انتفضت الأم من مضجعها بينما وقف الأب علي باب الغرفة وتسمرت قدماه بمجرد أن شاهدا ابنتيهما التي كانت قد تغيبت عن المنزل لمدة تزيد عن أسبوع وبعد أن قامت بسرقة 18 ألف جنيها. تحولت نظراتهما الانتقامية من الابنة إلي العطف والشفقة خاصة بعد أن لاحظا الشحوب علي وجهها وانتفاخ عينيها ودموعها لا تتوقف . هم الأب بعد أن استجمع قواه وحاول صفعها لتحتضنها الأم وتقف حائلا بينهما وينهارا في البكاء. وبحنان الأم المعهود هدأت من روعهما واستقطاب الابنة لتجيب علي التساؤلات التي أثقلت رأسيهما طوال فترة غيابها عن المنزل. لتفجر الابنة مفاجأة من العيار الثقيل بأن أحد الأشخاص اعتدي عليها بعد أن غرر بها ووعدها بالزواج وقضاء أسبوع معا بمصيف جمصة ثم اختلق حيلة وتركها بمفردها لتكتشف قيامه بسرقة ما تبقي من المال. تمني الأب عدم عودتها وأصبح كالثور الهائج حطم كل محتويات الشقة وانقض على الابنة في محاولة لقتلها لتهرول الأم بها ويختبئا بأحد الغرف وسط ضجيج وصراخ الأب الذي جن جنونه. خيم الهدوء والحزن علي المنزل وجلس والأم يتناقشا عن كيفية الخروج من هذا المأزق لتقترح عليهما الفتاة بأنها تعرف عنوان منزله وانها لم تشعره باكتشافها اختفاء النقود. وفي صباح اليوم التالي نجحت في استدراجه لمقابلة والديها للاتفاق علي عقد القران. بعد أن اعترف بصحة ما حدث. امتثل الذئب لكلام الوالدين ووافق علي كل ما طلب منه بإحضار عائلته لتحديد ميعاد الزفاف قبل أن تفوح رائحة الفضيحة التي ستلحق بهما. ليفاجأ الجميع برفضه الزواج منها وأنه وافق مبدئيا خشية الاعتداء عليه أو إيذائه حاولت الفتاة أكثر من مرة محادثته عن طريق الهاتف لإنقاذها من الفضيحة فلم يبالي وأخذ في التهرب منها وأغلق هاتفه . ازداد الأمر صعوبة وسوءا وانقلبت حياة الأسرة إلي جحيم خاصة بعد أن وصلت الأمور مع هذا الذئب البشري إلي طريق مسدود. فلم يجد الأب المكلوم طريقا للخروج من هذه الأزمة فما كان منه إلا أن اصطحب ابنته وتوجه إلي النيابة وتقدم ببلاغ يتهمه فيه باغتصاب ابنته والاستيلاء علي نقودها. حيث قرر أحمد خطاب وكيل أول نيابة الوراق الذي باشر التحقيقات بإشراف ياسر عبد اللطيف رئيس النيابة باستدعاء الشاب الذئب لسؤاله فيما هو منسوب إليه وعرض الفتاة علي الطب الشرعي.