قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن الغرب وإسرائيل كانوا دائما مترددين بشأن التدخل بالقوة الكافية لترجيح كفة الميزان في القتال في سوريا. وأضاف أن التدفق المستمر للجهاديين على المنطقة وهجماتهم المتزايدة في لبنان والعراق المجاورة جعلهم يفكرون في أن نظام الرئيس بشار الأسد هو أفضل الشرين. ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في الاستخبارات قوله "إن عدد الجهاديين في سوريا ازداد من 2000 إلى أكثر من 30000 في غضون عامين، وفي حال سقوط الأسد سيتحول هؤلاء الجهاديين لمهاجمة إسرائيل". وأضافت الصحيفة أن المحللين يرون أن القوى العالمية قد تقبل ببقاء الأسد في السلطة بسبب المخاوف المتزايدة من المكاسب الذي يحققها الجهاديون في سوريا، والعراق، ولبنان، حيث يتدفق المقاتلون الأجانب لدعم الجهاد هناك. وأشارت إلى أن من العلامات الأخرى على هذا التحول تجاه بقاء الأسد تقارير لوكالات الاستخبارات الأوروبية تفيد باجتماعات تعقد سرا مع الأسد لتبادل المعلومات حول الأوروبيين الذين يعملون مع الجماعات الإسلامية في سوريا . وأكدت أنه ينتاب الدول الأوروبية قلق كبير حول مشاركة مواطنون لها فى القتال في سوريا ، حيث يمكن لهؤلاء العودة إلى بلدانهم الأصلية لتنفيذ هجمات هناك. ووفقا لمسؤولين ودبلوماسيين نقلت عنهم صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق فإن المناقشات مع النظام السوري تتركز على الأنشطة الجهادية، وتخشى المعارضة من إقدام الغرب على قبول فكرة بقاء الأسد في السلطة. وقال إيال زيسر، وهو خبير في الشأن السوري من مركز موشي دايان في جامعة تل أبيب، لجيروزاليم بوست إنه لا يوجد أي شك في أن المكاسب التي حققها الجهاديون على الأرض في المنطقة أدت إلى تغيير وجهات النظر . وأضاف أن الغرب وإسرائيل ليسوا في عجلة من أمرهم للتخلص من الأسد "، في إشارة إلى التقارير الأخيرة عن التعاون بين الاستخبارات الغربية ونظام الأسد ، وقال زيسر إن هذا جزء من هذا التحول. وقال تشاك فريلتش، وهو باحث بارز في كلية هارفارد كينيدي، ونائب مستشار الأمن القومي السابق في إسرائيل، للصحيفة " أعتقد أنه من الواضح أن الولاياتالمتحدة تقبلت بقاء الأسد، التوصل إلى صفقة بخصوص أسلحة سوريا الكيميائية جنبا إلى جنب مع محادثات جنيف، هي اعتراف بأن الأسد باقي ". وقال تشاك إن كلا من إسرائيل والمجتمع الدولي يواجهان خيارين كلاهما مر، إما أن تجد نفسها في نهاية المطاف في مواجهة الجهاديين، أو في مواجهة دولة سورية جديدة عميلة لحزب الله التابع لإيران".