قال رئيس المنتدي المصري لدول حوض النيل د.عماد عدلي إن مصر لا تهتم بالمبادرات الجيدة ولا تعطيها قيمة ولكن تعطي فقط للأشخاص والأسماء الرنانة وهو ما جعلنا نخفق في هذا الملف . وأكد خلال مشاركته بمنتدي "صناع القرار" الذي تنظمه "بوابة أخبار اليوم" أنه كان هناك مبادرة جيدة لدول حوض النيل بدأت في فبراير 1999م وكان من المقرر لها أن تعمل لمدة عشر سنوات وتنتهي بإنشاء مفوضية للنيل واتفاقية بين دول حوض النيل ، وفي عام 2001 تجمعت منظمات المجتمع المدني في سويسرا واختاروا من كل دولة شخص واحد يكون عنده القدرة علي التعامل في ملفات نهر النيل وتم إختياري . أدار الحوار، المشرف العام لبوابة أخبار اليوم علاء عبد الهادي، وسكرتير عام مؤسسة أخبار اليوم علاء عبد الوهاب ، ورئيس التحرير التنفيذي وليد بدران، ومدير التحرير محمد جلال ، ومنسق المنتدي محمود عبد الوهاب. وأضاف قمنا بتكوين منظمة إقليمية تسمي "حوار حوض نهر النيل" وعقدنا اجتماع بعدها بأربع أشهر تضم الممثلين لثمان دول فقط وكان بند من البنود اختيار رئيس مؤقت لهذه المجموعة ، وتم إختياري رئيسا لهذا المنتدي وظللت رئيسا له لمدة ثمان سنوات منذ إنشائه وحتي عام 2012 ، وكنت أول من اقترح فكرة الدبلوماسية الشعبية وكنت أطلق عليها أحيانا الدبلوماسية الوقائية ، وكنت أرسل للمسئولين لنطبق هذه الفكرة لنتفادي ماسيحدث بعد ذلك لأننا نعلم عن فكرة سد النهضة من 99 ولم نتحرك ولم نهتم ، وهذا هو ما أخطأ فيه النظام السابق. وأشار "عدلي" إلي أنه في عام 1999 كان يتحاور مع بعض مواطني دول حوض النيل وجدهم ينظرون إلي مصر أنها هي من أعطتهم الحرية ، وأن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو من حررهم وعلمهم الكرامة والعزة ويعتبرونه رمزا كبيرا بالنسبة لهم ، ومع تلك النظرة لمصر إلا أنهم كانوا يخشون مصر ويهابونها بشدة ويعتقدون بأنه إذا حدث أي شئ في نهر النيل ستقوم مصر بالتعامل العسكري معهم فورا ، هذه كانت هي نظرتهم لمصر قبل الهزل الذي شاهدناه في التليفزيون من مناقشة تخطيط إستراتيجي وأسرار أمن قومي علي الهواء في اجتماع الرئيس مرسي بالقوي الوطنية لمناقشة مشكلة سد النهضة والذي نقله التليفزيون علي الهواء. وشدد رئيس المنتدي الدولي لدول حوض النيل علي أن هناك ثلاث أشياء يجب أن نقوم بها لنتعامل مع هذا الملف وتلك الأزمة بشكل صحيح:أولا : يجب أن يستمر التعاون بيننا وبين أثيوبيا ودول حوض النيل بشكل جيد ، كما أن هناك دورا هاما للإعلام يتمثل في أن نصنع إعلاما موجها لتلك الدول فعلي الرغم من أن لدينا قنوات تسمي "النيل" إلا أن تلك القنوات ليس لها أي اهتمام بدول حوض النيل فلماذا لا نطلق قنوات رياضية أو منوعة مثلا تهتم بتلك الدول وتوجه لهم ، وبالطبع سيكون هذا نوعا من التقارب معهم والاحتواء لهم . ثانيا : يجب أن تكون لدينا قناعة بأن أثيوبيا ستقيم السد ، ولن تتنازل عن حلمها لأنهم يرون أن هذا السد هو المنقذ الوحيد لهم ، وعلينا أن نحتوي ذلك بأن نكون معهم والاعتراف بحقهم في إنشائه ، ولكن يكون علي أساس الاتفاق بيننا بالحفاظ علي الأمن المائي والكهرباء لكل منا ، ونطبق معهم فكرة يجب أن نستفيد جميعا ولا يضار أي طرف . ثالثا : استخدام جميع أنواع الدبلوماسيات الرسمية والشعبية معهم بالشكل الصحيح ، لأن وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية الذي زار أثيوبيا منذ أكثر من عام رغم أنها كانت مبادرة طيبة منهم ومجهود مشكور إلا أنهم أخطأوا في التعامل مع أثيوبيا لأنهم طلبوا مهلة عام وكأنهم يقرون بالأمر ويطلبون مهلة للاستعداد وهذا ما أعتبره إخفاق منهم ، كما يجب علينا أيضا تنظيم سلسلة من المؤتمرات الدولية في محاولة لتقريب وجهات النظر واحتواء الأزمة ، وشدد على أننا يجب أن لا نتحدث أونلوح نهائيا بالخيار العسكري حتي إن كان أحد الحلول المطروحة . كما شارك في الحوار الزملاء وائل المزيكي، ياسر حماية، محمد فايد ، عواد شكشك ، إيهاب علي، محمد فتحي ، منة الله ممدوح ، إنجي خليفة ، أحمد رجب ، كريم جاد .