ضياء داوود: التمديد للحكومة الحالية يتجاوز حدود المنطق واستقرار البلاد    وزير العمل يلتقي مُمثلي شركات إلحاق عِمالة موسم حج 2024    إطلاق اسم الشيخ محمد رفعت على المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم    مؤتمر "العلم والإيمان" يجمع المجمع العلمى والأزهر والإفتاء والكنيسة الأسقفية على مائدة واحدة    «بنك مصر» شريكًا استراتيجيًا ومستثمرًا رئيسيًا في مشروع بالمزاد أول منصة رقمية للمزادات العلنية في مصر    البنك المركزي يصدر القواعد المنظمة لتعامل البنوك مع شركات نقل الأموال في مصر    البورصة المصرية.. «EGX30» يتراجع وحيدًا في منتصف التعاملات    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    رئيسا البورصة المصرية والرقابة المالية يشهدان بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع    وزير الخارجية الأردني: هجوم إسرائيل على رفح الفلسطينية يهدد بمذب حة جديدة    تين هاج بعد رباعية كريستال بالاس: هذا فقط ما أفكر فيه    ضبط 4 أطنان أسماك ودواجن منتهية الصلاحية بالشرقية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    دم المصريين خط أحمر| «السرب» ملحمة وطنية تليق بالفن المصري    أمين الفتوى يحذر من فوبيا جديدة منتشرة (فيديو)    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بالقرى    الكبد الدهني.. احذر هذه الأعراض المبكرة    برلماني: الاستجابة للمقترح المصري طوق النجاة لوقف نزيف الدم    الإليزيه: الرئيس الصيني يزور جبال البرانس الفرنسية    العراق تقدم مشروع قانون لحماية النازحين داخلياً فى الدول العربية    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    الأردن.. الخصاونة يستقبل رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للمملكة    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    هل يشبه حورية البحر أم الطاووس؟.. جدل بسبب فستان هذه النجمة في حفل met gala 2024    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    بأمريكا.. وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلاً غنائيًا    أوكرانيا تعلن القبض على "عملاء" لروسيا خططوا لاغتيال زيلينسكي ومسؤولين كبار    مسؤول إسرائيلي: اجتياح رفح يهدف للضغط على حماس    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    وزير الصحة يتفقد مستشفى حروق أهل مصر.. ويؤكد: صرح طبي متميز يٌضاف للمنظومة الصحية في مصر    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    جمهور السينما ينفق رقم ضخم لمشاهدة فيلم السرب في 6 أيام فقط.. (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    تريلا دخلت في الموتوسيكل.. إصابة شقيقين في حادث بالشرقية    «تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    سعر الأرز اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في الأسواق    عاجل:- التعليم تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كفاية تستعد للتظاهر والعصيان المدني .. وعاكف يحذر أحزاب المعارضة من تجاهل الإخوان .. وكاتب يبشر العاطلين بأن موعدهم يوم القيامة .. وآخر يصف الحزب الوطني ب (بحزب رجال المال) .. واستمرار ألغاز مفيد فوزي
