تستحق حكومتنا الذكية ان نصفق لها.. وأن نعترف بقدرتها علي تكبير دماغها.. وتجاهل أي شئ عملا بالمبدأ المعروف لا أسمع.. ولا أري.. ولا أتكلم.. مهما حدث.. ومهما غضب أو حتي استنكر الجميع! وزراء الزراعة والإسكان والتنمية المحلية في حكومتنا العبقرية احتفلوا مؤخرا.. وفي حضور الإعلام والصحافة بافتتاح مزرعة تجريبية.. زرعوا فيها الليمون والزيتون علي ما أسموه بمياه الصرف المعالج الناتج من محطة الجبل الأصفر.. وهي واحدة من أكبر محطات معالجة الصرف الصحي لمحافظات القاهرة الكبري. بشرنا السادة الوزراء باعتزام حكومتهم الرشيدة إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة لأن ذلك ضروري ومهم.. خاصة أن حجمها يصل سنويا إلي خمسة مليارات متر مكعب من المياه.. وهو ما يعادل 01٪ من حصة مصر من مياه نهر النيل والتي تبلغ 55 مليار متر مكعب! هذا الكلام العجيب يتطابق مع القرار الأعجب منه الذي اتخذه وزير الري أيضا بزراعة الأرز علي أحواض المصارف.. وري المحصول باستخدام مياه الصرف الزراعي وتلك كما هو معروف علميا محملة ببقايا المبيدات.. مع مياه الري المخلوطة بنسب من مياه الصرف المعالج أيضا.. بكل ملوثاتها.. وما يمكن ان تسببه للعامة من أمراض خطيرة! مياه الصرف الزراعي وأيضا الصحي المعالج - وكما يؤكد خبراء وعلماء الزراعة والري - لا تصلح لري المحاصيل والزراعات التي يأكلها البشر.. والاستخدام الوحيد الصالح لها هو ري الحدائق العامة والخاصة.! لذا اتساءل.. ألم يكن من الأجدر بالحكومة استخدامها هناك.. وتوفير المياه النظيفة ومثيلتها الجوفية للزراعات التي نأكلها.. أم أن الحكومة العبقرية تسعي للخلاص من الناس الذين لم تصبهم بعد أمراض المياه الملوثة بالصرف الزراعي والصناعي وغيرها من كلي وأورام في جميع قري ونجوع ومحافظات المحروسة؟!
رغم الاعتراضات والمحاذير التي أبداها خبراء المياه والبيئة حول خطأ التوسع في تسيير البواخر والعائمات السياحية في أسوان.. واحتمالات وصول التلوث إلي مياه بحيرة ناصر.. فإن وزارة السياحة مازالت مستمرة في منح تراخيص جديدة للراغبين من ملاك السفن والعائمات! هناك الآن أكثر من ست بواخر سياحية تعمل في بحيرة ناصر بين السد العالي وأبوسمبل وكلها تصرف مخلفاتها في البحيرة بدون معالجة.. بخلاف البواخر والمراكب التي تعمل بين أسوان ووادي حلفا! معامل التحاليل بكلية العلوم جامعة جنوبالوادي وغيرها من مراكز البحوث المتخصصة أكدوا ارتفاع معدلات التلوث في البحيرة التي تعد الخزان الرئيسي لمياه الشرب والزراعة! الأمر يحتاج إلي قرار بوقف تسيير أي مراكب أو فنادق عائمة في بحيرة ناصر بالذات للحفاظ علي المخزون الرئيسي وبنك مياه مصر من التلوث.. وأن تقتصر السياحة علي الطرق البرية وعلي ضفاف البحيرة فقط.!