شدد وزير الأوقاف الجديد د.محمد مختار جمعة، علي ضرورة النهوض بالخطاب الديني والاهتمام بتعاليم الإسلام السمحة، القائمة على التسامح والرحمة ونبذ العنف والغلو. ولفت – في تصريحات لجريدة الشرق الأوسط، نشرتها الخميس 18 يوليو- إلى أن النهوض بالخطاب الديني يُدعَم من خلال الحرص الشديد على دعم الثقافة الأزهرية الوسطية المعتدلة للأئمة والدعاة في وزارة الأوقاف، مؤكدا اهتمامه بالمنهج الأزهري المعتدل لخدمة الدعوة الإسلامية، والاهتمام بتطوير نظم وزارة الأوقاف، والنهوض بالأحوال الاجتماعية والثقافية للأئمة والدعاة باعتبارهم أساس أداء رسالة الوزارة. وأضاف وزير الأوقاف الجديد، وكان يشغل منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، قائلا إن منهج الدعوة الإسلامية يجب أن ينطلق من منهج الإسلام في الاحتواء وفقه التعايش مع الآخر، مشددا على أن النبي، صلي الله عليه وسلم، نهى عن القتل للاختلاف في المعتقد أو الفكر. وأشار إلى أن الأزهر ينطلق في مواقفه الوطنية بعيدا عن أي انتماءات حزبية أو سياسية، فالأزهر فوق أي تصنيف حزبي أو سياسي أو جماعة، يجمع الجميع ولا يفرق ويعمل على جمع الشمل واحتواء كل أبناء الأمة الإسلامية والعربية مبلغا رسالة الإسلام وفق منهجه السمح. ودعا د.مختار جمعة، إلى إعلاء مصلحة الوطن العليا على دونها، كما دعا إلى المصالحة الوطنية وعدم إقصاء الآخر، قائلا:"أهم أولوياتي العودة بالمساجد للدعوة بعيدا عن أي قضايا سياسية أو حزبية، وأن تكون المساجد للعبادة للجميع بلا انتماء أو تحزب، بالإضافة إلى الدعوة لمصالحة وطنية حقيقية لجميع العاملين بالدعوة وبالأوقاف من دون إقصاء أي شخص لمجرد الانتماء أو التوجه السياسي أو الحزبي، وأن المعيار للتفاضل هو الكفاءة والعدالة والاستحقاق والقانون". وخطب د.محمد مختار جمعة، بأكبر المنابر في مصر والعالم العربي، وعلى رأسها منبر الجامع الأزهر. ولمح شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، فيه بلاغة وعلما وحضورا جعله يصدر قرارا بتعيينه في منصب مستشار شيخ الأزهر لشؤون الدعوة بمشيخة الأزهر، وتجهيزه منذ أكثر من عام لمنصب قيادي كان هو وزارة الأوقاف في أول فرصة حقيقية كممثل للأزهر في وزارة الأوقاف. وقاد د.جمعة، لأول مرة قوافل دعوية في محافظات مصر لمواجهة الأفكار المتشددة ونشر الفكر الإسلامي الصحيح وتصحيح الأفكار الخاطئة، دعا خلالها إلى إيثار المصلحة العليا للوطن على أي مصلحة فئوية أو حزبية أو شخصية، ودعا الجميع إلى ضبط الكلمة ودقتها، مشددا على أن الكلمة أمانة ومسؤولية، أما إطلاق العنان للسان والكلام بلا روية ولا تدبر فقد جرنا إلى الكثير من المشكلات.