موسوليني هو أحد أبرز من يمكن أن يطلق عليهم لفظة ديكتاتور فى التاريخ فقد أصّل للفاشية وأسسها, وقد ولد بطل حكايتنا في دوفيا بمقاطعة فورلي في شمال إيطاليا، لأب اشتراكي من الطبقة العاملة, ورئيس وزراء إيطاليا وديكتاتورها (1922 1945م)، ويُعرف ب (الدوتشي) أي (الزعيم). تخرج موسوليني في مدرسة تدريب المعلمين في فورلي ليعمل في حقل التدريس، وفي عام 1902م أصبح عاملا في سويسرا قبل ان يعود إلى إيطاليا عام 1904م لأداء الخدمة العسكرية، وأصبح مدرساً بين عامي 1907، 1908م. وفي عام 1909م ذهب إلى ترنت في النمسا وقتها (ترنتو في إيطاليا حالياً) وعمل هناك لدى صحيفة اشتراكية وكتب عدة مقالات أدبية، وأبعد عن البلاد التابعة للتاج النمساوي لمساندته العلنية للمطالبة الإيطالية بترنت. وبمجرد عودته إلى إيطاليا أصدر صحيفة (أفانتي) أي الطليعة الناطقة بلسان الاشتراكيين، وسجن لنشاطه الاشتراكي ولمعارضته الحرب الإيطالية لاحتلال ليبيا عام 1911م، وأصبح رئيساً لتحرير صحيفة أفانتي. نادى موسوليني بالانحياز إلى الحلفاء فى أثناء الحرب العالمية الأولى لكي تأخذ إيطاليا مكانها بين الدول الكبرى، الأمر الذي أدى إلى طرده من الحزب الاشتراكي, فأنشأ صحيفته الخاصة (الشعب الإيطالي) وكتب افتتاحيات عنيفة محاولاً دفع إيطاليا إلى الحرب. وعندما دخلت إيطاليا الحرب انخرط في الجيش وخدم به عام 1915م إلى أن أصيب بجروح وأسس الحزب الفاشي في ميلانو عام 1919م، وكسب تأييد الطبقة الوسطى والاتجاهات اليمينية فى أثناء صراعه من أجل كسب العمال إلى جانب كتائبه القمصان السود وسعيه للسيطرة على الدولة. وقد قوي موسوليني إلى درجة أرهبت خصومه. الدكتورة عايدة نصيف أستاذ الفلسفة السياسية بكليات اللاهوات والعلوم الإنسانية، وصفت موسولينى بأنه مؤسس الحركة الفاشية فى إيطاليا وكان ديكتاتورا طالب بإلغاء كل الأحزاب الأخرى وفرض على الشباب تعلم مبادئ الفاشية وكان له مقولة: «أن أعيش يوما واحدا مثل الأسد خير من أن تعيش 100 عام مثل الخروف». مشيرة الى أنه فرض على الأطفال الالتحاق بمعسكرات التدريب الفاشى لإعدادهم جنودا وحثهم على مبادئ الإيمان بالفاشية والطاعة العمياء فى القتال. وهو الأمر الذى يشبه مبدأ الطاعة العمياء دخل جماعة الإخوان المسلمين والتى ينتمى لها الرئيس محمد مرسى, اذ ان الإيمان بمبادئ الإخوان وتنفيذ اوامر المرشد العام لها هو لب عقيدة التابعين لها! وتضيف الدكتورة عايدة، إن الفاشيين نظموا الغارات على الأرياف ودخلوا مزارع الاشتراكية وقتلوا الناس وعذبوهم بقيادة موسولينى وشتتوا الحزب الشيوعى واغتالوا العديد من قادته وأزاحوا المؤسسات النقابية والجمعيات التعاونية وانقضوا عليها وشنوا حربا على الثقافة للإجهاز على كل النزاعات والاتجاهات فى الأدب والفن لخلق اتجاه واحد منغلق يسير فى طريق الفاشية بهدف تحرير الثقافة الإيطالية من التنوير والانفتاح لتتطابق مع فكر موسولينى لدرجة أن الساحات