عندما قبل د. حازم الببلاوي تولي مهمة رئاسة وزراء مصر في هذه المرحلة المهمة والحساسة من تاريخ مصر بالتأكيد، كان علي علم بحجم التحديات التي سيواجهها، وعلي علم أيضا بحجم الآمال المنوطة به وبوزارته، فالرجل كان وزيرا للمالية في فترة حرجة مماثلة في فترة ما بعد ثورة يناير، وبالتأكيد أيضا كان لدي الرجل البرامج الجاهزة القابلة للتطبيق فورا،أو هكذا ينبغي، ولكن الحقيقة أن الأيام تمضي، ولا يكاد يستشعر المواطن بوجود لمسات حقيقية للدكتور الببلاوي تؤثر بالإيجاب علي مجريات حياته اليومية، اللهم إلا في مجال الملف الأمني . وزراؤه مترددون، بلا رؤية، يقدمون رجلا ويتراجعون بالأخري، أياديهم، مثل سابقيهم، مرتعشة، يتعاملون مع المنصب علي أنها مجرد أيام وتعدي، حتي تتم الانتخابات البرلمانية، والرئاسية، ووضع الدستور، شهور ليمضي كل منهم الي حال سبيله وقد حمل في سيرته الذاتية لقب (وزير سابق) يستفيد بها في تزويج الأبناء، أو في أن يفوز بوظيفة معتبرة في أحد البنوك او المنظمات الدولية. هذا الفكر الضيق، مصر لا تتحمله، واقتصادها المتداعي من الضربات المتلاحقة خلال مايقرب من ثلاثة أعوام يحتاج الي من يقيله من عثرته بإجراءات غير تقليدية، تطمئن المستثمر، وتعيد الأمان والانضباط الي الشارع، يجب علي حكومة الببلاوي الا تركن الي الدعم المالي الذي وفره الأشقاء العرب، ويبقي ماذا نفعل بعد قبلة الحياة التي منحوها لاقتصاد مصر الذي كان علي وشك الإفلاس. د. حازم: الناس، لكنها تنتظر قرارات الجراح!