نوبات القيىء الشديد اثناء الحمل وكيفة التعامل معها

ما هو التقيؤ الحاد والمفرط أثناء الحمل؟
التقيؤ الحاد والمفرط يعني القيء الشديد خلال فترة الحمل. ولا يعتبر حالة شائعة جداً. ويؤثر على ثلاثة بالمئة من السيدات الحوامل. لكن إذا كنت سيئة الحظ بما يكفي لتعاني من التقيؤ الحاد والمفرط أثناء الحمل، فستشعرين بالمرض ويمكن أن يشكل مصدر قلق حقيقي لك. وربما تجدين صعوبة في إبقاء أي شيء في بطنك، حتى لعابك. يبدأ التقيؤ الحاد والمفرط في وقت مبكر من الحمل، عادة بين الأسبوعين الرابع والسابع. ويمكن أن تقل حدته بين الأسبوعين 14 و16 من الحمل.
في معظم الحالات ينتهي التقيؤ الحاد والمفرط في الأسبوع 20 من الحمل تقريباً. لسوء الحظ، يستمر التقيؤ الحاد والمفرط خلال فترة الحمل بكاملها لدى 10 إلى 20 بالمئة ممن يعانين منه.
هل هذا هو التقيؤ الحاد والمفرط أم أنه غثيان الحمل؟
إذا كنت تعانين من التقيؤ الحاد والمفرط ولم تساعدك العلاجات الذاتية، فقد تواجهين صعوبة في ممارسة الحياة اليومية. ربما تنتجين الكثير من اللعاب أو تجدين صعوبة في ابتلاع لعابك من دون أن تتقيئي. لا يوجد تعريف طبي بسيط للتقيؤ الحاد والمفرط. لا يشخّصه بعض الأطباء إلا إذا فقدت أكثر من 5 بالمئة من وزنك الذي كنت عليه قبل الحمل، أو قد ينتظر بعضهم حتى تظهر عليك أعراض الإصابة بالجفاف. يرجح أن يكون التقيؤ الحاد والمفرط هو التفسير لحالتك إذا كنت تتقيئين مرات عدة في اليوم ولا تستطيعين تناول الطعام والشراب من دون أن تتقيئي وإذا كنت تفقدين من وزنك.
حتى إذا كنت لا تخسرين من وزنك أو لم تقلق طبيبتك بشأن خسارة وزنك، فعليك تلقي علاج لغثيان الحمل. قد يمنع العلاج المبكر إصابتك بالتقيؤ الحاد والزائد أو يقلل من أعراضه. إذا بدأ الشعور بالغثيان لديك بعد ثمانية أسابيع من الحمل، أو إذا كانت لديك حمى ووجع أو ألم، فقد يكون هناك سبب آخر مثل:
اضطراب في المعدة
قرحة في المعدة
التهاب في المسالك البولية
أمراض الغدة الدرقية أو مرض السكري.
هل سيؤذي التقيؤ الحاد والمفرط طفلي؟
مع أن التقيؤ الحاد والمفرط يجعلك تعانين، لكن من غير المحتمل أن يضر بطفلك إذا تمت معالجته. في حال فقدت من وزنك خلال فترة الحمل، فسيتزايد خطر أن يكون حجم طفلك أصغر من المتوسط عند الولادة. لكن من غير المحتمل أن يتأثر طفلك بهذا الشكل. ينبغي استخدام جميع العقاقير بحذر في فترة الحمل، خاصة في المرحلة الأولى منه. غير أن الأدوية المضادة للغثيان سجلت نتائج جيدة فيما يخص سلامتها وأمنها أثناء الحمل، ومن غير المرجح أن تؤذي طفلك.
ما هو تأثير التقيؤ الحاد والمفرط علي؟
يسيطر التقيؤ الحاد والمفرط على حياتك ويجعلك مرهقة ومكتئبة وغير قادرة على الاستمتاع بفترة حملك. يضع هذا الأمر علاقاتك الأسرية والاجتماعية تحت كثير من الضغط، وقد تشعرين بالعزلة وتنسحبين تاركة زوجك يشعر بأنه مرفوض ومبعد. قد تصعب عليك رعاية نفسك أو عائلتك لأسابيع أو أشهر، حتى أن بعض المهام البسيطة مثل الاستحمام، أو قيادة السيارة، أو التسوق قد تصبح مستحيلة في بعض الأحيان. ربما يستمر تأثير التقيؤ الحاد والمفرط لوقت طويل. وقد تمتنعين حتى عن التفكير في إنجاب طفل آخر لفترة طويلة.
