انطلقت من »رياض« المملكة العربية السعودية أول منظومة متكاملة لمواجهة حملات التغريب القادمة من الخارج، والظواهر السلبية للعولمة. المنظومة تهدف إلي الحفاظ علي التراث العمراني بالدول الإسلامية، وزيادة الوعي بهذا التراث وحمايته من عوامل التلف والضياع.. المنظومة تهدف إلي تحويل هذا الإرث الاسلامي إلي رمز من مميزات الحضارة الإسلامية يتحدث عن نفسه وينطق بهويته وثقافته وقيمه العظيمة. منذ أيام.. استضافت »الرياض« عاصمة المملكة العربية السعودية المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الاسلامية.. ولأهمية المؤتمر وخطورة رسالته فلقد وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي وضع المؤتمر تحت رعايته.. والذي شارك في أعماله علي مدي خمسة أيام 52 وزيرا من الدول الاسلامية و01 منظمات عربية واقليمية ودولية وأكثر من 071 خبيرا في شئون العمران والتراث الاسلامي وذلك من خلال 5 حلقات نقاشية رئيسية وما يزيد علي 42 جلسة عمل مكثفة. وفي كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية ورئيس المؤتمر ان قضية الحفاظ علي التراث العمراني في الدول الاسلامية صارت ضرورة ملحة في عالم اليوم باعتبارها أحد الروافد المهمة للتنمية والتحديث ومصدر الاعتزاز المتجدد. وقال: في المملكة تقوم الدولة بالتعاون مع المواطنين والقطاع الخاص بعمل دءوب وشامل للعناية بالبعد الحضاري للسعودية خاصة التراث العمراني الاسلامي والوطني متزامنا ذلك مع نهضة تنموية وعلمية واقتصادية كبيرة يقودها ملك مخلص ويساعده ولي عهده الأمين وشعب شغوف بتراثه وفخور بتاريخه العظيم. وأضاف: ان السعودية أطلقت منظومة من البرامج والمشروعات للحفاظ علي التراث العمراني وتنميته والعناية به في جميع المناطق، وبدأنا بالتحول من لنظر إلي التراث العمراني علي أنه آيل للسقوط إلي كونه قابلا للاستثمار والنمو. ولأن مصر والسعودية هما القلب النابض للأمتين العربية والاسلامية.. فلقد حظيت القيادة السياسية المصرية بكل التقدير في المؤتمر... حيث اختص الأمير سلطان بن سلمان الوفد الاعلامي المصري بتصريحات خاصة أكد فيها علي عمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين مصر والسعودية وبين الزعيمين حسني مبارك وشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأشار إلي ان تنسيق المواقف والتشاور المتواصل بين الرئيس مبارك وخادم الحرمين دائما يصب لتحقيق مصالح الأمتين العربية والاسلامية. وقد قرر الأمير سلطان وضع المشروع المصري بجميع تفاصيله علي »قاعدة الأمير الالكترونية للتراث العمراني«. وعلي هامش المؤتمر أكد السفير محمود محمد عوف السفير المصري بالمملكة السعودية ان الرئيس مبارك يحظي بتقدير عميق من شقيقه خادم الحرمين الشريفين وجميع أفراد الأسرة المالكة بالمملكة.. مشيرا إلي ان تميز العلاقة الشخصية بين الزعيمين مبارك وعبدالله تنعكس بقوة في تنسيق المواقف والرؤي بين الحكومتين المصرية والسعودية تجاه جميع القضايا الاقليمية والدولي والعلاقات الثنائية.. وان مصر والسعودية هما ركيزة العمل العربي ورمز الاعتدال والضمانة الحقيقية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.