هل لاحظتم فى وقت ما أو فى لحظة تأمل فى الوقت الذي نتدافع فيه جميعا نحو هدف واحد فقط الا وهو "البقاء" فنحن لا نفكر الا فى أن نعيش وعلى هذا فنحن لا نتقدم وإنما نعود الى الخلف وتراجعنا هذا يدل على عجز واضح وفشل نحاول إخفائه بنجاحات وهمية تدل على أننا ننجح فقط فى خداعنا لأنفسنا لا اكثر ولا أقل فهيا نسلط الضوء على ما نعانى منه لنصبح فى هذا التراجع . المجال الصناعي : هل مصر لديها صناعة وما الذى تصنعه مصر نحن لا نصنع شى ولا نستطيع فنحن نستورد المنتج "نقفله مصرى " كيف لدولة كبيرة مثل مصر لا تستطيع تصنيع أى منتج مهما كان حجمه وبدون التعرض للمارد الصينى الذى غزا العالم من الابرة للصاروخ كما يقولون الذى لديه حكومة واعية تعرف كيف تستعمل الطاقة البشرية التى لديها وتجعل منهم شئيا عظيما أما حكومتنا الواعية فهى واعية فقط لشى واحد فقط كيف تاخذ منا الأموال. الصناعات اليدوية: هى الصناعات التى كانت مصر تشتهر فى يوما من الأيام بها ولكن الحمد لله أصبحوا الأن كالديناصورات منقرضين واذا تواجدوا تجدهم أفلسوا أو تجارتهم غير رائجة تماما وذلك بفعل فشلنا الذريع فى الاهتمام بهؤلاء المبدعين والأهتمام فقط على تدميرهم بدلا من تنمية هذه الصناعات التراثية والحفاظ عليهم. المجال الزراعى : حدث ولا حرج هل نتكلم عن هجرة الفلاحين عن الاراضى الزراعية أم مشاكلهم المتكررة مع حكومتنا الواعية بأهمية الدور الزراعى فى مصر أم نتكلم عن الاراضى الزراعية التى أصبحت سكنية أم نتكلم عن الاراضى التى تبحث عن شباب مصر الذين أمتلات بهم المقاهى ليزرعوها ويعمروها وعوضا عن ذلك تضع الحكومة ملايين المعوقات أمام هؤلاء الشباب لتبقى الأراضى صحراء مقفرة ويبقى الشباب على المقاهى عاطل يبحث عن سفر أو مخدرات ليصلح من احواله أو يبحث عن وظيفة ب500 جنيه ليقنع نفسه أنه يستطيع أن يتزوج أو يفتح أسرة بهذا المبلغ ومصر تعانى التدهور فى هذا المجال وتنتظر المعونه الأمريكية لنأكل ونستورد من بلد أخرى لسد العجز والذى من الواضح انهم لا يفهمون أنه ليس عجزا زراعيا وإنما هو عجزا فى العقول بالطبع نستبعد من كلامنا سماسرة الزراعة المسرطنة منها والمخدر . المجال التجارى : أنا لا أعرف معنى التجارة فى مصر وأن كنت أسمع بأستمرار عن شركات استيراد وتصدير لكن ماذا يصدرون لا أعرف وماذا يستوردون أحاول الفهم ولكن عقلى الضعيف لا يقوى على مثل هذه العمليات الحسابية المعقدة ولا يقوى على مجاراة عباقرة التجارة فى مصر ولكن لدى سؤال أن كان لدينا ما يصدر وبلاد أخرى تريده فلماذا لا نهتم بتنميتة والاهتمام به أما الأستيراد فأعتقد أننا أحسن بلاد الله فى ذلك . المجال العقارى : نحن نبنى وأنت بقة ابقى قابلنى لو خدت عندنا" الشركات العقارية أعتقد أنها تتعامل مع بلد أخرى رغم أن مقرها فى مصر أو أنها تبنى لأشخاص اّخرين غير المصريين فهل سمعت عن شاب يستطيع أن يدفع 60.000 الف جنيه مقدم لشقة وهو أقل مقدم و1.500 جنية شهريا ليحصل على شقة مساحتها ما بين70-80 متر مربع ، من الشركات العقارية التى تتدعى أنها تخدم شبابنا أو أنها تنفذ برنامج الرئيس لمساعدة الشباب وأعتقد أنها تقصد أنها نساعد فى تحطيم وأحباط معنويات الشباب فلمن يبنون ولمن ؟ الأغنياء وهؤلاء لماذا يريدون شققا سكانية "ما علينا" . المجال الثقافى : نحن دولة لا تعرف عن الثقافة شئيا حتى مثقفينا أصبحوا يعانون الغربة والإنعزال فهم يحدثون أنفسهم ولا يسمعهم أحد وأن سمعهم أحد فلا يفهمهم أحد لأن الناس لا تريد ثقافة وانما تريد لقمة العيش فمن منا أصبح يستمع الى قصيدة شعر أو يقرأ قصة قبل النوم أو أن يصفى ذهنه بموسيقى هادئة ولكن الجميع مجبرون على سماع " اقوليلى يا خاينة " او " حجرين على الشيشة " وثقافتنا الوحيدة هى متابعة الفضائح والشائعات . المجال التاريخى : نحن دولة التاريخ ولكن لا نعلم عن تاريخنا شيئا فأذا سألت شابا أو رجلا أو فتاة أو سيدة عن حدث تاريخى من الممكن أن تكون الأجابة المنطقية لأسئلتك التاريخية هى أجابة واحدة " أبو تريكة " ولا تفهم لماذا هذه الأجابة من الأساس هذا فضلا عن عدم إجادتنا اللغة العربية لغتنا التى كانت جميلة يوما ولكنها الأن غريبة فالشخص الان الذى يستطيع أن يتحدث جملة واحدة صحيحة لغويا هو شخص من أيام الجاهلية ولا يوجد مثله وللحق يجب أن نذكر أن كلمات مثل " نفض" و انزل من على ودانى " و" فكك" أصبحت الأن تطالب القاموس اللغوى بمكان لها داخله وذلك بفعل ترديدها على لسان جميع الناس وليس الشباب فقط فلا عزاء أذن للتاريخ. المجال العلمى : تكلمنا مسبقا عن هجرة العقول المصرية للخارج بفعل الإهمال وعدم الإهتمام فكيف نكون أصحاب عبقريات ونتركها تهاجر بدون ما نضع لها رأس مال يساعدها ولكن أهتمامنا بالصرف على الأفلام والمسلسلات وكرة القدم جعلنا نترك هذه العقول إما للإهمال والإحباط أو السفر والتالق بالخارج وعندما يحدث ذلك نعطيهم النياشين والأوسمة وإذا ارادوا العودة الى مصر لعمل أفكار تساعد المبدعيين الشبان وأصحاب العقول النابغة توضع ملايين العقبات وكأن هناك بعض الناس الذين لا يريدوا النجاح لمصر . أما الجامعات المصرية سواء خاصة أو حكومية فالحال فيها لا يتعدى كونها مكانا للبيزنس أو للقاءات الشباب والبنات أما التعليم فهو اخر ما يحدث فى هذه الجامعات فالغرض من الجامعة فى نهاية الأمر هو أخذ الشهادة الجامعية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع فى النهاية . أما مجالات مثل كرة القدم ،الفن ، الإعلام فهذه المجالات الوحيدة التى نحقق فيها بعضا من النجاحات والتى فى أغلب الوقت هى نجاحات وهمية لانها حتى لا ترتقى للمستوى العالمى فنحن محليين حتى فى هذه النجاحات التى يعتقد البعض أنها نجاحات من الأساس . ولنا كلمة أخيرة يا مصر "أحترسى ... فأنك ترجعين للخلف ولو بقيتى فى الخلف لن تجدى حتى مكانا فى المستقبل فى صفوف الخلفية "