"الفن مين يعرفه إلا اللي عاش في حماه والفن مين يوصفه إلا اللي هام في سماه والفن مين أنصفه غير كلمة من مولاه والفن مين شرفه غير الفاروق ورعاه" ، كانت هذه بداية أنشودة الفن التي صاغها وأبدعها شاعرنا الرقيق الجميل الأصيل وعبر فيها خير تعبير عن قيمة الفن وأهميته في حياتنا إنه الأديب الكبير الناقد الصحفي الحر اللامع وشاعر الملوك والزعماء والعظماء صالح جودت . تمر علينا الذكرى السابعة والثلاثون لرحيله والذي كان من أنبغ الشعراء في التغني لمصر والحب والعالم العربي ، ولد جودت في 12 ديسمبر لعام 1912 وتوفي في 22 يونيو 1976 عن عمر يناهز أربعة وستين عاماً . ظهرت عليه علامات النبوغ وبوادر موهبته الشعرية منذ أن كان طالباً بالمرحلة الثانوية. وتعرف في المنصورة على الشعراء "علي محمود طه وإبراهيم ناجي ومحمد عبد المعطي الهمشري " حيث تصادف إقامتهم فيها إما للعمل أو للدراسة . ولد في تاريخ عجيب يحمل رقم '12' ثلاث مرات فقد ولد يوم الخميس 12/12/1912 بمدينة الزقازيق حيث كان والده كمال الدين جودت يعمل مهندساً وتلقي صالح دراسته الابتدائية في مدرسة مصر الجديدة ثم الثانوية في المنصورة وبدأ يقرض الشعر وهو طالب بكلية التجارة واتجه في شعره نحو الرومانسية وكان من جماعة أبوللو، وعقب تخرجه عمل مديراً للدعاية في بنك مصر ، مراسلاً صحفيا لمجلة الصباح ثم عمل في الإذاعة المصرية وكان رئيساً لتحرير مجلة الراديو وشارك في إنشاء إذاعة صوت العرب . وعمل في جريدة الأهرام ودار الهلال محرراً ثم مديراً فرئيساً للتحرير ونائباً لمجلس الإدارة وكتب في الرواية وأدب الرحلات وله العديد من التراجم الأدبية مثل سناجي ، الهمشرى ، شعراء المجون ، ملوك وصعاليك ، وبلابل من الشرق ، ومن دواوينه الشعرية 'ليالي الهرم ، أغنيات علي النيل ، وكتب قصصاً وحوارات أفلام مثل "أيام شبابي لشادية " ، " ألمظ وعبده الحامولي لوردة وعادل مأمون " ، " و لا أنام لفاتن حمامة " ، وكتب أغاني لملك مصر فاروق الأول التي شدا بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب . وكتب صالح جودت لعمالقة الغناء مثل قصائد فريد الأطرش "يا زهرة في خيالي " ، " اسال الفجر" ، "والغروب " ، " ولفايزة أحمد " قاهرتي " " شارع الأمل " ، وللرشيق محمد فوزي "يا جارحة القلب " ، " اسم الهوا " ، وغيرها وكان صالح سببا في شهرة أحمد صدقي عندما لحن كلماته التي شدت بها ليلي مراد " رايداك " ، "المية والهوا " وكتب لكارم محمود " ما اسمك بين الآسامي" ، ولسعاد محمد " يا حبيبي يا رسول الله " ، وبعد صراع طويل مع المرض لبي صالح جودت نداء ربه . وذات يوم تأثرت أم كلثوم بكلام إذاعي يحض على الصفح والخير ويوضح موقف الإسلام من التفرقة العنصرية ، فما كان منها إلا أن طلبت من الشاعر صالح جودت أن يشرع في نظم قصيدة لتنشدها غنائياً حيث جاء في مطلعها " الواحد الرحمن، من كون الأكوان، ولون الألوان، وأبدع الإنسان، يا أخي في الشرق والغرب سلاما وتحية ، يا أخي من كل لون ولسان وهوية، كل إنسان على الأرض أخي في البشرية ، وكان جودت يقول أن رابطة روحية واتصال وجداني ربطا بينه وبين أمير الشعراء، وكان يعظمه على كثير من الشعراء ويعتبره نبي الشعر بعد المتنبي . الجوائز والأوسمة : وسام النهضة الأردني عام 1951 وسام العرش المغربي عام 1958 وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1959 ميدالية العلوم والفنون جائزة أحسن قصيدة غنائية في السد العالي عام 1965 جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1958