ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن صناعة الزجاج بمصر تعاني العديد من المشاكل التي تهدد بانقراضها خلال الأيام المقبلة وطالبت الوكالة المسؤولين المصريين بأن يعيدوا النظر بعين الاهتمام لهذه المهنة، من أجل الحفاظ عليها وتطويرها لما لها من أهمية علي مدار التاريخ المصري. وقال أحد العاملين بمجال صناعة الزجاج محمد الجندي إن ثورة 25 يناير انعكست بالسلب على تلك الصناعة ، حيث كانت تسير بشكل جيد قبل اندلاعها، والآن تعاني حالة من الركود. وأضاف الجندي أن صناعة الزجاج في حي الحسين خاصة توقفت لمدة عام ونصف العام عقب الثورة؛ لأنها ترتبط بشكل مباشر بالسياحة المتراجعة حالياً. وأشار الجندي إلى أنه يقوم بتصميم أشكال عديدة من الزجاج بناء على طلب الزبائن؛ ويتم تصدير الناتج في أحيان كثيرة إلى خارج مصر. وتابع الجندي بأنه سافر مع والده إلى إنجلترا قبل بضعة أعوام، تلبية لدعوة من جانب بعض السائحين الذين انبهروا بطريقته في صناعة الزجاج، فطلبوا منه السفر إلى لندن لتعليمهم هذه الصناعة. ويمتد عمر صناعة الزجاج إلى مئات السنين، وقد اختلفت كتب التاريخ في تحديد تاريخ بدءها على وجه الدقة، فبعضها أرجعها إلى 1500 قبل الميلاد وآخرون قالوا إنها تعود إلى 2000 عام، وتعتبر مصر من أقدم الدول التي شرعت في صناعة الزجاج مع سوريا والعراق. ويأتي تميّز مصر في صناعة الزجاج من طبيعتها البيئية، حيث توجد أنواع عديدة من الزجاج، مثل زجاج الصودا الذي يحتوي على أملاح وكربونات الصوديوم، والزجاج الرصاصي الكريستال، وزجاج الكوارتز الذي يحتوي على مادة السيليكا بنسبة 96%. وخلال العصر الإسلامي، ازدهرت صناعة الزجاج، ولا سيما الملون منه، في القاهرة ودمشق، إلا أن هذا الازدهار تراجع مع الحملات الصليبية واجتياح المغول للعالم الإسلامي، وآنذاك بدأ تصدير هذه الصناعة إلى الغرب، بحسب مراجع تاريخية متطابقة.