ربما تعتقدين أن لا أحد يفهم فظاعة ما تشعرين به. ولكن اطمئني، فهذا المرض ليس خطأك، وأنت لست وحدك، وتوجد وسائل للمساعدة متاحة لك.
ما الذي يسبب التقيؤ الحاد والمفرط وهل من المحتمل أن أصاب به؟
ما زال سبب الإصابة بالتقيؤ الحاد والمفرط مجهولاً. حاله كحال غثيان الصباح­، ويرجح أن يأتي نتيجة تفاعل بعض العوامل بما فيها التغيرات الهرمونية. تعتبر بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بالتقيؤ الحاد والمفرط من غيرهن. تكونين أكثر عرضة للإصابة بالتقيؤ الحاد والمفرط إذا:
كنت حاملاً بتوأم أو ثلاثة أجنة.
كانت أمك أو أختك تعاني من تقيؤ حاد ومفرط في الحمل.
كنت قد عانيت من التقيؤ الحاد والمفرط في حمل سابق.
كنت تصابين بغثيان السفر أو الصداع النصفي من قبل.
كنت مصابة مسبقاً بمرض في الكبد أو المعدة.
ماذا أفعل لتخفيف التقيؤ الحاد والمفرط أثناء الحمل؟
هناك خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في تخفيف وعلاج أعراض التقيؤ الحاد والمفرط:
الحصول على المساعدة من شخص متخصص في وقت مبكر. أوضحي مدى الانزعاج الذي تشعرين به، وأخبري طبيبتك إذا كنت ترغبين في العلاج.
اطلبي من زوجك وأفراد عائلتك وصديقاتك الدعم والمساعدة في الطبخ، والتسوق، ورعاية الأطفال، والأعمال المنزلية.
تقبلي الوحام أو الاشتهاء الشديد لأطعمة معينة وتجنبي المناظر والروائح التي تثير شعورك بالغثيان. إذا كانت رائحة الطبخ تزيد الشعور بالغثيان سوءاً، فحاولي تناول الأطعمة الباردة فقط.
حافظي على رطوبة جسمك، واشربي ما تستطيعين شربه عندما تكونين قادرة على ذلك أو مصّي مكعبات الثلج.
تناولي أي شيء تستطيعين أكله. يمكنك التزام التغذية الجيدة في وقت لاحق، كما أن طفلك سيحصل الآن على غذائه من الاحتياطي الموجود في جسمك.
جربي العلاجات الطبيعية مثل الزنجبيل والعلاج بالإبر الصينية إلى جانب العلاجات الطبية.
احصلي على قسط وافر من الراحة، فالتعب قد يزيد إصابتك بالغثيان والقيء سوءاً.
لا تشعري بالذنب حيال ما تمرين به، فأنت مريضة ولا حيلة لك في ذلك.
متى علي مراجعة طبيبتي؟
تحدثي إلى طبيبتك في وقت مبكر بمجرد شعورك بأن الأعراض بدأت تؤثر على حياتك. إذا عجزت عن الاحتفاظ بالسوائل في جسمك، فراجعي طبيبتك في أقرب وقت ممكن لتجنب إصابتك بالجفاف. تتضمن مؤشرات الإصابة بالجفاف التبول بكميات قليلة جداً أو عدم التبول لمدة ثماني ساعات أو وجود لون داكن جداً في البول. ربما تجري لك طبيبتك تحاليل للدم والبول للكشف عن حالات طبية أخرى قد تكون سبباً في شعورك بالغثيان، كما ستحدد هذه التحاليل مؤشرات الجفاف وسوء التغذية لديك مثل وجود أسيتون الكيتونات في البول.
قد تخضعين لجلسة تصوير بالموجات ما فوق الصوتية أو السونار أو الإيكو للتأكد من وجود أكثر من طفل واحد أو غير ذلك من الحالات التي قد تسبب الغثيان الشديد. توجد أعراض تمّ ربطها بالتقيؤ الحاد والمفرط ولا ينبغي تجاهلها وهي:
آلام في البطن
حمى
نزيف
اضطرابات بصرية
دوار أو دوخة
صداع
والشعور بالإغماء أو التشويش (الارتباك فيما يخص الاتجاهات)
وجود دم أو سائل صفراوي في القيء.
