بعد الثورة تم تسليط الضوء علي موزاييك الشعب المصري الذي ينتمي إلى مدارس فكرية وسياسية عديدة..وإذا كانت غالبية شعبنا الذي تجاوز تعداده الثمانين مليونا من أصول عربية فان هناك أقليات من أصول أخرى .. كالأرمن والأتراك والشركس وغيرها.. ولنبدأ بالجالية الأرمنية في مصر.. معظم الأرمن المصريين المقيمين في مصر حاليا مولودون بها و مواطنون مصريون وأرمينيا بالنسبة لهم مجرد ارث ثقافي، و توجد حاليا جالية صغيرة عددها حوالي 8 آلاف نسمة تعيش في القاهرة و الإسكندرية و كان عددهم حوالي 60 ألفا قبل ثورة عام 1952.. وشهد القرن التاسع عشر بداية نزوح موجات أرمينية الي مصر، حتي شكلوا جالية كبيرة وارتبط هذا النزوح بشخص محمد علي وظروف حكمه حيث سمح لهم بالعمل بالحرملك كمترجمين واطباء، وادار الارمن الثروات الخاصة لافراد الاسرة العلوية.. وتعتبر مذابح الأرمن التي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى علامة فارقة في تاريخ الجالية الأرمنية في مصر التي تلقت أعدادا كبيرة من اللاجئين من المذابح العرقية التي قام بها جيش العثمانيين فزادت أعدادهم في مصر حتى وصلت ذروتها فيما يظهره إحصاء 1927 من أن عددهم كان نحو 17 ألفا يتركز أغلبهم في القاهرة و الإسكندرية.. والأرمن المصريون إما أرثوذوكس أو كاثوليك.. ومن أشهر الشخصيات الأرمنية المصرية نوبار باشا وهو أول رئيسي وزراء مصري ورسام الكاريكاتير صاروخان والفنانون فيروز ولبلبة وميمي جمال ونيللي ويذكر أنه تم إنشاء أول مدرسة أرمنية في مصر عام 1818و هي مدرسة يغيازاريان الدينية في منطقة بين السورين و نقلت عام 1854إلى درب الجنينة و تغير اسمها إلى خورنيان على اسم المؤرخ الأرمني موڤسيس خوريناتسي.. و في عام 1904 نقل رجل الأعمال بوغوس نوبار المدرسة إلى بولاق، و في 1907أسس مدرسة كالوسديان ڤارجان الأرمنية التي ضمت أيضا روضة أطفال و التي بقي منها اليوم مبنى واحد و ساحة في شارع الجلاء في وسط القاهرة. وأسس بوغوس يوسفيان ثاني المدارس الأرمنية في مصر في 1890 في الإسكندرية..