نشر في المصريون يوم 24 - 09 - 2005

ركزت الصحف المصرية الصادرة اليوم (السبت) على قضية التغيير الوزاري القادم بعد خطاب الرئيس وأداءه القسم الدستوري الثلاثاء المقبل ، مع توقعات بالتوسع في حدود صلاحيات رئيس الوزراء بعد التعديل الوزاري . واحتفال حركة (كفاية) بالذكرى الأولى لتأسيسها ، وطرحها تشكيل ائتلاف وطني لقوى التغيير ، واستعدادها للتظاهر والعصيان المدني . وإبراز تحذيرات مرشد الإخوان "مهدي عاكف" لتحالف أحزاب المعارضة من عواقب وخيمة إذا تجاهلوا الإخوان . وانتقاد خبراء اقتصاديون لبرنامج مبارك الانتخابي ووصفه بأنه مجرد وعود غير قابلة للتحقيق . واندلاع معارك ساخنة بين المرشحين لانتخابات نقابة الصحفيين . وظهور حركة جديدة للدفاع عن المعتقلين باسم "سجين" ، ونشر تقرير حكومي يعترف بفشل سياسات التنمية في المحافظات . ومطالب المجلس القومي لحقوق الإنسان بحضور مراقبين أجانب في الانتخابات البرلمانية القادمة . وتوقعات بقرب تعيين نائب للرئيس و"عمر سليمان" في صدارة المرشحين للمنصب . وأقباط يؤكدون أن الخط الهمايوني أكثر رحمة من قوانين النظام المصري . الصحف المستقلة من جانبها أفردت مساحات واسعة لتغطية احتفال الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» بالعيد الأول لتأسيسها ، الذي جاء وسط حشد كبير من قياداتها وأعضائها ومناصريها ، وأجمعت قيادات الحركة في كلماتهم خلال الاحتفال الذي أقيم في المناسبة بنقابة المحامين ليلة الأول من أمس على ضرورة تبني المرحلة المقبلة من عمل الحركة لمطالب اجتماعية ، وربطها بالمطالب الديمقراطية التي تتبناها الحركة منذ نشأتها، وتحولها إلى مظلة حاضنة لكل أحزاب وحركات التغيير السياسي ، وكذلك ضرورة خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة. وأبرزت الصحف وصف شيخ القضاة المستشار "يحيى الرفاعي" الحركة بأنها أثبتت أنها أقوى من الأحزاب القائمة على الساحة مجتمعة ، مشيرا إلى افتقاد هذه الأحزاب للجماهيرية المطلوبة والكافية لعمل أي حزب سياسي . ووجه الرفاعي هجوما حادا إلى انتخابات الرئاسة الأخيرة واصفا نتائجها بأنها «مصنوعة ومرفوضة من غالبية الشعب المصري» ، وشدد على براءة القضاء المصري من هذه الانتخابات محملا المسؤولية للجنة الانتخابات الرئاسية . واعتبر المؤرخ الدكتور عبد الوهاب المسيري أن استمرار عمل حركة «كفاية» يعد دليلا عملا على أن ضمير مصر حي وموجود وسيقود الأمة جميعها للإصلاح الحقيقي ، منتقدا تجاهل حملات الانتخابات الرئاسية للقضايا الخارجية المتعلقة بالعالمين العربي والإسلامي والعالم كله، وقال إن هذه الحملات أديرت «بعقلية أصحاب البقاله ، واصفا النخبة المصرية الحاكمة بأنها تتعامل مع مصر على أنها فندق». وفيما يشبه محاكمة الذات قدم الدكتور "عبد الحليم قنديل" الناطق