أكدت صحيفة الخليج الإماراتية إنه بعد مرور سنة على رحيل الاحتلال الأمريكي ،إلا أنه ترك حملاً ثقيلاً مازال العراق يعاني منه، ويدفع ثمنه بشكل شبه يومي. قالت الصحيفة - في عددها الصادر الأربعاء 19 ديسمبر بعنوان " العراق وتفجيرات الفوضى" - إنه كان مقدراً بعد رحيل الاحتلال الأمريكي عن العراق، أن تسلك الأوضاع فيه منحى يعيد للبلد شتاته، وأن يتفق فرقاؤه على سبيل لمعالجة مشكلاته ومشكلاتهم، ويستعيد استقراراً افتقده طيلة سنوات الاحتلال منذ انطلاق الغزو في مارس2003 وتنتهي دعوات الانفصال التي تهدد وحدته . وأوضحت الصحيفة، إنه بعد مرور سنة على رحيل الاحتلال، إلا أنه ترك حملاً ثقيلاً، أوله تلك الفوضى التي استدعاها إلى بلاد الرافدين، ومازالت تزرع الموت والخراب في جنباته، ولا هدف لها سوى القتل واستنزاف دماء العراقيين كافة . وأشارت الصحيفة إلي أن أكثر من مائتي قتيل وجريح سقطوا في يومين، في تفجيرات متنقلة طالت بغداد وغيرها لإبقاء البلد في حال من الفوضى، ولتمدد في عمر الأزمات الأخرى المعبر عنها في صراعات سياسية بين قوى عدة، وفي الشرخ القائم بين الحكم المركزي وإقليم كردستان العراق الذي يريد اقتطاع أجزاء أخرى من الوطن الأم توسيعاً لمساحة “دولته” التي يهدد من حين إلى آخر بإعلان “استقلالها” . كما أشارت إلي أن هذه الفوضى لا تخدم أحداً، سوى من يكيدون للعراق ومن لا يريدونه أن يكون مستقراً، ويضيرهم أن يسترد نفسه من براثن الفوضى التي زرعت في أرجائه كافة، لأن ذلك يعني عودته قوياً وفاعلاً، ويلعب دوره كدولة عربية قوية لديها من القدرات ما يمكنها من أن تشكل ثقلاً في التوازنات التي اختلت على مستوى المنطقة، وإقليمياً ودولياً . وأضافت الصحيفة أن العراقيين إلى أية جهة انتموا هم من يدفعون ثمن ذلك كله، وكلما طال أمد الفوضى بقيت الأرض مرتعاً للعابثين ومن يوجههم، ولن ينتهي عصرها إلا باتفاق القوى السياسية العراقية على ما ينقذ العراق مما يعيشه ومما يُدفع إليه، لئلا يلتقط أنفاسه ويبقى أسير التلاعب بأمنه واستقراره، ومصيره أيضاً .