مراقبون: انتخابات الرئاسة من جولة واحدة والفائز معلوم حملة المشير: مرشحنا يبدأ جولاته قريبًا حملة حمدين: إعلام دولة مبارك يسعى لتشتيت شباب الثورة على الرغم من عدم ظهوره إلا بعد الإطاحة بطنطاوى وعنان، وبالرغم من أن نجمه لم يبدأ فى اللمعان إلا أنه يوم30 يونيو الماضى عندما ألقى بيان عزل الرئيس مرسى وإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين فى هذه اللحظة تحول المشير عبد الفتاح السيسى، من مجرد وزير دفاع إلى البطل الحقيقى الخفى، الذى دافع عن حقوق المصريين وأنقذهم من براثن حكم الإخوان، كما تروج لذلك وسائل الإعلام بعد بيان 3 يوليو، ودفعت شعبيته الجارفة حينئذ مؤيدية إلى إطلاق حملات تطالبه ب"إكمال جميله" وإعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة. وفى الجانب الآخر وبعد استقالة السيسى من منصب وزير الدفاع وإعلان ترشحه للرئاسة، ظهر حمدين صباحى، كمنافس وحيد للسيسى، بعد محاولته السابقة فى عام 2012، عندما خاض تجربة الانتخابات الرئاسية أمام مرسى وأحد عشر مرشحًا آخرين، ولكن لم يحالفه الحظ آنذاك، ولقد حاول عبثًا منذ تلك الفترة تكوين تشكيلات وتحالفات للإطاحة بمرسى وتنظيم انتخابات رئاسية جديدة حتى تم العزل بقوة الجيش. الغريب فى الأمر أن السيسى الذى لم يقم بجولة واحدة لشراء أصوات أو الحصول على تأييد جماهيرى، عبر جمع التوكيلات استطاع أن يتقدم للجنة العليا للانتخابات ب 200 ألف توكيل فى أيام معدودة، ويقال أنه استطاع أن يجمع ما يزيد عن 500 ألف توكيل، فى حين أن صباحى المعروف الذى بدأ جولاته مبكرًا وتصريحاته التى استعطف بها المصريين، واستمر حتى آخر أيام غلق باب الترشح ليتقدم ب30 ألف توكيل فقط من جميع المحافظات، ليتضح بعد ذلك الفرق الشاسع بين المرشحين فى عدد التوكيلات، وهو ما دفاع الآلة الإعلامية إلى تصوير صباحى بأنه "ورقة محروقة" لم يقدم شيئا للوطن، بينما تم تدعيم صورة السيسى بأنه البطل الحقيقى. "صباحى" يجتمع ويلتقى بكل الأحزاب والقوى السياسية، ويسعى جاهدًا لنشر برنامجه وإقناع المصريين بأنه الرئيس القادم، بينما المشير السيسى لم يقم بجولة واحدة حتى الآن، ولم يلق خطبة بأحد الشوادر الانتخابية بعد، لا زال بعيدًا عن الإعلام، لم يجُر حديثا صحفيًا، أو مقابلة تيلفزيونية حتى الآن. يقول حمدين صباحى: أدخل الانتخابات بنفس الروح التى دخلت بها ميدان التحرير فى 25 يناير و30 يونيو لخوض نضال ديمقراطى لأنه واجب على كل الثوريين فى الوطن، موضحًا أنه حال عدم فوزه برئاسة الجمهورية سيكوّن معارضة تكون رقمًا كبيرًا يصعب على أى حاكم أن يتجاهلها. ودشن صباحى سلسلة مشاورات مع عدد كبرى من الأحزاب والشخصيات السياسية والحزبية، والتى تضمنت حزب التحالف الشعبى الاشتراكى برئاسة عبدالغفار شكر، والذى أعلن تأييده لصباحى بالفعل، وعقد جلسة تشاورية مع خالد على، المحامى والحقوقى والذى لم يرض المشاركة فيما أسماه بمهزلة الانتخابات الرئاسية، للتشاور بشأن التنسيق فيما بينهما ومناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السياسية، كما التقى أيضا الحزب المصرى الديمقراطى برئاسة الدكتور محمد أبو الغار، والدكتورة هالة شكر الله رئيسة حزب الدستور، وعدد من قيادات الحزب وقيادات الحزب الاشتراكى المصرى لعرض برنامجه الانتخابى ورؤية الطرفين للمرحلة القادمة. كما عقد لقاء مع حزب النور لمناقشة رؤية البرنامج الانتخابى لصباحى، وحضر اللقاء من جانب حزب النور الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، والدكتور باسم الزرقا والدكتور أشرف ثابت أعضاء الهيئة العليا للحزب، ومن المقرر أن يبدأ صباحى جولة بمحافظات الصعيد 14 مايو المقبل، تضم محافظات "أسوان، والأقصر، وقنا، وسوهاج، والمنيا. ومن المعسكر الآخر يقول عبد الله المغازى المتحدث الرسمى باسم حملة المشير عبدالفتاح السيسى، "إن السيسى ليس مرشحا، إنما مكلف من الشعب بمهمة رسمية، لذا كان حرصنا على الشكل المنضبط، هناك من ينتظر لو غلطة بسيطة، فمن باب الحرص كان هذا الانضباط. وأضاف المتحدث الرسمى لحملة السيسى، مع إعلان القائمة النهائية للمرشحين من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية سيبدأ ظهور