إذا كنت تعانين من أي من هذه الأعراض، فسارعي إلى رؤية طبيبتك.
ما هو علاج التقيؤ الحاد والمفرط؟
يجب إعطاؤك دواء ضد غثيان الحمل الحاد والمستمر. إذا كنت لا تستطيعين إبقاء الطعام أو السوائل داخل بطنك، فقد يكون ابتلاع الحبوب أيضاً أمراً صعباً عليك. يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للغثيان بتذويبها تحت اللسان بدل بلعها. قد يحتاج العثور على الدواء الذي يعطيك مفعولاً ايجابياً إلى بعض الوقت باتباع طريقة التجربة والخطأ. وعادة ما تعطى مضادات الهيستامين أولاً لأنها سجلت أفضل وأكثر النتائج آماناً أثناء الحمل. تشمل مضادات الهيستامين التي توصف في معظم الأحيان لعلاج غثيان الحمل البروميثازين والسيكليزين.
ما لم تساعدك هذه الأدوية، قد تعطين دواء مضاداً للغثيان يسمى بروكلوربيرازين أو ميتوكلوبراميد أو أوندانسيترون. ما لم تساعدك العلاجات التي وصفتها لك طبيبتك على تخفيف التقيؤ الحاد والمفرط، قد يتم إدخالك إلى المستشفى. ستحتاجين إلى الرعاية الصحية في المستشفى إذا:
لم تساعد الأدوية في علاجك.
كنت لا تستطيعين الأكل والشرب، وأصبح وزنك ينقص باستمرار.
كانت طبيبتك تعتقد أنك مصابة بالجفاف أو قد أصبت بمضاعفات صحية.
إذا كان لديك غثيان شديد وكنت تعانين من حالة صحية مستمرة، مثل مرض السكري، فقد توضعين في المستشفى في وقت أقرب من ذلك. ربما تستطيعين الذهاب إلى المستشفى كمريض خارجي، أو قد تحتاجين إلى البقاء في عنبر المستشفى. يعتمد هذا القرار على شدة أعراضك. عندما تكونين في المستشفى، قد يوضع لك مصل بالتنقيط عبر الوريد لتعويض السوائل والفيتامينات والمعادن المفقودة.
كما يمكن إضافة الفيتامينات والأدوية المضادة للغثيان إلى المصل، وخاصة فيتامين ب6، أو يمكن إعطاؤها عبر الحقنة. قد تساعد المتابعة والعلاج المبكر في المنزل في تجنب دخولك إلى المستشفى مرات عدة لتلقي العلاج.
ما هي المضاعفات التي يمكن أن تحدث مع التقيؤ الحاد والمفرط؟
طالما يتم علاج إصابتك بالتقيؤ الحاد والمفرط، فمن غير المرجح أن تتعرضي لمضاعفات. إذا بلغت إصابتك بالتقيؤ الحاد والمفرط من الشدة بحيث تدخلين إلى المستشفى، فقد تتعرضين أكثر للإصابة بجلطة دموية في أحد الأوردة العميقة. وهذا ما يسمى تجلط الأوردة الدموية. وبما أن إصابتك بالجفاف تقلل من حركتك، تزيد معها احتمالات إصابتك بتجلط الأوردة العميق. ربما يعطيك أفراد الفريق الطبي المشرفون على رعايتك جوارب ضاغطة لارتدائها. كما يمكن أن يوصف لك دواء مثل الهيبارين للحد من خطر إصابتك بجلطة دموية. قد يؤدي عدم وجود ما يكفي من الفيتامينات في جسمك إلى إصابتك بالمضاعفات.
ربما يسبب نقص فيتامين 6 في الجسم شعوراً بالألم، وكذلك الوخز في اليدين والقدمين. من الطبيعي أن تقلقي عندما تشعرين بأنك مريضة جداً. اطمئني فطالما تتلقين علاجاً للتقيؤ الحاد والمفرط، من المستبعد تعرضك لمضاعفات. عندما تصابين بالتقيؤ الحاد والمفرط، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها استعداداً لمواجهة هذه الحالة في حال أصبت به في المرة التالية.