أنا الإنسان في كل زمان أجدني أسعى وأسعى جاهدا بكل حواسي كي أشاهد وأشارك وانخرط وأنشق ثم أبدأ في التفكير العميق والخيال الرحب يرافقني التأمل مخافة التشويش ثم أمعن وأركز فأقوم بالفحص والبحث والتصور وأمارس نظرية الاحتمالات حتى يستقر وجداني ويطمئن بعد محاولات فكرية عديدة إلى التشخيص وما أدراك ما التشخيص فهو الأهم وهو أساس وركيزة لنهاية وبداية مرحلة فالتشخيص هو الوصف الدقيق والتسمية الصحيحة وتأصيل للوضع وبيان الحالة الراهنة ومداها وحجمها ومنها تستطيع معرفة أصل الداء وما ظهر منه ما بطن، فاحمرار الوجه إما نضارة أو خجل أو حمى ... وما حدث ويحدث في مصرنا الحبيبة مصر التاريخ الطويل والحاضر الكبير مصر الشعب الأصيل والحجر الكريم مصر النيل العظيم والبحرين قلب الدنيا وناصية المعمورة مصر مهد الأديان مصر البهية مصر المحروسة ها هي منذ ثورتها المجيدة 25 يناير تراها تثور وتفور من ظلم وظلمات دفعتني لكتابة هذه السطور لا لشئ إلا لكشف الغواني. رأيت البهية المحروسة تستغيث بكل ذي عقل وكل ذي مروءة أن يقف أن يقول أن يجول رافعا علما وقلما وقنديل.،فلقد هالني صخب تجار الدين وجرأة المنتفعين فأردت أن أقووووول لهؤلاء المدعين والمدعو وين انتبهوا:إن الإدعاء بنزاهة المقصد ونبل الغاية وصلاح الهدف – حرية ،عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية - تحت غطاء من النوايا الحسنة في سبيل تحقيقها لا يعطيكم الحق - في أي شرعة – باستخدام وسائل وأساليب غير مشروعة، ولا ينظر ولا يلتفت إليها ولا يعتد بها أبدا فهي دائما فاشلة مهما روج لها أصحاب المصالح، بغض النظر على الباعث وراء استخدامها وهذا من المسلمات الشرعية والقانونية والعرفية يعرفها أصحاب الفكر المستنير . ولا يغير من حالها أن تؤول الأمور بتطبيقها إلي نتيجة مرضية وواقع مقبول، فقد ظلت وستظل إساءة استخدام الحق والوسيلة غير المشروعة تمثل جريمة - إما قانونية يعاقب مرتكبها، أو أخلاقية تحط من قدر فاعلها ويزدريه مجتمعه، أو دينية تخسر بها الدنيا والآخرة- هي أفعال ضارة تتمثل في الاعتداء على الحقوق والحريات تحت شعارات زائفة ويستوي في ذلك العام والخاص، ومعه تبطل وتنعدم تلك التصرفات الخاطئة والأفعال الضارة المبنية على فهم خاطئ وفساد في الاستنباط والاستدلال ولا تنتج أثرها. وغالبا من يقوموا بهذه الممارسات تحت غطاء من الشعارات النبيلة و النوايا - حسنة كانت أم سيئة - تظهر عليهم علامات ودلائل تشير إلى كذب إدعاءهم ، وأول ما تجده فيهم هو النفاق تحت شعار التقية وهو شعار المقهور والضعيف والمكره يمارسه أهل الشيعة في بلاد السنة والجماعات الاسلامية في بلاد الغرب وبلاد القهر وأسانيدهم كثيرة في ذلك منها قصة عمار بن ياسر وأكل الميتة عند الضرورة المهلكة، وما رفع عن أمة محمد مما استكرهوا عليه، ويمكن تأويلها أيضا والإتساع في تفسيرها عند التحالف أو الاستقواء بالآخرين بغية تسخيرهم كأداة يستعان بها في اتخاذ موقف أو صناعة قرار. ملامحهم: - الشعارات التمييزية في المنافسة : إن المنافسة من منطلق الاحترام والتقدير للآخر وليس من منطلق الرفض والمنع المصحوب بالاستهزاء والسخرية هي دلالة وعي مجتمعي وممارسة طويلة وخبرة سياسية في إدارة الحوار تكون غالبا غائبة عن أصحاب الشعارات التمييزية. - مرحلة الطغيان حال التمكين: هي المرحلة التالية لشريحة منغلقة اضطرت كي تتمكن لإجراء حوار مجتمعي منفتح وتريد ممارسته شكليا كونه يتعارض مع مبادئها بل وكيانها إذا ما أقبلت على تطبيق ما يسمى بتوافق مجتمعي ، ومع ذلك فهي تنجح في إقناع مريديها بأن الآخر لا يقبل ولن يرضي بغير إقصائها وتدميرها وعلى ذلك لا بد من توظيف التشريعات والحجج وممارسة كافة وسائل التعبئة لتبرير ما هي مقدمة عليه من طغيان وتجبر ، وهنا يبدأ انفراط العقد. - انفراط العقد: نتيجة لرفض الأخر يعني خروج الأمر عن السيطرة وعدم القدرة على الإنجاز والتخبط في القرارات يصاحبه استهزاء وسخرية من قيمة وخبرات وكفاءات ونوايا الآخر يصحبه كذب وتلفيق ممنهج وتصيد لأية هفوة بغية تضليل الرأي العام مع تزيين أفعالها وتجميلها بأنها ترضي العباد وترفع شأن الدين، - البطانة : تدعمها في تلك المرحلة البطانة الظاهرة والمستترة وكلما زاد تأثيرها في الشارع زاد ضلال الفئة الحاكمة وضاعت بوصلتها لعدم وجود معلومات دقيقة وسليمة تعبر عن نبض الشارع الإجتماعي والسياسي فتكون البطانة دائما مصرة على إثبات صحة تصورها بالمخالفة لحقيقة الواقع فيزداد التخبط والضلال وتكون بداية النهاية. - وبداية النهاية تدور في عدة محاور: 1- العناد: بالاستمرار على نفس النهج وتعدد الوسائل والأساليب المشروعة والغير مشروعة الظاهرة والخفية والتصريحات حمالة الأوجه لحماية المقصد والغاية النبيلة. 