تعتبر قصة "ماثيو بوث" 20 عاما، ليست فريدة من نوعها وليست الأولى من ضمن حوادث الإضطهاد والعنصرية، لكنها واحدة بين قصص الكثيرين.. كان ماثيو وقتها يبلغ من العمر 14 عاما حينما اعتبره زملاؤه بالمدرسة مختلفا عنهم، فهو لا يجلس معهم ولا يتحدث بلغتهم الدارجة ولا يخرج معهم كثيرا، فتم تصنيفه على ذلك بفتى "غريب الأطوار" وأصبح من السهل بل من المطلوب و الممتع أن يقوم من هم في المدرسة يوميا بضربه ضربا مبرحا و السخرية منه امام الجميع.. بدأ ماثيو في الدخول إلى مرحلة إكتئاب ، وقرر بداية أن ينقطع عن الذهاب للمدرسة لكن والدته نهرته من فعل ذلك ولأنها كانت من النوعية التي تعمل 24 ساعة خارج المنزل فلم تكن تدري شيئا عما يمر به من مشكلات.. حاول ماثيو العثور على حلول أخرى من شأنها فقط أن توقف ضرب زملائه المتكرر..فقرر أن يتخلى عمّا يحب ويجبر نفسه على الإختلاط بهم ومسايرتهم فيما يفعلون، فجلس معهم وخرج معهم حتى أنه بدأ للإستماع لنفس نوعية الموسيقى التي يستمعون إليها والحفلات التي يقضون أوقاتهم بها، ثم رأى أنه من ضمن خطوات التغيير اللازمة منه ليصبح مثلهم أن يقوم بالذهاب إلى "جيم" رياضي للإعتناء بهيئته الجسدية ويفقد الكثير من وزنه على الرغم من أنه لم يكن يزن كثيرا.. ذهب ماثيو إلى هناك ولم يكن يفكر سوى أن عملية تغييره بدأت تؤتي ثمارها ..حيث ان الضرب اليومي توقف قليلا..وعندما شعر بذلك تمادى فيما يفعله وأصبح يقلل وجباته اليومية عمدا..ففي البداية كان يأكل وجبة واحدة يوميا مع الإكثار من التمارين اليومية، ثم امتنع عن تناول الطعام لأيام.. لاحظت الوالدة أن ابنها بدأ يفقد الكثير من الوزن حتى جاء اليوم الذي فقد فية وعيه تماما واضطرت لإصطحابه إلى الطبيب..هناك وجد العاملون بالمستشفى فتى هزيلا جدا بدأت أعضاءة الجسدية في الإنكماش نتيجة لقلة تناوله الطعام فقاموا بإحتجازة لديهم لأيام حتى يسترد عافيته.. ويقول الأطباء وقتها أنهم قاموا بتوصيل الطعام والشراب له من خلال الانابيب الطبية لان فمه لم يكن قادرا على تناول اي شيء بالطريقة العادية، ثم خرج ماثيو بعد اسبوع مع ملاحظات وتعليمات من الطبيب ان يأتي لزيارته في مواعيد محددة ويسير على نظام غذائي معين.. يروي ماثيو:" عندما عدت إلى المنزل كنت أشعر أن ما حاولت جاهدا على مدار سنوات فعله هدمه الأطباء في أسبوع وشعرت أني عدت سمينا مرة أخرى وأني سأعود لما كان علية حالي البائس من قبل..فامتنعت عن تناول الطعام ثانية وضاعفت ما كنت أقوم به من تمارين رياضية ولان امي كانت تعمل طوال اليوم فكان من السهل خداعها..أما موعد الأطباء فكنت أكتفي قبل الذهاب لهم بشرب لترين او ثلاثة من الماء..لاستعادة الوزن بشكل مؤقت فلم يكتشفوا الامر.. خلال هذه الفترة لم يذهب ماثيو إلى المدرسة..فقد كان يزداد ضعفا يوما بعد الآخر وهو يؤكد انه كان مصمما على تنفيذ خطته مهما كان الألم البدني الذي يشعر به..حتى سقط ليموت تماما وهو بعمر ال18... عادت الأم من العمل لتجد ابنها ميتا هذه المرة ، فشعرت بحالة من الذعر وطلبت الطوارىء التي أخذته إلى المستشفى وهناك قال الاطباء ان الفتى ميت بالفعل وكل ما كانوا يستطيعون فعله هو محاولة انعاشة..حتى عاد بعد 20 دقيقة من الموت !! وضح الاطباء لماثيو ان عودته مرة اخرى للحياة معجزة حقيقية، وأنه تسبب بالكثير من الفزع والقلق لوالدته.. يروي ماثيو لصحيفة الديلي ميل البريطانية انه في ذلك الوقت طلب مرآة لينظر إلى وجهه إلا أنه وجد شخصا آخر لا يعرفة ، موضحا " لقد شعرت بالكثير من الألم والخجل والإهانه لما فعلته بنفسي وأمي، من هذا الشخص أنا لا أميزه". خرج ماثيو بعد ذلك من المستشفى مقررا ممارسة حياته بشكل طبيعي وعدم الإلتفات لهؤلاء الذين أوشكوا على تدمير حياته..ويؤكد،" موتي علمني أن أقدر الحياة..فلا شىء أهم منها، أنا آسف لما فعلته من قبل".