الإعلامي باسم حركة «كفاية» كشف حساب بما أنجزته الحركة وجدول أعمال بما تسعى لإنجازه ، وقال إن الحركة قصرت في حق ملايين المصريين المصابين بأمراض الفشل الكبدي والسرطان والذين يعانون البطالة وعدم وجود الدواء والمسكن ورغيف الخبز، مشيرا إلى أن «كفاية» ، نشأت بعد أن وصلت الأزمة المصرية للحائط المسدود . وقال قنديل إن العام الماضي شهد مولد العشرات من الحركات المطالبة بالتغيير، كما شهد تصاعد تحركات التغيير بين القضاة وأساتذة الجامعات والأطباء والصحافيين وغيرهم، مضيفا أن الحركة اكتسبت حق توجيه النقد لرئيس الدولة وعائلته وحولته إلى حق مكتسب لكل المصريين، رغم أنه محظور بالدستور والقانون، مشيرا إلى أن الحركة اكتسبت أيضا حق التظاهر السلمي والإسهام في انتقال مصر مما وصفه بعقيدة اليأس إلى عقيدة الأمل . وأشار قنديل إلى أن الحركة سوف تتحرك في المرحلة المقبلة تحت شعار «باطل» وعلى ثلاثة محاور هي: تفعيل حق التظاهر والانتقال به إلى فضاء عشرات ومئات الآلاف من المواطنين، إلى جانب التقاضي لكشف عدم شرعية النظام القائم وأوجه الفساد فيه، وأخيرا التنسيق بين كافة القوى والأطياف السياسية للوصول إلى قائمة موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت شعار «قائمة الشعب» و«معا من أجل التغيير». ودعا قنديل أعضاء مجلس الشعب من المعارضة والمستقلين وجماعة الإخوان المسلمين إلى عدم حضور جلسة أداء الرئيس مبارك لليمين الدستورية يوم «الثلاثاء» المقبل ، والانضمام لمظاهرة الحركة في نفس التوقيت والرافضة لأداء مبارك لليمين الدستورية . وتناول الفنان "خالد الصاوي" حادث احتراق عشرات الفنانين بأحد قصور الثقافة بمحافظة «بني سويف»، منتقدا ما وصفه بمناورة الاستقالة التي تقدم بها وزير الثقافة والرجوع عنها، ودعا إلى مظاهرة ضخمة من نفس مكان الحادث للمطالبة بمحاكمة وزراء الداخلية والصحة والثقافة ومحافظ بني سويف. وأشار "حمدين صباحي" عضو مجلس الشعب ووكيل مؤسس حزب الكرامة إلى أنه رغم تحقيق حركة «كفاية» الكثير من النجاحات إلا أن أمامها الكثير من المهام لإنجازها، وفي مقدمتها الوصول بجماهير الشعب إلى حالة العصيان المدني لإسقاط الحزب الوطني الحاكم فيما لفت الدكتور محمد السعيد إدريس الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام إلى ما حققته حركة «كفاية» من تحريك للواقع المصري ، وإدخال شعارات ومصطلحات جديدة إليه، مؤكدا أن الحركة لم تسع لمنازعة السلطة القائمة شرعيتها إلا بعد أن أثبت قضاة مصر بتقاريرهم عن الاستفتاء أن استمرار هذه السلطة مناف للمشروعية والقانون . ونتجه إلى صحيفة "الوفد" التي شن رئيس تحريرها "عباس الطرابيلى" هجوما حادا على الحزب الوطني ووصفه ب(حزب رجال المال) وقال : " واضح أن الحزب الوطني يريد أن يكافئ رجال المال على وقوفهم بجواره في انتخابات الرئاسة .. بأن يعطيهم الفرصة ليفوزوا بمقاعد البرلمان ، ليصبح زيت الحكومة في دقيق رجال المال ليفسدوا معاً حياتنا السياسية فيقترح رجال المال ما شاءوا من قوانين لتستجيب الحكومة . وواضح أن الحزب الوطني أصبح بالفعل حزب الأغنياء .. وحزب رجال المال والأعمال .. بدليل المكاسب التي يحققها كل هؤلاء من سيطرتهم على كل الحياة المصرية .. وبدليل تدمير القطاع العام ، وبيع شركات .. وتشريد عماله .. أما ثمن البيع فلم نعثر له على أثر .. وأشار "طرابيلي" إلى نتائج تحالف الحكومة ورأس المال ، وهو إصرار النظام على إجراء انتخابات مجلس الشعب بالنظام الفردي ، حتى يتاح لحملة الأموال أن يفوزوا وحدهم بأموالهم بكل مقاعد البرلمان.. وبئس برلمان يسيطر عليه أصحاب الأموال والبلطجية .. بل هو بئس تحالف تضمن به الدولة من خلال حزبها الحاكم المتحكم على كل مراكز السلطة في البلاد .. وأكد الكاتب إصرار المعارضة على أن تجرى الانتخابات التشريعية بنظام القائمة.. لكي تتحقق المكاسب التالية : أولاً: أن تستمر التعددية الحزبية .. من خلال تمثيلها النسبي داخل البرلمان ، في حالة تطبيق نظام الانتخاب بالقائمة غير المشروطة .. وهو نظام لا يحمى فقط التعددية ، بل يجعل من الأحزاب قوة داخل البرلمان .. وقوة في الشارع السياسي .. وعلى مستوى المحليات ومجالسها .. ثانياً: ضمان أن تحصل الأحزاب القوية على النسبة التي تسمح لها بالترشيح في أي انتخابات رئاسية قادمة لأنه بدون تمثيلها في البرلمان لن يسهل عليها الحصول على توقيعات 250 عضواً بالبرلمان وبالمجالس المحلية.. وبذلك يصبح الترشيح في غياب هذا التمثيل النسبي بالبرلمان وبالمحليات مقصوراً على حزب الحكومة وتحالف رجال المال معه . ثالثاً: يصبح ما يقدمه النظام ، في ظل التحالف الجديد ، منحة لا حقاً شعبياً ، على الشعب أن يقبل به ، نقصد بما يقدمه من فتات .. على غرار ما حدث في تعديل المادة 76.. مجرد منحة لا حق للأمة .. وبالتالي تضيع لعشرات قادمة من السنين فرصة الإصلاح السياسي الذي نطالب به .. وفى مقدمته الدستور الجديد الذي يحدد سلطات كل جهة ، أو كل سلطة فلا تتجمع السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية .. والسلطة الرابعة وربما السلطة القضائية في يد سلطان واحد مهما قاومت السلطة الأخيرة أو اعترضت .. فالمنح والمزايا جاهزة ، وبداياتها مع بدل الإشراف على الانتخابات الرئاسية عندما »منحت« الدولة كل مشرف منها آلاف الجنيهات.. لكن الكاتب يعود ليؤكد أنه ليس ضد رجال الأعمال ، بل نحن مع الجادين منهم الذين ينتجون ويعملون .. لا الذين يقترضون ويفرون بما اقترضوا ، أو الذين انتفعوا بالأراضي والتسهيلات وما أكثرهم.. لكي يحتكروا ما أرادوا من مصادر الثروة والصناعة والاقتصاد .. نقول نحن لسنا ضد الجادين من رجال المال ، بل نحن مع نموذج طلعت حرب الذي رفض ان يدخل لعبة السياسة أو نموذج "فرغلى" باشا.. ولكننا ضد نماذج "أحمد عبود" الذي أقام المصانع فعلا ً.. ولكنه دخل لعبة السياسة وقدم الملايين لإسقاط وتشكيل الحكومات .. وأضاف : "نحن إذن ضد تحالف "الوطني" مع نوعية خاصة من رجال المال الذين يريدون احتكار السياسة والسيطرة عليها كما احتكروا السلع الأساسية وما يحتاجه الناس .. ونحن مع الأمة كلها