والشوارع فى إيطاليا امتلأت بتماثيل موسولينى بأمر منه . موضحة أن موسولينى كان يعطى أوامر لإحداث حركة تنظيم شاملة بفكره الديكتاتورى الشامل للأطفال وطلبة المدارس والجامعات وحثهم على استخدام السلاح وحفظ الأناشيد الفاشية ولم يقتصر الأمر على ذلك بل اتجه الى الصحفيين بحملة كبيرة لتجريدهم من هويتهم النقابية كما أمر بإغلاق جميع الصحف والمجلات الأدبية وأجبر المواطنين الإيطاليين على وضع صوره فى غرف النوم. وتواصل: كما كان يشكل لجانا فى ربوع البلاد من أجل إعداد قائمة سوداء للمثقفين من الكتاب المحظورين متماديا فى جبروته بإحراق الكتب المعادية له والثقافية منها بخاصة وتحالف مع هتلر وهو تحالف الدم والقتل لتنتهى حياته بطريقة مأساوية على يد جبهة التحرير الشعبية التى أعدمته وحرقته مع عشيقته كلارا حيث تم الشنق بطريقة مقلوبة من أرجلهم فى محطة بنزين فى ميلانو وهى الطريقة التى يتم بها إعدام الخونة فى روما وفى نفس الوقت هى الطريقة التى كان يعامل بها خصومه لتكون العبرة ان الفاشيين فى كل مكان فى العالم نهايتهم مأساوية الدكتور حامد أبوأحمد استاذ الأدب الإسبانى جامعة الأزهر رئيس أئتلاف مثقفى الأحرار، يوضح أن موسولينى كان ديكتاتورا مصاصا للدماء كل ما يهمه هو القتل والسيطرة خارج نطاق القارة الأوروبية وما فعله مع الإيطاليين من ابشع الجرائم نقلها الى المستعمرات التى كان يعامل سكانها بقسوة وعنف شديدين وتاريخه أسود وجرائمه فى ليبيا التى تم احتلالها 1911 كمستعمرة إيطاليا فى ظل الكفاح الذى قاده عمر المختار تعامل معه بالنفى والقتل فهذه شخصية صلدة متكبرة فيها رغبة للسيطرة على العالم وروح إقليمية قومية سيطرت على كل دولة من دول أوروبا بأنها شعب الله المختار للسيطرة على العالم. مشيراً الى تحالف موسولينى مع هتلر يشبه تحالف الشيطانين فى الحرب العالمية الثانية عام 1939الى 1945 التى راح ضحاياها ما يتراوح ما بين 50الى 60 مليون نسمة. ويضيف الدكتور أبواحمد: موسولينى وهتلر وثالثهما ستالينى الذى قتل فى سيبريا مليون شخص كلهم فاشيون ونازيون ومصاصو دماء كانت نهايتهم جميعا درامية وهذا جرس إنذار لمن لا يتقون الله فى شعوبهم أن مصيرهم كهؤلاء بعدما غزت الديمقراطية دول العالم وحق المواطنة والمساواة وكنا متخلفين كعادتنا عن كل أمم العالم التى دخلت مسار الديمقراطية بما فى ذلك دول أمريكا اللاتينية فى وقت تأخرنا فيه كثيرا لكن جاء الربيع العربى لنستقبل به الديمقراطية ونودع به الديكتاتورية وفى مصرنا لا يمكن لأى ديكتاتور مهما كانت سطوته أن يعود بنا الى الوراء بعدما تم كسر حاجز الخوف فى ظل الوعى بحقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, فلا يمكن لأى حاكم مستبد ان يرتد بنا الى الوراء فقد انتهى زمن الديكتاتورية ليصبح الشعب هو مصدر السلطة والسلطات يأتى بمن يشاء ويذهب بمن يشاء. =================== مصدر المعلومات: مركز أستراتيجيات المقاومة