2- الصراع : تزداد حدة الصراع تحت شعار حماية الشرعية وحيث انه لا خلاف أبدا على المقصد النبيل والخلاف على الوسائل المستخدمة لتحقيقه تجد في غمرة الصراع يفقد رويدا رويدا الحلم والهدف وتخلو من أي مضمون إصلاحي. 3- المقامرة : تعلو الحناجر ويزداد الإصرار والمجازفة والمغامرة لحسم الصراع ويزداد حدته إلى حد نكون أو لا نكون ونقامر بمقدراتنا وتاريخنا ومستقبلنا ولكن لا تنازل ولا تراجع عن سلطة أو منفعة . 4- القداسة : صناعة الرمز المهيب والمقدس والملهم حتى يقترن اسمه ب 99 اسما فينازع الشعب في العقيدة والفكر ويسوقهم بعصاه المقدسة إلى الفلاح والمجد والشرف ، فهذا المقدس حلو البيان يستطيع أن يهزمك ببضع كلمات بما يملكه من حجة ومنطق ويستطيع أن يعيد ترتيب أفكارك إذا كنت حقا تريد الخلاص وإلا صرت ضالا ومغضوب عليك ونهايتك ملعون من السماء. 5- الانحسار : وبعد الوعد بالخلاص ... محاربة الآخر الضال ولو كان أولي قربى وتنحصر الفئة في عددها وفكرها وتنغلق أكثر فأكثر وتنقطع عن محيطها المكاني والزماني وتفقد التواصل. 6- الهشاشة: هنا تعني كيان بلا ركائز وحجمه الحقيقي أقل بكثير مما يبدو عليه فهو أجوف المضمون باهت الحجة تتعاظم عليه المشكلات ويستسلم لها ويري عبء المسئولية مع ضعف العزيمة فتراه يتعامل مع سلطاته ومزاياه على إنها مدعاة حسد من الآخرين وهو لا يرى فيها خير (تكليف لا تشريف) ودائما لديه الحجة فهو يجادل ويتحدى ويرهب وينازع ويصارع الآخر في الحق والمعتقد والفكر والرأي ويزداد ضجيجه ويأمر وينهي ويتاجر بكل رأي وفكر ويمنع نفسه من كل فرصة حقيقية لتحقيق مقصده النبيل بينما ينسب فشله الذريع للآخر، ويجتهد في حجته وتبريره لأفعاله ويعظ الناس وينسى نفسه ويطالب بالصمود وهو الواهن فهو بلا صبر ويطالب بالتمهل ولا يفكر أو يتدبر فهو دائما لا يحسن الظن ولا يتعاون مع الآخر فالآخر قد صوره للناس على أنه إما عميل أو كافر أو منتفع . - ولقد تناسوا ما هم فيه من نعمة وفضل وإحسان فلا اعتراضات تنبههم ولا ابتلاءات توقفهم ولا غضب عام يثنيهم عن غيهم. - إذن فهم أهل الغواية وأهل للغواية بشهوات السلطة والانتفاع ورغبات فيها عناد، وهي طرق بدايتها مزينة بالأماني الجميلة والنوايا الحسنة وسرعان ما يحاصروا في نفق مظلم كئيب ممتلئ بالصراعات مع الآخر والنزاعات داخل العشيرة يظهر فيها الغل والشحناء وتدمير الآخر ولو بتدمير الذات تحت وهم التجديد وإعادة البناء. - ولما ضاعت الأماني بإدعاءات منذ البداية فارغة من المضمون الصحيح والمنهج السليم وبقية الوسيلة الجائرة هي الظاهرة للناس وهي المزينة بالنفاق والجدل والتبرير وفقدوا المصداقية فلا مناص من القهر والظلم علهم يرتعدون خوفا فتخور بها الهمم وتثبط العزائم ويزداد الفساد والطغيان تحت شعارات باطلة فلا أمر بمعروف ولا بر برفاق الثورة ولا إحسان لرعية بل عندا وتكبر وتجاهل للحقيقية وضياع البوصلة - وفي النهاية قست قلوبهم في استعلاء وشحت نفوسهم فلا سخاء فترى نظرتهم للآخر الآثم قلبه المتآمر كما استقرت عقيدتهم على ذلك يستحق ما سينزل به من عقاب فيحرمونه من الجنة في الآخرة ويتاجرون بدينه في خسة وطمع نفس طار عنانها فزاد قلقها فجاء غضبها فدمر وأهلك وطلب الصبر حتى يفرغ من افتراس الثور الأبيض وحسدوا كل حكيم وتمنوا الثبات وهم بلا تمكين ولا يقين ولا دليل على صحة دعواهم فها هي النهاية مقبلة للهاوية مسرعة بعدما أصابهم المرض العضال مرض التينة الحمقاء، والبستاني ( شباب الثورة ) الورد الي فتح في جناين مصر، أبدا لن يصبر على فساد زرعته ولن يهدأ ولن يرحم من طغى وتكبر وكان أحمق بالحرص ينتحر. [email protected]