"أن تعيش يوما واحداً مثل الأسد خير لك من أن تعيش مائة عام مثل الخروف"..هكذا فهم "موسوليني" الحياة وفرضها علي غيره من الإيطاليين.. ولد "بينيتو موسوليني" في إحدى القرى الإيطالية الفقيرة لأم كاثوليكية متدينة تعمل كمدرسة، وأب يعمل بالحدادة، وعلى الرغم من محاولات الأم الكثيرة أن تساعد ابنها على الالتحاق بالمدارس والتعلم، إلا أنه لم يرغب في ذلك، وكان يكرهه كل أصدقاء والدته لتصرفاته الغير مسئوله معهم داخل الكنيسة. فقد اشتهر "موسوليني" بكرهه للكنيسة وإلقاؤه الحجارة على كل من يدخل لها أو يخرج منها، لذلك فقد أرسلته امة إلى إحدى المدارس الداخلية ليبتعد عن الناس، وهناك أظهر "موسوليني" التزاماُ أكثر مما كان يُفرض عليه في المنزل، وتحصل على درجات أعلى، وعندما تخّرج من المدرسة عمل مدرسا فيها. ترك "بينيتو" المدرسة وذهب إلى سويسرا، وهناك عمل في إحدى الصحف كمحرر، وقُبض عليه في إحدى المرات بسبب تجوله في الشارع بلا هوية بتهمة التشرد..والحقيقة وراء سبب بقائه في سويسرا، هو تهربه من الخدمة العسكرية ببلده، بالإضافة لإقامته علاقة مع إحدى السيدات المتزوجات من ضابط في الحرب. أثناء تواجد "موسوليني" في السجن تم تحويل أوراقه لإحدى الجامعات لدراسة العلوم الاجتماعية، ثم عاد ليكتب مرة أخرى في الصحف الاشتراكية، حيث تأثر بالتيار اليساري، وعندما عاد إلى بلده، التفت حوله مجموعه من الشعب المؤمن بالابتعاد عن الحرب ومخاطرها، فتبنى المبدأ الاشتراكي واخذ في الدفاع عنه، لكنه فجاه وبدون مقدمات كتب مقالا طالب الناس فيه بقبول دعوى الحرب. نظر كل من أيد "موسوليني" إليه على انه خائن وأنه تلقى أموالا من الحكومة ليغير موقفه بهذه السرعة، وتم طرده من الحزب والصحيفة في نفس الوقت، لكن تأثيره كان مازال قويا فتبعه بعض الشباب القادمين من المدن الإيطالية المختلفة، حتى عندما قام العمال بعمل إضراب عام فشلت الحكومة في حله، قام هو بمساومتها في قدرته على فض الإضراب مقابل تعينه في الحكومة. وهذا ما حدث، حيث كان "موسوليني" اصغر رئيس وزراء تم تعينه بعمر 39 عاما، ثم أسس الحزب الفاشي الذب اعتبر السلام فكرة غير صالحة للدول القوية، بل فكرة مقيتة بالنسبة لهم.. حلم "موسوليني" أن يعود بإيطاليا إلى عهود رومانيا القديمة من حيث قوتها وتوسعها، فصادق "هتلر" وأعجب بأفكاره ودخل معه الحرب العالمية التي تركت إيطاليا في فقر وديون ومستوى اقتصادي متردي بدرجة كبيرة.. قال "موسوليني" إن هدف الحزب هو استخدام القوه في كل شيء وإعادة البلد إلى سابق عهدها ففرض القيود على الصحفيين وعلى الحقوق والثقافة، وفرض على الإيطاليين أن يشعلوا الشموع في يوم مولده، وتعليق صورة له في غرف نومهم.. كل يوم كان يشتد كره الإيطاليين للنظام الفاشي الذي جر الحرب إليهم، و فرض القيود عليهم، ومنع أي حزب آخر من الصعود لمنافسته حيث بقي وحده في السلطة دون غيره. وعلى غرار هتلر، اتخذ "موسوليني" عشيقة له، وهي " كلارا بيتاتشي" لكن نهايتهما جاءت معاً، عندما خسر "موسوليني" الحرب إلى جانب هتلر، وقام مجلس جبهة التحرير بالقبض على مجموعه من القادة الفاشيين والبحث عنه، إثر هروبه من العاصمة الإيطالية.. أثناء هروب "موسوليني" اكتشف أن مؤيديه تقلصوا بدرجة كبيرة، حتى أن المقربين منه إما انفضوا من حوله أو انقلبوا عليه، ومنهم الضابط الذي قال له انه سوف يهربه إلى سويسرا سراُ، وقاده إلى جبهة التحرير حيث لقي مصرعه شنقا في ميدان عام. بعد مقتل "موسوليني" وعشيقته تم تعليق جثمانهما من الأرجل على طريقة عقاب الخونة في رومانيا القديمة و تركت هناك لفترة طويلة حتى يراها الجميع ..