نيل واحد.. عائلة واحدة شعار تجمعت حوله منظمات المجتمع المدني بدول حوض النيل العشر من خلال المنتدي الوطني الثاني المصري لحوض النيل الذي عقد صباح امس واستمر لمدة ست ساعات بحضور سفراء دول حوض النيل بمصر لمناقشة تحديات وعوائد تحقيق التعاون المشترك بين دول الحوض. واكد المشاركون عدة محاور منها الدبلوماسية الشعبية والتعليم والاعلام والتعاون الاقتصادي ومشروعات الشراكة كل ذلك بالتوازي مع الاتفاقية الإطارية لمياه النيل والنظر إليها بمفهوم جديد يؤمن بحق كل مواطن من شعوب النيل في ان يحصل علي حقه في المياه وان يشعر بالتنمية العائدة من الاستغلال الامثل لموارد النهر. وأكد اعضاء المنتدي استمرار دورهم الشعبي من خلال تعاونهم القائم مع منظمات المجتمع المدني في دول الحوض لتحقيق مزيد من التقارب بين شعوب الحوض مشيرين الي ضرورة الاهتمام بنشر الوعي وثقافة الادارة الحكيمة للموارد مع انشاء برامج للمؤازرة وتعزيز المشاركة المجتمعية والعمل علي بناء قدرات المجتمعات المحلية في دول الحوض وطالب المشاركون بضرورة ادماج القضية المائية ودول حوض النيل في المناهج التعليمية بمراحلها المختلفة ونشر الوعي المائي السليم وانشاء جامعة اقليمية لدول الحوض وتنظيم زيارات مشتركة بين طلاب دول الحوض كما طالبوا بضرورة تفعيل التعاون الاعلامي المشترك يين دول الحوض والمشاركة بفاعلية في مراحل الدبلوماسية الشعبية والرسمية والوصول للشارع واخيرا وجود شراكة اقتصادية والاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية في دول الحوض من جانبه اكد الدكتور عماد الدين عدلي رئيس المنتديين الدولي والوطني لمنظمات المجتمع المدني لحماية نهر النيل ضرورة تكاتف شعوب دول الحوض مع حكوماتها لتحقيق سبل التعاون المشترك وازالة الحواجز النفسية القديمة والاتجاه معا نحو تحقيق التنمية المستدامة لشعوب القارة السمراء لاسيما بعد قيام الثورة المصرية ونجاح وفد الدبلوماسية الشعبية بأوغندا واوضح عدلي مفهوم الدبلوماسية الشعبية أنها تلك التي تشترك في تكوينها فئات الشعب المختلفة وبصفة خاصة المثقفين وممثلي الرأسمالية الوطنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني وتهتم اساسا بالتواصل مع ممثلي الجماهير المماثلة لها في الدول الاخري والتي لها علاقات ومصالح مشتركة وحل المنازعات بالحوار والطرق السلمية. بينما اكد مصطفي الجندي منسق ود الدبلوماسية الشعبية بأوغندا انهم سيتوجهون لزيارة اثيوبيا خلال العشرة ايام القادمة قبل زيارة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري لأثيوبيا مشيرا الي دور الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني في تدعيم موقف مصر امام دول الحوض مؤكدا اهمية دور العلماء في دعم وتقريب سبل التعاون بين دول القارة السمراء في كل مجالات الحياة واشار الجندي الي البعد الديني الذي يربط اثيوبيا بمصر حيث ان اثيوبيا هي التي حمت الاسلام في مهده وان مصر حمت المسيحية في مهدها ويشهد علي ذلك القرآن والانجيل. اما الدكتور مصطفي كمال طلبة الخبير البيئي الدولي فأكد ضرورة الحوار وتبادل وجهات النظر بين دول الحوض حكومات وشعوب من اجل الوصول الي خطة تعاون مشتركة وواضحة المعالم لتحقيق الاستفادة المثلي لكل جميع دول الحوض مطالبا بضرورة تكاتفهم من اجل اعادة اعمار دول جنوب حوض النيل التي اصبحت معرضة للتصحر بعد قطع الغابات بها من اجل انتاج الوقود لعدم وجود بترول لديها واكد كذلك ضرورة مشاركة مصر في هذه الخطوة مشيرا الي ان الحوار الشعبي غير الرسمي دائما ما يتسم بالمصداقية والشفافية بعكس الخطاب الرسمي الذي تخفي الكاميرات الكثير من خباياه لذا فإن الدبلوماسية الشعبية خطوة مهمة جدا لإصلاح ما فسد. من جانبه اكد الدكتور صفوت عبدالدايم المدير التنفيذي للمجلس العربي للحياة ان المجلس كمنظمة اهلية يناقش كل القضايا التي تتعلق بمشروعات المياه المشتركة بين دول حوض النيل والنظر للدروس المستفادة من التجارب السابقة موضحا ان اهم ما يميز دول الحوض ان بها موارد طبيعية وبشرية يمكن استثمارها لإيجاد التعاون الامثل ووجود تكتلات اقتصادية ووحدة مشتركة قوية تدعم شعوب القارة السمراء وشدد علي ان تلك القضية يجب ان تكون اهم اولويات السياسة المصرية في الفترة المقبلة وبذلك سنتخطي عقبات كثيرة جدا وان حذرن من عامل الوقت حتي لايضيع هذا الحلم كما ضيعه النظام السابق, بينما اكد المهندس وليد الدش مدير مشروع بحيرة ناصر( نوبيا) ومدير مكتب مبادرة حوض النيل ان مشروع التعاون بين مصر والسودان واثيوبيا مازال قائما منذ عام ونصف العام ويهدف الي التنمية وهناك اجهزة حديثة في بحيرة ناصر التي يمتد جزء منها في مصر وجزء في السودان للتحكم في الطمي والعمل في المستقبل علي نقله للتربة المصرية من اجل الزراعة والاستصلاح.