ممثلة في عمالها وفلاحيها.. في موظفيها وفى عاطليها .. مع الطبقة الوسطى التي تدفع الضرائب من المنبع ولسنا مع المتهربين من الضرائب .. نحن مع "كل مصر" ومع الحق الذي يجب ان يظل فوق القوة.. ومع الأمة التي يجب أن تصبح فوق الحكومة .. لهذا نحن مع الانتخابات بالقائمة غير المشروطة لنضمن "لكل المصريين" التمثيل البرلماني السليم والصحيح .. وبدون هذا سوف نرى بشاعة تحالف "الوطني" مع المفسدين من رجال المال" . الباحثة "أماني قنديل" نبهت في مقال نشرته صحيفة "الأهرام" إلى قضية خطيرة وحرجة ، وهي قيام الباحثين والمراكز البحثية الذين ينشرون نتائج بعض الدراسات‏ ,‏ أو ما يعتبرونه استطلاعات للرأي بشكل مبتور ومضلل ,‏ ودون توفير معلومات أساسية عن إجمالي العينة‏ (‏ إن وجدت‏)‏ التي تم التوجه إليها‏ ,‏ وملامحها الأساسية من حيث النوع الاجتماعي‏ ,‏ والنطاق الجغرافي ,‏ والتعليم ,‏ والعمر‏,‏ وغير ذلك مما يحدد طبيعة النتائج‏ .‏ وطالبت الباحثين بأكبر قدر من النزاهة والشفافية علي مستوي منهجية الدراسة من جهة‏ ,‏ وعلي مستوي نشر النتائج من جهة أخري ، وإعادة طرح ميثاق الشرف الأخلاقي علي كل الأطراف المعنية بنشر نتائج البحوث الميدانية‏ ,‏ واستطلاعات الرأي . وطرحت الباحثة بعض المظاهر السلبية والتجاوزات العلمية التي حفل بها الإعلام المصري في الفترة القليلة الماضية‏ .. فقد نشرت صحيفة قومية كبري في صفحة الفكر الديني عنوانا كبيرا يقول :‏ ربع الزوجات المصريات يضربن أزواجهن‏(16‏ سبتمبر‏2005),‏ والصحيفة المرموقة تقول لنا‏:‏ إن هذه الإحصائية أكدتها واحدة من دراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ,‏ ولأني كنت أنتمي في فترة ماضية إلي هذا المركز العريق ,‏ وأتابع أعماله بدقة ,‏ فقد تابعت المقال المذكور الذي يتحدث عن دراسة تمت منذ عدة سنوات‏ ,‏ درست واقع النساء المودعات في سجن القناطر الخيرية ,‏ وبعض بلاغات أقسام الشرطة (‏ في عدة أماكن محدودة لها سماتها الاجتماعية‏)‏ وقدمت نتائج ومؤشرات عما يعرف بالعنف المتبادل بين الزوجين ,‏ وبكل بساطة تتخطي الزميلة الإعلامية الحدود والمحددات علي الدراسة المذكورة وتكتسب عنوانا جذابا ومثيرا يخرج عن حدود سجن القناطر الخيرية‏ ,‏ ويعلن ربع الزوجات المصريات يضربن أزواجهن‏ .‏ وقالت الباحثة : "انتظرت عدة أيام لكي ينشر المركز القومي للبحوث الاجتماعية تصحيحا وتصويبا لهذه النتيجة الخطيرة ,‏ إلا أنه للأسف الشديد لم يحدث ذلك‏ ,‏ فلجأت إلي قلمي لكي أعبر عن غضبي‏ ,‏ ليس فقط إزاء هذه المغالطة العلمية في الإعلام المصري ,‏ وإنما إزاء مغالطات أخري توجد فوضي علمية نحن في غني عنها‏,‏ ونحن نبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا السياسي تتبني الشفافية والنزاهة‏ .‏ ودعت الباحثة صفحة الفكر الديني في الصحيفة المذكورة إلي الإطلاع علي حقائق الواقع الاجتماعي في مصر ,‏ وتراجع بيانات ودراسات ظاهرة ضرب الزوجات وأشكال العنف التي تتعرض لها النساء ,‏ وأنا هنا أدعو أيضا للكتابة عن المسكوت عنه في تعامل الأزواج مع زوجاتهم بأبشع صور العنف النفسي والجسدي‏ (‏ برجاء مراجعة آلاف الشكاوى الموثقة في مكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومي للمرأة‏) .‏ الظاهرة الثانية التي أشارت إليها الباحثة ترتبط أيضا بموضوع التضليل
