أكد كبار علماء الأزهر, أن المنهج الأزهري يقوم علي صيانة الأوطان ونشر العمران وإكرام الإنسان وتلاوة القرآن ومحبة الرحمن وجمع كلمة الوسطية وأهله ومحقق لمقاصد الشرعية. وقال الدكتور عباس شومان, الأمين العام لهيئة كبار العلماء, أن الأزهر عاد له دوره وانطلق بفكره الدعوي من خلال علمائه لنشر العلم ويصححون ما اختلط في أذهان الناس ليميزون الخبيث من الطيب ليعلم الناس حالهم ويصححوا مسارهم ليقفوا مع منهج الإسلام وفكره الصحيح. وأضاف شومان أن المصريين أحوج ما يكونوا إلي فكر الأزهر الوسطي الواضح الراسخ الذي لا يتغير ولا يتلون فقد وقف شيوخ الأزهر للجبابرة والغزاة والحكام مدوا أرجلهم ورفضوا مد أيديهم لأنهم يقفون علي أرض صلبة استقر الإيمان في قلوبهم ورسخت علوم الإسلام في قلوبهم فلا يرون إلا الحق.وتابع الأمين العام لهيئة كبار العلماء: إن من يعجبه منهج الأزهر فليتمسك به, ومن لم يعجبه فليبحث عن غيره ويتحمل تبعية ذلك, فإذا أردت معرفة الحق من الخطأ فعليك بالأزهر والعالم بأسره يقر بهذه الحقيقة أكثر من أهل بلد الأزهر, مشددا علي أن الأزهر منهجه ثابت وواضح ولن يحيد عنه. جاء ذلك خلال أولي الندوات الشهرية لعلماء الأزهر بالجامع الأزهر الشريف, والتي عقدت مساء أمس الأول, تحت عنوان بيان رسالة الأزهر في تناول القضايا المختلفة والتي ستعقد شهريا في الأربعاء الأخير من كل شهر. وأكد شومان, أن الأزهر يدرس لطلابه ثمانية مذاهب أربعة منهما ليست من أهل السنة لنستفيد بما فيها علي الرغم من عدم رضائنا من عقيدة أصحابها لأن الأزهر يفصل بين الانطباع الشخصي وبين الاستفادة ممن لا يرضي عنه, مضيفا أننا في الأزهر إذا أردنا البحث عن قضية فقهية نذهب إلي كل المذاهب ومنها الشيعة والإباضية, فإذا وجدنا الحق في أي مذهب فهو ضالتنا فمنهجنا السعي إلي جمع الأمة واحتوائها وعدم التشرذم والتطرف. من جانبه أوضح الدكتور محمد مختار جمعة, عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع القاهرة, إن تلك الندوات التي سينظمها الأزهر في كل أنحاء الجمهورية, ستكون حول البلاغ المبين لتعاليم الإسلام وحامي لواء الوسطي وبيان كونه رحمة للعالمين, وترسيخ القيم والأخلاق التي جعلها النبي, صلي الله عليه وسلم, هدفا راسخا لقوله إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق, وترسيخ المبادئ المحمدية. وأكد مختار جمعة أن الشريعة الإسلامية قائمة في الأصل علي التيسير ورفع الحرج, وعندما تتحدث عن سماحة الإسلام فنذكر نبذ العنف والتشدد والتسيب, مشيرا إلي أنه إذا أردنا القضاء علي التشدد من جذوره يجب أيضا القضاء علي التسيب من جذوره وهذا هو منهج الوسطية فمنهجنا قائم علي التيسير والبعد عن التشدد, مضيفا أن رسالتنا البلاغ المبين الواضح وحمل رسالة الإسلام الواضحة في كل الجوانب الفكرية والوطنية دون إقصاء أو اتهامات دون دليل فمنهجنا الاستيعاب لا الإقصاء والحوار وليس الصدام. وأضاف أن منهجنا ينطلق من منهج الإسلام في الاحتواء وفقه التعايش مشددا علي أن النبي نهي عن القتل للاختلاف في المعتقد أو الفكر, مشيرا إلي أن الأزهر ينطلق في مواقفه الوطنية بعيدا عن أي إيماءات حزبية أو سياسية فالأزهر فوق أي تصنيف حزبي أو سياسي أو جماعة, فعلماؤه ولاؤهم لله ولرسوله وللأزهر الذي يحمل رسالة الوسطية فالأزهر ملك للأمة والمسلمين جميعا في ضوء سماحة الإسلام فالأزهر يجمع ولا يفرق ويعمل علي جمع الشمل واحتواء كل أبناء الأمة الإسلامية والعربية مبلغا رسالة الإسلام وفق منهجه السمح. وقال الدكتور أسامة الأزهري, مدير مكتب رسالة الأزهر, إن علماء الأزهر جاءوا إلي الجامع الأزهر لإعطاء الطمأنينة والسكينة لأبناء الأمة من خلال منهج الأزهر, مضيفا أن منهج الأزهر يقوم علي صيانة الأوطان ونشر العمران وإكرام الإنسان وتلاوة القرآن ومحبة الرحمن وجمع كلمة الوسطية وأهله ومحقق لمقاصد الشرعية فما أريقت من وراء منهج الأزهر نقطة دم واحدة ولم تزهق نفس.