تقدم بها العمر لكنها مازالت في ريعان الأنوثة جيناتها الوراثية تعبر عن أصالة مصرية عظيمة، وقعت في حب رجل نجح في نسج خيوطه حولها وأمطرها بكلمات الحب والعشق لتقع في شباكه دون أدني تفكير، وجدت في كلماته الصدق خاصة عندما طلب منها التقدم للزواج، أحست بأن الدنيا التي عاشتها وذاقت مرارتها بدأت ترضى عنها وتبتسم لها.. أخبرت والدها بما حدث بعد أن حكت تفاصيل العلاقة بينها وبين زوج المستقبل، استقبل الأب الخبر بوجه عابس وقلب يعتصر لإحساسه بشيء ما لغرق ابنته في الحب خلال أسبوع وما كان منه إلا الموافقة حتى لا تغضب ويقتل فرحتها. البداية عندما وقفت أمام هيثم البيومي وكيل أول نيابة أوسيم مصابة بحالة إعياء شديدة فطلب منها المحقق الجلوس للاستماع إلى شكواها قالت وبصوت مبحوح: لقد دمر حياتي سلبني أنوثتي وأمومتي التي حلمت بها طيلة شبابي والتي حفظني الله لتحقيقها رغم كل ما عانيته من ضرب وتعذيب وإهانة على يد الزوجة الأولى لزوجي وأشقائها الثلاثة لإجهاضي حيث نجح في استدراجي إليهن. لقد أخفى عنى زواجه وأن لديه خمسة أولاد قبل أن نتزوج وبعد الزواج كانت الصدمة الأولى التي حاولت أن أتمالك نفسي تحت مسمى حبي له وخوفه من رفضي الزواج به، وكانت الطامة الكبرى مطالبته لي بعدم الإنجاب، باتت دموعي ليال على وجنتي، ووعدته بما طلب، وفى أحد الأيام تغلبت على أمومتي وقررت الإنجاب .. ويبدو أنها الغلطة التي كدت أدفع حياتي ثمنا لها بعد أن أصبحت حاملا.. صارحته بأنني لم استخدم موانع الحمل وإنني حامل كما أبلغني الطبيب، هاجمني بشدة وأخذ يسبني بكلمات بشعة وانصرف تاركا المنزل.. تملكني الخوف خاصة بعد عودته وكأن شيئا لم يكن واحتضنني وهنأني بحضور ولى العهد واحتواني بحنان غير مسبوق وفى أحد الأيام طلب منى الخروج للتنزه ودعوتي على العشاء خارج المنزل، كدت أطير من الفرح وبعد قضاء السهرة طلب منى أن يكون هناك علاقة طيبة بيني وبين زوجته الأولى كي نصبح جميعا أسرة واحدة ولا يوجد ما يعكر هذا الصفو. وافقته بسعادة بالغة وما أن ذهبنا إلى المنزل فوجئت بزوجته وشقيقاتها كالحيوانات المتحفزة للبطش ووجهن لي لكمات وركلات في بطني دون سابق إنذار.. صرخاتي كانت مدوية لم يبالوا وأعينهن التي كانت أكثر تركيزا على بطني حالت دون رؤية دموعي التي كادت أن تحرق خدي من شدة الآلام، وقاموا بإطفاء السجائر في جسدي، بينما أتى زوجي يكرهني على التوقيع على المنزل الذي أمتلكه والتنازل عن جميع مستحقاتي وحقوقي، نفذت كل ما طلبوه مني وسمحوا لي بعد ذلك بالانصراف.. ورغم كل هذا العناء وقبل ذهابي إلى المستشفى توجهت إلي قسم الشرطة وحررت محضرا، ووقعت مغشيا علي وتم نقلي إلى المستشفي، وبعد إفاقتي من الغيبوبة وجدت أمامي والدي والطبيب ليعيدا إلي آدميتي وسعادتي التي أعجز عن وصفها وهي أنه رغم كل هذا لم أجهض وجنيني بخير والحمد لله فأحسست بعدالة السماء. وقبل أن تنتهي كانت المفاجأة التي أثلجت صدرها وهي حضور عم الزوج لشهادته بصحة الواقعة. وأنا الآن أمام سيادتك أريد الحصول على جميع حقوقي من زوجي والزوجة الأولي وشقيقاتها بمحاولة إجهاضي وخطفي وتعذيبي وإكراهي على التوقيع الذي أثبت الطب الشرعي أنه تحت الإكراه ومحاولة إجهاضي. وجاء قرار وكيل النائب العام بسرعة ضبط وإحضار المتهمين وتحريات المباحث حول الواقعة.