لاتجاهات الرأي العام المصري‏ ,‏ كشفت عنها الفترة القليلة السابقة علي الانتخابات الرئاسية في مصر ,‏ مواقع إلكترونية وعلي شبكات صحف‏(‏ قومية ومستقلة ومعارضة‏)‏ تعلن لنا نسب مئوية من المواطنين المصريين دون أن نعرف أي شيء عن عدد الاستجابات أو طبيعة هؤلاء المواطنين ,‏ يؤيدون هذا الحزب‏ ,‏ أو هذا المرشح‏ ,‏ أو يرتبون اولويات القضايا في المجتمع المصري‏ .‏ وقالت إن مراجعة بسيطة للإعلام الغربي وهو يطرح نتائج استطلاعات سياسية أو غيرها‏ ,‏ تبين لنا أمرين‏:‏ الأمر الأول هو الإعلان عن الأسئلة التي توجه بوضوح .‏ الأمر الثاني الإعلان عن عدد الاستجابات التي وردت وطبيعة هذه العينة التي استجابت .‏ إذن نحن نؤكد أهمية الابتعاد عن تعميم النتائج ,‏ والكتابة عنها أو نشرها في سياق يتسم بالنزاهة والشفافية .‏ الظاهرة الثالثة التي كشفت عنها أيضا ,‏ هي ظاهرة الانتقائية في طرح نتائج تقارير أو استطلاعات أو بحوث بحيث يتم استقطاع نتيجة معينة من سياقها العام ,‏ لتأكيد وجهة نظر محددة يتبناها صاحبها ,‏ أو تتبناها الصحيفة‏ ، ويحدث توظيف سياسي للفكرة ,‏ أو الرقم ,‏ أو لنتيجة واحدة تجاه التضخيم أو التقليل من شأن ووزن ظاهرة محددة .‏ ونبقى مع "الأهرام" ، ومع الكاتب "مفيد فوزي" الذي لا نستضيفه في هذه الزاوية إلا نادرا ، وذلك ليس تجاهلا منا أو انتقاصا لمكانته -لا سمح الله- وإنما لعدم إدراكنا لمكنون عباراته التي تقطر (بلاغة وحكمة) ، وضعف استيعابنا لمقصود كتاباته التي تفيض بقطوف الأدب وجوهر الكلم (!!) . يقول مفيد لا فض فوه مستنكرا هجوم المعارضة على النظام المصري : " يري الصديق العاقل المتربي وأنا أوافقه علي أنه اتهام ساذج في مصر حين يوصف قلم وطني بأنه من كتاب الحكومة لوقوفه مؤيدا موقفا ايجابيا يهم ملايين الناس‏ ,‏ وكأن هذه الحكومة حكومة نيكاراجوا ,‏ مفترضا أن الأقلام يجب أن تكون معارضة في الحق والباطل ولا يوجد في الدنيا علي مدي علمي أي مجتمع من الزعماء فقط !‏ واتفقنا علي أننا‏ (‏ شخصانيين‏)‏ في الرؤية .‏ أشخاصنا أولا قبل القضية والمبادئ‏ .‏ واتفقنا علي أن المناصب تغطي المستور إلي حين الكشف عن المستور في لحظة لاحقة !‏ واختلفنا حول مسئولية المعارضة .‏ هو يري أن في المعارك الدائرة علي صفحات الصحف عافية للديمقراطية‏ ،‏ وأنا قلت أن في بلد كالمغرب هناك‏ (‏حد أدني‏)‏ من الاتفاق علي حماية العرش بين الحكومة والمعارضة .‏ وأنا أحلم بهذا الحد الأدنى في مصر لحماية النظام وهيبته ورموزه ,‏ مؤكدا أن معارضة قوية معناها حكومة قوية ونظام أكثر قوة .‏ وقال صديقي العاقل المتربي‏:‏ لا تخش هذه الفوضى فإن (‏ فوضي الدجاج يضع البيض‏) . ولكن "مفيد" كعادته يريد أن يحيرنا معه ، فيعود ويطلق مجموعة من العبارات (الحكيمة) في فقرة أخرى ويقول : " سؤال لمستقبل الأيام‏:‏ من أين تأتي مراكز القوي في المجتمع وكيف تولد ؟ .. أظن أنها تولد في مجتمع تختل فيه المعايير والقوة .‏ أظن أنها تولد في مجتمع فيه ازدواجية التوجه .. أظن أنها تولد في مجتمع تغيب فيه بوصلة الاتجاهات .‏ أظن أنها تولد في مجتمع تتميز فيه فئة من الناس بدون مبرر وتشعر بأن تستنشق هواء أكثر‏! " . وفي فقرة ثالثة يتلاعب "مفيد" تماما بعقلك حتى لا تعرف رأسك من رجليك ويقول : " احترمت د‏.‏يوسف والي كرجل كان في نظام مصر وكان نائب رئيس وزراء ووزير زراعة وكان يتبرع بمرتبه من الحكومة للسعاة‏,‏ ووصل يوسف والي إلي أعلي مراتب الحزب الوطني‏.‏ وتناثرت الأخبار والحكايات حول دور د‏.‏والي في سرطنة ما يدخل أفواهنا‏ .‏ ونفي الرجل في أكثر من مكان هذا الاتهام .‏ ولم أعرف هل ما نسب لوالي حقيقي أم لإزاحته من المسرح؟ من يعرف الإجابة يرسلها باسمي ل الأهرام ,‏ فالسؤال يطن في خاطري كثيرا‏ .‏ وصندوق خاطرك مزدحم بالأسئلة .‏ يرجى إنهاء المكالمة‏!.‏ ونستمر مع الكتابات الكوميدية ، ولكن هذه المرة مع الكاتب"فوزي تاج الدين" حيث كتب مقالا في صحيفة "الوفد" بعنوان : (أيها العاطلون.. موعدنا يوم القيامة!) انتقد فيه التراخي الحكومي الملحوظ في التصدي لمشكلة البطالة وقال فيه : " بعد أن انفض مولد سيدنا الانتخابات ، وبعد أن خرج كل من حضر هذا المولد ، بما خرج به ، حتى الذي خرج منه بلا حمص ! هدأت الأعصاب وأفاق الجميع مما كان فيه بغض النظر عمن غضب ومن فرح فالكل في الهم سواء ! . وحكى الكاتب عن حوار شعبي جرى في مقهى متواضع بأحد أحياء القاهرة حوي نماذج متعددة من البشر ، المثقف ، ومدعي الثقافة ، والأمي ، الكل يدلي بدلوه ، الكل تقمص دور البطولة وتسائل أحد الجالسين: هل سيفي الرئيس بوعوده؟ .. فغمز له من يحاوره ظنا منه انه ربما يكون من بين الجالسين من ينقل أخبار هذه التجمعات البريئة إلي سلطات الأمن العليا ، قائلا له: "هل نسيت ان هناك ما يسمي بالخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها أو الاقتراب منها" .. وساد الصمت بضع دقائق إلي أن حسم أكبر الجالسين سنا وهو رجل أمي أبا عن جد قائلا: ما تخافوش يا جماعة ، النهاردة بجد إحنا في عصر الحرية والنزاهة والشفافية ! . إلي متي سيظل أبناؤنا بلا عمل وما قيمة المؤهلات والشهادات التي حصلوا عليها؟ سؤال فاجأنا به أحد الجالسين وهو لا يكاد يقوي علي الكلام من شدة حالة الربو . تطوعت بالإجابة ولم يعترض أحد ، فقلت: ألا تؤمن بأن كل شئ قسمة ونصيب؟! ألا تستحق حكومتنا الغالية كل شكر وتقدير ، فالوزراء يعملون ليلا ونهارا ، ولا يغمض لهم أي جفن ، الكل يتفانى في أداء عمله ، المسألة إننا شعب لا يعجبه العجب. قاطعني صاحب السؤال: انت مبسوط من البطالة؟ أجبت . "البطالة مشكلة عالمية كما لو كانت ماركة مسجل ، ماما أمريكا العظمي لديها بطالة! والبطالة يا سيدي ليست شرا! مد يده ليخنقني ولكنه تراجع في آخر لحظة ، قلت له: يبدو أنك لا تعرف أن قلب الحكومة أحن علي الخريجين أكثر من حنان الأم علي وليدها اتهمني الجميع بأنني متحيز للحكومة وقبل استكمال قائمة الاتهامات أسرعت قائلا: لو دققنا النظر في موقف الحكومة من الخريجين لرفعنا أكف الضراعة طالبين من المولي عز وجل ان يديم الستر علي الوزراء فلا يترك احدهم وزارته إلا عندما تحين ساعته ، الحكومة أيها السادة ترحم العاطلين من مخاطر كثيرة منها: عدم التعرض لوسائل المواصلات المزدحمة علي مدار اليوم والحفاظ علي أموالهم إذا وجدت من السرقة وتشفق عليهم من التكدس في المصالح الحكومية خاصة مع ضيق مساحات الحجرات وتحافظ علي كرامتهم من تسلط بعض المديرين وألسنتهم الحادة فيما يتعلق بتأخير الموظف عن موعد عمله إلي جانب إبعاده عن دخول عالم لوغاريتمات حساب قيمة العلاوة الدورية والزيادة في المرتبات وترحمهم أيضا من لجان المتابعة، هذا قليل من كثير وجزء من كل تفعله الحكومة من اجل عيون الخريجين . لاحظت علي وجوههم عدم الراحة لما أقوله وقبل ان يفيقوا مما هم فيه قلت: كما أنها لم تهمل الجانب الإنساني والترفيهي فالحكومة لأنها غير قادرة علي توفير مساكن لهم ، ومن منطلق تعويضهم عن عدم الزواج ، تنفق الكثير في تقديم مسلسلات وأفلام وبرامج تليفزيونية تستمر حتى الفجر يوميا بها من المناظر العاطفية الملتهبة ما يشبع جوعهم الجنسي وتعطيهم إحساسا بأن الدنيا مازال لونها بمبي وتتيح أمامهم عالما واسعا من الخيال يحقق من خلاله كل منهم أحلامه وهو جالس في مكانه. هل أدركتم الآن لماذا لم تسند إليهم الحكومة أعمالا؟ يسهرون حتى الصباح أمام شاشات التليفزيون وينامون حتى ما بعد الظهر فاجأني احدهم بسؤال: لماذا لا تخصص لهم إعانة بطالة مثلما طالب بعض مرشحي الرئاسة؟ أجبت: حكومتنا لا تقلد أحدا ما أسهل أن تخصص لكل خريج مبلغا من المال شهريا خاصة ان أموالها كثيرة جدا لكنها تدرك تمام الإدراك ان مسألة إعانة البطالة سوف تسبب حرجا وإهانة لهم كيف يحصلون علي تلك الإعانة وهم لا يؤدون أي عمل . قال لي احد الجالسين: هل تعرف ان أحلام الآباء تغيرت.. خذ عندك مثلا: قديما كنا نقول أعز من الولد ولد الولد اليوم نقول اعز من وظيفتي وظيفة لابني!! تظاهر بأنني لم أفهم ما قاله فتطوع صاحبنا الأمي ليشرح لي الأمر قائلا: يعني الأب كان يقول نفسي يا بني أشوف لك حتة عيل قبل ما أموت.. وكانت ألام تقول: امني يا بني أشيل ولادك .. الآن نقول مع كل الآباء امني نشوف لك وظيفة . قلت: دوام الحال من المحال كل شئ يتغير هكذا حال الدنيا . صاح الرجل الأمي انت شغال لا مؤاخذة مع الحكومة، هي مسلطاك علينا؟ نريد الوظائف لأولادنا والستر لبناتنا .. نريد ، قاطعته ألا يكفيك ما ذكرته لك من خدمات تفعلها الحكومة .. رد قائلا: لم يعد لدينا أي صبر ولما أدرك إنني غير راض عما يقوله أضاف: صحيح إحنا شعب صبور وممكن نصبر ليوم القيامة لكن مطلوب من الحكومة تقدم لنا عربون محبة حاجة كدة تحت الحساب! أمانة يا شيخ تكتب مطالبنا دي في الجورنال قلت له: تقصد الصحيفة ، أوعدك استبشر الرجل خيرا وقال: انت كدة فري جود!!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.