انتبه .. الإسراف في تناول حبوب الفيتامينات على شكل مستحضرات دوائية دون استشارة الطبيب تشكل خطر كبير على صحتك خاصة إذا كنت لست في حاجة إليها. وفي هذا المجال أوضح الدكتور أنور تعمه إن زيادة مستوى بعض الفيتامينات في الجسم يمكن أن يؤدي إلى أخطار صحية، فالإكثار من تناول فيتامين د، يساعد على ترسب الكلس في الكلى الأمر الذي يعرضها للإصابة بالفشل، كما أن هناك رابطاً بين تناول المزيد من الفيتامين حامض الفوليك أو الفيتامين بيتا- كاروتين، وخطر التعرض لسرطان الرئة. وفي دراسة بريطانية حديثة وجد العلماء أن تناول جرعات عالية من كبسولات الفيتامين د يمكن أن يؤثر في صورة سلبية على وظائف العضلة القلبية خصوصاً عند الأشخاص الذين دخلوا في رحاب الشيخوخة. بينما الإفراط في تناول الفيتامين سي، يمكن أن يسبب تهيجاً في المعدة، ونفخة في البطن، واسهالاً، وزيادة في تشكل الحصيات في الكلى، والتهابات في المفاصل، وربما يؤدي الى التسمم الغذائي. كما أن تناول الفيتامين المذكور بكثرة أثناء الحمل قد يشجع على حدوث ليونة في عظام الطفل بعد الولادة لأن الجنين يعتاد خلال الحمل على كميات عالية من الفيتامين سي لكنه بعد الولادة يتناوله بالمستوى العادي الأمر الذي يعرض للإصابة بليونة العظام. وهناك دراسات أشارت إلى أن الإكثار من تناول الفيتامين أ في فترة الحمل يؤدي إلى بعض التشوهات الخلقية في القلب، وإلى ارتفاع الضغط في داخل الجمجمة، وإلى فرط نشاط الغدة الدرقية. وتوصلت دراسات حديثة إلى وجود بعض الشكوك بين تناول كميات كبيرة من الفيتامين حامض الفوليك وزيادة خطر الإصابة بالسرطان خصوصاً سرطان القولون والمستقيم. ومن بين الفيتامينات التي تسبب مضاعفات نتيجة الإمعان في أخذ جرعات عالية هناك الفيتامين ب6، فحاجة الجسم منه لا تتعدى 3 إلى 7 ميللي جرامات في اليوم، لكن الحبوب المصنعة يمكن أن تمد الجسم بكميات هائلة تصل الى 75 ميللي جراماً، فيعاني الشخص من عوارض تبدو للوهلة الأولى أن لا علاقة للفيتامين بها مثل متلازمة النفق الرسغي، حيث يعاني المريض من ألم في معصمه يسوء ليلاً وعند التقاط الأشياء الصغيرة. وتناول جرعات من النياسين (الفيتامين ب3) بهدف علاج فرط الشحوم في الدم من شأنه أن يطلق شلالاً من المضايقات تتمثل في توسع الأوعية الدموية، وتدهور أرقام ضغط الدم، وتهيج المعدة، وارتفاع في أنزيمات الكبد، وزيادة السكر في الدم، وتورد الجلد. أما فيتامين ي الذي يلاقي رواجاً منقطع النظير لدى الناس من أجل الوقاية من بعض الأمراض كالزهايمر، وأمراض القلب، وداء الشبكية الاستحالي في العين، والسرطان وغيرها من الأمراض، فقد تبين أن من عيوب استعماله بجرعات عالية حدوث عوارض مزعجة مثل الغثيان، والانتفاخ، والإسهال. ويكثر البعض من استهلاك الفيتامينات مضادات الأكسدة التي تضم الفيتامين أ، والفيتامين ي، من أجل إطالة العمر، لكن دراسة حديثة لباحثين من جامعة كوبنهاجن أماطت اللثام عن أنها على عكس ذلك، تسرع الرحيل إلى العالم الآخر لأنها تتسبب في بلبلة على صعيد الدفاعات الطبيعية. انه لحري بمعشر الرجال أن لا ينقادوا وراء استهلاك الفيتامينات المصنعة إن لم يكونوا في حاجة ماسة اليها، فبعض الدراسات نوه إلى أن تناول 7 حبات أو أكثر من بعض أنواع الفيتامينات في الأسبوع يمكنه أن يزيد من إحتمال الإصابة بنوع شرس للغاية من سرطان البروستاتا بنسبة تفوق 30.% أما بخصوص المعادن فهي مطلوبة بكميات معينة من أجل عمل الخلايا في شكل طبيعي، ولكن في حال تناولها في شكل مفرط على شكل حبوب دوائية فإنها قد تسبب ما لا يحمد عقباه، والمعطيات حول هذا الأمر لا تبشر بالخير وتثير القلق. فمثلاً، الإفراط في تناول الحديد يمكن أن يؤدي إلى تراكمه في الأنسجة والأعضاء ما يعرض للإصابة بالقرحة المعدية، والتقيؤ الدموي، والسكتة القلبية، وتلف الكبد والقلب والبنكرياس والغدد التناسلية، وقد يسبب الوفاة عند الأطفال. لقد انتشرت في السنوات الأخيرة عادة تناول مكملات السيلينيوم والزنك والكروم والبورون. وتستخدم مكملات معدن السيلينيوم كثيراً لدعم الشعر والأظافر، لكن الجسم يحتاج إلى كميات محدودة منه. إلا أن مجلة لانسيت الطبية نشرت دراسة لعلماء بريطانيين حذروا فيها بقوة من مغبة زيادة مستوى السيلينيوم في الجسم، لأنه يعرض لاضطرابات صحية خطيرة ويزيد إحتمال الإصابة بالداء السكري النوع الثاني. أما المبالغة في استهلاك الزنك فتقود إلى المعاناة من بعض الإضطرابات الهضمية، كالتقيؤ والإسهال.ويؤدي الإفراط في تناول معدن الماغنيسيوم إلى زوبعة من المظاهر، مثل الغثيان، والتقيؤ، وهبوط ضغط الدم، ومشاكل في القلب، وإضطرابات في الجهاز العصبي. وعادة ما يحصل هذا الأمر عند المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي. ويلعب معدن البوتاسيوم دوراً في نشاط العضلات خصوصاً عضلة القلب، إلا أن فرط تناوله يؤدي إلى الإصابة بالتقيؤ، والضعف العضلي، وإلى حدوث خلل في وظائف القلب والجهاز العصبي. أما الإفراط في تناول الصوديوم فيقود إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم. والإفراط في استهلاك الزنك يؤدي إلى التسمم، وإلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، وإلى عرقلة امتصاص النحاس، وإلى خلل في عمل الجهاز المناعي. ونصح الدكتور أنور تعمه بالحصول على الفيتامينات والمعادن من مصادرها الطبيعية.