تعتبر الحكومة البرازيلية بطولة كأس القارات التي ستنطلق منافساتها مساء السبت 15 يونيو، في6 مدن برازيلية بمثابة "بروفة مصغرة" عن مدى قدرة البرازيل على تأمين سلامة أكبر حدثين رياضيين في العالم. ومن المقرر أن تستضيف البرازيل على أراضيها خلال السنوات الثلاث القادمة كأس العالم 2014 ودورة الألعاب الأوليمبية الصيفية بريو 2016 . وبعيدا عن المعلومات الصحفية التي تحدثت عن تولي القوات الجوية الإسرائيلية تأمين سلامة بطولة كأس القارات فإن الشيء المؤكد أن سلاح الطيران و خاصة الطائرات بدون طيار سيكونا على رأس الترسانة الأمنية التي من المقرر أن تنشرها البرازيل في مونديال 2014 و سيكون كأس القارات بمثابة مؤشر عن مدى نجاح هذه المنظومة الأمنية في القيام بالعمل المنوط بها حتى انتهاء دورة ريو الأوليمبية في 2016. فمجرد تأمين دولة قارة مثل البرازيل تبلغ مساحتها 5ر8 مليون كيلو متر مربع "أكثر من 8 أضعاف مساحة مصر و 32 ضعف مساحة بريطانيا" يعد بمثابة مسئولية جسيمة تتطلب قدرا كبيرا من الاستعداد و اليقظة و الحيطة و الحذر. فالبرازيل لا تزال تعتبر من الدول التي تعاني من افتقار الأمن فعدد ضحايا الجريمة في البرازيل يتخطى حاجز ال 40 ألف قتيل في العام و هو رقم قياسي عالمي يتخطى بكثير عدد ضحايا الجرائم في جنوب إفريقيا التي نجحت في تنظيم كأس العالم 2010 للمرة الأولى في القارة السمراء من دون مشاكل أمنية مؤثرة . ويعترف ريكاردو تراد رئيس اللجنة البرازيلية المنظمة لكأس العالم 2014 بجسامة التحديات الأمنية التي تواجهها بلاده سواء فيما يتعلق بالجريمة أو بالإرهاب الدولي لاسيما بعد الحادث الإرهابي الذي ضرب ماراثون بوسطن في الولاياتالمتحدة هذا العام . وقال ريكاردو تراد "لن نسمح بأي تجاوزات في بطولة كأس العالم و سيكون كأس القارات بمثابة بروفة أمنية مصغرة في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية و الخارجية". وبعيدا عن صفقة الطائرات الست بدون طيار التي يقال إن البرازيل اشترتها من إسرائيل لتأمين سلامة كأس العالم و دورة الألعاب الأوليمبية فإن الحكومة البرازيلية قد خصصت مليار يورو لتأمين سلامة البطولتين اللتين تعدان أكبر إستحقاقين رياضيين في العالم . وتؤكد مصادر أمنية برازيلية أن ثلاثة أرباع هذه الميزانية الكبيرة ستخصص للأجهزة والمعدات الأمنية. وفي هذا الإطار قامت بالفعل السلطات البرازيلية المختصة قبل انطلاق كأس القارات بتثبيت نحو 2000 كاميرا مراقبة في أكثر أحياء مدينة ريو من حيث الكثافة السكانية و هما روتشينا و فافيلا "150 ألف نسمة في كل حي". يشار إلى أن العاصمة برازيليا و مدينة ريو دي جانيرو هما أثنتين من 6 مدن ستستضيف كأس القارات وهي نصف عدد المدن البرازيلية التي ستستضيف كأس العالم 2014. وإذا كان إستاد جارينشيا بالعاصمة برازيليا سيستضيف مباراة افتتاح كأس القارات مساء اليوم بين البرازيل و اليابان فإن تسليم كأس القارات سيجري في 30 يونيو في استاد ماركانا الشهير بريو و نفس المكان الذي سيشهد تسليم كأس العالم 2014 . وتؤكد نفس المصادر الأمنية البرازيلية أن عدد الكاميرات التي سيتم تثبيتها في المدن ال12 التي ستستضيف كأس العالم و دورة ريو سيزيد عن عدد الكاميرات التي نشرتها السلطات البريطانية لتأمين سلامة دورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012 . وكانت مدينة ريو قد شهدت في 2 يونيو الحالي افتتاح مركز للقيادة و المراقبة تكلف37 مليون يورو على هامش مباراة البرازيل و انجلترا الودية والتي انتهت بالتعادل2 / 2. وسوف تشارك قوات الشرطة و الجيش في تأمين سلامة كأس القارت في تجربة تكشف مدى نجاح التعاون بين الجيش و الشرطة في تأمين الأحداث الرياضية الكبرى خاصة و أن الشرطة في البرازيل تفتقر لخبرة تأمين مثل هذه البطولات الرياضية الكبرى . المعروف أن القوات المسلحة البرازيلية ستنشر ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف جندي في كل مدينة من المدن ال 12 التي ستستضيف منافسات كأس العالم 2014 .