المشير وأعضاء الحملة إعلاميا. ويعتبر السيسى هو الأكثر حظا للفوز فى الانتخابات المقبلة، والمقرر عقدها فى 26 ، و27 مايو المقبل، خلال الجولة الأولى حسب تقديرات العديد من المراقبين، حيث إنه يتمتع بدعم داخلى أكثر من أى مرشح آخر، فضلا عن التفويض الذى تمنحه إليه المؤسسة العسكرية، والتغطية الإعلامية التى يحظى بها. وفى الوقت الذى يرى فيه مؤيدون لخريطة الطريق أن الانتخابات ستكون نزيهة ومحايدة، وأن استقرار المنافسة فيها على مرشحين اثنين طبيعى بسبب شعبية السيسى الجارفة، وأنه سيسهل عملية إجراء الاقتراع والفرز ومن ثم سرعة إعلان النتيجة، يؤكد معارضو الانقلاب أن ذلك لا يعدو أن يكون مسرحية بطلها السيسى ويكمل ديكورها منافسه حمدين صباحى. وأكد المستشار طارق شبل، المتحدث باسم الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، أن القائمة النهائية لأسماء المرشحين المتقدمين بالإضافة إلى أعداد التوكيلات التى تم توثيقها ستعلن هذا الأسبوع. وكان أيمن نور -رئيس حزب غد الثورة، والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، قد أكد عقب إعلان السيسى ترشحه للانتخابات الرئاسية إشفاقه على حمدين صباحى، المرشح الرئاسى، لأنه سيخوض انتخابات أشبه ب"مسرحية هزلية"، مشيرا إلى أنها محسومة ومعروفة النتائج. وبحسب مراقبين فإن استقرار المنافسة على السيسى وصباحى يعنى أن الانتخابات أصبحت محسومة النتيجة، حيث إنه لن تكون هناك جولة إعادة لأن من سيحصل على صوت واحد أكثر من الآخر سيصبح فائزا بها. ناجح محمد، الموظف بإحدى شركات القطاع الخاص، يرى أن الانتخابات القادمة ستكون أشبه بالمسرحية معلومة النهاية، مؤكدا تخطيط الانقلابيين لتنصيب السيسى عبر إجراءات ديكورية انتخابية لإضفاء شىء من الديمقراطية المزيفة عليها، بحسب قوله. ويضيف محمد أن استقرار الانتخابات على السيسى وصباحى مقصود من قادة الانقلاب حتى تكون عملية تخطيط النتيجة أكثر سهولة ويسر، لإمكان التحكم فى الأصوات ونسبة كل مرشح وإعلان النتيجة بشكل سريع، دونما الحاجة لجولة إعادة كما كان الحال فى انتخابات 2012. بداية الأزمة بين السيسى وصباحى حاله من الترقب تعيشها الحملة الرسمية لحمدين صباحى، بعد الأزمة التى فجرتها إحدى الصحف، بعد نشرها لتسريب من داخل اللقاء الذى جمع صباحى بعدد من شباب الثورة وتيار الشراكة المصرية، حيث أثارت عبارة "أنا مبعاملش السيسى باعتباره مجرم أنا بستهدف محاكمته"، فكانت هذه إجابة لسؤال شريف دياب، منسق حركة "امسك فلول": "إن العدالة الانتقالية بدون محاكمة السيسى وطنطاوى هى عدالة منقوصة". فخرجت الحملة الرسمية لصباحى لتنفى هذا الخبر فى بيان رسمى، وأكدت الحملة أن ما نشرته الصحيفة حول حديث صباحى عن السيد عبد الفتاح السيسى هو كلام عار تمامًا من الصحة وملفق من الألف إلى الياء. كما أكدت أن الموضوع الذى نشر يحمل الكثير من المعلومات المتضاربة، وهو ما يؤكد أن المعلومات التى يحتويها مختلقة تمامًا. ومن جانبه، أكد عمرو بدر، المسئول الإعلامى بالحملة الرسمية لحمدين صباحى، أن إعلام دولة مبارك يحاول الإيقاع بحمدين صباحى، مرة مع شباب الثورة الداعين للمقاطعة ومرة مع المصريين البسطاء. وأضاف، "أن المحاولات التى يقومون بها ستؤدى إلى الفشل التام بكل تأكيد والثورة ستنتصر وقادرين على هزيمة نظام مبارك"، فى الوقت الذى أكد شريف دياب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، فعلًا النفى صحيح وأنا بأكد نفيهم لأن حمدين رد على وقال: "لن أفتح صراعات مع الجيش ولا أعتبر السيسى مجرمًا"، كما خرج القيادى بتيار الشراكة المصرية شادى الغزالى حرب، فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، مؤكدًا أن ما ينشر على إحدى الصحف من خلال موقعها الإلكترونى من تصريحات لحمدين صباحى، المرشح الرئاسى، فى الانتخابات المقبلة، حول محاكمة المشير عبد الفتاح السيسى لا يمت للحقيقة بصلة، ولم يحدث مطلقًا فى اجتماع أمس، نرجو منهم مراعاة المهنية. ويرد صباحى قائلا: لا ينبغى أن أقول "إن أحدًا بعينه سوف يقوم بمحاكمته أمام القضاء". وأضاف أنه ليست قضيتى أن أذكر أسماءً بعينها لكى أقدمها لمحاكمة حال فوزى بالانتخابات الرئاسية المقبلة.