجية دون الدخول في صراعات جديدة، لكنى سأعمل على تعديل الاتفاقية بالطرق المنصوص عليها في القانون الدولي بما يحقق استعادة سيادة مصر الكاملة على سيناء.
ما هي رؤيتك لشكل العلاقات المصرية الأمريكية وما هى الخطوط الحمراء التي ستحكم تلك العلاقة ؟
العلاقة مع أمريكا ستبنى على التكافوء ولن تقوم على أساس التبعية أو العداء فهي دولة كبرى ولها مصالح، ومصر دولة فاعلة في العالم لها مصالحها، ويجب أن تقوم العلاقات على احترام مصالح كل دولة وإدراك أن هناك مساحات اتفاق واختلاف بين البلدين، فلن يكون هناك اتفاق مع موقف أمريكا من القضية الفلسطينية وانحيازها لممارسات إسرائيل من استيطان وتهويد القدس، وكذلك لن تتفق أمريكا مع موقف مصر المدافع عن القضية الفلسطينية، ولكن يمكن أن نتفق مثلا على مكافحة الإرهاب من المنظور الخاص لكل دولة خاصة وأن مصر غير متزوجة من أي دولة لا عرفي ولا رسمي.
في نفس الإطار هل ستبقى على نبيل فهمي وزير الخارجية في حكومتك إذا أصبحت رئيسا للجمهورية ؟
أقدر نبيل فهمى وهو وزير خارجية جيد، ولكنه أخطأ في التعبير وأكدت على إقالته فور نجاحي في الانتخابات لأن تصريحه جاء مخالفا للمعاني الوطنية.
وكيف ستتعامل مع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية ؟
المثلث الذي يضم إيران وتركيا والعرب وفى قلبهم مصر يخسر في حالة زيادة الخلافات، لذلك يجب أن يتم إقامة تسويات في العلاقات التي تربط دول تلك المنطقة، وأسعى لأن تكون كل من إيران وتركيا مصادر للتعاون المتبادل مع العرب وذلك من خلال الاتفاق على عدم تدخل أي دولة في الشئون الداخلية لبقية دول المنطقة، ووضع آليات تحول دون فرض نفوذ دولة على أخرى، ولكن لا يمكنني القيام بذلك إذا استمر رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا في حديثه غير المسئول عن مصر وانتصاره لجماعة على حساب الدولة، وكذلك تهديد أمن دول الخليج من قبل إيران سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بالإضافة لقيام إيران باستغلال الشيعة في إحداث فتنه طائفية يمكن أن تهدد أمن دول ومجتمعات عربية، لذلك أرى أنه يجب الاتفاق مع الخليج على تفعيل دور مصر فى اتفاقية الدفاع العربي المشترك .
يعنى ذلك أنك سترسل الجيش المصري ليخوض معارك بالنيابة عن دول الخليج العربي ؟
الجيش المصري له علاقة بحماية أمن أشقائنا في دول الخليج ، وهذا هو دوره بدلا من الاستعانة بأطراف أجنبية لحفظ الأمن هناك، ومقابل ذلك سيتم جلب استثمارات تلك الدول وليس عطاياهم لتوظيفها في خطة التنمية التي وضعتها مصر وبذلك أكون قد اقتسمت الأمن والتنمية بين الدول العربية ، وهى فكرة يمكن تطبيقها كما فعل الاتحاد الأوروبي من خلال الوحدة في السياسة الخارجية والأمن والدفاع والنظام المالي والنقدي لمن يرتضى ذلك، وأسعى لتفعيل وضع الجامعة العربية فى هذا الاتجاه .
وكيف ستتعامل مع استمرار الاعتداء على المصريين فى ليبيا ؟
من مصلحة مصر أن تستقر ليبيا أمنيا لذا سنسعى لاستقلالها واستقرارها من خلال مساعدتها على تكوين مجتمع ديمقراطي وهذا يحتاج لتضافر جهود رئيس الدولة وأجهزتها ، كما سنعمل على توجيه الخبرات و الاستثمارات والعمالة المصرية للنهوض بالاقتصاد هناك، كما أسعى للحفاظ على استقرار السودان وسوريا لأن الدول الثلاث يشكلون مثلث الخطر المحيط بمصر من خلال تصديرهم للإرهاب خاصة وأن لهم "مراسيل " فى سيناء حاليا.
ما هي أول دولة ستزورها في حالة فوزك ؟
السودان وبعدها ليبيا ثم إثيوبيا لأنهم يشكلون مثلث الخطر الأمني والمائي المحيط بمصر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.